أجمع المسلمون على مر أعصارهم و مختلف مذاهبهم على صحة أحاديث البشارة النبوية الشريفة في المهدي المنتظر،و لم يشذ عن الاجماع إلا أفراد اعتمدوا على الاستغراب و الاستبعاد،و قام العلماء بردهم و تفنيد قولهم.
و السبب في هذا الإجماع أن الأحاديث الشريفة عن النبي(ص)في الموضوع متواترة و كثيرة،تبلغ العشرات بل المئات.و معنى الحديث المتواتر أن يكثر رواته و يتنوعوا بحيث لا يمكن اتفاقهم على الكذب.
قال صاحب غاية المأمول«اشتهر بين العلماء سلفا و خلفا أنه في آخر الزمان لا بد من ظهور رجل من أهل البيت يسمى المهدي...و قد روى أحاديث المهدي جماعة من خيار الصحابة،و خرجها أكابر المحدثين:كأبي داود،و الترمذي،و ابن ماجه،و الطبراني و أبي يعلى،و البزاز،و الإمام أحمد،و الحاكم رضي الله عنهم أجمعين.و لقد أخطأ من ضعف أحاديث المهدي كلها.قال الحافظ في فتح الباري:تواترت الأخبار بأن المهدي من هذه الأمة و أن عيسى بن مريم سينزل و يصلي خلفه»ج 5ـص .362
و قال الشوكاني في رسالته المسماة«التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر و الدجال و المسيح»بعد سرد الأحاديث:«و جميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطلاع».و قال الصبان في اسعاف الراغبين:«و قد تواترت الأخبار عن النبي(ص)بخروجه و أنه من أهل بيته،و أنه يملأ الأرض عدلا»ج 2ـص .140
و قال الشيخ عبد الحق في اللمعات«قد تظاهرت الأحاديث البالغة حد التواتر في كون المهدي من أهل البيت من أولاد فاطمة»حاشية صحيح الترمذي ج 2ـص .46
و قال ابن حجر الهيثمي«و الأحاديث التي جاء فيها ذكر ظهور المهدي كثيرة متواترة»الصواعق المحرقة ج 2ـص .211
و قال السويدي«الذي اتفق عليه العلماء أن المهدي هو القائم في آخر الوقت،و أنه يملأ الأرض عدلا،و الأحاديث في ظهوره كثيرة»سبائك الذهب ص .78
و قال ابن خلدون«إعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين و يظهر العدل و يسمى بالمهدي»المقدمة ص .367
و قد عدد الشيخ عبد المحسن العباد المدرس بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة ستة و عشرين صحابيا ممن سمعوا من النبي(ص)أحاديث البشارة بالمهدي المنتظر،و ثمانية و ثلاثين محدثا و مؤلفا أخرجوا هذه الأحاديث،و عشرة من العلماء خصوا الموضوع بمؤلفات خاصة.جاء ذلك في محاضرة موسعة بعنوان«عقيدة أهل السنة و الأثر في المهدي المنتظر»و قد علق الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي السعودية اليوم على المحاضرة و أشاد بها و قال«ان الحق و الصواب هو ما أبداه فضيلته في هذه المحاضرة كما بينه أهل العلم،فأمر المهدي أمر معلوم و الأحاديث فيهمستفيضة بل متواترة متعاضدة،و قد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها كما حكاه الأستاد في هذه المحاضرة،و هي متواترة تواترا معنويا لكثرة طرقها،و اختلاف مخارجها،و صحابتها،و رواتها،و ألفاظها،فهي بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمره ثابت و خروجه حق»..
كانت هذه المحاضرة و التعليق عليها في سنة 1388 هـ1968 م و نشرتها مجلة الجامعة الاسلامية في عدد ذي القعدة من تلك السنة.
و قد استخرج الباحث الشيخ لطف الله الصافي في موسوعته«منتخب الأثر»أحاديث المهدي عليه السلام من أكثر من ستين مصدرا من كتب السنة من ضمنها الصحاح الستة،و أكثر من تسعين مصدرا من كتب الشيعة من ضمنها الكتب الأربعة،و قام بتبويب أحاديثها.
الممهدون للمهدي عليه السلام ص 12
علي الكوراني
اجماع المسلمين على صحة البشارة النبوية
- الزيارات: 12770