• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عقائدهم بأقلامهم

 

عقائدهم بأقلامهم:

سأذكر هنا جملا قصيرة عمّا كتبه علماء الشيعة أنفسهم عن آرائهم الدينية وعقائدهم، لتكون مجرّد مؤشر لمن يريد التوسع، ويبحث عن الحقيقة بعيداً عن الأهواء والعواطف .

1 ـ ابن بابويه القمّي:

وكتابه «عقائد الشيعة» من الكتب الرائدة في هذا الميدان، وقد ضمّنه كلّ عقائد الشيعة بدون مُواربة; لذا كان كتابه من المصادر التي يرجع إليها، بالإضافة إلى أنّ الرجل من أساطين المذهب وعمالقة الطائفة . وهذه نبذة عمّا كتبه عن عقيدة الإمامية بالاُلوهية قال:

«اعتقادنا بالتوحيد: أنّ الله تعالى واحد ليس مثله شيء، قديم لم يزل ولا يزال، سميعاً بصيراً، حكيماً، حيّاً، قيّوماً، عزيزاً، قدّوساً، عالماً، قادراً . لا يوصف بجوهر، ولا جسم ولا صورة، ولا عرض، خارج عن الحدّين: حدّ الإبطال وحدّ التشبيه».

«واعتقادنا في القرآن: أنّه كلام الله ووحيه وتنزيله وكتابه، وأنّه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنّ القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيّه هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومن نسب إلينا أنّنا نقول: إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب».

هذا ما كتبه ابن بابويه الذي عاش وسط القرن الرابع وتوفّي (سنة 381 هـ)([1]) .

2 ـ الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان قال في «أوائل المقالات»:

«إنّ الله عزّ وجلّ واحد في الإلهية والأزلية، لا يشبهه شيء، ولا يجوز أن يماثله شيء، إنّه فرد في المعبودية لا ثاني له فيها على الوجوه كلّها والأسباب، وعلى هذا إجماع أهل التوحيد إلاّ من شذّ من أهل التشبيه، وإنّ الله عزّ وجلّ حيّ لنفسه لا بحياة، وعالم لنفسه، لا كما ذهب إليه المشبِّهة، وقادر لنفسه، وأقول: إنّ القرآن كلام الله ووحيه، وإنّه محدَث كما وصفه الله تعالى، وأمنع من إطلاق القول عليه بأنـّه مخلوق، وإنّ الله عالم بكلّ ما يكون قبل كونه، وإنه لا حادث إلاّ وقد علمه قبل حدوثه، ولا معلوم وممكن أن يكون معلوماً إلاّ وهو عالم بحقيقته، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، لهذا اقتضت دلائل العقول والكتاب المسطور».

ثمّ تحدّث الشيخ المفيد وأشار إلى قول مَن يدّعي أنّ القرآن حُذف منه شيء، فأوّل هذا القول بأنّ المحذوف هو الشروح والتفسيرات، ولا شيء من أصل القرآن محذوف، وذكر أنّه من الذاهبين إلى هذا الرأي، فقال في ذلك:

«وقال جماعة من أهل الإمامة: إنّه لم ينقص من آية ولا من كلمة ولا من سورة، ولكن حُذف ما كان مثبتاً في مصحف عليّ من تأويله، وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً وإن لم يكن من كلام الله تعالى، وقد يسمّى تأويل القرآن قرآناً، قال الله تعالى: (وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ)([2])، فقد سمّى تعالى تأويل القرآن قرآناً، وعندي أنّ هذا القول أشبه من مقال مَن ادّعى نقصان كلم من نفس القرآن»([3]).

3 ـ السيد محسن الأمين العاملي، قال:

وعقيدة الشيعة: أنّ كلّ من شكّ في وجود الباري، أو وحدانيته، أو نبوّة النبيّ(صلى الله عليه وآله)، أو جعل له شريكاً في النبوّة فهو خارج عن دين الإسلام، وكلّ من غالى في أحد من الناس من أهل البيت، أو غيرهم، وأخرجه عن درجة العبودية لله تعالى، وأثبت له نبوّة أو مشاركة فيها، أو شيئاً من الصفات الإلهية فهو خارج عن ربقة الإسلام، والشيعة يبرؤون من جميع الغلاة والمفوضّة وأمثالهم. إنتهى بتلخيص([4]) .

4 ـ محمّدرضا المظفّر، قال:

نعتقد أنّ الله واحد ليس كمثله شيء، قديم لم يزل ولا يزال، هو الأوّل والآخر، عليم حكيم، عادل، قادر، حيّ، غنيّ، سميع، بصير، لا يوصف بما توصف به المخلوقات .

ونعتقد بأنـّه يجب توحيد الله تعالى من جميع الجهات بأنـّه واحد في ذلك، وصفاته عين ذاته، وكذلك يجب توحيده في العبادة .

ونعتقد أنّ النبوّة وظيفة إلهية وسفارة ربانية يجعلها الله لمن يختاره من عباده الصالحين، فيرسلهم إلى سائر الناس لإرشادهم .

ونعتقد أنّ الإمامة أصل من اُصول الدين لا يتمّ الإيمان إلاّ بالاعتقاد بها، ويجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوّة، وهي كالنبوّة لطف من الله تعالى .

ونعتقد أنّ القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من الله تعالى على لسان نبيه الأكرم، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، ومَن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق أومغالط وكلّهم على غير هدى، فإنّه كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه([5]) .

هذه أربع مقتطفات أوردتها بتلخيص، لتكون مؤشّراً لمن يريد التوسّع في معرفة عقائد الشيعة، وليرجع إلى المؤلّفات في ذلك، وراعيت فيها أن تكون ممتدّة على أبعاد التاريخ الشيعي، فإنّ اثنين ممّن ذكرتهم وهما الصدوق والمفيد عاشا في القرن الرابع، أمّا الآخران فقد عاشا في القرن الرابع عشر .

ومن المضحك حقّاً بأن نسجّل أنّنا قوم مسلمون ولكنّ كثيراً من الاُمور المضحكة قد يُرغم الإنسان على عملها بحكم الضرورة، فما نصنع ونحن ما زلنا هدفاً للرماة؟ وأيسر ما نُرمى به هو ما يخرج عن الإسلام وما يؤدّي إلى الكفر . وقد أردت بوضع هذه المقتطفات في صدر البحث، لتكون مجرّد مذكّر للقارئ وهو يمشي معي بهذه المسيرة التي ساُطلعه خلالها على ما ينسب للشيعة من ] دواه[، والقارئ الذي أقصده هو القارئ السنّي خاصة من دون باقي القرّاء، لأنّ في ذهنه عن الشيعة ] صوراً[ من العسير جداً انتزاعها بسهولة، إلاّ أنّ أملي بعون الله وإخلاص قصدي في تخليص هذا الطريق من الشوائب يفتح لي باب أمل في وضع لبنة بصرح وحدة المسلمين .

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] . دراسات في العقائد والفرق الإسلامية : 18 .

[2] . طه: 114.

[3] . أوائل المقالات للمفيد: 53، إلى آخر الفصل .

[4] . أعيان الشيعة للأمين : 1/91 .

[5] . عقائد الإمامية للمظفر: 43 فصاعداً .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page