المردود الإيجابي في عقيدة المهدي(عليه السلام):
بقي أن نعرف ما هي حصيلة عقيدتنا بوجود المهدي؟ فإنّ تقويم مثل هذه الاُمور يصحّح كثيراً من التصوّرات الخاطئة عن أمثال هذه العقائد، خصوصاً إذا عرفنا أنّ العقائد فواعل بالنفوس .
1 ـ المردود الأوّل:
فأول المردودات الإيجابية بهذه العقيدة: حصول الامتثال لأمر الله تعالى بهذه العقيدة ككلّ العقائد، فإنّ المفروض أنّ النصوص تُحتّم الإيمان بها كما ذكرنا آراء العلماء بذلك .
2 ـ المردود الثاني:
الشعور بقيام الحجّة على العباد لله تعالى بوجود الإمام، إذ لو حصلت الكفاية بغيره لما حصل الخلاف بين المسلمين.
فإن قيل: إنّ الخلاف حاصل بالفعل.
قيل: إنّ ذلك ناتج من عدم الالتزام بإمامته، بالإضافة إلى الشعور بالتسديد في آراء العلماء، لوجود الإمام بين أظهرهم وإن لم يعرفوه .
3 ـ المردود الثالث:
في وجود المهدي لطف يقرّب العباد إلى الله تعالى، لشعورهم بأنّ الله تعالى يهيّئ لإقامة العدل ورفع الظلم.
فإن قيل: إنّ رفع الظلم يجب أن يحدث بالأسباب الطبيعية من قبل الناس.
قيل: إنّ ذلك صحيح، ولكن إذا تهاونوا بذلك فلا بدّ أن يدافع الله تعالى عن الذين آمنوا.
فإن قيل: إنّ ذلك يحصل بالآخرة.
قيل: إنّ مثل ذلك كمثل إقامة الحدود في الدنيا مع أنّ المجرم لا يترك بالآخرة .
هذه بعض الفوائد في موضوع الإمام المهدي وليست هي عِلّة تامّة بل حكمة، ونحن نتعبّد بما ورد في النصوص، وهناك فوائد اُخرى ذكرتها المطوَّلات وغطّت أبعاد المسألة، يمكن الرجوع إليها .