• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بلاد الشام وحركة السفياني - 3

 

بداية تراجع السفياني

بعد معجزة الخسف بجيشه في طريق مكة ، يبدأ نجم السفياني بالنزول ، بينما يأخذ نجم المهدي(عج) بالصعود والتلألؤ .
ولا تذكر الأحاديث دوراً عسكرياً للسفياني في الحجاز بعد حادثة الخسف بقواته، مما يشير إلى أنها تكون القاضية على دوره في الحجاز .
ولكن من المحتمل أن تبقى له قوات في المدينة المنورة تقاتل إلى جانب قوات حكومة(بني فلان)حيث ذكرت الأحاديث أن المهدي(عج) يتوجه بعد آية الخسف بجيشه المكون من بضعة عشر ألفاً ويحررها ، وقد يخوض معركة مع أعدائه فيها .
ومهما يكن ، فإن المهدي(عج) يفتح المدينة المنورة والحجاز ويقضي على مناوئيه ، وينهزم جيش السفياني أمامه من الحجاز إلى العراق والشام ، حيث تذكر الأحاديث معركة أو أكثر في العراق بين جيش السفياني وجيش المهدي(عج) وأنصاره اليمانيين والخراسانيين .

رواية مرسلة في معركة الأهواز

الأمر الطبيعي في العراق أن يدخل تحت حكم المهدي(عج) وأنصاره، بعد هزيمة قوات السفياني على يد الممهدين الإيرانيين واليمانيين ، وأن تكون هزيمة السفياني في الحجاز بطريق المعجزة عاملاً مساعداً لتحكيم سيطرة أنصار المهدي(عج)على العراق ، خاصة أن قوات الممهدين تستقر في العراق بعد أن تهزم قوات السفياني وتبعث ببيعتها إلى الإمام المهدي(عج) في الحجاز.
فعن الإمام الباقرعلیه السلام قال: (تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان (إلى) الكوفة . فإذا ظهر المهدي بعثت إليه بالبيعة). (البحار:52/217)
ورواه ابن حماد في مخطوطته ص 88: (تنزل الرايات السود التي تقبل من خراسان الكوفة . فإذا ظهر المهدي بمكة بعثت بالبيعة إلى المهدي )
ولكن مع وجود هذه العوامل، توجد روايات تتحدث عن معارك لقوات السفياني في العراق تخوضها هذه المرة مع القوة الموحدة للإمام المهدي (عج) حيث يعين شعيب بن صالح قائد قوات الإيرانيين قائداً عاماً لقواته المتكونة في معظمها من قوات الإيرانيين واليمانيين ، والبلاد الأخرى .
وتنفرد بعض الروايات بذكر معركة باب إصطخر ، وتصفها بأنها ملحمة بين قوات السفياني وقوات المهدي(عج) .
وإصطخر مدينة قديمة في جنوب إيران في منطقة الأهواز ، كانت عامرة في صدر الإسلام ، وما زالت آثارها قرب مدينة(مسجد سليمان) النفطية .
بل يروى أن مدينة إصطخر بناها نبي الله سليمان، وأنه كان يقضي فيها فصل الشتاء . ومسجد سليمان كانت مسجداً بناه هو .
وتحدد روايتان مكان(بيضاء إصطخر)محلاً لتجمع قوات الإيرانيين ، وهي تعني منطقة بيضاء في إصطخر ، ويبدو أنها منطقة الربوات القريبة من مسجد سليمان التي تسمى بالفارسية( كوه سفيد) أي الجبل الأبيض .
بل تذكر ثلاث روايات أن الإمام المهدي(عج) عندما يتوجه من المدينة المنورة إلى العراق ينزل أولاً في بيضاء إصطخر فيبايعه الإيرانيون ويخوضون بقيادته معركتهم مع جيش السفياني ويهزمونه .
وعلى أثرها يدخل الإمام المهدي(عج) العراق: (في سبع قباب من نور لايعلم في أيها هو) ، كما يأتي في حركة الظهور .
جاء في مخطوطة ابن حماد/86 عن علي علیه السلام قال:( إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي ، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح . فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر فيكون بينهم ملحمة عظيمة ، فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني . فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه) .
ومعنى: (فيلتقي هو والهاشمي)يلتقي المهدي(عج) والهاشمي الخراساني قائد قوات الإيرانيين كما تنص الرواية الآتية . أي أن جماهير الإيرانيين يخرجون في طلب المهدي(عج) لكي يبايعوه فيتوجهون إلى جنوب إيران القريب من حدود الحجاز البرية عند البصرة ، فيلتقي به قائدهم الهاشمي الخراساني وقواته .
وتذكر رواية أخرى في مخطوطة ابن حماد ص86 أن السفياني في غزوه العراق (يبث جنوده في الآفاق)وهو إشارة إلى سعة نشر قواته في العراق وعلى الحدود العراقية الإيرانية ، وهو يساعد على افتراض وجود قوات بحرية للسفياني وحلفائه الروم في الخليج .
وتذكر الرواية التالية مجئ المهدي(عج) إلى جنوب إيران ، وتصف معركة باب إصطخر أو بيضاء إصطخر ، ولكن في متنها اضطراباً:
( يبث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد ، فيبلغه فزعة من وراء النهر من أهل خراسان ، فيقبل أهل المشرق عليهم قتلاً ( أي على جنود السفياني) فإذا بلغه ذلك بعث جيشاً عظيماً إلى إصطخر فيلتقي هو (أي السفياني باعتبار قواته) والمهدي والهاشمي ببيضاء إصطخر فيكون بينهما ملحمة عظيمة حتى تطأ الخيل الدماء إلى أرساغها) .
وتذكر الرواية الأولى التأثير الكبير الذي يكون لهزيمة جيش السفياني في معركة الأهواز هذه ، في تفجير التيار الموالي للمهدي في شعوب المسلمين ، حيث يتحركون للالتحاق بالمهدي(عج) ومبايعته: (فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه) .
وأياً تكن روايات معارك السفياني في العراق بعد الخسف بجيشه في الحجاز ، فمما لا شك فيه أنه يدخل في مرحلة التراجع والهزيمة . ويصبح همه المحافظة على منطقة حكمه بلاد الشام ، وتقوية خط الدفاع الأخير عن فلسطين والقدس ، والإستعداد لمواجهة زحف قوات المهدي(عج) .
ولا تذكر له الروايات معارك أخرى مع المهدي(عج) وأنصاره سوى معركة الفتح الكبرى ، فتح القدس وتحرير فلسطين ، التي يكون فيها نهايته وهزيمة حلفائه اليهود والروم .

السفياني في معركة فتح القدس

يظهر من أحاديث هذه المعركة العظيمة أن السفياني يعاني من عدة مشكلات، أولها ضعف شعبيته في بلاد الشام .
فمهما تكن القوى والظروف المساندة لحكمه فإن أهل بلاد الشام مسلمون، وهم يرون آيات المهدي(عج) وكراماته ، ويرون هزائم طاغيتهم السفياني وارتباطه بأعدائهم . لذلك يقوى فيهم تيار حب المهدي(عج) والميل إليه ، والتذمر من السفياني وسياساته .
بل المرجح أن حركة شعبية واسعة النطاق موالية للمهدي(عج) تتسع في سوريا والأردن ولبنان وفلسطين، لأن الأحاديث تذكر أن المهدي(عج) يزحف بجيشه إلى بلاد الشام حتى يعسكر في(مرج عذراء) الذي هو ضاحية من ضواحي دمشق لايبعد عنها أكثر من ثلاثين كيلو متراً . وهو يدل على الأقل على أن السفياني يعجز عن حفظ حدوده ، وعن مقاومة الزحف المبارك . بل تذكر الأحاديث أن السفياني يخلي عاصمته دمشق نفسها ويتراجع إلى داخل فلسطين ، ويتخذ من (وادي الرملة) عاصمة أو مقرا لقيادته ، التي ورد أن قوات الروم أو مارقة الروم تنزل فيها .
كما ذكرت الأحاديث أن المهدي(عج) يتأنى في خوض المعركة ، ويبقى فترة في ضاحية دمشق حيث ينضم إليه أبدال أهل الشام ومؤمنوها من بقي منهم لم يلتحق به ، وأنه يطلب من السفياني أن يلتقي به شخصياً للحوار، فيلتقيان فيؤثر عليه المهدي فيبايعه السفياني ، وينوي أن يستقيل ويسلمه المنطقة ولكن أقاربه ، ومن وراءه يوبخونه بعدها ويردونه عن عزمه !
إن هذه الظواهر وغيرها مما نقرؤه في أحاديث المهدي(عج) قبيل معركة فتح القدس وتحرير فلسطين ، لاتفسير لها بالحساب الطبيعي والسياسي إلا ضعف شعبية السفياني في بلاد الشام ، ووجود تيار شعبي مؤيد للمهدي(عج).
بل تشير بعض الروايات إلى أن الأمر يصل إلى حد أن بعض قوات السفياني وقطعات جيشه يبايعون المهدي(عج) وينضمون إليه ، فعن الإمام الباقرعلیه السلام قال: ( ثم يأتي الكوفة (أي المهدي(عج)) فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها ، ثم يأتي (مرج) العذراء هو ومن معه ، وقد ألحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة ، حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد’ ، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد’ إلى السفياني ، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل ناس إلى رايتهم . وهو يوم الأبدال) (البحار:52/224) .
وفي مخطوطة ابن حماد ص96 عن علي علیه السلام قال: ( إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء ، وبلغ أهل الشام قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه وأدخل في طاعته وإلا قتلناك ، فيرسل إليه بالبيعة ، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس). وهي رواية تصور غاية ما يصل إليه التيار الشعبي الموالي للمهدي (عج)والمعارض للسفياني .
وفي ص 97 من مخطوطة ابن حماد: ( فيقول (أي المهدي) أخرجوا إلى ابن عمي حتى أكلمه ، فيخرج إليه فيكلمه ، فيسلم إليه الأمر ويبايعه ! فإذا رجع السفياني إلى أصحابه ندمته كلب فيرجع ليستقيله فيقيله . ثم يعبئ جيوشه لقتاله ، فيهزمه ويهزم الله على يديه الروم ) .
ومعنى: (ندمته كلب) أي جعلوه يندم على بيعته للمهدي(عج). وكلب اسم عشيرة وهم أخوال السفياني ، وهم تعبير عن متعصبي أهل الشام . والذين يجعلونه يندم في الحقيقة ويحفظون حكمه من السقوط أمام التيار الشعبي ويصرون عليه أن يخوض المعركة مع المهدي ، هم من وراءه من اليهود والروم كما تشير إليه الرواية المتقدمة وغيرها .
على أي حال ، لايتوفق السفياني للإستفادة من هذا الجو الشعبي ، ومن الفرصة التي يمنحه إياها الإمام المهدي(عج) ، ولا يتوفق مسلموا بلاد الشام لإسقاط حكم السفياني وجيشه ، فيقوم هو وحلفاؤه بتعبئة قواتهم للمعركة الفاصلة الكبرى التي تمتد محاورها كما تذكر الروايات من عكا إلى صور إلى أنطاكية في الساحل ، ومن دمشق إلى طبرية إلى القدس في الداخل ، وينزل غضب الله تعالى على السفياني وحلفائه وغضب المهدي وجيشه، وتظهر آيات الله على يديه ، وتدور الدائرة على السفياني ومن وراءه من اليهود والروم فينهزمون شر هزيمة .
وتكون نهاية السفياني أن يقبض عليه أحد جنود الإمام المهدي(عج)
وينهون ذلك حياة طاغية استطاع في خمسة عشر شهراً أن يرتكب من الجرائم ما لايستطيع أن يرتكبه غيره في سنين طويلة .
ملاحظة:
زارني في لندن شاب فاضل من آل الحديدي ، وقال إنه قرأ كتابي عصر الظهور عدة مرات ، وتتبع أحاديث علامات الظهور وتأمل فيها.. وإنه يرجح أن تكون قوات السفياني التي نصت الأحاديث على أنها تنتشر في بلاد الشام والعراق والحجاز والخليج ، إنما هي كناية أو رمز لقوات الغربيين .

وتعليقي: أن مايقتضيه ظاهر نصوص السفياني هو التفسير الذي قدمته ، ومع أنه يفهم منها أن السفياني أداة للغربيين واليهود ، لكن تفسير هذا السيد لنصوص تحركاته وقواته بأنها تحركات حلفائه الروم وقواتهم ، يبقى احتمالاً يحتاج الى مؤيدات ، والله العالم .

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page