• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الروم ودورهم في عصر الظهور

 

المقصود بالروم في الأحاديث الواردة عن آخر الزمان وظهور المهدي(عج): الشعوب الأوربية وامتدادهم في القرون الأخيرة في أمريكا . فهؤلاء هم أبناء الروم ، وورثة أمبراطوريتهم التاريخية .
قد يقال: إن الروم الذين أنزل الله تعالى فيهم سورة من كتابه العزيز وسماها باسمهم ، والذين حاربهم النبي’والمسلمون من بعده، هم غير هؤلاء . فأولئك هم البيزنطيون الذين كانت عاصمتهم مدينة روما في إيطاليا ، ثم صارت مدينة القسطنطينية ، حتى فتحها المسلمون أخيراً قبل نحو500 سنة ، وسموها ( إسلام بول ) ويلفظها الناس استنبول .
والجواب: صحيح أن الروم عند نزول السورة الكريمة باسمهم ، وعند صدور الأحاديث الشريفة عنهم ، كانوا هم أصحاب الإمبراطورية الرومية أو البيزنطية المعروفة . ولكن الغربيين الفعليين ليسوا غيرهم ، بل هم امتدادهم السياسي والحضاري بل أولئك جزء منهم، فإن الشعوب الفرنسية والبريطانية والألمانية وغيرها ، كانت أجزاء حقيقية من الإمبراطورية الرومية في ثقافتها وسياستها ودينها ، وتسميتها بالمستعمرات الرومانية آنذاك لايلغي هذه الحقيقة . بل إن أباطرة الروم البيزنطيين أنفسهم الذين كانت عاصمتهم في روما وقسطنطينية على مدى الألفي سنة، لم يكونوا كلهم من أصل إيطالي ولا من عرق واحد ، بل من أصول وأعراق أوربية متعددة ، وربما كان فيهم يونانيون أيضاً ، بعد أن أصبحت اليونان جزءً من الإمبراطورية الرومانية .
ولعل هذا هو السبب في أنه عندما ضعفت الإمبراطورية الرومية التقليدية ، وأصبحت محصورة في القسطنطينية وماحولها ومحاصرة ببحر الشعوب الإسلامية ، قام الأوربيون بادعاء وراثتها ، وتسمى عدد من ملوكهم في ألمانيا وغيرها بالقياصرة .
إن هذا النوع من التحول في الإمبراطوريات والدول أمر طبيعي ، حيث ينتقل الحكم فيها من بلد إلى بلد ومن شعب إلى شعب ، ولا ينافي ذلك بقاء اسمها الأساسي وصفاتها الأساسية .
وعلى هذا ، فالأحاديث الشريفة التي تخبر عن مستقبل الروم أو بني الأصفر كما كان يسميهم العرب ، لا تقصد الروم البيزنطيين الإيطاليين فحسب دون الشعوب والقبائل الفرنجية التابعة لهم .
وهذا هو السبب في أن المسلمين ، كما في كتب التاريخ ، يعبرون عنهم بالروم الفرنجة أحياناً ، ولكنهم في نفس الوقت يطلقون عليهم جميعاً اسم  الروم ، ويجمعونها فيقولون: (الأروام)
مضافاً إلى ذلك ، فإن المفهوم من سورة الروم الشريفة ، والحديث فيها عن  شركهم بالله تعالى وعن أحزابهم وأشياعهم في الآيات31-32، وفي سورة الكهف الآيات12 ، و21 ، وغيرها ، أن المقصود بهم الأمم والأحزاب المدعية اتباع المسيح . ومن الواضح أن زعامة الشعوب المسيحية كانت بيد الروم الإيطاليين والقسطنطينيين ، ثم ورثها منهم الغربيون .

وقد ورد ذكر الروم في أحاديث كثيرة من أحاديث عصر الظهور :
منها أحاديث فتنتهم وسيطرتهم على بلاد المسلمين التي تقدم ذكرها . ومنها أحاديث تحرك أساطيلهم إلى بلاد العرب قبيل ظهور المهدي(عج) .
فعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (إذا رأيت الفتنة في بلاد الشام فالموت حتى يتحرك بنو الأصفر فيسيرون إلى بلاد العرب ، فتكون بينهم الوقائع). (الملاحم والفتن ص 107) .
وفتنة الشام تطلق في أحاديث الظهور على مرحلة الصراعات التي تكون في بلاد الشام بعد فتنة السيطرة الأجنبية على الأمة الإسلامية..
وهذا يعني أن الغربيين- بني الأصفر- يجدون أنفسهم مضطرين للتدخل العسكري المباشر ، بعد أن يعجزوا عن السيطرة على منطقة ماحول فلسطين بسبب مقاومة أهلها وتياراتها السياسية المتصارعة . وأن تدخلهم العسكري سوف يواجه مقاومة من مسلمي البلاد العربية .

وعن أمير المؤمنين علیه السلام قال: ( وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر: يا أهل الهدى اجتمعوا . وينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق: يا أهل الباطل اجتمعوا . وتقبل الروم إلى ساحل البحر عند كهف الفتية ، فيبعث الله الفتية من كهفهم مع كلبهم ، منهم رجل يقال له مليخا وآخر خملاها ، وهما الشاهدان المسلَِمان للقائم) . ( البحار:52/275) .
ولعل هذا التحرك العسكري يكون استمراراً للتحرك السابق أو هو نفسه . ويدل الحديث على أنه يكون قريباً من ظهور المهدي(عج)، لأن النداء في شهر رمضان يتبعه تسلسل الأحداث إلى محرم ، حيث يكون ظهور المهدي (عج) في ليلة العاشر ويوم العاشر منه .
ويبدو أن الجيش الغربي يقصد سواحل بلاد الشام ، فينزل في عكا وصور كما في بعض الروايات ، وعند كهف الفتية أصحاب الكهف ، أي في أنطاكية من الساحل السوري التركي ، كما في هذا الحديث .
وقد وردت أحاديث عن الفتية أهل الكهف ، وأن الله تعالى يظهرهم في آخر الزمان؟ ليكونوا آية للناس ، وأنهم يكونون من أصحاب المهدي ، كما سنذكره في أصحاب المهدي(عج) .
والحكمة من إظهارهم عند نزول الجيوش الغربية في تلك الفترة الهامة أن يكونوا آية للمسيحيين ، خاصة وأن أصحاب المهدي(عج) يستخرجون من غار في أنطاكية النسخ الأصلية من التوراة والإنجيل كما تذكر الأحاديث ، ويحتجون بها على الروم واليهود.
وقد يكون هذا الغار نفس كهف الفتية أو كهفاً آخر .

وجاء في بعض الأحاديث ذكر مارقة الروم الذين ينزلون الرملة في سنة ظهور المهدي(عج) ، فعن جابر الجعفي عن الإمام الباقر علیه السلام قال:
( وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية الغرب). ( بشارة الإسلام ص102) .
ومما يلفت في هذا المجال ما ورد عن أهل البيت في تفسير مطلع سورة الروم: ( أ. ل. م. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ . فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) . (سورة الروم: 1-5) عن الإمام الباقر علیه السلام أنه فسر نصر الله للمؤمنين بظهور المهدي(عج) وكأنه نصره على الروم . ( المحجة للبحراني ص170) .

ومنها ، أحاديث نزول عيسى وأنه يدعوهم إلى الإسلام واتباع المهدي (عج) ، التي وردت في تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ). (الزخرف:61) وقوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً). (سورة النساء:159)    أي: وإنه لآية من آيات الساعة ، وما من أحد من أهل الكتاب النصارى واليهود إلا وسيؤمن بعيسى عندما ينزله الله إلى الدنيا ، فيرونه ويرون آياته ويصدقون به قبل أن يتوفاه الله تعالى .
وقد ورد أن عيسى يحتج على الروم بالمهدي‘والآيات التي تظهر على يديه: ( وبه عيسى بن مريم يحتج على الروم ) . ( البحار:52/226) .
ولابد أنه سيكون له دور أساسي في تغيير الأوضاع السياسية، وتنوير الشعوب الغربية للوقوف في وجه حكوماتها ، كما سنذكره في نزوله .

ومنها ، أحاديث الهدنة بين المسلمين والروم ، وهي تدل على أنها اتفاقية عدم اعتداء يوقعها معهم الإمام المهدي(عج) .
والمرجح أنها تكون بعد معركة القدس الكبرى التي تدور في مثلث عكا -القدس- أنطاكية ، بين جيش المهدي(عج)وجيوش السفياني ومن وراءه من اليهود والروم، وبعد انتصار المهدي(عج) ودخوله القدس، ونزول المسيح‘.
ونرجح أن يكون للمسيح دور الوساطة فيها . فعن النبي’قال: ( يا عوف أعدد ستة تكون بين يدي الساعة.. وفتنة لا يكون بيت من العرب إلا دخلته ، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر . ثم يغدرونكم فيأتونكم تحت ثمانين غاية ، تحت كل غاية إثنا عشر ألفاً). ( بشارة الإسلام ص 235).
وعنه’قال: (بينكم وبين الروم أربع هدن ، الرابعة على يد رجل من آل هرقل، تدوم سنين (سنتين) فقال له رجل من عبد القيس يقال له السؤدد بن غيلان: مَن إمام الناس يومئذ ، فقال: المهدي من ولدي ). (البحار:51/80 ).
وفي بعض الأحاديث أن مدة الإتفاقية تكون سبع سنوات ، ولكن الغربيين ينقضونها بعد سنتين فقط ويغدرون بالمسلمين ، ويأتون تحت ثمانين غاية أي راية أو فرقة في نحو مليون جندي ، فتكون المعركة معهم في سواحل فلسطين وبلاد الشام أيضا ، وتكون على أثرها انطلاقة المهدي(عج) إلى فتح أروبا والعالم غير الإسلامي ، كما يأتي في حركة ظهوره المقدس .

ومنها ، أحاديث علاقة السفياني بالروم ، وهروب من يبقى من أصحابه بعد هزيمته إلى بلاد الروم ، ثم مطالبة أصحاب المهدي بهم ، فعن الإمام الباقر علیه السلام قال:   ( إذا قام القائم وبعث بجيشه إلى بني أمية هربوا إلى الروم ، فيقولون لهم لاندخلكم حتى تدخلوا في ديننا فيفعلون ويدخلونهم. فإذاا نزل بحضرتهم أصحاب القائم (أي نزل جيشهم في مواجهة الروم) طلبوا الأمان والصلح فيقول أصحاب القائم لانفعل حتى تدفعوا إلينا أهل ملتنا فيدفعونهم إليهم).( البحار:51/88 ) .

بل تدل أحاديث أخرى أن ثقافة السفياني غربية ، وأنه يكون في بلاد الروم ثم يأتي إلى بلاد الشام ويقوم بحركته كما سنذكره، ففي غيبة الطوسي ص278: ( يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب ، وهو صاحب القوم ) .

ومنها ، أحاديث فتح المهدي(عج) لبلاد الروم ، ودخولهم في الإسلام على يده . والمرجح أن يكون ذلك على أثر نقضهم معاهدة الهدنة ، وحملتهم العسكرية على ساحل فلسطين وبلاد الشام ، التي تنتهي بهزيمتهم .
كما أن المرجح أن تكون هذه أشد معارك الروم مع المهدي(عج)، وأن يحدث بعدها في شعوبهم تحول نحو الإسلام .
وفي بعض الأحاديث: (يفتح المدينة الرومية بالتكبير في سبعين ألفاً من المسلمين) (بشارة الإسلام ص297 ) ولا يبعد أن يكون سقوط هذه العاصمة الغربية بتظاهرات الغربيين وتكبيرهم ، والتي يشاركهم فيها الإمام المهدي(عج) وأصحابه .
وعن الإمام الباقرعلیه السلام قال: ( ثم تسلم الروم على يده فيبني لهم مسجداً ، ويستخلف عليهم رجلاً من أصحابه ، ثم ينصرف).  (بشارة الإسلام ص251) .
والمرجح أن يكون للمسيح التأثير الأساسي في تحول الشعوب الغربية  وأن يكون ذلك في فترة الهدنة التي تدوم بين الغربيين والمهدي(عج) سنتين أو ثلاث سنوات ، وأن يكون عيسى في هذه المرحلة في الغرب ، أو يكون أكثر تواجده فيه . 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page