• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

طريق تحصيل الشكر


(طريق تحصيل الشكر)
الطريق إلى تحصيل الشكر أمور:
الأول ـ المعرفة والتفكر في صنائعه ـ تعالى ـ، وضروب نعمه الظاهرة والباطنة والعامة والخاصة.
الثاني ـ النظر إلى الادنى في الدنيا وإلى الاعلى في الدين.
الثالث ـ أن يحضر المقابر، ويتذكر أن أحب الاشياء إلى الموتى وأهم سؤالهم ودعواهم من الله أن يردوا إلى الدنيا، ويتحملوا ضروب الرياضات ومشاق العبادات في الدنيا، ليتخلصوا في الآخرة من العذاب، او يزيد ثوابهم وترتفع درجاتهم. فليقدر نفسه منهم مع اجابة دعوته ورده إلى الدنيا، فليصرف بقية عمره فيما يشتهي أهل القبور العود لأجله.
الرابع ـ أن يتذكر بعض ما ورد عليه في بعض أيام عمره من المصائب العظيمة والأمراض الصعبة التي ظن هلاك نفسه بها، فليتصور أنه هلك بها، ويغتنم الآن حياته وماله من النعم، فليشكر الله على ذلك، ولا يتألم ولا يحزن من بعض ما يرد عليه مما ينافي طبعه.
الخامس ـ ان يشكر في كل مصيبة وبلية من مصائب الدنيا من حيث إنه لم تصبه مصيبة اكبر منها، وإنه لم تصبه مصيبة في الدين. ولذلك قال عيسى (ع) في دعائه: " اللهم لا تجعل مصيبتي في ديني! ". وقال رجل لبعض العرفاء: " دخل اللص في بيتي وأخذ متاعي " فقال له: " اشكر الله لو كان الشيطان يدخل بدله في قلبك ويفسد توحيدك، ماذا كنت تصنع؟ ". ومن حيث إن كل مصيبة إنما هي عقوبة لذنب صدر منه، فإذا حلت به هذه العقوبة حصلت له النجاة من عقوبة الآخرة، كما قال رسول الله (ص): " إن العبد إذا أذنب ذنباً فاصابته شدة أو بلاء في الدنيا، فالله اكرم من ان يعذبه ثانياً ". وقد ورد هذا المعنى بطرق متعددة من أئمتنا ـ عليهم السلام ـ أيضا، فليشكر الله على تعجيل عقوبته وعدم تأخيرها إلى الآخرة. ومن حيث ان هذه المصيبة كانت مكتوبة آتية إليه ألبته، فقد أتيت وفرغ منها. ومن حيث ان ثوابها اكثر منها وخير له، لما يأتي في باب الصبر من عظم مثوبات الابتلاء بالمصائب في الدنيا. ومن حيث انها تنقص في القلب حب الدنيا والركون إليها، وتشوق إلى الآخرة وإلى لقاء الله سبحانه. إذ لا ريب في أن من اتاه النعم في الدنيا على وفق المراد، من غير امتزاج ببلاء ومصيبة، يورث طمأنينة للقلب إلى الدنيا وأنساً بها، حتى تصير كالجنة في حقه، فيعظم بلاؤه عند الموت بسبب مفارقته، وإذا كثرت عليه المصائب انزعج قلبه عن الدنيا ولم يأنس بها، وصارت الدنيا سجناً عليه، وكانت نجاته منها كالخلاص من السجن. ولذلك قال رسول الله (ص): " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ". فمحن الدنيا ومصائبها ورياضاتها توجب انزعاج النفس عنها، والتفاتها إلى عالمها الاصلي، وتشوقها إلى الخروج عنها إليه ورغبتها إلى لقاء الله وما أعد في الدار الآخرة لأهلها.
فان قلت: غاية ما يتصور في البلاء أن يصبر عليه، وأما الشكر عليه فغير متصور، إذ الشكر إنما يستدعي نعمة وفرحا، والبلاء مصيبة وألم، فكيف يشكر عليه؟ وعلى هذا ينبغي ألا يجتمع الصبر والشكر على شيء واحد، إذ الصبر يستدعي بلاء وألماً، والشكر يستدعي نعمة وفرحاً، فهما متضادان غير مجتمعين، فكيف حكمتم باجتماعهما في المصائب والبلايا الدنيوية؟
قلنا: كل واحد من النعمة والبلاء ينقسم إلى مطلق ومقيد. فالنعمة المطلقة كسعادة الآخرة والعلم والإيمان والأخلاق الحسنة في الدنيا، والنعمة المقيدة في الدنيا ـ أي ما هو نعمة وصلاح من وجه وبلاء وفساد من وجه ـ كالمال الذي يصلح الدين من وجه ويفسده من وجه. والبلاء المطلق، كشقاوة الآخرة والكفر والجهل والأخلاق السيئة والمعاصي في الدنيا، والبلاء المقيد، كمصائب الدنيا، من الفقر والخوف والمرض وسائر أقسام المحن والمصائب، فانها وإن كانت بلاء في الدنيا، ولكنها نعم في الآخرة. وعند التحقيق لا تخلو عن تكفير الخطيئة، أو رياضة النفس، أو زيادة التجرد، أو رفع الدرجة. فالنعمة المطلقة بازائها الشكر المطلق، ولا معنى لاجتماع الصبر معه، والصبر الذي يجتمع معه لا ينافيه، كما يأتي. والبلاء المطلق لم يؤمر بالصبر عليه، إذ لا معنى للصبر على الكفر والمعصية، بل يجب عدم الصبر عليه والسعي في تركه. واما البلاء المقيد، فهو الذي يجتمع فيه الصبر والشكر، وليس اجتماعهما من جهة واحدة حتى يلزم اجتماع الضدين، بل الصبر من حيث ايجابه الاغتمام والألم في الدنيا، والشكر من حيث ادائه إلى سعادة الآخرة وغيرها مما ذكر.
ثم لو لم يصبر على جهة شريفة، ولم يشكر على جهة خيريته، صار بلاء مطلقاً لزم تركه بالرجوع إلى الصبر والشكر. واما النعمة المقيدة، كالمال والثروة، فإن ادت إلى اصلاح الدين كانت نعمة مطلقة يجب عليها الشكر ولم يكن محلا للصبر، وإن ادت إلى فساده كانت بلاء مطلقاً واجب الترك، وان ادت إلى بلاء الدنيا، كأن يصير ماله سببا لهلاك اولاده وفساد مزاجه، ويصير فوته باعثا لابتلائه ببعض المصائب الدنيوية، كان حكمه حكم البلاء المقيد. ثم يأتى في باب الصبر: ان الصبر قد يكون على الطاعة وعلى المعصية، وفيهما يتحقق الشكر والصبر، إذ الشكر ـ كما عرفت ـ هو عرفان النعمة من الله والفرح به، وصرف النعمة إلى ما هو المقصود منها بالحكمة، والصبر ـ كما يأتي وثبات باعث الدين، اعني العقل النظري، في مقابلة باعث الهوى، اعني القوة الشهوية. ولا ريب في انه في اداء الطاعة وترك المعصية يتحقق الثبات المذكور، إذ هو صرف النعمة إلى ما هو المقصود، إذ باعث الدين انما خلق لحكمة دفع باعث الهوى، وقد صرفه إلى مقصود الحكمة. وانت خبير بأنه وان تحقق الشكر والصبر في هذه الطاعة وترك هذه المعصية، إلا ان ما تصبر عليه هو هذه الطاعة وترك هذه المعصية، إذ الصبر انما هو عليهما، واما الشكر فعلى باعث الدين، اعني العقل الباعث لهذه الطاعة وترك هذه المعصية، فالمشكور عليه هو باعث الدين دون نفس الطاعة وترك المعصية، فاختلف فيهما الصبر والشكر في المتعلق، أي ما يصبر عليه وما يشكر عليه، واتحدا في فعل الصبر والشكر، إذ فعل الصبر هو الثبات والمقاومة، وهو عين الطاعة وترك المعصية، وفعل الشكر هو صرف النعمة في مقصود الحكمة، وهو أيضاً عين الطاعة وترك المعصية. ويمكن ان يقال: ان من فعل هذه الطاعة، وترك هذه المعصية، عرف كونهما من الله وفرح به، ويعمل طاعة اخرى شكراً له. وعلى هذا فيتحد متعلقا الشكر والصبر في هذه الطاعة وترك هذه المعصية، اعني المشكور عليه وما يصبر عليه، إذ هما نفس هذه الطاعة وترك هذه المعصية بعينها ويختلف فعلاهما. إذ فعل الصبر هو هذه الطاعة وترك هذه المعصية وفعل الشكر تحميد أو طاعة اخرى.


(طريق تحصيل الشكر)
الطريق إلى تحصيل الشكر أمور:
الأول ـ المعرفة والتفكر في صنائعه ـ تعالى ـ، وضروب نعمه الظاهرة والباطنة والعامة والخاصة.
الثاني ـ النظر إلى الادنى في الدنيا وإلى الاعلى في الدين.
الثالث ـ أن يحضر المقابر، ويتذكر أن أحب الاشياء إلى الموتى وأهم سؤالهم ودعواهم من الله أن يردوا إلى الدنيا، ويتحملوا ضروب الرياضات ومشاق العبادات في الدنيا، ليتخلصوا في الآخرة من العذاب، او يزيد ثوابهم وترتفع درجاتهم. فليقدر نفسه منهم مع اجابة دعوته ورده إلى الدنيا، فليصرف بقية عمره فيما يشتهي أهل القبور العود لأجله.
الرابع ـ أن يتذكر بعض ما ورد عليه في بعض أيام عمره من المصائب العظيمة والأمراض الصعبة التي ظن هلاك نفسه بها، فليتصور أنه هلك بها، ويغتنم الآن حياته وماله من النعم، فليشكر الله على ذلك، ولا يتألم ولا يحزن من بعض ما يرد عليه مما ينافي طبعه.
الخامس ـ ان يشكر في كل مصيبة وبلية من مصائب الدنيا من حيث إنه لم تصبه مصيبة اكبر منها، وإنه لم تصبه مصيبة في الدين. ولذلك قال عيسى (ع) في دعائه: " اللهم لا تجعل مصيبتي في ديني! ". وقال رجل لبعض العرفاء: " دخل اللص في بيتي وأخذ متاعي " فقال له: " اشكر الله لو كان الشيطان يدخل بدله في قلبك ويفسد توحيدك، ماذا كنت تصنع؟ ". ومن حيث إن كل مصيبة إنما هي عقوبة لذنب صدر منه، فإذا حلت به هذه العقوبة حصلت له النجاة من عقوبة الآخرة، كما قال رسول الله (ص): " إن العبد إذا أذنب ذنباً فاصابته شدة أو بلاء في الدنيا، فالله اكرم من ان يعذبه ثانياً ". وقد ورد هذا المعنى بطرق متعددة من أئمتنا ـ عليهم السلام ـ أيضا، فليشكر الله على تعجيل عقوبته وعدم تأخيرها إلى الآخرة. ومن حيث ان هذه المصيبة كانت مكتوبة آتية إليه ألبته، فقد أتيت وفرغ منها. ومن حيث ان ثوابها اكثر منها وخير له، لما يأتي في باب الصبر من عظم مثوبات الابتلاء بالمصائب في الدنيا. ومن حيث انها تنقص في القلب حب الدنيا والركون إليها، وتشوق إلى الآخرة وإلى لقاء الله سبحانه. إذ لا ريب في أن من اتاه النعم في الدنيا على وفق المراد، من غير امتزاج ببلاء ومصيبة، يورث طمأنينة للقلب إلى الدنيا وأنساً بها، حتى تصير كالجنة في حقه، فيعظم بلاؤه عند الموت بسبب مفارقته، وإذا كثرت عليه المصائب انزعج قلبه عن الدنيا ولم يأنس بها، وصارت الدنيا سجناً عليه، وكانت نجاته منها كالخلاص من السجن. ولذلك قال رسول الله (ص): " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ". فمحن الدنيا ومصائبها ورياضاتها توجب انزعاج النفس عنها، والتفاتها إلى عالمها الاصلي، وتشوقها إلى الخروج عنها إليه ورغبتها إلى لقاء الله وما أعد في الدار الآخرة لأهلها.
فان قلت: غاية ما يتصور في البلاء أن يصبر عليه، وأما الشكر عليه فغير متصور، إذ الشكر إنما يستدعي نعمة وفرحا، والبلاء مصيبة وألم، فكيف يشكر عليه؟ وعلى هذا ينبغي ألا يجتمع الصبر والشكر على شيء واحد، إذ الصبر يستدعي بلاء وألماً، والشكر يستدعي نعمة وفرحاً، فهما متضادان غير مجتمعين، فكيف حكمتم باجتماعهما في المصائب والبلايا الدنيوية؟
قلنا: كل واحد من النعمة والبلاء ينقسم إلى مطلق ومقيد. فالنعمة المطلقة كسعادة الآخرة والعلم والإيمان والأخلاق الحسنة في الدنيا، والنعمة المقيدة في الدنيا ـ أي ما هو نعمة وصلاح من وجه وبلاء وفساد من وجه ـ كالمال الذي يصلح الدين من وجه ويفسده من وجه. والبلاء المطلق، كشقاوة الآخرة والكفر والجهل والأخلاق السيئة والمعاصي في الدنيا، والبلاء المقيد، كمصائب الدنيا، من الفقر والخوف والمرض وسائر أقسام المحن والمصائب، فانها وإن كانت بلاء في الدنيا، ولكنها نعم في الآخرة. وعند التحقيق لا تخلو عن تكفير الخطيئة، أو رياضة النفس، أو زيادة التجرد، أو رفع الدرجة. فالنعمة المطلقة بازائها الشكر المطلق، ولا معنى لاجتماع الصبر معه، والصبر الذي يجتمع معه لا ينافيه، كما يأتي. والبلاء المطلق لم يؤمر بالصبر عليه، إذ لا معنى للصبر على الكفر والمعصية، بل يجب عدم الصبر عليه والسعي في تركه. واما البلاء المقيد، فهو الذي يجتمع فيه الصبر والشكر، وليس اجتماعهما من جهة واحدة حتى يلزم اجتماع الضدين، بل الصبر من حيث ايجابه الاغتمام والألم في الدنيا، والشكر من حيث ادائه إلى سعادة الآخرة وغيرها مما ذكر.
ثم لو لم يصبر على جهة شريفة، ولم يشكر على جهة خيريته، صار بلاء مطلقاً لزم تركه بالرجوع إلى الصبر والشكر. واما النعمة المقيدة، كالمال والثروة، فإن ادت إلى اصلاح الدين كانت نعمة مطلقة يجب عليها الشكر ولم يكن محلا للصبر، وإن ادت إلى فساده كانت بلاء مطلقاً واجب الترك، وان ادت إلى بلاء الدنيا، كأن يصير ماله سببا لهلاك اولاده وفساد مزاجه، ويصير فوته باعثا لابتلائه ببعض المصائب الدنيوية، كان حكمه حكم البلاء المقيد. ثم يأتى في باب الصبر: ان الصبر قد يكون على الطاعة وعلى المعصية، وفيهما يتحقق الشكر والصبر، إذ الشكر ـ كما عرفت ـ هو عرفان النعمة من الله والفرح به، وصرف النعمة إلى ما هو المقصود منها بالحكمة، والصبر ـ كما يأتي وثبات باعث الدين، اعني العقل النظري، في مقابلة باعث الهوى، اعني القوة الشهوية. ولا ريب في انه في اداء الطاعة وترك المعصية يتحقق الثبات المذكور، إذ هو صرف النعمة إلى ما هو المقصود، إذ باعث الدين انما خلق لحكمة دفع باعث الهوى، وقد صرفه إلى مقصود الحكمة. وانت خبير بأنه وان تحقق الشكر والصبر في هذه الطاعة وترك هذه المعصية، إلا ان ما تصبر عليه هو هذه الطاعة وترك هذه المعصية، إذ الصبر انما هو عليهما، واما الشكر فعلى باعث الدين، اعني العقل الباعث لهذه الطاعة وترك هذه المعصية، فالمشكور عليه هو باعث الدين دون نفس الطاعة وترك المعصية، فاختلف فيهما الصبر والشكر في المتعلق، أي ما يصبر عليه وما يشكر عليه، واتحدا في فعل الصبر والشكر، إذ فعل الصبر هو الثبات والمقاومة، وهو عين الطاعة وترك المعصية، وفعل الشكر هو صرف النعمة في مقصود الحكمة، وهو أيضاً عين الطاعة وترك المعصية. ويمكن ان يقال: ان من فعل هذه الطاعة، وترك هذه المعصية، عرف كونهما من الله وفرح به، ويعمل طاعة اخرى شكراً له. وعلى هذا فيتحد متعلقا الشكر والصبر في هذه الطاعة وترك هذه المعصية، اعني المشكور عليه وما يصبر عليه، إذ هما نفس هذه الطاعة وترك هذه المعصية بعينها ويختلف فعلاهما. إذ فعل الصبر هو هذه الطاعة وترك هذه المعصية وفعل الشكر تحميد أو طاعة اخرى.

الصحة خير من السقم

(الصحة خير من السقم)
لا تظنن مما قرع سمعك من فضيلة البلاء وادائه إلى سعادة الأبد انه خير من العافية في الدنيا، بل مع ذلك كله العافية الدنيا خير من البلاء والمصيبة فيها، فاياك ان تسأل من الله البلايا والمصائب في الدنيا، فإن رسول الله (ص) كان يستعيذ في دعائه من بلاء الدنيا وبلاء الآخرة، وكان يقول هو والانبياء والأوصياء ـ عليهم السلام ـ: " ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة "، وكانوا يستعيذون من شماتة الأعداء وسوء القضاء. وقال (ص): " سلوا الله العافية، فما اعطى عبد افضل من العافية إلا اليقين "، واشار باليقين إلى عافية القلب من الجهل والشك، فهو اعلى واشرف من عافية البدن. وقال (ص) في دعائه: " والعافية احب الي ".
وبالجملة: هذا اظهر من ان يحتاج إلى الاستشهاد. إذ البلاء انما يصير نعمة بالاضافة إلى ما هو اكثر منه في الدنيا والآخرة، وبالاضافة إلى ما يرجى من الثواب في الآخرة، ومن حيث يوجب تجرد النفس وانقطاعها من الدنيا وميلها إلى الآخرة. فينبغي ان يسأل تمام النعمة في الدنيا، والثواب في الآخرة على شكر المنعم، والتجافي عن دار الغرور، والانابة إلى دار الخلود، فانه قادر على اعطاء الكل، وما نقل عن بعض العارفين، من سؤالهم المصائب والبلاء، كما قال بعضهم: " اود ان اكون جسراً على النار يعبر علي الخلق كلهم فينجون، واكون انا في النار "، وقال سمنون المحب: " وليس لي في سواك حب، فكيفما شئت فاختبرني ". فمبناه على غلبة الحب، بحيث يظن المحب بنفسه انه يحب البلاء. ومثل ذلك حالة تعتريه، وليس لها حقيقة. فإن من شرب كأس المحبة سكر، ومن سكر توسع في الكلام، ولما زال سكره علم ان ما غلب عليه كانت حالة لا حقيقة. فما تسمعه من هذه القبيل فهو كلام العشاق الذين افرط حبهم، وكلام العشاق يستلذ سماعه ولا يعول عليه. وقد روى: " ان فاختة كان يراودها زوجها فتمنعه، فقال: ما الذي يمنعك عني، ولو اردت ان اقلب لك ملك سليمان ظهراً لبطن لفعلت لاجلك؟ فسمع ذلك سليمان (ع)، فطلبه وعاتبه في ذلك، فقال. يا نبي الله كلام العشاق لا يحكى ". ونقل: " ان سمنون المحب بعد ما قال البيت المذكور، ابتلى بمرض الحصر، فكان يصيح ويجزع، ويسأل الله العافية، ويظهر الندامة مما قال، ويدور على أبواب المكاتب، ويقول للصبيان: ادعوا لعمكم الكذاب ". والحاصل: ان صيرورة البلاء احب عند بعض المحبين من العافية، لاستشعارهم رضا المحبوب لأجله، وكون رضاه عندهم احب والذ من العافية انما يكون في غليان الحب، فلا يثبت ولا يدوم. ومع ذلك كله، فاعلم ان الظاهر من بعض الأخبار الآتية في باب الصبر: ان في الجنان درجات عالية لا يبلغها أحد إلا بالمصائب الدنيوية والصبر والشكر عليها، ويؤيده ابتلاء اكابر النوع، من الأنبياء والأولياء، بالمصائب العظيمة في الدنيا، وما ورد من ان اعظم البلاء موكل بالانبياء ثم بالاولياء ثم بالامثل فالأمثل في درجات العلاء والولاء. وعلى هذا، فالظاهر اختلاف اصلحية كل من البلاء والعافية باختلاف مراتب الناس. فمن كان قوى النفس صابرا شاكراً في البلاء، ولم يصده عن الذكر والفكر والحضور والإنس والطاعات والاقبال عليها، ولم يصر باعثاً لنقصان الحب لله، فالبلاء في حقه افضل في بعض الأوقات، إذ بازائه في الآخرة من عوالي الدرجات ما لا يبلغ بدونه، ومن كان له ضعف نفس يوجب ابتلاءه بالمصائب جزعاً أو كفرانا، أو منعه عن شيء مما ذكر، فالعافية اصلح في حقه، وربما كان البلاء مما منعه من الوصول إلى المراتب العظيمة، فلا ريب في ان العافيه وعدم هذا البلاء افضل واعلى منه. فإن البصير الذي توسل بعينيه إلى النظر إلى عجائب صنع الله، وتوصل به إلى معرفة الله، وتمكن لأجل العينين إلى مطالعة العلوم وتصنيف الكتب الكثيرة من أنواع العلوم، وتبقى آثاره العلمية على مر الدهور، وينتفع من علومه الناس ابدا، وربما بلغ لأجل العينين إلى غاية درجات المعرفة والقرب والحب والإنس والاستغراق، ولو لا وجود العينين له لم يبلغ إلى شيء من ذلك، فلا ريب في أن وجود البصر لمثله أفضل واصلح من عدمه، ولو لا ذلك لكانت رتبة شعيب مثلا ـ وقد كان ضريراً من بين الأنبياء ـ فوق رتبة موسى وابراهيم وغيرهما ـ عليهم السلام ـ لأنه صبر على فقد البصر، وموسى لم يصبر عليه، ولكان الكمال في ان يسلب الإنسان الاطراف كلها ويترك كلحم على وضم. وهذا باطل. فإن كل واحد من الاعضاء آلة في الدين، فيفوت بفواتها ركن من الدين. ويدل على ذلك ما ورد في عدة من الأخبار: " أن كل ما يرد على المؤمن من بلاء أو عافية أو نعمة أو بلية، فهو خير له واصلح في حقه ". وما ورد في بعض الأحاديث القدسية: " إن بعض عبادي لا يصلحه إلا الفقر والمرض، فاعطيته ذلك، وبعضهم لا يصلحه إلا الغنى والصحة، فاعطيته ذلك ". وبذلك يجمع بين أخبار العافية واخبار البلاء.

الجزع

الجزع
وهو اطلاق دواعي الهوى، من الاسترسال في رفع الصوت، وضرب الخدود، وشق الجيوب، أو ضيق الصدر والتبرم والتضجر. وهو وان كان من نتائج ضعف النفس وصغرها الذي من رذائل القوة الغضبية فقط، إلا انه لما كان ضده الصبر، وله أقسام بعضها من متعلقات القوة الشهوية ـ كما يأتي ـ فلذلك لم نذكره في متعلقات قوة الغضب فقط، بل ذكرناه هنا. ثم الجزع في المصائب من المهلكات، لأنه في الحقيقة انكار لقضاء الله، واكراه لحكمه، وسخط على فعله. ولذا قال رسول الله (ص): " الجزع عند البلاء تمام المحنة ". وقال (ص): " ان عظم الجزاء مع عظم البلاء، وان الله إذا احب قوما ابتلاهم، فمن رضى فله الرضا، ومن سخط فله السخط ". وفي الخبر القدسي: " من لم يرض بقضائي. ولم يشكر على نعمائي، ولم يصبر على بلائي، فليطلب رباً سواي ". وروى: " ان زكريا لما هرب من الكفار، واختفى في الشجرة، وعرفوا ذلك، جاؤا بالمنشار فنشرت الشجرة حتى بلغ المنشار رأس زكريا، فأنّ أنّة، فأوحى الله إليه: يا زكريا! لئن صعدت منك أنة ثانية لأمحونك من ديوان النبوة! فعض زكريا (ع) على اصبعه حتى قطع شطرين ". وبالجملة: العاقل يعلم ان الجزع في المصائب لا فائدة فيه، إذ ما قدر يكون، والجزع لا يرده. ولا ريب في أنه يترك الجزع بعد مضي مدة، فليتركه أولا حتى لا يضيع اجره. وقد نقل: " انه مات ابن لبعض الأكابر، فعزاه مجوسي، وقال له: ينبغي للعاقل ان يفعل اليوم ما يفعله الجاهل بعد خمسة ايام. فقال: اكتبوه عنه ". وقال الصادق (ع): " الصبر يظهر ما في بواطن العباد من النور والصفاء، والجزع يظهر ما في بواطنهم من الظلمة والوحشة. والصبر يدعيه كل أحد وما يثبت عنده إلا المخبتون، والجزع ينكره كل أحد وهو ابين على المنافقين، لأن نزول المحنة والمصيبة يخبر عن الصادق والكاذب. وتفسير الصبر ما يستمر مذاقه، وما كان عن اضطراب لا يسمى صبرا. وتفسير الجزع اضطراب القلب وتحزن الشخص، وتغير اللون والحال. وكل نازلة خلت اوائلها من الاخبات والانابة والتضرع إلى الله فصاحبها جزوع غير صابر. والصبر ما اوله مر وأخره حلو، من دخله من اواخره فقد دخل، ومن دخله من اوائله فقد خرج. ومن عرف قدر الصبر لا يصبر عما منه الصبر، قال الله ـ تعالى ـ في قصة موسى والخضر ـ عليهما السلام ـ: " فيكف تصبر على ما لم تحط به خبرا "، فمن صبر كرها، ولم يشك إلى الخلق، ولم يجزع بهتك ستره، فهو من العام، ونصيبه ما قال الله ـ عز وجل ـ : " وبشر الصابرين "، أي بالجنة والمغفرة. ومن استقبل البلاء بالرحب، وصبر على سكينة ووقار، فهو من الخاص، ونصيبه ما قال الله ـ عز وجل ـ:
ان الله مع الصابرين "[1].

الصبر

الصبر
مراتب الصبر ـ أقسام الصبر ـ فضيلة الصبر ـ الصبر على السراء ـ اختلاف مراتب الصبر في الثواب ـ طريق تحصيل الصبر ـ التلازم بين الصبر والشكر ـ القانون الكلي في معرفة الفضائل ـ تفضيل الصبر على الشكر.
ضد الجزع (الصبر)، وهو ثبات النفس وعدم اضطرابها في الشدائد والمصائب، بأن تقاوم معها، بحيث لا تخرجها عن سعة الصدر وما كانت عليه قبل ذلك من السرور والطمأنينة، فيحبس لسانه عن الشكوى، واعضاءه عن الحركات الغير المتعارفة. وهذا هو الصبر على المكروه، وضده الجزع. وله أقسام اخر لها اسماء خاصة تعد فضائل اخر: كالصبر في الحرب، وهو من أنواع الشجاعة، وضده الجبن.والصبر في كظم الغيظ، وهو الحلم، وضده الغضب. والصبر على المشاق، كالعبادة، وضده الفسق، أي الخروج عن العبادات الشرعية. والصبر على شهوة البطن والفرج من قبائح اللذات، وهي العفة، واليه اشير في قوله ـ سبحانه ـ:
" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى "[2].
وضده الشره. والصبر عن فضول العيش، وهو الزهد، وضده الحرص. والصبر في كتمان السر، وضده الاذاعة، والأولان، كالصبر على المكروه من فضائل قوة الغضب. والرابع، من نتائج المحبة والخشية. والبواقي، من فضائل قوة الشهوة ـ كما يأتي ـ. وبذلك يظهر: أن من عد الصبر مطلقاً من فضاءل القوة الشهوية أو القوة الغضبية إنما أراد به بعض أقسامه.
ويظهر من ذلك: أن أكثر أخلاق الإيمان داخل في الصبر. ولذلك لما سئل رسول الله (ص) عن الإيمان، قال: " هو الصبر، لأنه أكثر أعماله وأشرفها ". كما قال: " الحج عزم ". وقد عرف مطلق الصبر بأنه مقاومة النفس مع الهوى، وبعبارة أخرى: أنه ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الهوى. والمراد بباعث الدين هو العقل النظري الهادي إلى طريق الخير والصلاح، والعقل العملي المنفذ لأحكامه المؤدية إلى الفوز والفلاح. والمراد بباعث الهوى هو قوة الشهوة الخارجة عن اطاعة العقل. والقتال دائما بين الباعثين قائم، والحرب بينهما أبداً سجال[3]، وقلب العبد معركته، ومدد باعث الدين من الملائكة الناظرين لحزب الله، ومدد باعث الهوى من الشياطين الناصرين لأعداء الله، فإن ثبت باعث الدين بامداد الملائكة حتى قهر باعث الهوى واستمر على مخالفته، غلب حزب الله والتحق بالصابرين، وإن تحاول وضعف حتى غلب باعث الهوى بامداد الشياطين ولم يصبر على دفعه، التحق باتباع الشياطين. وعمدة ما يثبت به باعث الدين هي قوة المعرفة، أي اليقين بكون الهوى عدوا قاطعاً لطريق الوصول إلى الله مضادا لأسباب السعادات في الدنيا والآخرة. ثم باعث الدين اما يقهر داعي الهوى بالكلية، بحيث لا تبقى له قوة المنازعة، فيدوم الصبر، وتستقر النفس في مقام الاطمئنان، وتنادي من وراء سرادقات الجمال بخطاب: " يا أيتها النفس المطمئنة! ارجعي إلى ربك راضية مرضية ". فتدخل في زمرة الصديقين السابقين، وتنسلك في سلك عبادة الصالحين. أو يغلب داعى الهوى وينقهر باعث الدين، بحيث لا تبقى له قوة المنازعة، وييأس عن المجاهدة والمقاومة، فتسلم نفسه الشريفة الملكوتية التي هي سر الله ووديعته إلى حزب الشيطان. ومثله مثل من أخذ اعز اولاده المتصف بجميع الكمالات، ويسلمه إلى الكفار من اعدائه، فيقتلونه لديه، ويحرقونه بين يديه، بل هو أسوأ حالا منه بمراتب ـ كما لا يخفى ـ. إذ لا يكون لأحدهما الغلبة التامة، بل يكون بينهما تنازع وتجاذب، فتارة يغلب هذا، وتارة يغلب ذاك، فتكون النفس في مقام المجاهدة إلى أن يغلب أحد الباعثين، فتدخل في حزب الله أو حزب الشيطان. ثم غلبة أحد الباعثين على الآخر إما أن تكون في جميع مقتضياته أو بعضها، وتخرج من القسمين ثلاثة أحوال:
الأولى ـ أن يغلب باعث الدين على جميع الشهوات في جميع الأوقات.
الثانية ـ أن يغلب عليه الجميع في الجميع.
الثالثة ـ أن يغلب على بعض دون بعض في الجميع، أو يغلب عليها كلا أو بعضاً دون بعض.
وقد أشير إلى أهل الحالة الأولى في الكتاب الالهي بقوله ـ تعالى ـ:
" يا أيتها النفس المطمئنة... إلى آخر الآية "[4]. والى الثانية بقوله: " ولكن حق القول منّي لأملأَن جهنم من الجنّة والناس أجمعين "[5]. وإلى الثالثة بقوله: " خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم "[6].

مراتب الصبر

(مراتب الصبر)
الصبر على المكروه ومشاق العبادات وعن ترك الشهوات إن كان بيسر وسهولة فهو الصبر الحقيقة، وإن كان بتكلف وتعب فهو التصبر مجازاً. وإذا أدام التقوى وقوى التصديق بما في العاقبة من الحسنى، تيسر الصبر ولم يكن له تعب ومشقة، كما قال الله ـ سبحانه ـ:
" فاما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى "[7].
ومتى تيسر الصبر وصار ملكة راسخة أورث مقام الرضا، وإذا أدام مقام الرضا أورث مقام المحبة. وكما ان مقام المحبة أعلى من مقام الرضا، فكذلك مقام الرضا أعلى من مقام الصبر. ولذلك قل رسول الله (ص): " اعبد الله على الرضا، فإن لم تستطع ففي الصبر على ما تكره خير كثير ". قال بعض العارفين: " أهل الصبر على ثلاث مقامات: الأول: ترك الشكوى، وهذه درجة التائبين. الثانية: الرضا بالمقدر، وهذه درجة الزاهدين. الثالث: المحبة لما يصنع به مولاه، وهذه درجة الصديقين ". وكأن هذا الانقسام مخصوص بالصبر على المكروه من المصائب والمحن. ثم باعث الصبر إما اظهار الثبات وطمأنينة القلب عند الناس، ليكون عندهم مرضياً، كما نقل عن معاوية: أنه أظهر البشاشة، وترك الشكوى في مرض موته، وقال:           
اني لريب الدهر لا اتزعزع        
وتجلدي للشامتين أريهم
وهذا صبر العوام، وهم الدين يعملون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون. أو توقع الثواب ونيل الدرجات الرفيعة في دار الآخرة، وهذا صبر الزهاد والمتقين، واليه الإشارة بقوله ـ تعالى ـ:
" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "[8].
أو الالتذاذ والابتهاج بورود المكروه من الله ـ سبحانه ـ. إذ كل ما يرد من المحبوب محبوب، والمحب يشتاق إلى التفات محبوبه ويرتاح به، وان كان ما يؤذيه ابتلاء وامتحاناً له، وهذا صبر العارفين، واليه الإشارة بقوله ـ تعالى ـ:
" وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة "[9].
وقد ورد: ان الإمام محمد بن علي الباقر (ع) قال لجابر ابن عبد الله الأنصاري ـ وقد اكتنفته علل واسقام، وغلبه ضعف الهرم ـ: " كيف تجد حالك؟ " قال: أنا في حال الفقر أحب إلي من الغنى، والمرض أحب الي من الصحة، والموت أحب إلي من الحياة. فقال الامام (ع): " أما نحن أهل البيت، فما يرد علينا من الله من الفقر والغنى والمرض والصحة والموت والحياة، فهو أحب الينا ". فقام جابر، وقبل بين عينيه، وقال: صدق رسول الله (ص) حيث قال لي: يا جابر! ستدرك واحداً من اولادي اسمه اسمي، يبقر العلوم بقرا ".

أقسام الصبر

(أقسام الصبر)
الصبر باعتبار حكمه ينقسم إلى الاقسام الخمسة، فالصبر عن الشهوات المحرمة وعلى مشاق العبادات الواجبة فرض، وعلى بعض المكاره وأداء المندوبات نفل، وعلى الأذية التي يحرم تحملها حرام، كالصبر على قطع يده، أو يد ولده، أو قصد حريمه بشهوة محظورة، وعلى أذى تناله بجهة مكروهة في الشرع. وبذلك يظهر ان كل صبر ليس محموداً، بل بعض أنواعه ممدوح وبعض أنواعه مذموم، والشرع محكم، فما حسنه حسن، وما قبحه قبيح.

[1]  صححنا الحديث على (مصباح الشريعة): باب 92. وعلى (البحار): باب الصبر واليسر بعد العسر، مج15: 2/143.
[2]  النازعات، الآية: 40 ـ 41.
[3]  " الحرب بينهم سجال ": مثل مشهور، أي تارة لهم وتارة عليهم.
[4]  الفجر، الآية: 27 ـ 28.
[5]  السجدة، الآية: 13.
[6]  التوبة، الآية: 103.
[7]  الليل، الآية: 5 ـ 7.
[8]  الزمر، الآية: 10.
[9]  البقرة، الآية: 155 ـ 157.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page