• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مصادر قول عمر

1 ـ ابن حجر العسقلاني، في تهذيب التهذيب/ 337 ط حيدر آباد الدكن.
2 ـ ابن حجر العسقلاني ـ أيضا ـ في الإصابة 2/509 ط مصر.
3 ـ ابن قتيبة ـ المتوفي سنة 276 هجرية ـ في تأويل مختلف الحديث 201 و 202.
4 ـ ابن حجر المكي الهيتمي، في الصواعق: 78.
5 ـ أحمد أفندي، في هداية المرتاب: 146 و152
6 ـ ابن الأثير الجزري، في أسد الغابة: 4/22.
7 ـ جلال الدين السيوطي، في تاريخ الخلفاء: 66.
8 ـ ابن عبد البر القرطبي، في الإستيعاب: 2/474.
9 ـ عبدالمؤمن الشبلنجي، في نور الأبصار: 73.
10 ـ شهاب الدين العجيلي، في ذخيرة المال.
11 ـ الشيخ محمد الصبان، في إسعاف الراغبين: 152.
12 ـ ابن الصباغ المالكي، في الفصول المهمة: 18.
13 ـ نور الدين السمهودي، في جواهر العقدين.
14 ـ ابن أبي الحديد في شرح النهج: 1/18 ط دار إحياء التراث العربي(21).
15 ـ العلامة القوشجي، في شرح التجريد: 407.
16 ـ الخطيب الخوارزمي المكي، في المناقب 48/60.
17 ـ محمد بن طلحة القرشي الشافعي، في مطالب السؤول: 82 الفصل السادس ط دار الكتب.
18 ـ الإمام أحمد بن حنبل، في المسند والفضائل.
19 ـ سبط ابن الجوزي، في التذكرة: 85 و87.
20 ـ الإمام الثعلبي، في تفسيره " كشف البيان ".
21 ـ ابن القيم، في الطرق الحكيمة ـ ضمن نقله بعض قضاياه(ع): 41 ـ 53.
22 ـ محمد بن يوسف القرشي الكنجي، في " كفاية الطالب " الباب السابع والخمسين.
23 ـ ابن ماجة القزويني، في سننه.
24 ـ ابن المغازلي، في كتابه " مناقب علي بن أبي طالب ".
25 ـ شيخ الإسلام الحمويني، في فرائد السمطين.
26 ـ الحكيم الترمذي، في شرح " الفتح المبين ".
27 ـ الديلمي، في " فردوس الأخبار ".
28 ـ الحافظ سليمان القندوزي الحنفي، في " ينابيع المودة " الباب الرابع عشر.
29 ـ الحافظ أبو نعيم، في " حلية الأولياء " وفي كتابه الآخر المسمى " ما نزل من القرآن في علي ".
30 ـ والفضل بن روزبهان، في كتابه المسمى بـ: " إبطال الباطل " (22).
هؤلاء وكثير غيرهم وكلهم من أجلة علمائكم وأعلامكم رووا أن عمر كان يقول: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن!
ويقول: كاد يهلك ابن الخطاب، لولا علي بن أبي طالب!
ويقول: لولا علي لهلك عمر!
ويقول: لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن!
وغيرها من العبارات المتقاربة من العبارات المذكورة.
النواب: نرجو من سماحتكم أن تحدثونا عن بعض القضايا المعضلة التي حكم فيها سيدنا علي كرم الله وجهه، وكذلك عن المسائل المشكلة التي حلها وأجاب عنها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
قلت: من جملة القضايا قضية رواها جمع من علمائكم..
روى ابن الجوزي في كتابه الأذكياء: 18، وفي كتابه الآخر أخبار الظراف: 19.
وروى محب الدين الطبري، في كتابه الرياض النضرة: 2/197، وفي كتابه الآخر ذخائر العقبى: 80.
وروى الخطيب الخوارزمي، في المناقب: 60.
وروى سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: 87، قالوا: عن حنش بن المعتمر، قال: أن رجلين أتيا إمرأة من قريش فاستودعاها مائة دينار وقالا: لا تدفعيها إلى أحد منا دون صاحبه حتى نجتمع. فلبثا حولا، ثم جاء أحدهما إليها وقال: إن صاحبي قد مات فادفعي إلي الدنانير، فأبت، فثقّل عليها بأهلها، فلم يزالوا بها حتى دفعتها إليه. ثم لبثت حولا آخر فجاء الآخر فقال: ادفعي إلي الدنانير!
فقالت: إن صاحبك جاءني وزعم أنك قد مت فدفعتها إليه.
فاختصما إلى عمر، فأراد أن يقضي عليها وقال لها: ما أراك إلا ضامنة.
فقالت: أنشدك الله أن تقضي بيننا، وارفعنا إلى علي بن أبي طالب.
فرفعها إلى علي (ع) وعرف أنهما قد مكرا بها.
فقال: أليس قلتما، لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه؟
قال: بلى.
قال: فإن مالك عندنا، اذهب فجيء بصاحبك حتى ندفعها إليكما.
فبلغ ذلك عمر فقال: لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب!
ومن جملة المسائل والقضايا المشكلة التي تحير فيها عمر، وحلها الإمام علي (ع)، مسائل كانت بين عمر وحذيفة بن اليمان، رواها العلامة محمد بن يوسف القرشي الكنجي في كتابه " كفاية الطالب " الباب السابع والخمسين، بإسناده عن حذيفة بن اليمان، أنه لقى عمر ابن الخطاب، فقال له عمر: كيف أصبحت يا ابن اليمان؟
فقال: كيف تريدني أصبح؟! أصبحت والله أكره الحق، وأحب الفتنة ، وأشهد بما لم أره، وأحفظ غير المخلوق، وأصلي على غير وضوء، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء!!
فغضب عمر لقوله، وانصرف من فوره وقد أعجله أمر، وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك.
فبينا هو في الطريق إذ مر بعلي بن أبي طالب، فرأى الغضب في وجهه، فقال: ما أغضبك يا عمر؟!
فقال: لقيت حذيفة بن اليمان فسألته كيف أصبحت؟
فقال: أصبحت أكره الحق!
فقال(ع): صدق، فإنه يكره الموت وهو الحق.
فقال: يقول: وأحب الفتنة!
قال(ع): صدق، فإنه يحب المال والولد، وقد قال تعالى:
(... إنما أموالكم وأولادكم فتنة...)(23).
فقال: يا علي! يقول: وأشهد بما لم أره!
فقال: صدق، يشهد لله بالوحدانية، ويشهد بالموت، والبعث، والقيامة، والجنة، والنار، والصراط، وهو لم ير ذلك كله.
فقال: يا علي! وقد قال: إنني أحفظ غير المخلوق!
قال(ع): صدق، إنه يحفظ كتاب الله تعالى ـ القرآن ـ وهو غير مخلوق.
قال: ويقول: أصلي على غير وضوء!
فقال: صدق، يصلي على ابن عمي رسول الله(ص) على غير وضوء.
فقال: يا أبا الحسن! قد قال أكبر من ذلك!
فقال (ع): وما هو؟!
قال: قال: إن لي في الأرض ما ليس لله في السماء!
قال: صدق، له زوجة، وتعالى الله عن الزوجة والولد.
فقال عمر: كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب!
قال العلامة الكنجي بعد نقله للخبر بطوله:
قلت: هذا ثابت عند أهل النقل، ذكره غير واحد من أهل السير.
فهذا عمر في المجال العلمي عاجز جاهل، وساكت خامل، ولكن نرى الإمام عليا (ع) يصول ويقول، فيرد شبهات الفضول، ويقنع ذوي العقول.
وأما في المجال الثاني، وهو الحرب والضرب،والجهاد والجلاد، في سبيل الله والمستضعفين من العباد، فإنا لا نرى أيضا لعمر بن الخطاب موقفا مشرفا ، ولا نعرف له صولة أو جولة، وشجاعة أو بطولة.
بل يحدثنا التاريخ أنه لم يثبت أمام الكفار والمشركين، وكان سبب انهزام وانكسار المسلمين!
الحافظ: لا نسمح لك أن تتفوه بهذا الكلام، ولا نسمح أن تحط من شأن عمر (رض) الذي هو أحد مفاخر الإسلام، ولا ينكر أحد من الأعلام والمؤرخين العظام، أن الفتوحات التي حصلت في الإسلام، أكثرها أهمها كانت في عهد سيدنا عمر وبأمره وسياسته وحسن قيادته، وأنت تقول إنه كان فرّارا من الحروب، وإنه سبّب هزيمة المسلمين وانكسارهم!
أتظن أننا نسمع هذه الإساءة والإهانة بخليفة سيد الأنام وأحد زعماء الإسلام ونسكت؟!
نحن لا نتحمل هذا الكلام، فإما أن تأتي بالدليل والبرهان، أو تستغفر الله سبحانه وتعالى من الإساءة والإهانة في الحديث والبيان.
قلت: وهل تكلمت بكلام في طول حوارنا وبحثنا في الليالي الماضية من غير دليل وبرهان؟!
أو هل رويت حديثا من غير أن أذكر له مصدرا وسندا من كتبكم المعتبرة ومصادركم الموثقة؟!
أما عرفتم أني لا أتكلم عن جهل وتعصب، ولا أنحاز إلا إلى الحق ، وان مدحي وقدحي لا يكون إلا بسبب مقبول عند ذوي العقول؟!
وأظن إنما صدرت منكم هذه الزبرة والزفرة والنفرة! حين سمعتم الكلام من رجل شيعي، فحسبتموه إساءة وإهانة، وذلك لأنكم تسيئون الظن بنا، والله عز وجل يقول: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم...)(24).
فإنكم تظنون أن الشيعة يحرفون التاريخ، ويضعون الأحاديث ليذموا رجالا ويمدحوا آخرين، بينما نحن لا نزيد على الواقع شيئا، ولا نتكلم إلا نقلا من كتب علمائكم ومحدثيكم.
فلا داعي لتغير الحال والغضب، وشدة المقال والعتب، أو أن تنسب إليّ الإساءة باللسان، والإهانة في البيان! بل من حقك أن تطالبني بالدليل والبرهان.
وإن أردت مني فأقول:
ذكر كثير من علمائكم ومؤرخيكم، أن القتال الذي لم يحضره الإمام علي عليه السلام لم ينتصر فيه المسلمون، والذي حضره سجل النصر والانتصار للدين، وأهمها غزوة خيبر، فإن عليا عليه السلام غاب عن المعسكر لرمد أصابه في عينه فأعطى النبي (ص) الراية لأبي بكر، فرجع منكسرا، فأعطاها لعمر بن الخطاب، فرجع وهو يجبن المسلمين وهم يجبنونه!
الحافظ ـ وهو غضبان ـ: هذا الكلام من أباطيلكم، وإلا فالمشهور بين المسلمين أن الشيخين كانا شجاعين، وكل منهما كان يحمل في صدره قلبا قويا ليس فيه موضع للخوف والجبن.
قلت: ذكرت لكم كرارا، أن شيعة أهل البيت عليهم السلام لا يكذبون ولا يفترون، لأنهم يتبعون الأئمة الصادقين عليهم السلام، وهم يحسبون الكذب من الذنوب الكبائر، والافتراء أكبر منه خسائر.
ونحن كما قلت مرارا، لسنا بحاجة لاثبات عقائدنا وأحقية مذهبنا ، أن نضع الأحاديث ونتمسك بالأباطيل.
فإن غزوة خيبر من أهم الغزوات التي سجلها التاريخ من يومها إلى هذا اليوم، وجميع مؤرخيكم ذكروها باختصار أو بتفصيل، منهم: الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء 1/62، ومحمد بن طلحة في مطالب السؤول:40 وابن هشام في السيرة النبوية، ومحمد بن يوسف الكنجي في الباب الرابع عشر من " كفاية الطالب " وغير هؤلاء من الأعلام، ولا يقتضي المجلس أن أذكرهم جميعا، ولكن أهمهم الشيخين، البخاري في صحيحه 2/100 ط. مصر سنة 1320هجـرية، ومسلم في صحيحه 2/324 ط. مصر سنة 1320 هجرية.
فإنهما كتبا بالصراحة هذه العبارة: " فرجع أيضا منهزما " أي: عمر.
ومن الدلائل الواضحة على هذه القضية الفاضحة، أشعار بن أبي الحديد، فإنه قال ضمن علوياته السبع المشهورة:

•    ألم تخبر الأخبار في فتح خيبر وما أَنْس لا أنْــس اللذين تقدما وللراية العظمى وقد ذهبا بها يشلهما من آل موسى شمردل يمج منونا سيفه وسنانه احضرهما أم حضرا خرج خاضب عذرتكما، إن الحمام لمبغض ليكره طعم الموت والموت طالب فكيف يلذ الموت والموت مطلوب؟!
•    ففيها لذي اللب الملب أعاجيب وفرهما و الفر قد علما حوب ملابس ذل فوقها و جلابيب طويل نجاد السيف أجيد يعبوب ويلهب نارا غمده والأنابيب وذانهما أم ناعم الخد مخضوب وإن بقاء النفس للنفس محبوب فكيف يلذ الموت والموت مطلوب؟! فكيف يلذ الموت والموت مطلوب؟!
فنحن لا نريد إهانة أحد الصحابة، وإنما ننقل لكم ما حكاه التاريخ ورواه المؤرخون عنهم، وبعد هذا عرفنا أن عمر ما كان صاحب صولة وجولة، وشدة وحدة، في الحروب والغزوات التي كانت بين المسلمين وبين أعدائهم، فكيف نؤول الجملة من الآية الكريمة (أشداء على الكفار ) بعمر ونطبقها عليه؟!
ولكن إذا راجعنا تاريخ الإسلام ودرسنا سيرة الإمام علي(ع) وطالعنا تاريخه المبارك، نجده أشد المسلمين على الكفار في المجال العلمي والمجال الحربي، والله تعالى يشير إليه بقوله: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم....)(25).
الحافظ: إنك تريد أن تحصر الآية الكريمة التي تصف عامة المؤمنين في شأن علي كرم الله وجهه؟!
قلت: لقد أثبت لكم أني لا أتكلم بغير دليل، ودليلي على هذا، أن الآية إذا كانت تصف جميع المؤمنين، لما فروا في بعض الغزوات من الميادين!
الحافظ: هل هذا الكلام من الإنصاف إذ تصف صحابة النبي(ص) الذين جاهدوا ذلك الجهاد العظيم، وفتحوا تلك الفتوحات العظيمة، وتقول: إنهم فروا ؟!
أليس قولك هذا إهانة لصحابة رسول الله(ص)؟!
قلت: أولا: أشهد الله سبحانه أني لم أقصد إهانة أي فرد من الصحابة وغيرهم، وإنما الحوار والنقاش يقتضي هذا الكلام.
ثانيا: أنا ما أنسب إليهم الفرار، ولكن التاريخ هكذا يحكم ويقول: إن في غزوة أحد، فر الصحابة حتى كبارهم، وتركوا النبي (ص) طعمة لسيوف المشركين والكفار، كما يذكر الطبري والمؤرخون الكبار، فماذا تقولون حول الآية الكريمة التي تشمل أولئك الذين ولوا الدبر وفروا من الجهاد وخالفوا أمر الله عز وجل إذ يقول:
(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير)(26).
ثالثا: لقد وافقنا في قولنا بأن الآية نزلت في شأن الإمام علي( ع) كثير من أعلامكم وكبار علمائكم، منهم: أبو إسحاق الثعلبي ـ الذي تحسبوه أمام أصحاب الحديث في تفسير القرآن ـ قال في تفسير " كشف البيان " في ذيل الآية الكريمة 54 من سورة المائدة: إنما نزلت في شأن الإمام علي (ع)، لأن الذي يجمع كل المواصفات المذكورة في الآية لم يكن أحد غيره.
ولم يذكر أحد من المؤرخين من المسلمين وغيرهم، بأن الإمام عليا (ع) فر من الميدان، حتى ولو مرة، أو أنه تقاعد وتقاعس في حروب النبي (ص) وغزواته مع الكفار، ولو في غزوة واحدة.
بل ذكر المؤرخون أنه في معركة أحد حينما انهزم المسلمون، حتى كبار الصحابة، ثبت الإمام علي (ع) واستقام واستمر في الجهاد ومقاتلة المشركين الأوغاد، وهم أكثر من خمسة آلاف مقاتل بين راكب وراجل، وعلي (ع) يضرب بالسيف خراطيمهم ويحصد رؤوسهم، فذب عن الإسلام، ودفع الطغام، عن محمد سيد الأنام، حتى سمع النداء من السماء: (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي)(27).
وقد أصيب في جسمه يوم أحد بتسعين إصابة غير قابلة للعلاج، فعالجها رسول الله بعدما انتهت المعركة عن طريق الإعجاز، إذ مسح عليها بريقه المبارك الذي جعل الله فيه بلسم كل جرح، ودواء كل داء.
الحافظ: ما كنت أظن أن تفتري على كبار الصحابة إلى هذا الحد وتنسبهم إلى الفرار! وهم المجاهدون في سبيل الله وخاصة الشيخان (رض) فإنهما ثبتا ودافعا عن النبي (ص) إلى آخر لحظة حتى انتهت المعركة.
قلت: إني لست بمفتر، ولكنكم ما قرأتم تاريخ الإسلام، وليس لكم فيه تحقيق وإلمام، حتى نطقتم بهذا الكلام!
لقد ذكر المؤرخون وأصحاب السير: أن المسلمين انهزموا في غزوة أحد وخيبر وحنين، أما خبر خيبر فقد ذكرته لكم عن صحيح البخاري ومسلم وغيرهما (28).
وأما الخبر عن غزوة حنين وفرار المسلمين فيها، فراجع الجمع بين الصحيحين للحميدي والسيرة الحلبية: 3/123.
وأما فرارهم في غزوة أحد، فحدث ولا حرج! فقد ذكره عامة المؤرخين، منهم: ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر الإسكافي في شرح النهج 13/ 278 ط دار إحياء التراث العربي، قال: فر المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه[ النبي (ص)] إلا أربعة: علي والزبير وطلحة وأبو دجانة (29).
وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج 14: 251، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 34، وغيرهما من الأعلام، قالوا: وسمع ذلك اليوم صوت من قبل السماء، لا يرى شخص الصارخ به، ينادي مرارا: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي!
فسئل رسول الله(ص) عنه، فقال: هذا جبرائيل ـ والنص لابن أبي الحديد ـ.
فكان علي(ع) في كل الحروب التي خاضها مؤيدا من عند الله ومنصورا بالملائك.
روى محمد بن يوسف الكنجي القرشي في كتابه " كفاية الطالب " في الباب السابع والعشرين، بإسناده عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله(ص): ما بعث علي في سرية إلا رأيت جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره والسحابة تظله حتى يرزقه الله الظفر.
وروى الإمام الحافظ النسائي في كتابه خصائص الإمام علي(ع)، ص8 ط مطبعة التقدم بالقاهرة، بسنده عن هبيرة بن هديم، قال: جمع الناس الحسن بن علي(ع) وعليه عمامة سوداء لما قتل أبوه، فقال: قد كان قتلتم بالأمس رجلا ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، وإن رسول الله(ص) قال: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ويقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ثم لا ترد رايته حتى يفتح الله عليه.... إلى آخره.
نعم، كان النصر معقودا براية الإمام علي(ع) وسيفه، وكان الظفر ينزل على المسلمين في كل ميدان ينزل فيه علي(ع)، حتى قال النبي (ص): ما قام الدين وما استقام إلا بسيف علي عليه السلام.

______________________
21- قال ابن أبي الحديد: وأما عمر فقد عرف كل أحد رجوعه إليه( علي عليه ‏السلام).‏
في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة، وقوله غير مرة: ‏لولا علي لهلك عمر. وقوله: لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن. وقوله: لا يفتين ‏احد في المسجد وعلي حاضر... إلى آخره. ‏
((المترجم))
22- ومنهم: محب الدين الطبري، في ذخائر العقبى: 82، فإنه قال بعد نقله مراجعة ‏عمر إلى
علي(ع) في قضاياه المشكلة وذكر حكم المرأة التي ولدت لستة أشهر..‏
قال عمر: اللهم لاتنزلن بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي!‏
وذكر أيضا عن يحيى بن عقيل، قال: كان عمر يقول لعلي(ع) إذا سأله ففرج عنه: ‏لاأبقاني
الله بعدك يا علي!‏
قال: وعن أبي سعيد الخدري، أنه سمع عمر يقول لعلي ـ وقد سأله عن شيء ‏فأجابه: أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن!‏
ومنهم: أبو المظفر يوسف بن قزاغلي الحنفي، في كتابه" تذكرة خواص الأئمة": 87 ‏ط إيران . فقد ذكر قضية المرأة التي ولدت لستة أشهر، فأمر عمر برجمها، فمنعهم ‏من ذلك علي بن أبي طالب بعدما بين سببه، فقال عمر: اللهم لاتبقني لمعضلة ‏ليس لها ابن أبي طالب!‏
ومنهم: المتقي الحنفي، في كنز العمال 3/53. فإنه بعد ذكر القضية قال: قال عمر: ‏اللهم لا
تنزل بي شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي. ‏
((المترجم))
23- سورة الأنفال، الآية 28‏
24- سورة الحجرات، الآية 12.‏
25- سورة المائدة، الآية 54.‏
26- سورة الأنفال، الآيات 15 و 16.‏
27- لقد ذكر هذه الفضيلة الإلهية، والمنقبة السماوية، لأسد الله الغالب، علي بن ‏أبي طالب(ع) كثير من العلماء الأعلام ومشايخ الإسلام، منهم:‏
ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 13/293 عن شيخه أبي جعفر، قال: وما كان ‏منه ـ أي: علي(ع) ـ من المحاماة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقد فر الناس ‏وأسلموه، فتصمد له كتيبة من قريش، فيقول(صلى الله عليه وآله): يا علي! اكفني ‏هذه. فيحمل عليها فيهزمها ويقتل عميدها، حتى سمع المسلمون والمشركون ‏صوتا من قبل السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.‏
ومنهم:‏
العلامة الكنجي القرشي الشافعي في كتابه" كفاية الطالب" في الباب التاسع ‏والستين، فقد خصصه بنداء ملك من السماء: (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا ‏علي) إلا أنه يروي أن ذلك كان يوم بدر، فراجع.‏
وأما روايته في أحد فقد قال في الباب السابع والستين، بإسناده عن أبي رافع، ‏قال: لما كان يوم أحد نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى نفر من قريش، فقال ‏لعلي( ع): إحمل عليهم؛ فحمل عليهم فقتل هاشم بن أمية المخزومي وفرق ‏جماعتهم.‏
ثم نظر النبي(صلى الله عليه وآله) إلى جماعة من قريش، فقال لعلي(ع): إحمل ‏عليهم؛ فحمل عليهم وفرق جماعتهم وقتل فلانا الجمحي.‏
ثم نظر إلى نفر من قريش، فقال لعلي(ع): إحمل عليهم؛ فحمل عليهم وفرق ‏جماعتهم وقتل أحد بني عامر بن لؤي.‏
فقال له جبرائيل: هذه المواساة!‏
فقال النبي(صلى الله عليه وآله): إنه مني وأنا منه.‏
فقال جبرائيل: وأنا منكم يا رسول الله.‏
رواه أيضا عن ابن عساكر بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، والحافظ الخطيب ‏البغدادي في ما خرجه من الفوائد للشريف النسيب ـ كذا ـ انتهى.‏
وقال ابن أبي الحديد في مقدمته على شرح نهج البلاغة: المشهور المروي أنه ‏سمع من السماء يوم أحد: (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي). ‏
((المترجم))
28- لقد ذكر فرار الشيخين وهزيمتهما في معركة خيبر، كثير من أعلام وعلماء ‏السنة، منهم:‏ الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 124، والحاكم في المستدرك 3/37، وفي تلخيص ‏المستدرك 3/37، قالوا: عن ابن عباس أنه قال: بعث رسول الله إلى ‏خيبر، أحسبه قال: أبا بكر ـ والترديد من الراوي ـ فرجع منهزما ومن معه، فلما كان ‏من الغد بعث عمر، فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه.‏
وروى الحافظ أحمد بن شعيب بن سنان النسائي، أحد أصحاب الصحاح الستة، ‏المتوفي سنة 303 هج، في كتابه " خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع ‏‏)" ط مطبعة التقدم بالقاهرة، ص 5، عن علي(ع) قال: بعث رسول الله(صلى الله ‏عليه وآله) أبا بكر وعقد له لواء فرجع، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع، فقال رسول ‏الله(صلى الله عليه وآله): لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ‏ليس بفرار؛ فأرسل إلي وأنا أرمد ... إلى آخره.‏
وروى عن بريدة يقول: حاصرنا خيبر فأخذ الراية أبو بكر ولم يفتح له، فأخذه من الغد ‏عمر فانصرف ولم يفتح له...إلى آخره.‏
ورواه عن طريق آخر عن بريدة الأسلمي، قال: لما كان يوم خيبر، نزل رسول ‏الله(صلى الله عليه وآله) بحصن أهل خيبر، أعطى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ‏اللواء عمر، فنهض فيه من نهض من الناس، فلقوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه ‏فرجعوا....إلى آخر. ‏
((المترجم))
29- لقد ذكر كثير من أعلام السنة هزيمة عمر في أحد، منهم: الفخر الرازي في ‏كتابه مفاتيح الغيب 9/52، قال: ومن المنهزمين عمر... ثم قال: ومنهم عثمان، انهزم مع رجلين من الأنصار يقال لهما: سعد وعقبة، انهزموا ‏حتى بلغوا موضعا بعيدا، ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام.‏
والألوسي في روح المعاني 4/99، قال: وأما سائر المنهزمين فقد اجتمعواعلى ‏الجبل، وعمر بن الخطاب كان من هذا الصنف كما في خبر ابن جرير.‏
وقال النيسابوري في تفسير غرائب القرآن: بهامش تفسير الطبري 4/112 ـ 113: ‏الذي تدل عليه الأخبار في الجملة أن نفرا قليلا تولوا وأبعدوا فمنهم من دخل ‏المدينة ومنهم من ذهب إلى سائر الجوانب....ومن المنهزمين عمر.‏
السيوطي في الدر المنثور 2/88 و 89، وتفسير جامع البيان ـ للطبري ـ 4/95 و 96،
قال عمر: لما كان يوم أحد هزمناهم، ففررت حتى صعدت الجبل، فلقد رأيتني أنزوا ‏كأنني أروى!‏
ثم قال السيوطي: أخرج عبد بن حميد عن عكرمة، قال: كان الذين ولوا الدبر يومئذ ‏عثمان بن عفان وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان أخوان من الأنصار من بني زريق.‏
وأما هزيمة عمر في حنين... قال البخاري في صحيحه، باب قوله تعالى: (... ويوم ‏حنين إذ أعجبتكم كثرتكم......) سورة التوبة، الآية 25. روى بسنده عن أبي محمد ‏مولى أبي قتادة، أن أبا قتادة قال: لما كان يوم حنين نظرت إلى ..... وانهزم ‏المسلمون وانهزمت معهم فإذا بعمر بن الخطاب في الناس...البخاري 3/67 ط ‏عيسى البابي الحلبي بمصر. ‏
((المترجم))


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page