• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

غارة بسر بن أرطاة

ومن أقبح أعمال معاوية، وأشنع جرائمه بعثه بسر بن أرطاة الظالم السفاك إلى المدينة ومكة والطائف ونجران وصنعاء واليمن، وأمره بقتل الرجال وحتى الأطفال، ونهب الأموال وهتك الأعراض والنواميس، وقد نقل غارة بسر بن أرطاة على هذه البلاد كثير من المؤرخين منهم: أبو الفرج الأصفهاني، والعلامة السمهودي في تاريخ المدينة ـ وفاء الوفى، وابن خلكان، وابن عساكر، والطبري في تواريخهم،، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2/3ـ18 ط دار احياء التراث العربي، قال في صفحة 6: دعا معاوية ـ بسر بن أرطاة ـ و كان قاسي القلب، فظّا، سفّاكا للدماء، لا رأفة عنده و لا رحمة، و أمره أن يأخذ طريق الحجاز و المدينة و مكّة حتى ينتهي إلى اليمن، و قال له: لا تنزل على بلد أهله على طاعة عليّ، إلا بسطت عليهم لسانك، حتّى يروا أنّهم لا نجاء لهم و أنّك محيط بهم، ثم اكفف عنهم، و ادعهم إلى البيعة لي، فمن أبى فاقتله، و اقتل شيعة عليّ حيث كانوا.
فامتثل بسر أوامر معاوية وخرج وأغار في طريقه على بلاد كثيرة، وقتل خلقا كثيرا حتى دخل بيت عبيد الله بن العباس، وكان غائبا فأخذ ولديه وهما طفلان صغيران فذبحهما، فكانت أمهما تبكي وتنشد:

 

ها من أحس بابني اللذين هما كالدرتين تشظى عنهما الصدف
ها من أحس بابني اللذين هما سمعي و قلبي فقلبي اليوم مختطف
ها من أحس بابني اللذين هما مخ العظام فمخي اليوم مزدهف
نبئت بسرا و ما صدقت ما زعموا من قولهم و من الإفك الذي اقترفوا
أنحى على ودجي ابني مرهفة مشحوذة و كذاك الإثم يقترف


وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2/17: وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا، وحرق قوما بالنار(51).
وهل أنتم بعد في شك وترديد في كفر معاوية ويزيد؟! وهل تتورعون بعد عن لعنهما ولعن من رضي بأفعالهما؟
معاوية يأمر بلعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام!!
من الدلائل الواضحة على كفر معاوية وأصحابه، أمره بسب الإمام علي عليه السلام ولعنه على منابر المسلمين، وإجباره الناس بهذا الذنب العظيم، فسن هذا المنكر في قنوت الصلوات وخطب الجمعات.
وهذا أمر ثابت على معاوية، سجله التاريخ وذكره المؤرخون من الشيعة والسنة وحتى غير المسلمين، حتى أنه قتل بعض المؤمنين الذين امتنعوا وأبوا ذلك، مثل حجر بن عدي وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
وقد ثبت أيضا عند جميع علماء الإسلام بالتواتر أن رسول الله (ص) قال: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله.
رواه جمع غفير من أعلامكم منهم: أحمد بن حنبل في المسند والنسائي في الخصائص والثعلبي في تفسيره والفخر الرازي في تفسيره، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب، وسبط ابن الجوزي في التذكرة، والشيخ القندوزي الحنفي في الينابيع، والعلامة الهمداني في مودة القربى ، والحافظ الديلمي في الفردوس، والشيخ مسلم بن حجاج في صحيحه، والعلامة محمد بن طلحة في مطالب السؤول والعلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول، والحاكم في المستدرك ، والخطيب الخوارزمي في المناقب، والمحب الطبري في الذخائر، وابن حجر في الصواعق ، وغيرهم من كبار علمائكم.
والخبر الذي رواه أيضا كثير من أعلامكم ومحدثيكم عن النبي (ص) قال: من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فعليه لعنة الله.
وابن حجر روى خبرا أعم وأشمل / في الصواعق / 143 طبع الميمنية بمصر / باب التحذير من بغضهم وسبهم / قال: وصح أنه (ص) قال: يا بني عبد المطلب! إني سألت الله لكم ثلاثا: أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم، وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله يجعلكم كرماء نجباء رحماء، فلو أن رجلا صفن ـ وهو صف القدمين ـ بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله وهو يبغض آل بيت محمد (ص) دخل النار.
وورد: من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله والإسلام، ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة اله ومن آذاني في عترتي فقد آذى لله، إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم.
وروى أحمد بن حنبل في المسند وروى غيره من أعلامكم أيضا عن النبي أنه قال: من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا.
وقد ذكر ابن الأثير في الكامل وغيره من المؤرخين أن معاوية كان في قنوت الصلاة يلعن سيدنا عليا والحسن والحسين وابن عباس ومالك الأشتر.
فما تقولون بعد هذه الأخبار والأحاديث المروية في كتب محدثيكم وأعلامكم، ولا ينكرها أحد من أهل العلم؟!
وأنتم تعلمون أن من ضروريات الإسلام المتفق عليه، أن من لعن أو سب الله ورسوله (ص) فهو كافر نجس يجب قتله.
فمعاوية ومن حذى حذوه كافر نجس ملعون.
الشيخ عبد السلام: المتفق عليه، كفر من سب الله ورسوله، ومعاوية ما سب الله ورسوله، وإنما سب ولعن عليا كرم الله وجهه.
قلت: أيها الشيخ ما هذا اللف والدوران! ولماذا تغالط في الكلام والبيان؟ فلا تنس قول الله العزيز في القرآن: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)(52).
أترفض الحديث الذي نقلته الآن من كتب أعلامكم وأئمتكم، أن النبي (ص) قال: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله؟!
أرجو أن لا تنس الحديث في الليالي الماضية، والمصادر الجمة التي ذكرتها لكم من الأحاديث النبوية الشريفة التي صدرت عنه (ص) في الموضوع والظاهر أنك صرت مصداق المثل المعروف: " كلام الليل يمحوه النار ".
النواب: نرجوكم تزويدنا بالأحاديث النبوية في هذا الباب، فإن أحسن الحديث حديث رسول الله (ص).
قلت: لا أدري هل نقلت لكم رواية ابن عباس في هذا الباب، أم لا ؟ فقد روى العلامة الكنجي فقيه الحرمين، ومفتي العراقين، محدث الشام وصدر الحفاظ أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي، الشهير بالعلامة الكنجي الشافعي، صاحب كتاب كفاية الطالب نقل في الباب العاشر / بسنده المتصل بيعقوب بن جعفر بن سليمان قال: حدثنا أبي عن أبيه قال: كنت مع أبي، عبد الله بن عباس و سعيد بن جبير يقوده، فمر على صفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون علي بن أبي طالب عليه السلام! فقال لسعيد: ردني إليهم، فوقف عليهم، فقال: أيكم الساب لله عز و جل؟ فقالوا: سبحان الله ما فينا أحد سب الله، فقال: أيكم الساب رسول الله (ص)؟ قالوا: ما فينا أحد سب رسول الله (ص). قال: فأيكم الساب علي بن أبي طالب (ع)؟ فقالوا: أما هذا فقد كان!! قال: فأشهد على رسول الله (ص) سمعته أذناي و وعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب: من سبك فقد سبني و من سبني فقد سب الله و من سب الله أكبه الله على منخريه في النار(53).
لا يبغض عليا إلا كافر أو منافق
روى غفير من أعلامكم وعلمائكم عن النبي (ص) أنه قال: لا يحب عليا إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق. خرجه كثير من محدثيكم وعلمائكم الكبار منهم:
جلال الدين السيوطي في الدر المنثور، والثعلبي في تفسيره، والعلامة الهمداني في مودة القربى، وأحمد بن حنبل في المسند، وابن حجر في الصواعق ، والخوارزمي في المناقب، والعلامة ابن المغازلي في المناقب، والحافظ القندوزي في الينابيع، وابن أبي الحديد في شرح النهج، والطبراني في الأوسط، والمحب الطبري في ذخائر العقبي، والنسائي في الخصائص، والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب، ومحمد بن طلحة في مطالب السئول، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة، وغير هؤلاء جمع خرجوا هذا الحديث بإسنادهم وبطرق شتى حتى كاد أن يصل حد التواتر، ومن الواضح أن مصير الكافر والمنافق إلى النار والسعير . وأنقل لكم بالناسبة ما رواه العلامة الكنجي الشافعي في آخر الباب الثالث كفاية الطالب: بسنده المتصل بموسى بن طريف عن عباية عن علي بن أبي طالب قال: أنا قسيم النار يوم القيامة، أقول: خذي ذا وذري ذا. هكذا رواه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في تاريخه، ورواه غير مرفوعا إلى النبي (ص).
ثم قال العلامة الكنجي: فإن قيل هذا سند ضعيف، قلت: قال محمد بن منصور الطوسي كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن عليا قال: أنا قسيم النار. فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث! أليس روينا أن النبي (ص) قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق؟ قلنا: بلى، قال: فأين المؤمن؟ قلنا في الجنة، قال فأين المنافق؟ قلنا في النار. قال فعلي قسيم النار، هكذا ذكره في طبقات أحمد رحمه الله.
وقال الله سبحانه: (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَْسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً)(54).
فمعاوية وأصحابه وأنصاره من أهل جهنم لا محالة، بل هم في الدرك الأسفل من النار.
الشيخ عبد السلام: نحن لا ننكر هذه الأخبار والأحاديث الواردة في حق سيدنا علي كرم الله وجهه، ولكن الصحابة مستثنون لأن الله سبحانه غفر لهن وأعد لهم جنات النعيم كما عاودهم في آيات من الذكر الحكيم. ولا ينكر أن معاوية (رض) كان من الصحابة المقربين لرسول الله (ص). فيجب احترامه لصحبته للنبي (ص) ولقربه منه.

________________
51- ما كانت غارة بسر بن أرطاة الظالم السفاك هي الوحيدة من نوعها، بل يحدث ‏التاريخ عن أمثالها، وقعت بأمر معاوية، قال ابن الحديد في شرح النهج ج2/85 ط دار ‏احياء التراث العربي: (غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار)‏
روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب " الغارات " عن أبي ‏الكنود قال حدثني سفيان بن عوف الغامدي قال:دعاني معاوية فقال إني باعثك في ‏جيش كثيف ذي أداة و جلادة فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها فإن ‏وجدت بها جندا فأغر عليهم و إلا فامض حتى تغير على الأنبار فإن لم تجد بها جندا ‏فامض حتى توغل في المدائن ثم أقبل إلي و اتق أن تقرب الكوفة و اعلم أنك إن ‏أغرت على أهل الأنبار و أهل المدائن فكأنك أغرت على الكوفة إن هذه الغارات يا ‏سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم و تفرح كل من له فينا هوى منهم و تدعو ‏إلينا كل من خاف الدوائر فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك و أخرب كل ‏ما مررت به من القرى و احرب الأموال فإن حرب الأموال شبيه بالقتل و هو أوجع ‏للقلب!‏
أقول: وامتثل سفيان عليه اللعنة أوامر معاوية وقتل ونهب ما نهب ، ورجع الى ‏الشام فاستقبله معاوية بالفرح والسرور ورحب به وحباه أعظم حباء، فقد نقل ابن ‏أبي الحديد في شرح ‏نهج ‏البلاغة ج2/87 قال:‏
فو الله ما غزوت غزاة كانت أسلم و لا أقر للعيون و لا أسر للنفوس منها و بلغني و ‏الله أنها أرعبت الناس فلما عدت إلى معاوية حدثته الحديث على وجهه فقال كنت ‏عند ظني بك لا تنزل في بلد من بلداني إلا قضيت فيه مثل ما يقضي فيه أميره و ‏إن أحببت توليته وليتك و ليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني.‏
فانظر أيها القارئ الكريم الى الجملة الاخيرة كيف يسلط معاوية الطاغي هذا الظالم ‏الباغي على خلق الله ويبسط يده ليفعل ما يشاء بلا مانع ولا رادع ، فإنا لله وإنا إليه ‏راجعون.‏
غارة الضحاك بن قيس الفهري
وفي شرح ‏نهج ‏البلاغة ج2/116، ط دار احياء التراث العربي، قال إبراهيم بن هلال ‏الثقفي: فعند ذلك دعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري و قال له: سر حتى تمر ‏بناحية الكوفة و ترتفع عنها ما استطعت فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي ‏فأغر عليه و إن وجدت له مسلحة أو خيلا فأغر عليها و إذا أصبحت في بلدة فأمس ‏في أخرى ...‏
فأقبل الضحاك فنهب الأموال و قتل من لقي من الأعراب حتى مر بالثعلبية فأغار ‏على الحاج فأخذ أمتعتهم ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهذلي و هو ‏ابن أخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله ص فقتله في طريق الحاج عند ‏القطقطانة و قتل معه ناسا من أصحابه.‏
أقول: هكذا سلب معاوية وأعوانه وعامله، الأمن والأمان من المؤمنين، فشهروا ‏السلاح وقطعوا الطريق وحاربوا المسلمين فأراقوا دماءهم ونهبوا أموالهم، وسعوا ‏في الأرض فسادا، فلعنة الله عليهم وعلى جميع الظالمين والمفسدين ولعن الله ‏كل من رضي بأفعالهم، الى قيام يوم الدين. ‏
((المترجم))
52- سورة البقرة، الآية 42.‏
53- رواه جماعة من الأعلام وعلماء العامة باسنادهم عن ابن عباس منهم العلامة ‏الحافظ الفقيه ابن المغازلي في كتابه مناقب الامام علي حديث رقم /447 وأخرجه ‏المحب الطبري في الرياض النضرة:ج2/166، من طريق الملا في سيرته، وهكذا ‏اخرجه الموفق الخوارزمي في المناقب: ص81 والعلامة الزرندي في نظم درر ‏السمطين: 105. ‏
((المترجم))
54- سورة النساء، الآية 145.‏


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page