• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

موقف علي عليه السلام من عثمان - أسباب الثورة على عثمان

أسباب الثورة على عثمان
إن من أهم أسباب الثورة على عثمان، سيرته المخالفة لسير النبي (صلى الله ‏عليه وآله) وسيرة الشيخين، فلو كان يسعى ليغير سيرته الخاطئة ويصلح ‏الأمور ويعمل بنصيحة الناصحين، أمثال الامام علي (عليه السلام) وابن ‏عباس، لكان الناس يهدؤون والمياه ترجع إلى مجاريها الطبيعية (46)، ولكنه ‏اغتر ‏بكلام حاشيته وحزبه من بني أمية حتى قتل، وقد كان عمر بن الخطاب تنبأ ‏بذلك، لأنه عثمان مدة طويلة، وعرف أخلاقه وسلوكه كما يقول ابن أبي ‏الحديد في شرح النهج 1/186 ط. دار احياء التراث العربي قال:‏
في قصة الشورى... فقال عمر: أفلا أخبركم عن أنفسكم؟!..‏
ثم أقبل على علي (عليه السلام) فقال: لله أنت! لولا دعابة فيك! أما والله ‏لئن وليتهم لتحملنهم على الحق الواضح، والمحجة البيضاء.‏
ثم أقبل على عثمان، فقال: هيها إليك! كأني بك قد قلدتك قريش هذا الأمر ‏لحبها إياك، فحملت بني أمية وبني أبي معيط على رقاب الناس، وآثرتهم ‏بالفيء، فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب فذبحوك على فراشك ‏ذبحا.... إلى آخره.‏
وقال في ج2/129: وأصح ما ذكر في ذلك ما أورده الطبري في تاريخه ، ‏حوادث سنة 33 ـ 35، وخلاصة ذلك: أن عثمان أحدث أحداثا مشهورة ‏نقمها الناس عليه ، من تأمير بني أمية، ولا سيما الفساق منهم وأرباب السفه ‏وقلة الدين، وإخراج مال الفيء إليهم، وما جرى في أمر عمار بن ياسر ‏وأبي ذر وعبد الله بن مسعود، وغير من الأمور التي جرت في أواخر ‏خلافته.‏
وراجعوا التاريخ حول أبي سفيان وبنيه، وهو من زعماء بني أمية، وانظروا ‏إلى ما نقله الطبري في تاريخه، فقد قال: إن رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله) رأى أبو سفيان مقبلا على حماره ومعاوية يقوده ويزيد بن أبي سفيان ‏يسوق بالحمار، فقال (صلى الله عليه وآله): " لعن الله الراكب والقائد ‏والسائق ".‏
وبالرغم من ذلك نجد في التاريخ أن عثمان أكرمه وأعطاه أموالا كثيرة، ‏وكان له عند الخليفة مقاما وجاها عاليا، وهو الذي أنكر القيامة والمعاد في ‏مجلس عثمان، فارتد عن الإسلام، وكان على الخليفة أن يأمر بقتله، لأن ‏المرتد جزاؤه القتل، ولكنه تغاضى عنه واكتفى بإخراجه!‏
فأنصفوا وفكروا! لماذا كان عثمان يكرم أبا سفيان المرتد، ويؤوي ‏طريد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحكم بن أبي العاص وابنه مروان ‏ويقربهم ويمنحهم الأموال الكثيرة من بيت مال المسلمين، ويسند إليهم وإلى ‏أبنائهم الولايات والامارات، وهم الذين لعنهم رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله) في الملأ العام، وقد سمعه المسلمون وهو يفسر الشجرة الملعونة في ‏القرآن ببني أمية؟!‏
لماذا كان عثمان يتخذ مروان وأمثاله ونظراءه أولياء من دون الله تعالى ‏ويركن إليهم ويعمل برأيهم، بل أسند إليهم إدارة الدولة حتى تكون آلة لهم ‏ومطية لأغراضهم الالحادية وأهدافهم الجاهلية؟!‏
فلقائل أن يقول: إنما كان عثمان يقصد من وراء أعماله التي ذكرنا طرفا ‏منها تمهيد السبيل للانقلاب الذي أخبر الله سبحانه في كتابه بقوله: {وما ‏محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على ‏أعقابكم...} (47).‏



موقف علي عليه السلام من عثمان‏
لقد كان موقف الإمام علي (عليه السلام) في الفتنة موقف الناصح المصلح، ‏والتاريخ يشكر له مواقفه السليمة، وأنا أنقل لكم الآن بعض كلامه في هذا ‏الشأن من " نهج البلاغة " حتى تعرفوا نياته الطيبة ومساعيه الخيرة.‏
قالوا: لما اجتمع الناس إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، وشكوا ‏إليه ما نقموه على عثمان، وسألوه مخاطبته واستعتابه لهم، فدخل (ع) على عثمان فقال:‏
إن الناس ورائي وقد استفسروني بينك وبينهم، والله ما أدري ما أقول لك! ما ‏أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه!‏
إنك لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، ولا خلونا بشيء ‏فنبلغكه، و قد رأيت كما رأينا، و سمعت كما سمعنا، و صحبت رسول اللّه ‏‏(صلى الله عليه وآله) كما صحبنا، و ما ابن أبي قحافة و لا ابن الخطّاب ‏بأولى بعمل الحقّ منك، و أنت أقرب إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ‏وشيجة رحم منهما، و قد نلت من صهره ما لم ينالا، فاللّه.. اللّه في نفسك ‏فإنّك و اللّه ما تبصّر من عمي و لا تعلّم من جهل، و إنّ الطّرق لواضحة و ‏إنّ أعلام الدّين لقائمة.‏
فاعلم أنّ أفضل عباد اللّه عند اللّه إمام عادل هدي و هدى، فأقام سنّة ‏معلومة و أمات بدعة مجهولة، و إنّ السّنن لنيّرة لها أعلام، و إنّ البدع ‏لظاهرة لها أعلام، و إنّ شرّ النّاس عند اللّه إمام جائر ضلّ و ضلّ به، ‏فأمات سنّة مأخوذة و أحيا بدعة متروكة، و إنّي سمعت رسول اللّه (صلى ‏الله عليه وآله) يقول يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر و ليس معه نصير و لا ‏عاذر فيلقى في جهنّم فيدور فيها كما تدور الرّحى، ثمّ يرتبط في قعرها.‏
و إنّي أنشدك اللّه أن تكون إمام هذه الأمّة المقتول!‏
فإنّه كان يقال يقتل في هذه الأمّة إمام يفتح عليها القتل و القتال إلى يوم ‏القيامة، و تلبس أمورها عليها و يبثّ الفتن فيها فلا يبصرون الحقّ من ‏الباطل يموجون فيها موجا و يمرجون فيها مرجا.‏
فلا تكونن ّ لمروان سيقة يسوقك حيث شاء بعد جلال السّنّ و تقضي ‏العمر(48).‏
فقال له عثمان كلّم النّاس في أن يؤجّلوني حتّى أخرج إليهم من مظالمهم.‏
فقال (ع): ما كان بالمدينة فلا أجل فيه، و ما غاب فأجله وصول أمرك إليه.‏
ولكن عثمان شاور مروان في ما طلبه علي (عليه السلام) من قبل الناس، ‏فأشار عليه بالمخالفة، فخرج عثمان وخطب الناس وقال في ما قال:‏
... فاجترأتم علي، أما والله لأنا أقرب ناصرا، وأعز نفرا، وأكثر عودا، ‏وأحرى إن قلت: " هلم " أن يجاب صوتي.‏
ولقد أعددت لكم أقرانا، وكشرت لكم عن نابي، وأخرجتم مني خلقا لم أكن ‏أحسنه، ومنطقا لم أكن أنطق به.... إلى آخره.‏
فهاج الناس ولم يرضوا من كلامه، فاشتد البلاء حتى وقع ما وقع.‏
______________________________
46- قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2/151 و 152 نقلا عن تاريخ الطبري:‏
و كان عثمان قد استشار نصحاءه في أمره فأشاروا أن يرسل إلى علي ع يطلب ‏إليه أن يرد الناس و يعطيهم ما يرضيهم ليطاولهم حتى تأتيه الأمداد.‏
فقال إنهم لا يقبلون التعليل و قد كان مني في المرة الأولى ما كان.
فقال مروان أعطهم ما سألوك و طاولهم ما طاولوك فإنهم قوم قد بغوا عليك و لا ‏عهد لهم.‏
فدعا عليا ع و قال له قد ترى ما كان من الناس و لست آمنهم على دمي، فارددهم ‏عني فإني أعطيهم ما يريدون من الحق من نفسي و من غيري.‏
فقال علي: إن الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلك و إنهم لا يرضون إلا بالرضا، و ‏قد كنت أعطيتهم من قبل عهدا فلم تف به فلا تغرر في هذه المرة فإني معطيهم ‏عنك الحق قال أعطهم فو الله لأفين لهم..‏
فقال علي ع: أما ما كان بالمدينة فلا أجل فيه و أما ما غاب فأجله وصول أمرك.‏
قال نعم فأجلني فيما بالمدينة ثلاثة أيام.‏
فأجابه إلى ذلك و كتب بينه و بين الناس كتابا على رد كل مظلمة و عزل كل عامل ‏كرهوه فكف الناس عنه و جعل يتأهب سرا للقتال و يستعد بالسلاح و اتخذ جندا فلما مضت الأيام الثلاثة و ‏لم يغير شيئا ثار به الناس....إلى آخره. ‏
((المترجم))
47- سورة آل عمران، الآية 144.‏
48- ذكره الطبري أيضا في تاريخه 4/337.‏
أقوا ونقل، عن أبي الحديد في شرح النهج 9/23، قال وروي أبو سعد الآبي في ‏كتابه " نثر الدرر في المحاضرات " أن عثمان لما نقم الناس عليه ما نقموا، قام ‏متوكئا على مروان فخطب الناس....‏
فذكر بعض ما ذكره الطبري وزاد:‏
إني لأقرب ناصرا، وأعز نفرا، فمالي لا أفعل في فضول الأموال ما أشاء؟! ‏
((المترجم))


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page