• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

صورة عامة لعصر الظهور1

 

صورة عامة لعصر الظهور

   مع أن القرآن الكريم بنفسه معجزة نبينا’الخالدة في كل عصر، فإن من معجزاته المتجددة أيضاً ما أخبر به’عن مستقبل البشرية ومسيرة الإسلام فيها  إلى أن يجئ عصر الإسلام الموعود ، فيظهره الله على الدين كله .
   وعصر ظهور الإسلام هو موضوع هذا الكتاب . وهو نفسه عصر ظهور الإمام المهدي الموعود×، لافرق بينهما في أحاديث البشارة النبوية التي تبلغ مئات الأحاديث ، والتي رواها الصحابة والتابعون ، وأصحاب الصحاح والمجاميع ، على اختلاف مذاهبهم .
   بل نراها تبلغ مئات الأحاديث إذا أضفنا إليها أحاديث الأئمة من أهل البيت^لأن ما يحدثون به إنما عن جدهم خاتم النبيين’ .
   والصورة التي ترسمها هذه الأحاديث لوضع العالم في عصر الظهور وخاصة لوضع منطقة الظهور ، التي تشمل اليمن والحجاز وإيران والعراق وبلاد الشام وفلسطين ومصر والمغرب ، صورة شاملة ، فيها الكثير من الأحداث الكبرى ، والعديد من التفاصيل ، وأسماء الأمكنة ، والأشخاص .
   وقد سعيت أن أستخلصها من النصوص بأكثر ما يمكن من الوضوح والتسلسل والدقة ، لتكون في متناول جماهيرنا المسلمة المباركة .
   وفي هذا الفصل أعرض خلاصة عامة لعصر الظهور ، قبل تفاصيله:

   تذكر الأحاديث الشريفة أن حركة ظهور الإمام المهدي أرواحنا فداه تبدأ في مكة المكرمة بعد تمهيدات عالمية وإقليمية .
   فعلى صعيد المنطقة تقوم دولتان مواليتان للمهدي×في إيران واليمن .
   أما أنصاره الإيرانيون فتقوم دولتهم قبله بمدة ، ويخوضون حرباً طويلة وينتصرون فيها ، ثم يظهر فيهم قبيل ظهوره×شخصيتان هما السيد الخراساني القائد السياسي ، وشعيب بن صالح القائد العسكري ، ويكون للإيرانيين بقيادتهما دور هام في حركة ظهوره× .
   وأما أنصاره اليمانيون فتكون ثورتهم قبل ظهوره× ببضعة أشهر . ويبدو أنهم يساعدون في ملء الفراغ السياسي الذي يحدث في الحجاز ، كما يمهدون لحركة ظهوره× .
   وسبب هذا الفراغ السياسي في الحجاز أنه يقتل ملك من آل فلان اسمه (عبدالله) فيكون آخر ملوك الحجاز ، ويختلفون بعده على خليفته ، ويستمر اختلافهم إلى ظهور المهدي× :
( أما إنه إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله ، ويذهب ملك السنين ويكون ملك الشهور والأيام . قال أبو بصير فقلت: يطول ذلك ؟ قال: كلا) .
   ويتحول الخلاف بعد مقتل هذا الملك إلى صراع بين قبائل الحجاز:
   (إن من علامات الفرج حدثاً يكون بين الحرمين . قلت وأي شئ يكون الحدث ؟ فقال: عصبية تكون بين الحرمين ، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشاً)
   أي يقتل شخص خمسة عشر زعيماً أو شخصية ، من القبيلة المعادية له ، أو من أبناء زعيم معروف معادين له .
   وفي الإمامة والتبصرة ص130: (عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن أبي عبد الله× أنه قال: كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم؟ يتبرأ بعضكم من بعض؟! فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون ، وعند ذلك اختلاف السيفين وإمارة من أول النهار ، وقتل وخلع من آخر النهار ) .

   في هذه الأثناء تبدأ آيات ظهور المهدي×، ولعل أعظمها النداء من السماء باسمه في الثالث والعشرين من شهر رمضان:
   ( قال سيف بن عميرة: كنت عند أبي جعفر المنصور فقال ابتداء: يا سيف بن عميرة لا بد من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب .
  فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين ، تروي هذا ؟
  قال: إي والذي نفسي بيده ، لسماع أذني له .
  فقلت له: يا أمير المؤمنين إن هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا !
  قال يا سيف ، إنه لحق ، فإذا كان ذلك فنحن أول من يجيب ، أما إنه نداء إلى رجل من بني عمنا .
  فقلت: رجل من ولد فاطمة÷؟
  قال: نعم يا سيف ، لولا أني سمعته من أبي جعفر محمد بن علي ولو يحدثني به أهل الأرض كلهم ما قبلته منهم ، ولكنه محمد بن علي ! ) .

   بعد هذا النداء السماوي يبدأ المهدي×بالإتصال ببعض أنصاره  ويكثر الحديث عنه في العالم ويلهج الناس بذكره (ويُشربون حبه) كما تذكر الأحاديث ، ويتخوف أعداؤه من ظهوره ، فينشطون في البحث عنه .
   ويشيع عند الناس أنه يسكن المدينة المنورة ، فتستدعي حكومة الحجاز أو القوى الخارجية جيش السفياني من سورية ، من أجل ضبط الوضع الداخلي في الحجاز ، وإنهاء صراع القبائل فيه على السلطة .
   ويدخل هذا الجيش إلى المدينة المنورة فيلقي القبض على كل هاشمي يظن فيه ، ويقتل الكثير منهم ومن شيعتهم ، ويحبس الباقين .
   ويبعث السفياني بعثاً أي جيشاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ، ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لايترك منهم أحد إلا أخذ وحبس . كما تقول رواية ابن حماد
   ويخرج الجيش في طلب الرجلين ، ويخرج المهدي منها على سنة موسى ×خائفاً يترقب ، حتى يقدم مكة .
   وفي مكة يواصل المهدي×اتصالاته ببعض أنصاره ، حتى يبدأ حركته المقدسة من الحرم الشريف في ليلة العاشر من محرم بعد صلاة العشاء ، حيث يلقي بيانه الأول على أهل مكة ، فيحاول أعداؤه قتله ، ولكن أنصاره يحيطون به ويدفعونهم عنه ، ويسيطرون على المسجد ومكة .
   وفي صبيحة اليوم العاشر من محرم يوجه الإمام المهدي×بيانه إلى شعوب العالم بلغاتهم المختلفة ، ويدعوهم إلى نصرته .
   ويعلن أنه سيبقى في مكة حتى تحدث المعجزة التي وعد بها جده المصطفى’ ، وهي الخسف بالجيش الذي يتوجه إلى مكة للقضاء على حركته . وبالفعل تقع المعجزة الموعودة بعد فترة قصيرة حيث يتوجه جيش السفياني إلى مكة :
   ( حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به . وذلك قول الله عز وجل: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) .
   (حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فيرجع من كان أمامهم لينظر مافعل القوم فيصيبهم ما أصابهم . ويلحق بهم من خلفهم لينظر ما فعلوه فيصيبهم ما أصابهم) .
   وبعد معجزة الخسف هذه ، يتوجه الإمام المهدي×من مكة بجيشه المكون من بضعة عشر ألفاً إلى المدينة المنورة ، فيحررها بعد معركة صغيرة مع القوات المعادية التي تكون فيها .
   وبتحرير الحرمين يتم له فتح الحجاز والسيطرة عليه .

   وفي طريقه من الحجاز الى العراق يلتحق به جيش الإيرانيين وجمهورهم بقيادة الخراساني وشعيب بن صالح فيبايعونه ، ويدخل الإمام بعد ذلك إلى العراق ويصفي أوضاعه الداخلية ، فيقاتل بقايا قوات السفياني ويهزمها ، ويقاتل فئات الخوارج المتعددة ويقتلهم ، ويتخذ العراق مركزاً لدولته ، والكوفة عاصمة له .
   ويكون بذلك قد وحد اليمن والحجاز وإيران والعراق وبلاد الخليج تحت حكمه .

   وتذكر بعض الروايات أن أول حرب يخوضها الإمام المهدي×بعد فتحه العراق تكون مع الترك: ( أول لواء يعقده يبعثه إلى الترك فيهزمهم ) .
   وقد يكون المقصود بهم الأتراك ، أو الروس لأنه ورد التعبير عن كل الأمم الشرقية بأمم الترك !
   ثم يُعدُّ الإمام المهدي×جيشه الكبير ويزحف به نحو القدس ، فيتراجع أمامه السفياني حتى ينزل جيش المهدي×في (مرج عذراء) قرب دمشق ، وتجري مفاوضات بينه وبين السفياني فيكون موقف السفياني أمامه ضعيفاً ، خاصة وأن التيار الشعبي العام يكون إلى جانب الإمام المهدي×، ويكاد السفياني أن يسلم الأمر إليه كما تذكر بعض الروايات ، ولكن الذين وراءه من اليهود والروم ووزرائه يوبخونه ، ويعبئون قواتهم ويخوضون معركة كبرى مع الإمام المهدي×وجيشه تمتد محاورها من عكا في فلسطين إلى أنطاكية في تركيا ساحلياً ، ومن طبرية إلى دمشق والقدس داخلياً . وينزل فيها الغضب الإلهي على قوات السفياني واليهود والروم فيقتلهم المسلمون ، حتى لو اختبأ أحدهم وراء حجر لقال الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله. وينزل النصر الإلهي على الإمام المهدي×فيدخل القدس فاتحاً .
          
   ويتفاجأ الغرب المسيحي بهزيمة اليهود والقوات المساعدة لهم ، على يد المهدي×فيستشيط غضباً ويعلن الحرب على الإمام المهدي والمسلمين  ولكنه يتفاجأ بنزول المسيح×من السماء ، ويكون نزوله آية للعالم يفرح بها المسلمون والشعوب المسيحية .
   ويبدو أن المسيح×هو الذي يقوم بالوساطة بين المهدي× والغربيين ، فيتفقون على عقد هدنة سلام مدتها سبع سنوات:
 ( بينكم وبين الروم أربع هدن ، تتم الرابعة على يد رجل من أهل (آل) هرقل ، تدوم سبع سنن . فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستور بن غيلان: يا رسول الله ، من إمام الناس يومئذ؟ قال: المهدي من ولدي ، ابن أربعين سنة ، كأن وجهه كوكب دري ، في خده الأيمن خال ، عليه عباءتان قطوانيتان ، كأنه من رجال بني إسرائيل . يستخرج الكنوز ، ويفتح مدائن الشرك) .
   ولعل السبب في أن الغربيين ينقضون هذه الهدنة بعد سنتين أو ثلاث كما تذكر الروايات، أنهم يتخوفون من التيار الذي يحدثه المسيح×في شعوبهم فيدخل كثير منهم في الإسلام ، ويؤيدون الإمام المهدي× . لذلك ينقض الروم الهدنة ويقومون بهجوم مباغت على منطقة بلاد الشام وفلسطين بنحو مليون جندي: ( ثم يغدرونكم فيأتونكم تحت ثمانين راية كل راية اثنا عشر ألفاً ) .
   ويعلن المسيح موقفه إلى جانب الإمام المهدي‘ ، ويصلي خلفه في القدس . وتدور المعركة معهم على نفس محاور معركة فتح القدس تقريباً ، من عكا إلى أنطاكية ، ومن دمشق إلى القدس ومرج دابق ، وتكون الهزيمة الساحقة على الروم ، والنصر المبين للمسلمين .
  وبعد هذه المعركة ينفتح الباب أمام المهدي×لفتح أوروبا والغرب المسيحي.
   ويبدو أن كثيراً من بلادها تفتحها شعوبها التي تقوم بإسقاط حكوماتها المعادية للمسيح والمهدي‘، وتقيم فيها حكومات موالية لهما‘ .

   وبعد فتح المهدي الغرب ودخوله تحت حكمه وإسلام أكثر أهله ، يتوفى المسيح×فيصلي عليه الإمام المهدي×والمسلمون ، ويقيم مراسم دفنه دفنه والصلاة عليه على مرأى من الناس ومسمع ، كما تذكر الرواية ، حتى لا يقول الناس فيه ما قالوا أول مرة ، ويكفنه بثوب من نسج أمه الصديقة مريم÷، ويدفنه إلى جانب قبرها الشريف في القدس .
          
   وبعد فتحه العالم وتوحيده في دولة واحدة . يعمل الإمام المهدي×في تحقيق الأهداف الإلهية في شعوب الأرض ، في المجالات المختلفة . فيقوم بتطوير الحياة المادية وتحقيق الغنى والرفاهية لجميع الناس ، وتعميم الثقافة ، ورفع مستوى الوعي الديني والدنيوي .
   وتذكر بعض الأحاديث أن نسبة ما يضيفه إلى معلومات الناس في العلوم نسبة خمس وعشرين إلى اثنين ، حيث يضيف الخمس وعشرين جزءا من العلم ويضمها إلى الاثنين ويبثها في الناس سبعاً وعشرين .
   كما يتحقق في عصره×انفتاح سكان الأرض على سكان الكواكب الأخرى  بل تبدأ مرحلة انفتاح عالم الغيب على عالم الشهادة ، فيأتي أناس من الجنة إلى الأرض ويكونون آية للناس، ويرجع عدد من الأنبياء والأئمة ^إلى الأرض في زمن المهدي×وبعده ، ويحكمون إلى ما شاء الله من الزمان .

   ويبدو أن حركة الدجال الملعون وفتنته ، تكون حركة استغلال منحرفة لحالة الرفاهية وتطور العلوم الذي يصل إليه المجتمع البشري في عصر الإمام المهدي×، فيستعمل الدجال أساليب الشعوذة لإغراء الناس ، ويتبعه اليهود والنواصب والشاذون والشاذات ، ويستعمل الحيل والمخاريق والألاعيب فيصدقه بعض الناس أو يشاركونه في شيطنته فيحدث في العالم فتنة . لكن الإمام المهدي×يكشف زيفه ، ويقضي عليه وعلى أتباعه .
  هذه صورة عامة عن حركة المهدي الموعود×وثورته العالمية .
          


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page