• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اليمن ودورها في عصر الظهور

 

وردت في ثورة اليمن الإسلامية الممهدة للمهدي(عج) أحاديث متعددة عن أهل البيت، منها بضعة أحاديث صحيحة السند ، وهي تؤكد حتمية حدوث هذه الثورة وتصفها بأنها راية هدى تمهد لظهور المهدي(عج)وتنصره.
بل تصفها عدة روايات بأنها أهدى الرايات في عصر الظهور على الإطلاق ، وتؤكد على وجوب نصرتها كراية المشرق الإيرانية وأكثر، وتحدد الأحاديث وقتها بأنه مقارن لخروج السفياني في رجب ، أي قبل ظهور المهدي(عج) ببضعة شهور ، ويذكر بعضها أن عاصمتها صنعاء .
أما قائدها المعروف في الروايات باسم (اليماني) فتذكر رواية أن اسمه (حسن أو حسين) من ذرية زيد بن علي‘ .
وهذه نماذج من أحاديث حركة اليماني:
عن الإمام الصادق علیه السلام قال: ( قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني ، والسفياني ، والصيحة ، وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء ) (البحار: 52 /204 ).
وعنه قال: ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً ، فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم . وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية حق لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) ( بشارة الإسلام ص93 عن غيبة النعماني ).
وعن الإمام الرضا علیه السلام قال لمن زعم أنه هو المهدي: ( قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح ، فكيف يقول هذا هذا ). (البحار:52/233 ) .
وقال المجلسي: ( أي كيف يقول هذا الذي خرج أني القائم ، يعني محمد بن إبراهيم ، أو غيره ) . انتهى.
والمراد بالمرواني المذكور في الرواية قد يكون هو الأبقع ، أو يكون أصله الخراساني فوقع فيه التصحيف من النساخ .
وعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق) ( البحار:52/210) .
وعن هشام بن الحكم أنه لما خرج طالب الحق قيل لأبي عبد الله علیه السلام (أي الإمام الصادق): (أترجو أن يكون هذا اليماني؟ فقال: لا . اليماني يتوالى علياً ، وهذا يبرأ منه) ( البحار:52/75 )
وفيها أيضاً: (اليماني والسفياني كفرسي رهان) ، أي كفرسي السباق يسعى كل منهما أن يسبق الآخر .
وجاء في بعض الروايات عن المهدي(عج)أنه (يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة) (البحار: 52/380) .
وكرعة قرية في منطقة بني خَوْلان باليمن قرب صعدة ، وإن صحت الرواية فلابد أن يكون المقصود فيها أن اليماني يبدأ أمره من هذه القرية ، كما ورد أن مبدأ أمر المهدي(عج) من المشرق ، أي مبدأ حركة أنصاره ، لأن الثابت المتواتر في الأحاديث أن المهدي(عج) يخرج من مكة من المسجد الحرام .
وفي بشارة الإسلام ص187: ( ثم يخرج ملك من صنعاء اسمه حسين أو حسن ، فيذهب بخروجه غمر الفتن ، يظهر مباركاً زاكياً ، فيكشف بنوره الظلماء ، ويظهر به الحق بعد الخفاء ).
وفيما يلي عدة ملاحظات حول ثورة اليماني:
منها ، مايتعلق بدورها ، فمن الطبيعي لثورة ممهدة للمهدي(عج)في اليمن أن يكون لها دور هام في مساعدة حركته ومساندتها في الحجاز . وعدم ذكر هذا الدور لليمانيين في الأحاديث الشريفة لاينفيه ، بل قد يكون من أجل المحافظة عليه وعدم الاضرار به .
وسنذكر في حركة ظهوره أن القوة البشرية التي تقوم عليها حركته في مكة والحجاز ويتألف منها جيشه ، تتكون بشكل أساسي من أنصاره الحجازيين واليمانيين .
أما دور اليمانيين الممهدين في العراق ، فقد ذكرت بعض الروايات أن اليماني يدخل العراق على أثر غزو السفياني له ، وأنه يكون لهم دور مساعد في قتال السفياني ، لأن الأخبار تشعر بأن الطرف المواجه للسفياني هم أهل المشرق أصحاب الخراساني وشعيب .
أما في منطقة الخليج فمن الطبيعي أن يكون الدور الأساسي فيها لليمانيين مضافاً إلى الحجاز ، وإن لم تذكر ذلك الروايات .
بل لعل حكم اليمن والحجاز وبلاد الخليج يكون بعهدة قوات اليمانيين التابعة للمهدي(عج) .

ومنها ، في السبب في كون راية اليماني أهدى من راية الخراساني ، مع أن راية الخراساني ورايات أهل المشرق عامة موصوفة بأنها راية هدى ، وبأن قتلاهم شهداء ، ومع أن عدداً منهم يكونون من وزراء المهدي(عج) وخاصة أصحابه . ومنهم قائد قواتهم شعيب بن صالح الذي يجعله المهدي(عج) قائد جيشه العام .
ومع أن دور الإيرانيين في التمهيد للمهدي(عج)دور واسع وفعال ، ولهم فضل السبق والتضحيات حيث يبدأ أمر المهدي(عج)بحركتهم . إلى آخر ما ذكرته الأحاديث الشريفة وسنذكره في دورهم في عصر الظهور . فما هو السبب في أن ثورة اليماني ورايته أهدى من ثورة الإيرانيين ورايتهم ؟
يحتمل أن يكون السبب في ذلك أن الأسلوب الإداري الذي يستعمله اليماني في قيادته السياسية وإدارة اليمن أصح وأقرب إلى النمط الإداري الإسلامي في بساطته وحسمه . بينما لاتخلو دولة الإيرانيين من تعقيد الروتين وشوائبه، فيرجع الفرق بين التجربتين إلى طبيعة البساطة والقبيلة في المجتمع اليماني ، وطبيعة الوراثة الحضارية والتركيب في المجتمع الإيراني .
ويحتمل أن تكون ثورة اليماني أهدى بسبب سياسته الحاسمة مع جهازه التنفيذي ، سواء في اختياره من النوعيات المخلصة المطيعة فقط  ومحاسبته الدائمة والشديدة لهم ، وهي السياسة التي يأمر الإسلام ولي الأمر أن يتبعها مع عماله كما في عهد أمير المؤمنين علیه السلام إلى عامله في مصر مالك الأشتر رضي الله عنه، وكما ورد في صفات المهدي(عج)أنه شديد على العمال رحيم بالمساكين .
بينما لايتبنى الإيرانيون هذه السياسة ، ولايعاقبون المسؤول المقصر أو الخائن لمصالح المسلمين على ملأ الناس ليكون عبرة لغيره . فهم يخافون أن يؤدي ذلك إلى تضعيف الدولة الإسلامية التي هي كيان الإسلام .
ويحتمل أن تكون راية اليماني أهدى في طرحها الإسلامي العالمي ، وعدم مراعاتها للعناوين الثانوية الكثيرة والمفاهيم والمعادلات المعاصرة القائمة ، التي تعتقد الثورة الإسلامية الإيرانية أنه يجب عليها أن تراعيها .

ولكن المرجح أن يكون السبب الأساسي في أن ثورة اليماني أهدى أنها تحضى بشرف التوجيه المباشر من الإمام المهدي(عج) ، وتكون  جزءاً مباشراً من خطة حركته ، وأن اليماني يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه .
ويؤيد ذلك أن أحاديث ثورة اليمانيين تركز على مدح شخص اليماني قائد الثورة وأنه: (يهدي إلى الحق، ويدعو إلى صاحبكم، ولايحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو إلى النار) .
أما ثورة الإيرانيين الممهدة فالتركيز في أحاديثها على مدح جمهورها بعنوان أصحاب الرايات السود وأهل المشرق وقوم من المشرق ، أكثر من مدح قادتها كما سيأتي في أحاديثها ، ما عدا شعيب بن صالح ، الذي يفهم من أحاديثه أنه متميز عن بقية قادة الرايات السود ، ويليه في المدح السيد الخراساني ، ثم رجل قم .
ويؤيد ذلك أيضاً أن ثورة اليماني قريبة من حركة ظهوره بالنسبة إلى ثورة الإيرانيين الممهدين، حتى لو فرضنا أن اليماني يخرج قبل السفياني أو أنه يماني آخر يمهد لليماني الموعود .
بينما بداية ثورة الإيرانيين على يد رجل من قم تكون مبكرة حيث يبدأ بها أمر المهدي(عج)(يكون مبدؤه من المشرق) والمدة بين بدايتها وبين الخراساني وشعيب قد تكون عشرين أو خمسين سنة ، أو ما شاء الله من الزمان .
ومثل هذه البداية المبكرة إنما تقوم على اجتهاد الفقهاء واجتهاد وكلائهم السياسيين ولا تتوفر لها ظروف النقاء والنصاعة التي تتوفر لثورة اليماني الموجهة مباشرة من الإمام المهدي(عج) .

ومنها ، احتمال أن يكون اليماني متعدداً ، ويكون الثاني منهما هو اليماني الموعود . فقد نصت الروايات المتقدمة على أن ظهور اليماني الموعود مقارن لظهور السفياني ، أي في سنة ظهور المهدي(عج) .
ولكن توجد رواية أخرى صحيحة السند عن الإمام الصادق علیه السلام تقول: ( يخرج قبل السفياني مصري ويماني) (البحار:52/210) .
وعليه فيكون هذا اليماني الأول ممهداً لليماني الموعود ، كما يمهد الرجل من قم وغيره من أهل المشرق للخراساني وشعيب الموعودين .

أما وقت خروج هذا اليماني الأول ، فقد حددت الرواية الشريفة أنه قبل السفياني فقط ، وقد يكون قبله بمدة قليلة أو سنين طويلة ، والله العالم .

ومنها ، خبر (كاسر عينه بصنعاء) الذي رواه في البحار:52/ 245 عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق علیه السلام قال: ( ذكر عند أبي عبدالله السفياني فقال: أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء) ، وهو من الأحاديث الملفتة الواردة في مصادر الدرجة الأولى مثل غيبة النعماني ولعله صحيح السند .
ويحتمل أن يكون هذا الرجل الذي يظهر قبل السفياني يمانياً ممهداً لليماني الموعود كما ذكرنا ، ويحتمل في تفسير (كاسر عينه) عدة احتمالات أرجحها أنه وصف رمزي مقصود من الإمام الصادق علیه السلام لا يتضح معناه إلا في حينه . 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page