• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تساؤلات وشبهات

 

تساؤلات وشبهات

  

س 1 : كيف يمكن العمل لأجل الإصلاح الفردي والاجتماعي مع ما
نلاحظه من استحكام وانتشار الضلال والفساد، وبعد أن أصبحت الحياة مسرحاً للجرائم والآثام وفقدان الأمن؟

الجواب : نستطيع القول ـ من دون الدخول في طائلة التنظيرات ـ :

1 ـ إنّ انتشار الضلال والفساد لا يبرّر لنا ترك العمل بواجباتنا ووظائفنا، والتحرّك والعمل لأجل رضا الله ورسوله وإمامنا، ومن الواضح أنّ رضا الله ورسوله وإمامنا لا يمكن إحرازه إلاّ من خلال العمل بالتكاليف الشرعية، سواء كانت فرديةً أم إجتماعية، وهذا ما يوجب تركيز الجهد لامتثال هذه التكاليف لإصلاح الفرد والمجتمع، ومكافحة الفساد من أجل تكوين قاعدة قوية من حيث الوعي والصفاء الروحي.

2 ـ مَن قال: إنّ العمل الإصلاحي في المجتمع غير مجد ولا قيمة له؟ بل إنّ هذا من  إيحاء النفوس اليائسة المتعلقة بأهداب الحياة الرخيصة، بل إنّ الإنسان إذا كان  عامراً بالطاقة المعنوية والروحية سوف يكون قادراً على إصلاح الكثير من الناس، إذن لا  داعي لليأس والقنوط; لأنّه: (لاَ يَيْأَسُ مِن رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )([1]).

 

س 2 : وردت أخبار بأنّ الأرض تُملأ ظلماً وجوراً كالخبر الوارد عن
النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ المهدي(عليه السلام): «يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً». والسؤال هو: ما قيمة العمل والإصلاح إذا كانت الأرض ستُملأ بهذا الظلم كما أخبرنا نبيّنا(صلى الله عليه وآله وسلم)؟

الجواب : يتّضح من خلال ملاحظة ما يلي:

1 ـ إنّ الله تعالى لا يجبر فرداً من الناس على الظلم، وهذا واضح بلا ريب.

2 ـ إنّ وجود وكثرة الظلم إنّما هو لأجل الاختبار والتمحيص، لا  سيما في عصر الغيبة الذي قلنا: إنّ التمحيص والابتلاء الذي يلازم الظلم إنّما هو لأجل توفير قوة الإرادة في الاُمّة وإيجاد عدد من المخلصين الذين يمارسون القيام بمسؤوليات اليوم الموعود.

وعلى هذا الضوء نفهم أنّ امتلاء الأرض بالظلم إنّما هو بانصراف أغلب الناس إلى الدنيا، وتعلّقهم بأهداب الحياة الرخيصة. وهو لا ينافي توفّر نسبة ضئيلة عدداً وضخمة أهميةً وإرادةً واعتقاداً، وعلى هذا الأساس يكون تكليفنا الشرعي منحصراً في تصعيد درجة إخلاصنا وتقوية إرادتنا عن طريق مكافحة الظلم والفساد، وكلّ ذلك يقع باختيار الفرد وإرادته.

ومن هنا يتّضح الجواب عن تساؤل آخر، مفاده: أنّ الأرض بعد امتلائها ظلماً وجوراً، هل يعني عدم وجود المخلصين الذي يُعتَبرون النتيجة والغاية من الابتلاء والتمحيص؟

والجواب : بات واضحاً مما سلف وهو أنّ امتلاء الأرض بالظلم والجور لا يعني عدم وجود ثلّة قليلة من ذوي الإخلاص والإيمان الذين أفرزتهم ظروف الظلم والفساد بصمودهم وتقواهم وثباتهم في ساحة المواجهة; لإيمانهم القويّ بالله تعالى وعظمة مبدئهم، وقوة إرادتهم وعزمهم على الصبر والثبات.

 

س 3 : وهذه الشبهة مرتبطة بالتمحيص، ومفادها: أنّه إذا كان التمحيص شرطاً أساسياً لظهور الإمام(عليه السلام) فهو غير متحق بالوجدان; لوجود عدد كبير من الناس غير ممحَّصِين؟

الجواب : أنّ المراد من التمحيص ليس تمحيص الأفراد بصورة مباشرة لكلّ فرد فرد، وإنّما هو تمحيص للبشرية جمعاء وعلى مدى عمرها بالشكل الذي ينتج تمحيص الأفراد، وذلك من خلال استفادة كل جيل من ثقافة وأفكار وتجارب الجيل السابق، ولازم ذلك أن تظهر مجموعة من الأفراد المخلصين متحمِّلين للمسؤولية في اليوم الموعود.

 

س 4 : هنالك أخبار كثيرة تفيد وجوب العزلة والابتعاد عن المجتمع، فهل هذا ينافي العمل والإصلاح للمجتمع؟

الجواب : يمكن توجيه هذه الأخبار بما يلي:

1 ـ أن يكون المراد بالعزلة في هذه الروايات: العزلة عن الجهلة والحمقى والمفسدين ونحوهم، وهذا لا ينافي العمل الاجتماعي وتوجيه الأفراد الذين يتمتّعون بالاستعداد والقابلية لتلقّي المعارف الإلهية التي تصلح نفوسهم ومجتمعهم.

2 ـ على فرض أنّ هذه الأخبار توجب العزلة والسلبية إلاّ أنّه يمكن تقيّدها في حالة عدم وجوب العمل الإصلاحي في المجتمع أو حرمته، كما في حال عدم تحقق شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحوه.

وعلى هذا الأساس إذا كان العمل واجباً فتكون العزلة حراماً، وإلاّ فقد تكون العزلة واجبة كما إذا كان العمل حراماً، وقد تكون جائزة إذا كان العمل جائزاً.

 

س 5 : نجد بالوجدان أنّنا مهما عملنا لأجل إصلاح المجتمع فلانتمكّن من إصلاحه بالشكل الذي يعطي ثماره وتغييره إلى مجتمع صالح، لا  سيّما بعد ملاحظة انتشار الفساد وتكالب قوى الشرّ علينا بأحدث الأجهزة المتطورة وبمختلف الوسائل والأساليب فكيف السبيل؟

الجواب: أولاً : أنّ انتشار الفساد واستحكامه في مجتمعنا لا يبرّر ترك الواجبات والتكاليف الإلهية المفروضة علينا.

ثانياً : أنّ الثمرة بالعمل والإصلاح سوف تتحقق; لأنّ الثمرة من العمل والإصلاح ليس بالضرورة الوصول إلى المجتمع الصالح الخالي من كلّ ألوان الظلم والفساد، بل الثمرة المطلوبة هو إنتاج عدد كاف من المخلصين لتحقق شرط الظهور وقيامهم بالمسؤولية في اليوم الموعود، وإيصال الأمة إلى حالة من الوعي لتحصل لها القابلية والاستعداد لتطبيق العدل في اليوم الموعود، وهذا ممكن الحصول بلا ريب.

 

س 6 : وهو مرتبط بالانتظار والمنتظرين، ومفادها: أنّ هنالك روايات تدلّ على أفضلية المنتظرين عمّن سبقوهم، وهذا يعني أن المنتظرين أفضل من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)!؟

الجواب : تقدم في مطاوي البحث، أنّ التمحيص يكون أشد وأصعبّ في عصر الغيبة، ولا شك أنّه كلّما كان التمحيص أشد وآكد كان فضل الثابتين على عقيدتهم وإيمانهم أكبر.

وحيث إنّنا نجد من البلاء والمظالم في عصر الغيبة أكبر بكثير ممّا هو في غيره من العصور، ممّا يعني أنّه لا غرابة من كون المنتظرين الثابتين في عصر الغيبة أفضل من غيرهم، إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّ كلّ فرد من المنتظرين أفضل من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أو أصحاب الأئمة(عليهم السلام) وإنّما هو على الأعمّ الأغلب.

وعلى  هذا الأساس نفهم من الروايات فضل المنتظرين في عصر الغيبة، وفضل مَن يموت في عصر الغيبة وهو منتظر لإمامه.

وهذا المعنى واضح من جواب الإمام الصادق(عليه السلام) للسائل الذي يسأله عن سبب أفضلية المنتظرين من أصحاب الإمام القائم(عليه السلام)؟ يقول(عليه السلام): «إنّكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عزّوجلّ، وإلى الصلاة والصوم والحجّ، وإلى كلّ خير وفّقه، وإلى عبادة الله عزّ ذكره سرّاً من عدوّكم مع إمامكم المستتر، مطيعين معه، صابرين معه، منتظرين لدولة الحق، خائفين على إمامكم، من الملوك الظلمة... مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم، والخوف من عدوكم، فبذلك ضاعف الله عزّوجلّ الأعمال فهنيئاً لكم...»([2]).

وكذا ما ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: «سيأتي قوم بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم». قالوا: يارسول الله، نحن معك ببدر واُحد وحنين، واُنزل فينا القرآن، فقال: «إنّكم لو تحملون لما حملوا لم تصبروا صبرهم»([3]).

إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّ كلّ مَن عاش في عصر الغيبة فهو أفضل، وإنّما الأفضلية لاُولئك الذين ثبتوا على دينهم، وأثبتوا جدارتهم وصمودهم بوجه الظلم والانحراف.

 

س 7 : وهذه الشبهة مرتبطة ببحث الانتظار أيضاً، ومفادها أنّ الأمر بالانتظار هو بمثابة الدعوة إلى ترك العمل والتقاعس والكسل؟

الجواب: أوّلاً: أنّ الفرد المؤمن المعتقد بأن إمامه المهدي7 مطّلع عليه في كل حركة وسكون، يستوجب عليه التحرك لأجل الفوز برضا إمامه(عليه السلام)، سواء كان على المستوى الشخصي أم على المستوى الاجتماعي، ومن الواضح أنّه لا يكون كذلك إلاّ من طريق العمل بالتكاليف الشرعية الفردية والاجتماعية; لأن الاقتصار على أحدهما يعتبر عصياناً للآخر، وهذا ما لا يرضاه الله ولا رسوله ولا إمامه المهدي(عليه السلام)، إذن لابدّ من العمل وفق تكليفه الشرعي.

وثانياً: بغضّ النظر عن الوجه الأول وفرض أنّ الاعتقاد بوجود الإمام المهدي لا يكون دافعاً نحو العمل، فإنّ نفس وجود التكاليف والأحكام الشرعية في الكتاب والسنّة ـ  سواء على المستوى الفردي أم الاجتماعي ـ كفيل بدفع الفرد وحثّه نحو العمل، وبذل الجهد على المستويين الفردي والاجتماعي، مضافاً إلى أنّ نفس رواية الانتظار ليس فيها دلالة على ترك العمل والتفاعل،  بل  دلالتها على وجوب العمل وبذل الجهد نحو اصلاح الفرد لنفسه ولمجتمعه واضحة; لأنّ الفرد المؤمن لا يكون بمستوى المنتظر الحقيقي إلاّ إذا كان متوفّراً على شرائط وخصائص متعدّدة، من قبيل: الإخلاص والتقوى والإيمان ونحوها، ومن الواضح أنّه لا يمكن التحلّي بمثل هذه الخصائص إلاّ إذا عمل الفرد بمقتضى تكاليفه وواجباته الشرعية الفردية والاجتماعية.

 

س 8 : إن إناطة الظهور بعلامات معيّنة ـ كما هو واضح ـ ، ينافي الأمر بالانتظار الفوري كما تقدم؟

الجواب:

1 ـ أمّا فيما يخصّ العلامات فلا يعني ذلك أنّ الظهور الذي تسبقه تلك العلامات يتأخر عن وقوع العلامات بزمان طويل، بل من المحتمل أن يتبعها الظهور بوقت قصير.

2 ـ وكذلك الأمر بالنسبة للشرائط، فيحتمل تحقّقها في أي وقت، وهذان الاحتمالان كافيان في إيجاد المناخ المناسب لنفسية الفرد للانتظار الفوري.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ يوسف: 7 .

[2] ـ شرح اُصول الكافي للمازندراني: 6/240.

[3] ـ الغيبة للطوسي: 456/467.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page