طباعة

رضا الله سبحانه عن الصحابة

وأما قول الحافظ: إن الله سبحانه أعلن رضاه عن أصحاب نبيه، فالطعن فيه إنكار لرضا الله عز وجل، وهذا كفر!
أقول في جوابه: نحن لا ننكر بأن الله تعالى أعلن رضاه عن الصحابة في بيعة الرضوان بقوله سبحانه:
(لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)(28).
ولكن نقول ما قاله العلماء المحققون: بأن الآية الكريمة لا تتضمن رضا الله سبحانه عن المؤمنين ـ الذين اجتمعوا تحت الشجرة ـ على جميع أعمالهم إلى آخر حياتهم.
إنما عنت الآية الشريفة رضا الله عز وجل عن المؤمنين بمبايعتهم النبي الكريم (ص) تحت الشجرة ـ البيعة المعروفة ببيعة الرضوان ـ والتاريخ يشهد بأن كثيرا من أولئك المبايعون نزلت فيهم آيات النفاق بعد تلك البيعة وانضموا مع المنافقين وأصبحوا من الخاسرين.
فرضا الله سبحانه ما تعلق بهم لأنهم أصحاب النبي (ص)، بل تعلق رضاه بهم لأنهم كانوا مؤمنين بالله ورسوله ورضاهما بهم ما داموا مؤمنين، فإذا خرجوا من الإيمان وارتدوا، فرضا الله العزيز ينقلب إلى غضبه عليهم ـ نعوذ بالله من غضبه ـ والشيعة يحمدون كل عمل حسن صدر من إنسان وخاصة أصحاب رسول الله (ص)، ويقدحون كل عمل قبيح صدر من أي شخص سواء أكان صحابيا أو غير صحابي، فإن أصحاب رسول الله (ص) ما كانوا معصومين وقد صدر من بعضهم أعمال غير حميدة ومعاصي عديدة.
الحافظ: إن هذا القول افتراء على الصحابة!
فنحن لا نعتقد بعصمتهم، لكن النبي (ص) قال فيهم: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
وقد أجمع المسلمون على صحة هذا الحديث الشريف إلا أنتم الشيعة.

______________
27- سورة الفتح، الآية 18.‏