طباعة

الكوثر النبوي

الاستاذ بدر الشبيب
أيـا سائلاً عنـي إذا شئـت أن تقـرا    *    فقلّـب كتـاب المجد لا تتركَـنْ سطرا
ستعلـم أنـي فـي عيـون سطـوره    *    اُزيّنهــا كحـلاً وأمنحهـا سحــرا
وأنّـي الـذي والـى النبـي وآلــه    *    هـم قدوتـي دنياهـم عدتـي اُخـرى
رجالهم خيـر الرجال مكانةً كفاني بهم    *    عــزاً كفـانـي بــه فـخـــرا
وإن عـدَّ غيري في المفاخـر نسـوة    *    كفاني إذا ما قلت فاطمـة الزهـــراء
لئن سادت العذراء نســوة عصـرها    *    فقد سادت الزهـراء في قدرها العُصرا
تعجبــت للتاريـخ يكتـم أمــرها    *    فساءلتـه يوماً فأبـدي لـي العــذرا
وأعـرض عنـي قائـلاً إنّ فـي فمي    *    فقلتُ اقذف الماء الذي يورث القهــرا
وحدّث عن الزهـراء بضعـة أحمـدٍ    *    ومَن كانت الآيات في حقّـها تـتـرى
ألـم تـكُ اُمّـاً للنبـي وكوثراً وكان    *    رسـول الله يوصــي بهـا خيــرا
فهل حفظـوا بعـد النبـي مقامهــا    *    فصانوا لها ودّاً وكانت لـهم ذكــرى
فقـال لي التاريـخ والدمـع هاطـل    *    أحلت فـؤادي منـذ ساءلتني جمــرا
لقـد بدأتْ كــل الرزايـا برزئهـا    *    ومن فـدكٍ كانـت رزيتنـا الكبــرى
وكان الـذي قـد كان من أمـر دارها    *    فظُنّ به خيـراً ولا تكشـفنْ ستـــرا
فقلـت إذا أحسنـت ظناً بمـا جـرى    *    فما بال بنت المصطفى ووريـت سـرّا
فقال كفـى لا تستـزد مـن عنائهــا    *    فقد زدتني همّاً وأرهـقتـني عســرا
ولا تطلب التفصيل عمّـا جـرى لهـا    *    ورفقـاً بحالي إن لـي كبـداً حــرى
تكـّـلفـني الأيــام مـالا أطيعـه    *    أرى صفوة الأخيار مغبونـة جهــرا