قالوا عن المرأة الكثير وعن المرأة الأم أكثر، فهي التي أوكل إليها مهمة صنع الرجال كما يقول الإمام الخميني (قده)، والرجال هنا يقصد منها الأجيال التي ترفد المجتمع بأركانه وأعمدته ليبقى زاهراً معطاءً ومستمراً، وقيل أيضاً أن المرأة التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بشمالها، إشارة إلى الدور الكبير الذي تقوم به المرأة الأم على صعيد التربية والأمومة.
وفي هذه المحطة نقف عند المرأة الأم وعلاقتها بابنتها نظراً لخصوصية العلاقة بين الأم والبنت، وما يحكمها من ظروف ونقاطٍ مشتركة بينهما.
فكيف تُقرأ هذه العلاقة؟ وما هي العناصر اللازمة لإنجاحها؟ وما هي السلبيات التي تنجم عن سوء العلاقة بين الأم وابنتها في ظل وسائل الاتصال الحديثة التي يلجأ إليها الجيل الجديد للتعويض عن حاجاته العاطفية والفكرية وغيرها؟
واقع العلاقة بين الأم وابنتها
بداية نقول أنَّ للمرأة في البيت إلى جانب مالها من أدوار أخرى دوراً أساسياً هو دور الأمومة، التربية والجهد، وهو رسالة بحد ذاتها تحملها الأم، ولها مراحل طويلة تكون فيها الأم هي المربية الحقيقية للأولاد من حين انعقاد النطفة وحتى مرحلة دخول الطفل المدرسة وما يليها من مراحل.
ولقد أكد الإسلام كثيراً على دور الأم وعظمته، في تقوية عرى النظام العائلي. حيث أنه جاء في في الحديث إن علّمتها علَّمت جيلاً كاملاً.
أما بالنسبة إلى العلاقة التي نراها بين الأمهات وبناتهن فهي ليست واحدة بمنظار التقييم والتقويم، فهناك علاقة سليمة قائمة على أسس متينة تنعكس على مستقبل الفتاة ايجاباً ونجاحاً.
وهناك علاقة يشوبها سوء الفهم وعدم الرضا وتظهر عليها معالم التوتر المتبادل والمشاكل اليومية لأتفه الأسباب، وعندما نقرأ الأسباب نجد أنها أي العلاقة لم تقم على أسس سليمة ووعي متبادل، ويقع العبء الأكبر منه على الأم التي لم تأخذ بالعناصر اللازمة لبناء علاقة قوية مع ابنتها، قائمة على الثقة المتبادلة والصراحة والحضن الدافء.
نجاح العلاقة بين الأم وابنتها
- الزيارات: 12261