التاريخ: 2009/08/09
نص الحديث
قالت الزهراء (عليه السلام): القرآن: فيه مصابيح النور.
دلالة الحديث
هذا الحديث - مع وضوح دلالته - يتسّم بعمق وطرافة، انه يتحدث عن القرآن الکريم، بيد ان القرآن الکريم - وهو مخزون معرفي من الله تعالی - لا يحتاج الی تثمين من البشر مادام الله تعالی هو صاحب الکلام المذکور، وهل تمة عظمة غير الله تعالی وکلامه؟
اذن ما يتعين علينا الآن هو ما نستهلمه من الحديث المذکور من دلالة عميقة، وطرافة بلاغية.
اما الدلالة العميقة فيکفي ان نستحضر في الذهن ظاهرة (النور) وليس سواه، حيث ان القرآن الکريم تفسر عندما تحدث عن الله تعالی قال: «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ...»، اذن النور هو الرمز الأعمق دلالة من غيره في تشخيص الموضوع وادراک دلالته غير المحدودة.
بلاغة الحديث
اذن لنتحدث عن بلاغة (النور)، فماذا نستلهم؟
لقد استخدمت الزهراء (عليه السلام) (تناصاً) هو الاقتباس من القرآن نفسه، او هو تضمين ينطوي علی طرافة لا حدود لتصوراتها. ان الله تعالی عند ما يصف عظمته بانه (نور)، حينئذ فان الزهراء عليها السلام، حينما تقتبس کلمة (النور) التي استخدمها القرآن الکريم، وتجعلها رمزاً لما يحمله القرآن الکريم من المبادئ، حينئذ سنظفر بما لا حدود له من الدلالات ذات العمق والطرافة من الاستخدام المذکور.
لقد استخدمت الزهراء (عليه السلام) (مصابيح النور)، اي: الأداة الحاملة للنور، مضافاً الی النور، وهذا يعني ان الدلالة الرمزية المکثفة لعباده (مصابيح النور) ترمز الی ان المصباح الذي يحمل نوراً هو: ان کل متلقّ للقرآن يستفيد من النور بقدر ما يناسبه ويتجانس مع ما يطمح إليه، فتلائمة استفادة منه لمن يعني بالايمان، واستفادة لمن يعني بالأخلاق، واشتقاقات لمن يعني بالاجتماع، اي: لکل واحد من ان يقتبس من المصباح ما يتناسب وحجم المعرفة لدی المتلقي: مادام المصباح يرمز الی الدلالة المکثفة غير المحدودة.
اذن ما ابلغ الکلام المذکور؟ انها بلاغة المصطفی (عليه السلام)، وبلاغة الامام عليّ (عليه السلام)، متجسدة في بلاغة الزهراء (عليه السلام).
*******
بقلم : الدکتور محمود البستانی
المأخذ : arabic.irib.ir