اذا تم إختيار الزوجة وفق الشروط المذكورة ، وتقرر تمهيد مقدمات الزواج ، تبقى هنالك مسائل أخرى تجب مراعاتها من لحظة الزواج وحتى الولادة ويمكن الإشارة الى اهمها كما يلي :
1ـ في الزواج: قبل مباشرة الزوجة يبدأ بصلاة ركعتين وقراءة الدعاء الذي يبدأ بجملة : اللهم بأمانتك أخذتها ... وإذا قصد الجماع ، فهناك جملة من التعاليم ، أهمها:
ذكر الله حين المواقعة وعدم اشغال الذهن بذكر امرأة أخرى ، وبأفكار منحطة ، والدعاء بإنجاب الذرية الصالحة ، والتحلي بالسجايا النبيلة وماشابه ذلك من الصفات الانسانية .
2ـ فترة الحمل : ينتهي الدور الوراثي للاب بإلقاء النطفة . أما الأم فتبقى على اتصال بالجنين في جانبي الدم والوراثة لمدة تسعة أشهر ، وهو يتغذى خلالها من دمها بواسطة حبل السرة . وهنالك تأكيدات تربوية كثيرة بخصوص هذه الفترة من قبل الأديان ومن العقائد والمدارس الفكرية الأخرى على حد سواء . اظهرت التحقيقات والتجارب العلمية أن الأطعمة والأدوية التي تتناولها المرأة ، والمشاهد الجميلة أو القبيحة التي تراها ، والأثارة والإضطرابات التي تغشاها ، وحالات الحقد ، والغضب التي تنتابها ، وكل مايعرض لها من افكار وهواجس تؤثر على الجنين . وتؤثر عليه أيضاً بعض الأمراض التي تصيب الأم كالسكري والحصبة والحمى المرتفعة ، أضف الى ذلك ورغباتها واهوائها والمثل النبيلة او الرذيلة التي تؤمن بها ، وكذلك نوعية علاقاتها مع زوجها وغيره من الناس والظواهر الاخرى والتحولات الطبيعية ، والتغييرات الأجتماعية ، ويتضح من كل هذا المعنى المراد من الحديث الشريف : « السعيد سعيد في بطن امه و الشقي شقي في بطن أمه »
وتتضمن الكتب الفقهية في باب الأطعمة والأشربة وباب النكاح الكثير من التوصيات والتأكيدات على هذه الجوانب .
3ـ لحظة الولادة : وهي لحظة حساسة ومصيرية في تحديد سعادة او تعاسة الطفل . فقد تتوفر الى حد تلك اللحظة جميع الامكانات المؤدية الى نبوغ طفل من الأطفال ، الأ انها تذهب كلها في تلك اللحظة ادراج الرياح .
ففي حالة تعسر الولادة قد تتعرض جمجمة الطفل للأذى ويصاب الدماغ فتترتب عليه نتائج وخيمة قد يكون منها اختناق الطفل وما يتمخض عنه من خلل ونقص ذهني. وقد يؤدي جهل القابلة وتلوث يديها ، والضغط على الجمجمة الى حصول بعض الأضرار الجسيمة .
أما إذا تعرض الطفل للبرودة بعد خروجه من رحم الأم والذي يحصل عادة بسبب الانشغال بحالة الأم واهمال الطفل فسيؤدي الى عواقب غير محمودة.
وعلى هذا فقد وردت في الكتب العلمية والدينية ايضاً تأكيدات كثيرة عليه حتى ان كتابا مهماً ككتاب وسائل الشيعة أفرد له باباً خاصاً .
المصدر:رکن الاسرة
محاذير قبل الولادة
- الزيارات: 13685