• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إسناد حديث حب علي حسنة

لقد ذكر هذا الحديث كثير من أعلامكم وأيدوه، منهم:
الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، والخطيب الخوارزمي في آخر الفصل السادس من كتابه " المناقب " والشيخ القندوزي الحنفي في الباب 43 من كتابه " ينابيع المودة " وأيضا في الباب 56 نقله عن الديلمي، قال: حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ، حب علي براءة من النار، حب علي يأكل الذنب كما يأكل النار الحطب، حب علي براءة من النفاق.
وفي المناقب السبعين (48) خرجه عن ابن عباس في الحديث رقم 33، قال: قال رسول الله (ص): حب علي بن أبي طالب يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب.
وفي الحديث رقم 59، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله (ص) : حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضر معها سيئة، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة.
رواهما صاحب " الفردوس ".
ورواه المحدث والفقيه الشافعي المير السيد علي الهمداني في كتابه " مودة القربى " في المودة السادسة عن ابن عباس، قال: حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب.
وعنه أيضا: حب علي براءة من النار.
ورواه محب الدين الطبري في " ذخائر العقبي " الحديث رقم 59 من الأحاديث السبعين التي رواها في فضائل أهل البيت (ع).
ورواه محمد بن طلحة في مطالب السؤول.
والعلامة الكنجي والشافعي في كتاب " كفاية الطالب في مناقب مولانا علي بن أبي طالب ".
ثم إن كان عقلكم وعلمكم لا يصل إلى معنى حل الحديث كهذا وأمثاله ، فأنصحكم ألا تطعنوا فيه ولا تردوه، بل يجب أن تسألوا عن حله ومعناه وتفسيره ممن هو أعلم، قال تعالى: (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)(49).
وطالما أن هذا الحديث وأمثاله لا يعارض كتاب الله سبحانه فليس لأحد من المسلمين إنكاره.
الحافظ: كيف لا يعارض كتاب الله وهو سبب تجرؤ الناس على المعاصي!
قلت: لا تعجل حتى أبين لك كيف لا يعارض الكتاب الكريم، فإن الله تعالى يقسم الذنوب في القرآن إلى قسمين، صغائر وكبائر.
وهو يعبر في بعض الآيات عن الصغائر بالسيئة، في حين يعبر عن الكبائر بالذنوب، كما في سورة النساء، الآية 31، قال تعالى:
(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما).
فالآية تصرح بأن عبدا لو اجتنب الكبائر وارتكب الصغائر، فإن الله عز وجل يعفو عنه، ويدخله الجنة، والحديث الذي تنكروه لا يصرح بأكثر من هذا.
فإن حب علي (ع) حسنة عظيمة عند الله سبحانه بحيث لا تضر معها السيئات، يعني الصغائر.
الحافظ: إن هذا التفسير والتقسيم لا يكون على أساس علمي (50).
لأن الله تعالى يقول: (إن الله يغفر الذنوب جميعا)(51) فالعبد العاصي إذا تاب واستغفر الله سبحانه فإنه يغفر كل ذنوبه سواء أكانت من الكبائر أم الصغائر.
قلت: أظنك ما دققت النظر في الآية الكريمة التي تلوتها عليك، وإلا ما كنت تورد إشكالا على كلامي، لأن الذي قسم المعاصي إلى كبائر وصغائر وفرق بينهما هو الله تعالى، لا أنا.
ثم اعلم بأننا نعتقد ـ مثلكم ـ بأن الله تعالى يغفر الذنوب جميعا، فكل عبد عاص إذا تاب وندم وعمل بشرائط التوبة، فإن الله سبحانه يغفر ذنوبه ويعفو عنه، ولكن إذا لم يتب فيعاقبه الله تعالى بعد الموت في عالم البرزخ، فإذا لاقى عقاب ذنوبه قبل يوم الحساب، يساق إلى الجنة في يوم المعاد، وإلا فيقضى عليه فيلقى في جهنم ليرى جزاء عمله هناك.
والعبد المؤمن إذا ارتكب الصغائر ومات من غير توبة فإنه كان يحب الإمام عليا (ع) يغفر الله تعالى له ويعفو عنه ويدخله الجنة، قال سبحانه: (وندخلكم مدخلا كريما)(52).
فلا أدري لماذا تعتقد بأن هذا الحديث الشريف " حب علي حسنة لا تضر معها سيئة " يسبب تجرؤ الشيعة على المعاصي!!.
هل الحديث يأمر بارتكاب الذنوب؟! لا..
فأثر هذا الحديث في المسلمين كأثر آيات القرآن الحكيم التي تعد العباد المذنبين بقبول التوبة وغفران ذنوبهم.
فكما إن آيات التوبة والمغفرة تبعث الرجاء برحمة الله تعالى في قلوب العباد وتزيل اليأس عن نفوس العصاة، كذلك هذا الحديث الشريف وأمثاله، فإنه يوقف المحب عند السيئات ويصده عن الكبائر الموبقات، لأن إطاعة الحبيب من لوازم الحب.
قال الإمام الصادق، وهو إمامنا جعفر بن محمد (ع): إن المحب لمن يحب مطيع، فالشيعي يعرف هذا فلذلك لا يرتكب الذنوب والمعاصي اتكالا على حبه للإمام علي (ع) بل يجتهد في الطاعة إمامه ومتابعته، لإثبات صدقه في الحب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
نعم، هناك بعض المحبين الذين يحسبون أنفسهم من الشيعة يرتكبون بعض الذنوب مثل كثير من أهل السنة والجماعة فلا يكون عملهم السيئ بسبب حبهم أو بسبب حديث النبي (ص) فإن الإنسان بطبعه يكون مطيعا لهواه ومجيبا لنفسه الأمارة كما قال سبحانه وتعالى حكاية عن يوسف الصديق: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) (53).
وأما الشيعي هو الذي يعزم على أن يخطو ويسير في الطريق الذي سار فيه الأئمة الهداة من أهل البيت (ع) ويلتزم بنهجهم ويعمل برأيهم.
وقد ذكرنا في الليالي السالفة بعض الأحاديث النبوية في حقهم، حيث بشرهم رسول الله (ص) بالجنة، فقال (ص): " يا علي! أنت وشيعتك الفائزون في الجنة " وذكرنا مصادر هذا الحديث الشريف وأمثاله من كتبكم المعتبرة وطرقكم المتواترة، وبشارة النبي (ص) لشيعة علي (ع) بالجنة أمر ثابت لا ينكره إلا الجاهل المعاند المتعصب الجاحد.
وإن إشكالك على حديث " حب علي حسنة لا تضر معها سيئة " يرد على تبشير النبي (ص) شيعة علي (ع) بالجنة أيضا.
لأن الشيعي إذا عرف أنه من أهل الجنة يرتكب الذنوب ولا يبالي، فإشكالك على رسول الله (ص) موجب للكفر، وهو مردود بالأدلة التي أقمناها.
ولب الكلام: إن الشيعي هو الذي يسير على أثر مسير أهل البيت (ع)، فيعمل بما عملوا، ويجتنب عما اجتنبوا، ولما لم يكن معصوما، ربما ارتكب ذنبا وعمل إثما ولم يوفق للتوبة فمات، فإن الله عز وجل يعفو عن ذنبه ويغفر له كرامة لعلي بن أبي طالب (ع) وحبه إياه، والله غفور رحيم.

_______________________
48- كتاب " السبعين في مناقب أمير المؤمنين " نقله القندوزي بكامله في " ينابيع ‏المودة ". ‏
((المترجم))
49- سورة الأنبياء، الآية 7.‏
50- إن بيان " الحافظ " كليل، وليس له دليل، ولا يصدر إلا من ذي عقل عليل، لأنه ‏يعارض كلام الرب الجليل، فقد قال سبحانه:‏
(والله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين ‏أحسنوا بالحسنى * الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع ‏المغفرة) سورة النجم: 30 ـ 31.‏
فاللمم هي المعاصي الصغائر تقابلها كبائر الاثم، كما تجد في الآية الكريمة. ‏
((المترجم))
51- سورة الزمر، الآية 53.‏
52- سورة النساء، الآية 31.‏
53- سورة يوسف، الآية 53.‏


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page