طباعة

أدرك تراتك أيها الموتور



السيد حيدر الحلي
أدرك تراتك أيهـا الموتور
عذبت دماؤكم لشارب علها
ولسانها بك يابن أحمد هاتف
ما صارم الا وفي شفراته
انت الولي لمـن بظلم قتلوا
ولو انك استأصلت كل قبيلة
خذهم فسنة جدكــم مابينهم
إن تحتقر قدر العـدى فلربما
أو أنهم صغروا بجنـبك همة
غصبوا الخلافة من أبيــك وأعلنوا
والبضعة الزهراء أمك قد قضت
وأبوا على الحسن الزكي بأن يرى
واسأل بيوم الطـف سيفك إنه
يوم أبوك السبــط شمر غيرة
وقد استغاثت فيـه ملة جده
وبغير أمر الله قـام محكما
نفسي الفداء لثـائر في حقه
أضحى يقيم الدين وهو مهدم
ويذكر الأعداء بطشة ربهم
وعلى قلوبهم قـد انطبع الشقى
فنضا ابن أحمد صارما ماسله
فكأن عزرائيل خط فرنده
دارت حماليق الكماة لخوفه
واستيقن القوم البوار كأن أسـ
فهوى عليهم مثل صاعقة السما
لم تثن عامله المسدد جنة
شاكي السلاح لدى أبـن حيدرا أعزل
غيران ينفض لبـدتيه كأنه
ولصوته زجر الرعود تطير بالـ
قد طاح قلب الجيـش خيفة بأسه
بأبي أبي الضيم صال وماله
وبقلبه الهم الذي لو بعضه
حزنا على الدين الحـنيف وغربة
حتى إذا نفذ القضـاء وقدر الـ
زجت له الأقدار سهم منية
وتعطل الفلك المدار كأنما
وهوين ألوية الشريعة نكصا
والشمس ناشرة الذوائـب ثاكل
بأبي القتيل وغسله علق الدما
ظمآن يعتلج الغليـل بصدره
وتحكمت بيض السيـوف بجسمه
وغدت تدوس الخيـــل منه أضالعا
في فتية قد أرخصو لفدائه
ثاوين قد زهت الربــى بدمائهم
رقدوا وقد سقوا الثـرى فكأنهم
هم فتية خطبوا العلى بسيوفهم
فرحوا وقد نعيت نفوسهم لهم
فستنشقوا النقع المثار كأنه
واستيقنوا بالموت نيـل مرامهم
فكأنما بيض الحدود بواسما
وكأنما سمر الرماح موائلا
كسروا جفون سيـوفهم وتقحموا
من كل شهم ليــس يحذر قتله
عاثوا بآل أميــة فكأنهم
حتى إذا شاء المهيــمن قربهم
ركضوا بأرجلهم إلى شرك الردى
فزهت بهم تلك العراص كأنما
عارين طرزت الدمـاء عليهم
وثواكل يشجي الغيور حنينها
حرم لأحمد قد هتكن ستورها
كم حرة لما أحاط بها العدى
والشمس توقد بالهواجر نارها
هتفت غداة الروع بـاسم كفيليها
كانت بحيث سجافها يبنى على
يحمين بالبيض البواتر والقناة الـ
ما لاحظت عين الهـلال خيالها
حتى النسيم إذا تخطى نحوها
فبدا بيوم الغاضرية وجهها
فيعود عنها الوهم وهو مقيد
فغدت تود لو أنها نعيت ولم
وسرت بهن إلى يزيد نجائب
حنت طلاح العيـس مسعدة لها فلكم بكل يـ‎د دم مهدورُ
وصفت فلا رنق ولا تكديرُ
أفهكذا تغضي وأنت غيورُ
نحر لآل محمـد منحورُ
وعلى العدا سلطانك المنصورُ
قتلا فلا سرف ولا تبذيرُ
منسية وكتـابكم مهجورُ
قد قارف الذنب الجليل حقيرُ
فالقوم جرمهـم عليك كبيرُ
أن النبوة سحرها مأثورُ
قرحى الفؤاد وضلعها مكسورُ
مثواه حيث محمد مقبورُ
قد كلم الأبطال فهو خبيرُ
للدين لما أن عفاه دثورُ
لما تداعى بيتها المعمورُ
بالمسلمين يزيـد وهو أميرُ
كاليث ذي الوثبـات حين يثورُ
ويجبر الأسلام وهو كسيرُ
لو كان ثمة ينفع التذكيرُ
لا الوعظ يبلغها ولا التحذيرُ
إلا وسلن من الدمــاء بحورُ
وبه أحاديث الحمام سطورُ
فيدور شخص الموت حيث يدورُ
ـرافيل جاء وفـي يديه الصورُ
فالروس تسقط والنفوس تطيرُ
كالموت لم يحـجزه يوما سورُ
واللابس الـدرع الدلاص حسيرُ
أسد بآجام الرماح هصورُ
ألباب دمدمة له وهديرُ
وانهاض منه جنـاحه المكسورُ
إلا المثـقف والحسام نصيرُ
بثبير لم يثبـت عليه ثبيرُ
وظما وفقد أحبـة وهجيرُ
ـمحتوم فيه وحتـم المقدورُ
فهوى لقى فاندك ذاك الطورُ
هو قطبه وكان عليه يدورُ
وتعطل التهليل والتكبيرُ
والأرض ترجـف والسماء تمورُ
وعليه من أرج الثــنا كافورُ
و تبل للخطي منه صدورُ
ويح السيوف فحـكمهن يجورُ
سر النبي بطيـها مستورُ
أرواح قدس سومـهن خطيرُ
فكأنها نوارها الممطورُ
ندمان شرب والدماء خمورُ
ولها النفوس الغاليات مهورُ
فكأن لهم ناعي النفوس بشيرُ
ند المجامر مـنه فاح عبيرُ
فالكل منهم ضـاحك مسرورُ
بيض الخدود لها ابتسمن لها ثغورُ
سمر الملاح يزينهن سفورُ
بالخيل حيث تـراكم الجمهورُ
إن لم يكن بنجاته المحذورُ
سرب البغاث يعثـن فيه صقورُ
لجواره وجرى القـضا المسطورُ
وسعوا وكل سـعيه مشكورُ
فيها ركدن أهلة وبدورُ
حمر البرود كأنهن حريرُ
لو كان ما بيـن العداة غيورُ
فهتكن من حرم الإله ستورُ
هربت تخف العـدو وهي وقورُ
والأرض يغلي رملها ويفورُ
وكفيلها بثرى الطفوف عفيرُ
نهر المجرة مـا لهن عبورُ
ـسمر الشواجر والـحماة حضورُ
والشهب تخطف دونها وتغورُ
ألقاه في ظل الرماح عثورُ
كالشمس يسترها السنا والنورُ
ويرد عنها الطرف وهو حسيرُ
ينظر إليها شامت وكفورُ
بالبيد تنتجد تـارة وتغورُ
وبكى الغبيط بها وناح الكورُ