طباعة

خلفاء النبي (ص) إثنا عشر

ذكر الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة مجموعة أحاديث عن النبي (ص) بهذا المعنى وفتح لها بابا عنوانه:
الباب السابع والسبعون: في تحقيق حديث بعدي إثنى عشر خليفة.
قال ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة، من عشرين طريقا في أن الخلفاء بعد النبي (ص) إثنا عشر خليفة كلهم من قريش: في البخاري من ثلاثة طرق وفي الترمذي من طريق واحد في الحميدي من ثلاثة طرق.
وذكر هذه الأحاديث الشريفة كثير من علمائكم الأعلام غير الذين ذكرهم القندوزي، منهم: الحمويني في فرائد السمطين، والخوارزمي في المناقب، وابن المغازلي في المناقب، والثعلبي في التفسير، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، والمير سيد علي الهمداني الشافعي في المودة العاشرة من كتابه مودة القربى، نقل اثنا عشر خبرا وحديثا في هذا الأمر، من عبد الله بن مسعود وجابر بن سمرة وسلمان الفارسي وعبد الله بن عباس وعباية بن ربعي وزيد بن حارثة وأبي هريرة، وعن الإمام علي (ع)، كلهم يروون عن رسول الله (ص) أنه قال: الأئمة بعدي أو خلفائي بعدي إثنا عشر كلهم من قريش،وفي بعض الروايات كلهم من بني هاشم، وحتى في بعضها عينهم بذكر أسماءهم.
ولا نجد حتى حديثا واحدا عن النبي (ص) حول الأئمة الأربعة الذين تمسكتم بهم. ثم إن الفرق بين الأئمة الإثني عشر الذين نتمسك بهم نحن ونأخذ بأقوالهم وبين أئمتكم الأربعة فرق كبير.
وكما أشرنا في الليالي السالفة أن الأئمة الإثني عشر عليهم السلام هم أوصياء رسول الله (ص) وقد نص عليهم بأمر من الله سبحانه فلا يقاس بهم أي فرد من الخلفاء والأئمة الذين تمسكتم بهم، فإن أئمة المذاهب الأربعة شأنهم شأن غيرهم من فقهاء المسلمين وعلماء الدين، والمسلمون في خيار تام في تقليدهم وتقليد غيرهم من فقهاء الإسلام الذين يملكون قدرة الاستنباط واستخراج الأحكام الدينية من القرآن الحكيم والسنة النبوية الشريفة.
وعلى هذا فنحن الشيعة نقلد مراجع الدين وهم الفقهاء الذين درسوا وحققوا الأخبار والأحاديث المروية عن النبي وأهل بيته الطيبين الراسخين في العلم.
فيحققوا ويتقنوا أسنادها وطرقها ويميزوا بين صحيحها وسقيمها ويستخرجوا منها حكم المسائل المستحدثة والفروع الطارئة في زماننا هذا، ويبينوا تكليفنا الشرعي على أساس أصول الفقه والقواعد الإلهية، يردون الفرع على الأصل ويستخرجوا حكمه ويبينوه لمقلديهم، وهؤلاء الفقهاء يتواجدون في كل زمان وهم متعددون ولا ينحصر التقليد في واحد منهم، لأن الكل يأخذون من منهل العترة الهادية ومنبع أهل البيت الطاهرين عليهم السلام.
ولكن الأئمة وإن تتلمذوا عند بعض أئمة أهل البيت عليهم السلام إلا أنهم خرجوا من إطارهم وتركوا الأصول الفقهية والقواعد المقبولة لديهم، فعملوا بالقياسات العقلية والإستحسانات النظرية حتى أنهم ربما اجتهدوا في بعض المسائل وخالفوا النصوص الجلية فيها، فضلوا وأضلوا(17).
والعجب أنكم تركتم تقليد العترة وأهل بيت الوحي والرسالة الذين عينهم النبي (ص) وتابعتم التلامذة الذين لم يبلغوا عشر معشار علوم أهل البيت عليهم السلام ولم يقترفوا إلا غرفة أو رشحة من بحارهم المتلاطمة بشتى العلوم التي آتاهم الله عز وجل من لدنه وجعلهم أئمة يهدون بأمره.
فالأئمة الأربعة استندوا إلى عقولهم الناقصة في بيان حكم الله عز وجل ولم يستندوا إلى الكتاب المبين وسنة سيد المرسلين.
وقد قال سبحانه وتعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون)(18).
السيد عبد الحي: وهل عندكم دليل على أن الأئمة الأربعة تتلمذوا عند أئمتكم؟