• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الإمام المهدي (عج) في كتب علماء السنة

 

سماحة الشيخ باقر المقدسي
والحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وسيد الأولين والآخرين، العبد المؤيد والرسول المسدد المصطفى الأمجد المحمود الأحمد، حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
 قال سيدنا ونبينا رسول الله صلى الله عليه وآله: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».(1)
 
المهدي في الفكر الإسلامي:
من الأمور الحتمية التي تلقّى أنباءها المسلمون من عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن عهد الصحابة إلى عهد التابعين إلى عهد العلماء وما بعدهم قضية ظهور الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه.
ولكثرة ما كان النبي الكريم يخبر عن الإمام المنتظر فقد جمع الصحابة والعلماء مئات الأحاديث عن النبي في هذا الأمر، حتى أصبح عندنا أكثر من سبعين من الصحابة الذين تروى عنهم روايات في الإمام المنتظر عجل الله فرجه، وهذا ما يسمى بالرواية المتواترة، باعتبار توجد روايات آحاد، وهي عبارة عن رواية أو خبر أو حديث أو قول أو فعل ينقله شخص واحد أو شخصان عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وتوجد أخبار صحيحة، مثلاً يؤكد الخبر من قبل شخصين أو ثلاثة من العدول من الثقاة، لكن توجد بعض الأخبار والروايات _ وهي قليلة _  تسمى بالروايات المتواترة أو الخبر المتواتر أو الحديث.
فالمتواتر يعني الحديث الذي يرويه جماعة عن جماعة عن جماعة، إلى أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وآله.
عندما نأتي ونفتح أي كتاب من كتب الحديث عند السنة أو الشيعة أو أي كتاب من كتب التفسير أو أي كتاب من كتب التأريخ الإسلامي نرى أحاديث كثيرة واردة في ظهور المهدي وفي علامات المهدي وفي أوصافه، الدقة الموجودة بالنسبة إلى النبي وما تحدث به عن الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه فوق ما يتصور، فإن عشرات الأحاديث تعطي وضعه الجسمي، شكل العينين، شكل أنفه، شعره، طوله، حتى أسنانه.. إلى آخره(2)... صفات تعطي بالنسبة إلى أخلاقه وروايات بالنسبة إلى أيام ظهوره وروايات تعطى عن أواخر الأيام _ التي هي علامات الظهور _ ماذا يكون من حوادث في العالم وكيف ينهى حكمه العادل وكيف أن الله سبحانه يبعثه وينصر الحق وأهل الحق به، ثم حكمه العادل.
فمثلاً يتحدّث النبي صلى الله عليه وآله ويقول: يقسم المال صحاحاً، قالوا له: ما معنى صحاحاً؟ قال: أي بالسوية.(3)
وأن الله سبحانه يملأ قلوب أمة محمّد صلى الله عليه وآله غنى في زمانه، وهو هذا المهم، فإننا الآن في زماننا توجد أموال تسع كل العالم إذا أرادوا أن يقسموها بالسوية والعدالة تسع كل الناس، لكن الحرص والشح والبخل واللؤم الموجود عند بعض الناس بحيث لا يعطي حتى الحقوق الشرعية، وهذا هو الذي يجعل المجتمع فيه الفقير والغني والمحتاج وغير المحتاج، أمّا إذا ملأ الله سبحانه وتعالى قلوب الناس بالغنى، فيحصل نوع من القناعة ونوع من الرضى بما قسم الله لهم، فالأموال لا يوجد لها تلك الأهمية التي يموت الإنسان من أجلها.
ومن ثم الحديث يضيف إلى هذا سمة أخرى، يقول: «ويكون المال كدوساً»(4) يعني كثيراً مكدساً.
ولا أحد يحتاجه، إلى درجة أن الإمام المهدي عجل الله فرجه ينادي في الناس: من له حاجة في الأموال، لا أحد يتكلم، يقول: رجل يأتي إلى الإمام يقول: أنا لي حاجة، فيقول: اذهب إلى السادن قل له: يقول لك المهدي اعطني أموالاً، وهذا هو، لا يحتاج إلى ورقة وإمضاء وعدد، يقول: فيذهب إليه ويبلغه كلام الإمام، فيقول له: خذ ما تشاء ثم يحثو له حثواً، فيحمل المال فيمضي قليلاً فيندم، يقول: إني أحرص أمة محمد الناس كلهم نادى الإمام فيهم هل من محتاج إلى المال لا أحد تكلم فقط أنا، فيندم، يرجع إلى الخازن يقول: لا أريد، فيلتفت إليه يقول: إنّا إذا أعطينا شيئاً لا نسترجعه.(5)
فبهذه الحالة وبهذه الصورة وبهذه الدقة يصف النبي صلى الله عليه وآله تلك الأيام، وكيف أن الأرض تخرج بركاتها، وكيف تكون النعمة متوفرة في العالم، وكيف الله سبحانه يجمع القلوب على المحبة والرحمة والخير والهدى والصلاح، وأمثال هذه الروايات.
 
فكرة واقعية:
هذه ليست أفكاراً خيالية كما يقول البعض، لأن بعض الناس يؤمنون بأشياء خيالية، فإن الماركسية في بعض الأيام كانت تقول بأن العالم إذا مشى بالشيوعية أو بالاشتراكية سوف يصل البشر إلى درجة بحيث لا حاكم ولا محكوم ويديرون أنفسهم بأنفسهم ولا تحصل أي مخالفات، في الوقت الذي كان رؤوساء الشيوعية هم أبخل الناس، يجمعون الأموال ويسكنون القصور العالية في نفس الوقت الذي يطالبون _ ظاهراً _ بحقوق العمال والمستضعفين والفقراء حتى يقولون _ على سبيل المثال _ أن برجنيف سأل أمه قال لها: كيف وضعنا نحن؟ قالت له: وضعك جيد لكن أخاف عليك من الشيوعية، تعني أن الشيوعيين إذا جاؤوا يأخذون أموالك وأنتم دائماً تهددون الناس وأهل الأموال بالشيوعية، وكان هو رئيس الشيوعية في ذلك الوقت.
إذن توجد كلمات خيالية، لكن هذا ليس خيالاً، بل هو واقع، وهذا ينطق به رسول الله الذي أخبرنا عن أخبار السماء، الذي أخبرنا عن أخبار الآخرة، الذي أخبرنا عن أخبار الأمم الماضية، فهو يخبرنا أيضاً عن المستقبل، مثلاً أخبرنا عن قضية الحسين(6) مثلما أخبرنا عن قضايا دقيقة مثل أن أمير المؤمنين كيف يغصب حقه(7) وكيف يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين(8) وكيف يقتل في محرابه،(9) كل هذه الأخبار بدقة وكلها طبقت كلها وقعت وتحققت، كذلك أخباره عندما يخبر عن الإمام الحجة عجل الله فرجه.
على كل حال، مع الأسف الشديد إن البعض ممن يدعي الإسلام عندما تواجههم بالواقع وعندما تخبرهم عن أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر بصورة حتمية عن ظهور الإمام المنتظر عجل الله فرجه وعن تفاصيل ذلك، ينكرون ذلك لا اعتماداً على عقل ولا اعتماداً على حديث ولا اعتماداً على قول صحيح، وإنما تعصباً.
فمثلاً ابن خلدون ينكر قضية الإمام المهدي.(10)
وعبد الحسيب طه حميدة مثلاً في كتاب أدب الشيعة يقول: فكرة المهدي وعقيدة المهدي فكرة خلقتها الظروف الصعبة التي مرت بالشيعة، خصوصاً بعد قتل الحسين، باعتبار أنه بعد قتل الحسين عليه السلام ضعفت الشيعة فخافوا أن تتبعثر فرقتهم وطائفتهم وجماعتهم لذلك جعلوا أحاديث عن قضية الإمام المهدي وأن الحكم سيكون بأيديهم وأيدي أئمتهم ويعود إليهم ويحكمون العالم، وأمثال هذه الكلمات التي تقال حتى لا تتفكك الجماعة الشيعية ولا تنهار معنوياتهم.
أو أحمد أمين المصري الذي يتهم الأحاديث التي وردت في الإمام المهدي عجل الله فرجه.(11)
بينما عقيدة المهدي عقيدة إسلامية بحتة، عقيدة وفكرة متأصلة وضع أساسها رسول الله صلى الله عليه وآله.
 
المهدي في كتب المسلمين:
ولهذا من جهة إلزام الآخرين أذكر بعض الكتب وبعض المقالات الخاصة بالإمام المهدي، وليس لي شغل بكتب جماعتنا الشيعة، بل من كتب اخواننا السنة، وأخصص كلامي فقط في الكتب والمقالات الخاصة، ولا أذكر عن العامة، لأن أي كتاب من كتب الأحاديث تفتحه تجد فيه فصلاً أو باباً أو عدة فصول عن الإمام المنتظر.
لكن نأتي إلى الكتب المستقلة التي ألفت من قبل علماء اخواننا السنة، ومؤلفوها هم علماء موثوقون وعلماء أعلام يعتمد عليهم وليسوا أناساً صغاراً أو قليلي العقل لكي نحتاج لأن نرى الحق مع من وهل أن قضية الإمام المنتظر بدعة عقائدية خلقتها الشيعة أو فكرة جديدة أوردها الشيعة وليس لها أصل في الإسلام؟ أم هي متأصلة في الإسلام وعلماء الحديث كتبوا عنها الشيء الكثير؟
إذن نحن وما كتبه اخواننا علماء السنة في الإمام المنتظر عجل الله فرجه من كتب، على نحو الاستطراد والسرعة:
1 _ أبو نعيم الاصفهاني، من كبار العلماء، عنده ثلاثة كتب: مناقب المهدي، نعت المهدي، كتاب الأربعين حديثاً في المهدي.
2 _ جلال الدين السيوطي، صاحب الكتب والتفسير المعروف، عنده كتابان: العرف الوردي في أخبار المهدي، وعلامات المهدي.
3 _ حماد بن يعقوب الرواجني، عنده كتاب: أخبار المهدي.
4 _ ابن حجر العسقلاني، عنده كتاب: القول المختصر في علامات المهدي المنتظر.
5 _ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي، عنده كتاب: البيان في أخبار صاحب الزمان.
6 _ ملا علي المتقي الهندي، صاحب كتاب كنز العمال، وهو أحد الكتب المهمة عند أبناء العامّة، عنده: البرهان في علامات مهدي آخر الزمان.
7 _ علي بن سلطان الهروي الحنفي، عنده: المشرب الوردي في أخبار المهدي.
8 _ وفي الرد على ابن خلدون الذي ينكر قضية الإمام المهدي كتب بعض علماء اخواننا السنة كتباً في هذا الباب في الرد عليه، فمثلاً أحمد بن محمد بن الصديق المغربي كتب كتاب «إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون» وأيضاً له اسم ثان «المرشد المبدي لفساد طعن ابن خلدون في أحاديث المهدي».
9 _ كما أنّ شهاب الدين الحلاوني الشافعي صنع له منظومة تشتمل على خمسة وخمسين بيتاً حول أوصاف الإمام المهدي المستفادة من الأحاديث النبوية الشريفة، سماه: القطر الشهدي في أوصاف المهدي.
في أول المنظومة يقول:
بسلام إلى الرسول تؤول
مهدي ماذا منه أبنا الدليل
ومما بسط الناس يطلب التفصيل
هو أجلى أقنى أشم كحيل
أيمن خديه خال حسن جميل
براق الثنايا وربعة لا يطول
كالكوكب الدري المضيء جليل   مالك الحمد هب صلاة تطول
أي هذا السؤول عن نبأ الـ
خذه رمزاً يغني الذي
هو ضرب من الرجال خفيف
أعين أفرق أزج على
أفلج الثغر حين يبسم
وجهه في اشتداد شمرته
... إلى آخر منظومته.
10 _ المحدث محمد البلبيس الشافعي، جاء إلى منظومة القطر الشهدي فشرحها، اسم الكتاب الذي شرح المنظومة: العطر الوردي بشرح القطر الشهدي.
11 _ ثم شمس الدين السفاريني النابلسي، يوجد عنده كتاب: لوائح الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأخرية، هذا شرح لأرجوزة في الإمام المهدي أسماه: الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية لشمس الدين السفاريني، يذكر فيها ويقول:
فكله حق بلا شطاط
محمد المهدي والمسيح
بباب لدٍّ خل عن جدال   وما أتى في النص من أشراط
منها الإمام الخاتم الفصيح
وأنه يقتل للدجال
... إلى آخر ما قال.
12 _ الشيخ البهائي عنده قصيدة في الإمام المهدي معروفة بـ: وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان، فجاء أحمد بن علي الحنفي المنيني _ أحد علماء اخواننا السنة _ وشرح قصيدة الشيخ البهائي وسمّى الكتاب: فتح المنان في شرح قصيدة الشيخ البهائي المعروفة بوسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان.
هذه إلمامة سريعة عن الكتب.
 
أما المقالات:
أولاً: مقالة بعنوان: نظرة في أحاديث المهدي، لمحمد الخضر حسين المصري، نشرتها مجلة التمدن الإسلامي (12) التي تصدرها جمعية التمدن الإسلامي في دمشق السورية بتأريخ محرم الحرام سنة 1370.
ثانياً: مقالة حول المهدي، للشيخ ناصر الدين الألباني، هي جواب عن سؤال لبعض قراء مجلة التمدن الإسلامي الدمشقية، بتأريخ ذي القعدة 1375 هـ، وفيها رد على السيد محمد رشيد رضا ومحمد عبد الله السمان.
ثالثاً: مقالة نشرتها مجلة رابطة العالم الإسلامي، التي تصدر في مكة المكرمة، لسكرتير الرابطة الأستاذ محمد صالح القزاز، في جوابه على سؤال ورد من أبي محمد من كينيا حول المهدي المنتظر.
رابعاً: مقالة بعنوان: عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر، للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وذيّلها الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس الجامعة الإسلامية في ذلك الوقت والعالم المعروف اليوم، نشرتها مجلة الجامعة الإسلامية في العدد الثالث ذو القعدة 1388.
خامساً: أيضاً مقالة بعنوان: الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي، لعبد المحسن بن حمد العباد، رداً على الشيخ عبد الله بن زيد المحمود رئيس المحاكم الشرعية في دولة قطر في رسالته التي أنكر فيها المهدي المنتظر بعد حوادث سنة 1400 هـ لاقتحام المسجد الحرام، فهذا كان كاتباً مقالة ضد المهدية وضد المهدي وإلى آخره، فأجابه عبد المحسن بن حمد العباد ورد عليه.
والمقالة موجودة، نشرتها مجلة الجامعة الإسلامية الصادرة في المدينة المنورة في العدد الأول من السنة الثانية عشر 1400 هـ.
أما الشعر:
فقد قال ابن العربي الحاتمي، من كبار علماء اخواننا السنة:
وعن إمام العالمين فقيد
هو الصارم الهندي حين يبيد
هو الوابل الوسمي حين يجود(12)
  ألا إن ختم الأولياء شهيد
هو السيد المهدي من آل أحمد
هو الشمس يجلو كل غم وظلمة
وقال محمد بن طلحة الشافعي، في كتابه مطالب السؤول في مناقب آل الرسول:
هداه منهج الحق وآتاه سجاياه
وآتاه حلى فضل عظيم فتحلاه
وذو العلم بما قد قال إذ أدرك معناه
وقد أبداه بالنسبة والوصف وسماه
فمن قالوا هو المهدي ما مانوا بما فاهوا(13)
  فهذا الخلف الحجة قد أيده الله
 وأعلى في ذرى العلياء بالتأييد مرقاه
وقد قال رسول الله قولاً قد رويناه
يرى الأخبار في المهدي جاءت بمسماه
ولن يبلغ ما أوتيه أمثال وأشباه
ابن أبي الحديد، عنده مقطوعة من جملتها يقول:
مهديكم وليومه أتوقع
كاليم أقبل زاخراً يتدفع(14)
  ولقد علمت بأنه لابد من
تحميه من جند الإله كتائب
هذه إلمامة سريعة عما ورد عن اخواننا السنة في الإمام المنتظر من كتب ومقالات وبعض القصائد والأشعار.
بالله عليك كل هؤلاء العلماء السنة أنفسهم يكتبون عن الإمام المهدي المنتظر، أو ليس هذا دليلاً على أن قضية الإمام المنتظر قضية إسلامية أصلية واقعية ليس للشيعة دخل فيها؟!
الشيعة يروون عن رسول الله صلى الله عليه وآله روايات ويأخذونها بعين القبول ما دامت صحيحة، علماً أنه لم ترد روايات متواترة وأخبار في مناسبات وقضايا أخرى بهذا المقدار وبهذا التأكيد.
على كل حال، فالإمام المهدي عجل الله فرجه ظهوره حتم، إلى درجة أن الإمام يتحدث عنه النبي الكريم فيقول: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي اسمه اسمي _ في بعض الروايات كنيته كنيتي شمائله شمائلي _ يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.(15)
 
التحريف في الحديث:
هنا ألفت النظر إلى شيء.
أولاً: بعض من يروي هذا الحديث يضيف إليه: «اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي»(16) في الوقت الذي نحن نعلم أن اسم أبيه الحسن العسكري عليه السلام، بينما اسم والد رسول الله صلى الله عليه وآله عبد الله، فإذن كيف نجمع بين هذين؟!
إذا أراد الباحث أن يرجع إلى أصل الأخبار يرى أن هذه الكلمة «واسم أبيه اسم أبي» أضيفت إلى حديث النبي ولم تكن موجودة في الأصل.
فإنّه توجد بعض الأحاديث الصحيحة التي جاء الوضّاعون فأضافوا إليها، فالذي يأتي بعد يتصور أنها من الأصل، مثل حديث: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهباً ولا فضة ولا داراً ولا عقاراً، وإنما نورث العلم والحكمة» هذا في باب الحكمة والعلم، أنه الوراثة الأصلية هذه، وليس معناه أننا إذا تركنا شيئاً لا يصل إلى الورثة.
لكن أضافوا إليها «وما تركناه صدقة»(17) وهذه ليست من الأصل، لكن الناس لا تلتفت.
هنا عندما يرجع الإنسان إلى التاريخ يرى الحسنيين _ مع احترامنا لسادتهم المؤمنين _ عندهم حركة باسم حركة المهدية، لأنه من كثرة ما تلقى الناس أخبار المهدي وأنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويقضي على الظالمين، فكلما كان يحصل الظلم والعدوان، ويأتي من يدعو إلى تعديل الأمور وإلى القضاء على الظلم والعدوان والظالمين كانوا يقولون: هذا المهدي، إلى هذا الحد كانت الناس مستبشرة بالمهدي.
فكانت حركة ضد بني أمية أواخر أيام بني أمية قام بها الحسنيّون وعلى رأسهم محمد بن عبد الله المحض، فبايعه حتى المنصور والسفاح وجماعة العباسيين على أنّه المهدي المنتظر، كما بايعه جماعة من العلويين، ما عدا الأئمة والذين يعتقدون عقيدتهم في أن الإمام المهدي المنتظر هو الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام.
ولذا عبد الله بن الحسن طلب إحضار الإمام الصادق وطلب منه أن يبايع ابنه باعتبار أنه المهدي فقال له الإمام عليه السلام بأنّ هذا ليس هو المهدي المنتظر، أما قضية أنه يثور ضد الظلم والظالمين فذاك معنى آخر.
فادعوا أنه المهدي، لكن كيف يرتبون القضية؟! فقالوا: اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، حتى يكون محمد بن عبد الله.
واللعبة هذه قام بها المنصور أيضاً، فالمنصور الدوانيقي لما استولى على الحكم وأراد أن يقضي على حركة محمد لقّب ابنه محمد بالمهدي وأكد أنه هو اسمه عبد الله _ لأنه أمر مستغرب أخوان: سفاح اسمه عبد الله والمنصور اسمه عبد الله _ المهم أنه صار محمد المهدي: محمد بن عبد الله، فكان يدّعي أن محمد بن عبد الله الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً هو ابني.
فهذه الإضافة في الواقع غلط وليست صحيحة، ولا قال النبي: ان اسم أبيه اسم أبي بل الأحاديث عندنا صحيحة على أن اسم أبيه الإمام الحسن العسكري عليه السلام.(18)
 
الشبهات:
وتوجد بعض الشبهات أيضاً ترد في قضية الإمام المهدي يجب أن نلتفت إليها:
مثلاً شبهة أن الإمام المهدي يعتقد الشيعة بأنه غاب في السرداب، فابن خلدون عندما يأتي إلى الأئمة الاثنا عشر يذكرهم يقول عن الإمام الثاني عشر: يدعي الشيعة أن إمامهم الثاني عشر غاب في السرداب في الحلة، واللطيف أن الحلة في ذلك اليوم لم يكن لها وجود تأريخياً، فإن الحلة قد شيدت من بعد مئتين أو أكثر من السنين.
وآخر يقول سرداب في بغداد، آخر يقول في سامراء.
ثم يضيفون إلى هذا أن الشيعة يأتون كل ليلة ويأتون بجواد مسرج ويقفون بباب السرداب وينادون: اخرج إلينا يا مولانا مدة ساعة، لا يخرج فيرجعون.(19)
بالله عليكم نحن شيعة وآباؤنا وأجدادنا، ونحن لا نعيش في جنوب أفريقيا، بل نحن مع المسلمين نعيش في كل مكان، إلى الآن لم نسمع أن أحداً قال أجدادنا أو جماعة منهم كانوا يأتون إلى السرداب ويقولون هكذا..
لماذا هذا الكذب؟! لماذا يفرقون بين المسلمين بالأكاذيب؟!
ثم آتونا بسند من مصدر أو كتاب يقول بأن الشيعة يعتقدون أن الإمام غاب في السرداب! لا يوجد هذا الشيء عندنا.
نعم، هذا السرداب هو من بيت الإمامين الهادي والعسكري وثم الإمام المهدي، وتعرفون أن بيوت سامراء كبيرة جداً، وإذا رجعنا إلى التحقيق نرى أن بيت الإمام الهادي عليه السلام بيت كبير، فهو يضم قسماً من الصحن من مكان دفن الإمام عليه السلام إلى السرداب، وغالباً هناك توجد سراديب، بسبب حرارة الجو في ذلك الوقت فيتوقّون الحر بالنزول إلى السرداب.
وهذا السرداب قبل 250 سنة كان متصلاً، وكان هناك طريق طويل من الرواق إلى السرداب، ثم بعد ذلك رأوا أنه طريق طويل، لذلك ترى في بعض الزيارات القديمة يذكرون زيارة الإمامين العسكريين ثم زيارة الإمام المهدي عجل الله فرجه قبل زيارة نرجس وحكيمة باعتبار أن باب السرداب من هناك.
ثم قطعوا هذا الطريق وصنعوا له طريقاً جديداً هذا الصحن والقبة كله جديد.
وفي كل مكان إذا كان الإمام وضع قدمه أو صلى فيه سمّي مقام الإمام، وليس عندنا فقط مسجد الكوفة ومسجد السهلة، بل عندنا مقام جبرئيل وعندنا مقام النبي ومقام نوح وغيرهم، وهذا معناه أن هؤلاء أتوا إلى هذا المكان فتبرك بهم أكثر.
نحن نعتقد أن الإمام نور الله في الأرض وحجة الله في الأرض، فعندما يحل في مكان تحل فيه البركة، فثلاثة من الأئمة يعيشون في هذا المكان: الإمام الهادي عشرين سنة عاش فيه ومن بعده الإمام العسكري إلى أن توفي ثم الإمام المهدي إلى أن غاب بوفاة والده، فهؤلاء عاشوا في هذا المكان ليالي وأياماً حتى يحفظوا أنفسهم من الحر، والإمام كثير الذكر _ بل هو أعبد الناس _ فهؤلاء عندما يعبدون الله في هذا المكان يكون مكاناً مقدساً مباركاً، وإن وجدت أدعية وما شابه ذلك للإمام الحجة فإنه أين ما تقرأها فهو صحيح، سواء على السطح أم تحت، لكنه باعتبار أن هذا المكان كان يضمهم فهنا أفضل من غيره.
وإلا فإنه لا يوجد هذا الشيء، ولا يوجد مصدر واحد من مصادر الشيعة يقول بأن الإمام المهدي غاب في السرداب وأن الشيعة تعتقد أن الإمام غاب في السرداب.
وبعض شعراءهم يقول:
له الفضل عن أم القرى وله الفخر
أن اتخذ السرداب برجاً له البدر(20)
  فما أسعد السرداب في سر من رآى
فيا للأعاجيب الذي من عجيبها
هذا عنده قليل من التأدب.
آخر ليس له أدب، ويطعننا  بالصميم يقول:
صيرتموه بزعمكم إنسانا
ثلثتم العنقاء والغيلانا(21)
  ما آن للسرداب أن يلد الذي
فعلى عقولكم العفا فإنكم
في الوقت الذي يؤكد فيه علماؤنا على أنه لا توجد هكذا عقيدة عندنا، ولا عندنا مستند على أن الإمام غاب في السرداب، وإنما توجد رواية أحمد الجاني الحنفي من علماء اخواننا السنة _ وليست عندنا _ أن الخليفة العباسي بعد وفاة الإمام الحسن العسكري أمر جماعة أن يهجموا على دار الإمام الحسن العسكري وأن يلقوا القبض على من يجدونه هناك من الذكور، فيقول: أقبلنا وإذا بصوت تلاوة قرآن وإذا توجد باب إلى السرداب، فنزلنا هناك وإذا بالسرداب مملوء ماء وعلى الماء سجادة وعليها شاب واقف يصلي، فنزل أحدهم أراد أن يلقي القبض عليه فغرق فاستنجد بنا فأخذناه من يده والثاني كذلك، فقلنا: نعتذر إليك إلى آخره.. (22)
فلعل هذه الرواية هي التي جعلتهم يقولون سرداب الغيبة.
وإذا عوام الناس قالوا شيئاً فلا يوجد دليل، حتى أن الشيخ عباس القمي في مفاتيحه يؤكد على أنه لا يوجد عندنا دليل على أن الإمام غاب في السرداب وإنما هذا المكان مقدس لأنه محل ومقام الأئمة عليهم السلام.(23)
حتى أن السيد محسن الأمين العاملي يوجد عنده قصيدة في الرد على قصيدة رائية وردت إلى النجف الأشرف قبل عشرات السنين، أيام كان هو ومجموعة من كبار العلماء، هذه القصيدة الرائية التي منها:
«فما أسعد السرداب في سر من رآى».
فأجابه جماعة من جملتها قضية السرداب، يقول في أسطورة الغيبة في السرداب:
وأسعد منه البيت والركن والحجر
بدار تناهى عندها العز والفخر
من الآل يستسقى بذكرهم القطر
وذكر اسمه فيها فطاب بها الذكر
من الحجة المهدي حار لها الفكر
وعاقبة البغي الندامة والثبر
لمن خاضه منهم وكانوا ولا بحر(24)
عن السادة الأطهار يعطى بها الأجر
به ولهم من خوفه أوجه صفر
وفي نسبة السرداب هذا هو السر
توارى عن الأبصار إذ ناله الضر
لنا ناسباً هذا فقولته هذر
ومنه على أقطارها يعبق النثر
ومن نفعها لم يحرم البحر والبر
ففي البيت من أم القرى يطلع البدر(25)
ويعلن له بالطاعة العبد والحر
مقالة اخوان لنا لهم قدر
وعابوا بما لم يجر منا له ذكر
وأمسى مقيماً فيه ما بقي الدهر
بذلك لا يعروه خوف ولا ذعر
وهل ضم هذا القول من كتبنا سفر
نسبتم وإن تأبوا فموعدنا الحشر(26)
  فما أسعد السرداب في سر من رآى
وما شرف السرداب إلا لأنه
تشرف مبناها بسكنا ثلاثة
وقد أذن الباري تعالى برفعها
وقد كان في السرداب أعظم آية
أرادوا به سوءاً فخيب سعيهم
رأوا دونهم بحراً من الماء مغرقاً
وقد جاء للمهدي فيه زيارة
وكم عبد الرحمن آل محمد
ففي شرف السرداب هذا الذي اتى
وما غاب في السرداب قط وإنما
ولا اتخذ السرداب برجاً ومن يكن
بلى أمست الدنيا به مستنيرة
فكان كمثل الشمس بالسحب حجبت
وإن زهر السرداب بالبدر برهة
يبايع ما بين المقام وركنه
فيا للأعاجيب التي من عجيبها
لنا نسبوا شيئاً ولسنا نقوله
بأن غاب في السرداب صاحب عصرنا
ويخرج منه حين يأذن ربه
أبينوا لنا من قال منا بهذه
وإلا فأنتم ظالمون لنا بما
الخاتمة:
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
الإنسان يجب أن يتوخى الحذر فإذا وجد حديثاً أو أثراً، خصوصاً من رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فلا ينكره للعصبية أو للجهل أو للعناد، وإنما يذعن له ويعترف بأن الذي جاء به رسول الله حق وسيتحقق حتماً، فهو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه واجعلنا من أنصاره وأعوانه.
يا غائباً لم تغب عنا رعايته                  ولا يزال بعين اللطف يرعانا
قرب الفرج حتماً ويجب أن نعد أنفسنا لاستقباله إن شاء الله، لأن أكثر العلامات تدل على أنه قرب الفرج وعلى أنه قرب الموعد، ومعنى الانتظار وثواب الانتظار أن الإنسان يعد نفسه، فإذا تنتظر ضيفاً يأتيك فلا تذهب وتنام بالبيت وإنما تهيئ البيت والغذاء وتهيئ نفسك لأنه يأتيكم بغتة، فلا تقول: إذا أتى أتوب وأستغفر وأعطي الحقوق الشرعية، فهذا ليس فيه فائدة، بل من الآن يجب أن يعد الإنسان نفسه وواجباته الشرعية وحقوق الناس وحق الله يعطيه من طاعة أو عبادة، يأمر بالمعروف حسب قدرته، ينهى عن المنكر حسب قدرته.
وإلا ليس معنى هذا أن الإمام يصلح الأمور ونحن نعمل ما نشاء إلى أن يأتي ويصلح الأمور، نحن يجب أن نهيئ الأمور أيضاً، نحن يجب أن نكون في حال ترقب.
اللهم عجل فرجه، هذه الآلام التي تمر على المسلمين أملنا بالإمام الحجة المنتظر هو الذي يقضي على الظالمين وهو الذي يقطع دابر الظالمين وهو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً...
 
سقينا الردى من ظلم أعدائكم جهرا
غياثاً لنا يا خير من وطأ الغبرا
وسبطيه والغر الميامين والزهرا
شتات ووجه العدل أصبح مغبرا
وطوعك ما في هذه الدار والأخرى
أيا بن الهداة الغر من قد سموا قدرا
غريباً ومنه القوم قد هشموا الصدرا   يابن الهدى عجل إلينا فإننا
أغثنا رعاك الله إنك لم تزل
فنقسم بالهادي عليك وصهره
تحنن علينا وارفع الجور فالهدى
اتهضمنا الأعداء وأنت إمامنا
فأندبه والدمع يسبق منطقي
أما آن أخذ الثار للسبط إذ قضى

________________________________________
(1) سنن أبي داوود: 2 / 309 الحديث 4282، سنن الترمذي: 3 / 343 الحديث 2331 _ 2332، الدر المنثور للسيوطي: 6 / 58، كنز العمال: 14 / 264 الحديث 38661...
(2) انظر: سنن أبي داوود: 2 / 310 الحديث 4285، المستدرك على الصحيحين للحاكم: 4 / 557، البيان للشافعي: 515 الباب 19، الفتن لابن حمّاد: 101، وغير ذلك الكثير.
(3) المستدرك على الصحيحين: 4 / 558، مسند أحمد: 3 / 37، مجمع الزوائد للهيثمي: 7 / 313.
(4) المستدرك على الصحيحين: 4 / 558، سنن ابن ماجة: 2 / 1366 الحديث 4083، مسند أحمد: 3 / 22.
(5) انظر: مسند أحمد: 3 / 52، الدر المنثور للسيوطي: 6 / 57، كنز العمال للمتقي الهندي: 14 / 261 الحديث 38653.
(6) انظر: البداية والنهاية لابن كثير: 8 / 217، الإصابة لابن حجر: 1 / 371، تأريخ دمشق: 14 / 223.
(7) انظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20 / 326، تأريخ البخاري: 2 / 174، تذكرة الحفاظ للذهبي: 3 / 995.
(8) انظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3 / 139.
(9) انظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 136، كنز العمال للمتقي الهندي: 13 / 192 الحديث 36571.
(10) انظر: تأريخ ابن خلدون: 1 / 311.
(11) انظر: المهدي والمهدوية: 108.
(12) الفتوحات المكية لابن عربي: 3 / 327.
(13) مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 89 الباب 12.
(14) شرح القصائد العلويات لابن أبي الحديد: 143.
(15) سنن الترمذي: 3 / 343 الحديث 2331، مسند أحمد: 1 / 376، المعجم الكبير للطبراني: 10 / 133 الحديث 10214 _ 10222.
(16) انظر: سنن أبي داوود: 2 / 309 الحديث 4282، شرح الأخبار: 3 / 322، كنز العمال: 14 / 366 الحديث 38669.
(17) انظر: صحيح البخاري: 4 / 42، صحيح مسلم: 5 / 152.
(18) انظر: حديث الصحيفة الذي يذكر أسماء الأئمة عليهم السلام جميعاً بما فيهم الحجة المهدي المنتظر عليه السلام: إكمال الدين وإتمام النعمة: 305 الحديث 1، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: 1 / 255.
(19) تأريخ ابن خلدون: 1 / 199.
(20) هذه الأبيات لأحد العلماء من الآلوسيين، وقد رد عليه جماعة كبيرة من علمائنا، وللمزيد: راجع: إلزام الناصب لليزدي الحائري: 2 / 324، ديوان السيد رضا الهندي: 26.
(21) انظر: الصواعق المحرقة لابن حجر: 100.
(22) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: 249، الخرائج والجرائح للراوندي: 1 / 460.
(23) الخرائج والجرائح: 2 / 942.
(24) هذه إشارة لرواية الجامي الحنفي، والثبر يعني الطعن والطرد.
(25) إشارة إلى أن الإمام يخرج في مكة ويبايع بين الركن والمقام.
(26) راجع: إلزام الناصب لليزدي الحائري: 2 / 324، ديوان السيد رضا الهندي: 26. 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page