ومن أعمال عثمان الثابتة عليه، ولم ينكره أحد من المؤرخين، وهو خلاف العدل والرحمة، وظلم ظاهر، لم يرض به المؤمنون، ولو كان أبو بكر وعمر حيين لأنكرا عليه وانتقما منه:
ضربه وإيذاؤه عمار بن ياسر، الصحابي الجليل الذي قال فيه رسول الله (ص): " عمار ملئ إيمانا من قرنه إلى قدميه ". وشهد له ولأبويه بالجنة، بل قال (ص): إن الجنة إليه.
وكان السبب في ضربه أمورا، منها كما نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج 3/50 قال: و روى آخرون أنّ السبب في ذلك أنّ عثمان مرّ بقبر جديد، فسأل عنه، فقيل: عبد اللّه بن مسعود، فغضب على عمّار لكتمانه إيّاه موته، إذ كان المتولّي للصلاة عليه و القيام بشأنه، فعندها وطئ عثمان عمّارا حتى أصابه الفتق.
قال ابن أبي الحديد في صفحة 50: و روى آخرون، أن المقداد و عمارا و طلحة و الزبير و عدة من أصحاب رسول الله (ص) كتبوا كتابا، عددوا فيه أحداث عثمان و خوفوه به و أعلموه أنهم مواثبوه إن لم يقلع.
فأخذ عمار الكتاب فأتاه به، فقرأ منه صدرا ثم قال له: أ علَيّ تقدم من بينهم!
فقال: لأني أنصحهم لك.
قال: كذبت يا ابن سمية!
فقال: أنا و الله ابن سمية و ابن ياسر.
فأمر عثمان غلمانا له، فمدوا بيديه و رجليه، ثم ضربه عثمان برجليه ـ و هي في الخفين ـ على مذاكيره، فأصابه الفتق و كان ضعيفا كبيرا فغشي عليه.
قال ابن أبي الحديد في صفحة 49: ثم أخرج فحمل حتى أتي به منزل أم سلمة (رضي الله عنها)، فلم يصل الظهر والعصر والمغرب، فلما أفاق توضأ وصلى.
ومن أحب التفصيل، فليراجع مروج الذهب 1/437، وشرح النهج ـ لابن أبي الحديد ـ الجزء الثالث، طبع دار إحياء التراث العربي.
إيذاؤه عمار بن ياسر
- الزيارات: 2449