طباعة

أجداد الإمام علي (ع) وآباؤه مؤمنون

ولقد ثبت أن أجداد الإمام علي (ع) كلهم كانوا مؤمنين ولم يشركوا بالله طرفة عين، فأن الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة التي حملته وتناقلته هي الأصلاب والأرحام التي حملت رسول الله (ص) وقد طهرها الباري عز وجل من درن الشرك وأقذار الجاهلية، فهو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن اليسع بن الهميس بن نبت بن سلامان بن حمل بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الله بن تارخ بن تاحور بن شاروع بن أرغو بن تالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوه بن بارد بن مهلائل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ابي البشر(ع) هؤلاء كلهم كانوا مؤمنين بالله تعالى، يعبدونه ولا يشركون به شيئا.
الشيخ عبد السلام: ولكن القرآن الحكيم يصرح بخلاف هذا الكلام، فقد قال تعالى في سورة الأنعام آية 74: (وَ إِذْ قالَ إبراهيم لابيهِ آزَرَ أَ تَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَ قَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
آزر عم إبراهيم (ع)
قلت: كلام الشيخ واصل إليه من أسلافه، وهم لما رأوا نسب شيوخهم وزعمائهم من الصحابة ينتهي إلى الكفر والشرك، أرادوا دفع هذا النقص ورفع العيب عنهم، فتفوهوا بهذا الكلام وعابوا على خير الأنام، وقال بأن آزر أبا إبراهيم الخليل كان يعبد صنما، وكلكم تعلمون أن علماء الأنساب أجمعوا على أن والد إبراهيم الخليل (ع) كان تارخ، وآزر كان عمه.
الشيخ عبد السلام ـ متعجبا ـ: إنكم تقابلون القرآن الحكيم بكلام علما الأنساب!! فإن الله سبحانه يصرح بأن آزر أبا إبراهيم كان يعبد الأصنام ونحن نأخذ بظاهر القرآن ونترك قول من خالفه، لأن الظاهر نص وخلافه اجتهاد.
قلت: نحن لا نجتهد في مقابل النص، وإنما نقابل النص بالنص ونستخرج المعنى المعقول المفهوم من النصين، فإن القرآن في كثير من الأمور يفسر بعضه بعضا. وما اشتبه علينا تفسيره فنرجع به إلى قول العترة الهادية الذين عينهم رسول الله (ص) لذلك إذ قال: إني تارك فكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
وهم قالوا بأن آزر كان عم إبراهيم الخليل، فلما توفي تارخ والد إبراهيم، تزوجت أمه بآزر، فكان إبراهيم يناديه بالأب، وهو شيء شائع في العرف.
الشيخ عبدالسلام: نحن لا نترك ظاهر الآية الشريفة: (وَ إِذْ قالَ إبراهيم لأبيهِ آزَرَ) إلا أن تأتوا بآية من القرآن الحكيم تفسر كلمة الأب بالعم، وهذا لا يوجد في القرآن.
قلت: لا تنفي ذلك، لأن علمك ناقص بمفاهيم القرآن الحكيم، وما تجهله من هذا الكتاب العظيم أكثر مما تعلمه.
ولكي يتضح لك أن كلمة الأب جاءت بمعنى العم في القرآن الحكيم، فراجع سورة البقرة / الآية 133 في قوله تعالى: (إِذْ قال(32) لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إبراهيم وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ إِلهاً واحِداً).
الشاهد والدليل في الآية " إسماعيل " لأنه كان عم يعقوب وإسحاق هو أبو يعقوب. ولكن أولاد يعقوب عدوا إسماعيل أبا ليعقوب في عداد أبويه إبراهيم وإسحاق.

___________________
32- أي: إذ قال يعقوب.‏