موضوع البرنامج: حكايات وهدايات الحلقة (٧) - حکايات الناجين ببرکة التوجه الی الله جل جلاله
التاريخ: ٢٠٠٩/٠٧/٢٨
السلام عليکم أيها الأعزاء ورحمة الله، أهلاً بکم في لقاءٍ آخر من هذا البرنامج إخترنا لکم فيه حکايتين من حکايات الناجين ببرکة التوجه الی الله جل جلاله.
في کتاب الفرج بعد الشدة روی القاضي التنوخي الحکاية التالية، قال: أن أعرابيا شکا إلی أمير المؤمنين علي رضي الله عنه شکوی لحقته، وضيقا في الحال، وکثرة من العيال، فقال له: عليک بالاستغفار فان الله عز وجل يقول: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» وتلا (عليه السلام) ما بعدها من آيات فمضی الرجل وعاد إليه فقال يا أمير المؤمنين: إني قد استغفرت الله کثيرا ولم أر فرجا مما أنا فيه؟ فقال له: لعلک لا تحسن الاستغفار؟
قال: علمني.
فقال: أخلص نيتک، وأطع ربک وقل: «اللهم إني أستغفرک من کل ذنب قوی عليه بدني بعافيتک، أو نالته قدرتي بفضل نعمتک، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقک، واتکلت فيه عند خوفي منه علی أمانک، ووثقت فيه بحلمک، وعولت فيه علی کريم عفوک. اللهم إني أستغفرک من کل ذنب خنتُ فيه أمانتي، أو بخست فيه نفسي، أو قدمت فيه لذتي، أو آثرت فيه شهوتي، أو سعيت فيه لغيري، أو استغويت إليه من تبعني، أو غلبت فيه بفضل حيلتي، أو أحلت فيه علی مولاي فلم يعاجلني علی فعلي، إذ کنت سبحانک کارها لمعصيتي غير مريدها مني، لکن سبق علمک فيّ باختياري واستعمال مرادي وإيثاري فحلت عني ولم تدخلني فيه جبراً، ولم تحملني عليه قهراً، ولم تظلمني عليه شيئا يا أرحم الراحمين، يا صاحبي في شدتي، يا مؤنسي في وحدتي، يا حافظي في غربتي، يا وليي في نعمتي يا کاشف کربتي، يا مستمع دعوتي، يا راحم عبرتي، يا مقيل عثرتي، يا إلهي بالتحقيق، يا رکني الوثيق، يا رجاي للضيق، يا مولاي الشفيق، يا رب البيت العتيق، أخرجني من حلق المضيق إلی سعة الطريق، بفرج من عندک قريب وثيق، واکشف عني کل شدة وضيق، واکفني ما أطيق، ومالا أطيق، اللهم فرج عني کل هم وغم، وأخرجني من کل حزن وکرب يا فارج الهم، ويا کاشف الغم، ويا منزل القطر، ويا مجيب دعوة المضطر، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما صل علی محمد خيرتک من خلقک وعلی آله الطيبين الطاهرين، وفرج عني ما ضاق به صدري، وعيل معه صبري، وقلت فيه حيلتي، وضعفت له قوتي، يا کاشف کل ضر وبلية، يا عالم کل سر وخفية يا أرحم الراحمين، وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ. وما توفيقي إلا بالله عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ».
قال الاعرابي: فاستغفرت بذلک مراراً فکشف الله عني الغم والضيق ووسع علی في الرزق وأزال المحنة.
وفي هذه الحکاية هداية جليلة الی لزوم تعلم أدب الدعاء وأخذ نصوصه من أهل بيت النبوة المحمدية، فهم (عليهم السلام) العارفون بالله عزوجل وأسرار التقرب منه، ونبقی معکم في برنامج حکايات وهدايات، فننقل لکم الحکاية التالية عن کتاب الفرج بعد الشدة أيضاً للقاضي التنوخي قال: حدثني علي بن محمد الأنصاري الخطمي، قال: حدثني أبو عبد الله الحسن بن محمد السمري کاتب الديوان بالبصرة قال: کان أبو محمد المهلبي في وزارته قد قبض علي بالبصرة وطالبني فأطال حبسي حتی آيست من الفرج فرأيت ليلة في المنام کأن قائلاً يقول: اطلب من ابن الزاهبوني دفتراً قديماً خلقاً عنده علی ظهره دعاء فادع الله له فإنه عزوجل يفرج عنک.
قال: فکان ابن الزاهبوني صديقا لي من أهل ثناة واسط وهو بالبصرة فلما کان من غد قلت له: عندک دفتر علی ظهره دعاء؟
فقال: نعم.
فقلت: فجئني به، فرأيت علی ظهره مکتوباً: «اللهم أنت أنت انقطع الرجاء إلا منک، وخابت الآمال إلا فيک، صلی علی محمد وعلی آل محمد، ولا تقطع اللهم رجائي ولا رجاء من يرجوک في شرق الأرض وغربها، يا قريباً غير بعيد، يا شاهداً لا يغيب، ويا غالباً غير مغلوب، اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً وارقني رزقاً واسعاً من حيث لا أحتسب إنک علی کل شیء قدير».
قال: فواصلت الدعاء بذلک فما مضت إلا مدة يسيرة حتی وجه المهلبي إليّ فأخرجني من الحبس وقلدني الاشراف علی أحمد بن محمد الطويل في أعماله بأسافر الأهواز.
المأخذ : arabic.irib.ir