• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سورة هود : قصة سفينة نُـوح (عليه السلام)

 تطرح قصة سفينة نوح في هذه السورة مجموعة من الأحداث و المواقف تتكرّر في سُوَر اُخرى ، لكنّها هنا تظلّ أكثر تفصيلا من سواها.

و مع أنّ نوحاً تستقلّ بالحديث عنه سورة خاصة ، هي سورة «نوح» ، إلاّ أنّ تلك السورة تتناول ـ كما سنرى في حينه ـ أحداثاً و مواقف خاصة لا تتناولها أقاصيصُ نوح في السور الاُخرى.

و السرّ في ذلك أنّ أقاصيص نوح ، كما هو شأن غيرها من الأقاصيص المنتثرة في السور ، من حيث كونها تتكرّر من حين لآخر ، إنّما تُصاغ في سياقات تستتبع مثل هذا التكرار ، بغية تعميق وجهة نظر خاصة يستهدفها النصّ في هذا الصدد.

أمّا استقلال نوح و قضية سفينته في سورة خاصة ، فهذا يعني أنّ وجهة نظر لها تميّزها و تحدّدها هي التي تقف مسوّغاً وراء الاستقلال المذكور.

على أيّة حال ، يعنينا الآن أن نقف على قصة سفينة نوح في هذه السورة التي تضمنّت جملة أقاصيص ، فمنها هذه الاُقصوصة التي سردَها النص على النحو الآتي:

﴿وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ: إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ

﴿أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْم أَلِيم

﴿فَقالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ: ما نَراكَ إِلاّ بَشَراً مِثْلَنا

﴿وَ ما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ

﴿وَ ما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْل بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ

﴿قالَ: يا قَوْمِ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّي

﴿وَ آتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ

﴿وَ يا قَوْمِ: لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّ عَلَى اللّهِ

﴿وَ ما أَنـَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ

﴿وَ يا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ

﴿وَ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللّهِ وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ

﴿وَ لا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَ لا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً
﴿اللّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ

﴿قالَوا: يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا

﴿فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ

﴿قالَ: إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللّهُ إِنْ شاءَ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ

﴿هُوَ رَبُّكُمْ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ

﴿قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَ أَنَا بَرِيءٌ مِمّا تُجْرِمُونَ

﴿وَ أُوحِيَ إِلى نُوح أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ

﴿إِلاّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ

﴿وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ

﴿وَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ وَ كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ

﴿قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنّا فَإِنّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ

﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ

﴿حَتّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ

﴿وَأَهْلَكَ إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ

﴿وَ قالَ: ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ

﴿وَ هِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْج كَالْجِبالِ وَ نادى نُوحٌ ابْنَهُ وَ كانَ فِي مَعْزِل

﴿يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَ لا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ

﴿قالَ سَآوِي إِلى جَبَل يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ

﴿قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاّ مَنْ رَحِمَ

﴿وَ حالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ

﴿وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي وَ غِيضَ الْماءُ

﴿وَ قُضِيَ الأَمْرُ وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ

﴿وَ نادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي

﴿وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ

﴿قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِح

﴿فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ

﴿قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ

﴿وَ إِلاّ تَغْفِرْ لِي وَ تَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ

﴿سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌ

هذه الحكاية ـ في ضوء النصوص المتقدمة ـ تتضمّن أكثر من حدث و بيئة و شخصيّة و موقف يتطلّب الوقوف عندها و أن نبدأ بتلخيصها أولا ، و أن نفصّل الحديث في العناصر المذكورة ثانياً:

 

تلخيص الحكاية

1 ـ من حيث المواقف:

تتمثّل مواقف هذه الحكاية في:

أ ـ الدعوة إلى الإيمان باللّه.

ب ـ ردود الفعل عليها.

أمّا الدعوة إلى الإيمان ، فتأخذ لدى الرسل بأجمعهم نمطاً مماثلا ، مع أساليب متفاوتة تبعاً للمناخ الاجتماعي الذي تتحرّك الرسالةُ من خلاله.

و فيما يتصل بنوح ، فقد استهلّ ذلك باُسلوب الإنذار مقروناً بالتخوّف من نزول العذاب على قومه.

و قد جاءت الاستجابة من قومه باهتةً ، لا علاقَة لها بالإنذار المُوجّه إليهم.

لقد أجابوه أولا ، بأنّ نوحاً مثلهم ينتسب إلى سلالة الآدميين:

﴿ما نَراكَ إِلاّ بَشَراً مِثْلَنا

و أجابوه ثانياً ، بأنّ جماعته التي آمنت برسالته ، هي من أراذل القوم الذين لا مال لديهم و لا منزلة إجتماعية.

﴿و ما نراك اتّبعك إلاّ الّذين هم أراذلنا...

و أجابوه ثالثاً ، بأنّ هؤلاء الجماعة قد آمنوا بصورة عشوائية لم تقترن بالتأمّل و التدبّر.

﴿و ما نراك اتّبعك إلاّ الّذين هم ... بادئ الرأي

و واضحٌ أنّ أمثلة هذا الجواب لا ترتكن إلى أيّ تأمّل و تدبّر ، أي أنّ التهمة التي وجّهوها لنوح ينبغي أن توجّه إليهم من حيث عدم التدبّر و التدقيق في معالجة الموقف.

فالإيمان بحقيقة من الحقائق يتطلّب بصيرة ذهنية لا علاقة لها بالمركز الاجتماعي أو الاقتصادي للفرد ، و لذلك كان اعتراضهم على نوح بأنّ الجماعة التي آمنت به ، تنتسب إلى الطبقة الفقيرة أو المُهملة اجتماعياً ، هذا الاعتراض يظلّ مفتقراً إلى الدقّة الفكرية في معالجة الموقف.

و مثلما قلنا ، فإنّ الاعتراض الثالث ، و هو ذهابهم إلى أنّ الجماعة المؤمنة أقرّت شوائياً برسالة نوح. هذا الاعتراض يشكّل في حقيقة الأمر سمةً بالشخوص الكافرة و ليس الشخوص المؤمنة ، مادام الإيمان و عدمه غير مرتبط البتة بنوع الطبقة الاجتماعية ، بل بنمط الذهنية.

و لعلّ الاعتراض الوحيد الذي خُيِّلَ للشخوص الكافرة بأنـّه يتّسم بشيء من المتانة القوة ، هو الاعتراض الذاهب إلى أنّ نوحاً بشر مثلهم.

بيد أنّ هذا الاعتراض بدوره لا قيمة له إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ الرسالة قد اقترنت بما هو معجزٌ ، و كفى به شاهداً.

و من هنا جاءت إجابةُ نوح ردّاً واضحاً على اعتراضهم المتقدّم ، حينما حاوَرَهم بقوله:

﴿أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّي

ثمّ جاءت خاتمة الاُقصوصة شاهداً مُعجزاً آخر متمثلا في واقعة الطوفان ، كما سنرى.

المهمّ ، أنّ نوحاً تابع إجابته عليهم متّسقةً مع نمط الاعتراض و نمط الذهنية الكامنة وراء الاعتراض المذكور.

لقد أجابهم ـ في شطر من كلماته ـ أنّ شاهد النبوّة قد غام في أذهانكم:

﴿فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ

و إلى أنـّه من المتعذّر إكراهكم على أن تتقبّلوا أمراً لا تستوعبه أذهانُكم الخاوية:

﴿أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ

أي: أتريدون أن اُكرهكم على المعرفة ، و أنتم لستم أهلا لها؟

* * *

و تابَعَ نوحٌ إجاباته واحدة بعد اُخرى ، و كلّها منصبّة على اعتراضاتهم المذكورة ، و منها قضية الطبقة الاجتماعية التي آمنت به. لقد أجابهم بأنّه لا يسعه أن يطرد الفقراء ، و تقول بعض النصوص المفسّرة: إنّ الشخوص المعترضة طلبت من نوح أن يطرد الفقراء من حوله حتى يؤمنوا به. و هذا نمطٌ آخر من الذهنية الخاوية التي تسم هؤلاء القوم ، و كأنّ الإيمان ليس قضيّة فكرية قائمة على التأمّل الموضوعي للحقائق و الإقرار بها ، بل هو مجرّد مكاسب ذاتية تتعلّق بدافع السيطرة و التفوّق و الاستعلاء ، فإذا تمّ إشباع هذا الدافع المريض ، فحينئذ يتمّ الإيمان بالرسالة.

على أيّة حال ، أجابهم نوح بأنـّه لا يسعه أن يطرد الفقراء من حوله، ثمّ أضاف إلى ذلك حقيقةً ربَطَها بمعرفة السماء الحقّة لهذا الجانب ، و إلى أنـّها هي المصدر الذي يملك حقّ تقويم الأشخاص و معرفة أعماقهم. لقد حاورهم قائلا:

﴿وَ لا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً

﴿اللّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ ...

و بهذه الإجابة حَسَم نوحٌ الموقف الذي انطلق المتمرّدون منه عبر نظرة استعلائية مُزدرية للطبقة الاجتماعية الفقيرة.

* * *

و حيال هذه الإجابات الحاسمة ، لم يسع المتمرّدون إلاّ أن يمعنوا في العناد ، معتبرين إيّاها جدالا لا فائدة فيه:

﴿قالُوا: يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا

﴿فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ

إنّ توضيح الحقائق يُعدّ من خلال الذهنية الخاوية جدالا ، و تبعاً لهذه الذهنية فإنّها طالبت بنزول العذاب الذي توعّدهم به نوح.

هنا يبدأ الموقف بالحسم ، فيوحي اللّه إلى نوح بأنّ قومه سوف لن يؤمنوا بالحقائق التي أوضحها نوح من خلال إجاباته المتقدّمة ، و بخاصة أنـّهم تحدّوا نوحاً بأن ينفّذ تهديدَه لو كان صادقاً.

و فعلا تأخذ الاُقصوصةُ هنا منعطفاً فنّياً ، حيث تكون قد مهّدت من خلال الحوار الذي جرى بين نوح و قومه ، تكون قد مهّدت بذلك التنبّـؤ بإمكان حدوث واقعة تحقّق إنذار نوح لقومه و تردّ بشكل حاسم على هذا التحدّي الوَقِح من قِبَل المتمرّدين.

و فعلا يتمّ التحضيرُ فنّياً لنزول الحَدَث المتوقّع على نحو ما سنلحظه الآن.

 

2 ـ من حيث الأحداث:

تتمثّل أحداث القصة عبر بيئة صناعية أوّلا ، ثمّ تتجه بعد ذلك إلى حدث خطير هو: الطوفان.

أمّا البيئة الصناعية التي يتمّ من خلالها التحضيرُ لنزول الحَدَث الخطير ، فتتمثّل في عملية صنع السفينة.

لقد أوصت السماء نوحاً أن يصنع سفينةً له و لقومه المؤمنين:

﴿وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا

و بدأ نوحٌ بصنع السفينة فعلا.

إلاّ أنّ المتمرّدين لا يزالون في غيّهم و لا يزالون يتحرّكون من خلال ذهنيتهم الخاوية التي وقفنا عليها. إنّهم بدلا من التوجّس لا يزالون يسخرون من نوح حينما يجدونه مشغولا بصنع السفينة:

﴿وَ كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ

إلاّ أنّ نوحاً كان يجيب الساخرين بقوله:

﴿إِنْ تَسْخَرُوا مِنّا فَإِنّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ

كما ينبغي ألاّ يفوتنا أن نشير إلى أنّ السماء عندما أوحت لنوح بصنع السفينة ، حذّرته بقولها:

﴿وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ

إنّ تحذير السماء لنوح من عدم مخاطبته للذين ظلموا ، ثمّ تحذير نوح لقومه من السخرية ، هذان التحذيران سنرى لاحقاً أنـّهما على صلة بموقف نوح من ابنه ، و بحادثة الطوفان و هذا يعني أنـّهما مضطلعان بمهمّة فنّية تلقي الضوء على مستقبل الحدث ، حيث ينبغي ألاّ يفوتنا الانتباه حيال ذلك و نحن نُعنى بالجانب الفنّي لهذه الاُقصوصة.

* * *

قلنا: إنّ الحوار الذي جرى بين نوح و قومه ، كان يمهّد لنزول حدث خطير هو الطوفان.

و قبيل هذا الحدث ، كانت ثمة بيئة صناعية تهيئ لملابسات الحدث و ما يرافقه من مصائر للمؤمنين متمثّلة في عملية صنع السفينة.

و قلنا أيضاً: إنّ السماء أنذرت نوحاً بألاّ يتوسّط بالإنقاذ للمغرقين ، و أنّ نوحاً أشار إلى الملأ الذين سخروا منه ، بأنـّه سيسخر منهم عند نزول العذاب.

و الآن يبدأ الحدثُ الخطير بالتحرّك:

﴿حَتّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ

﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ

﴿إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ

إنّ هذا الحدث الخطير يحفل بعناصر الدهشة و الإثارة. فالنصوص المفسّرة تذكر أنّ ثمة تنّوراً كان في بيت عجوز مؤمنة بالكوفة ، أو أنـّه كان لإحدى الخابزات ، أو أنـّه لآدَم، فارَ الماءُ منه علامةً لنوح ، أو أنـّه رمزٌ فنيّ يُقصد به وجه الأرض.

و أيّاً كان الأمر بالنسبة إلى منطلق الماء ، فإنّ الطوفان قد بدأ فعلا يغمر وجه الأرض.إذ تقول النصوص المفسّرة: إنّ السماء أرسلت المطر يفيض فيضاً ، و إنّ الفرات قد فاض بدوره ، و إنّ العيون انفجرت هنا و هناك.

و في سورة اُخرى ـ سنقف عليها في حينه ـ يسرد لنا القرآن الكريم بيئة الطوفان بنحو جمالي مدهش لم ترد هنا ، ... لكنّ الذي يهمّنا الآن هنا ، أنّ النص القرآني في هذه الاُقصوصة لم يُعن بوصف بيئة الطوفان ، لأنّ السياق لا يستدعيها ، بل السياق يستدعي الحديث عن واقعة الطوفان بشكل عام بصفتها جواباً حاسماً للتحدّي الوَقِح من قِبَلِ قوم نوح.

إلاّ أنّ النص ـ مع ذلك ـ يُعنى ببعض جوانب هذه البيئة ، و منها أيضاً بيئة السفينة نفسها ، بصفة أنّ السفينة ذات علاقة بعملية النجاة التي ألمح إليها القرآن عندما مهّد لنا بحديثه عن المؤمنين بنوح من أنّهم كانوا هدفاً لاعتراض الكافرين و كانوا هدفاً للسخرية منهم ، فقد لحظنا أنّ الكافرين اعترضوا على نوح بأنّ جماعته من الطبقة الفقيرة و طالبوا بطردهم من حوله. كما لحظنا أنـّهم سخروا منهم عندما كان نوح و جماعته مشغولين بصنع السفينة.

و هذا يعني ـ من حيث الجانب الفنّي ـ أنّ النص القرآني الكريم عندما شدّد على وصف السفينة و انطلاقها و رُسوّها ، إنّما كان ذلك تساوقاً مع المصير الزائغ لجماعة نوح الذين كانوا هدفاً للسخرية و الاعتراض.

و لنقرأ الوصف الفنّي لبيئة السفينة:

﴿و قالَ: ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها ...

﴿وَ هِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْج كَالْجِبالِ ...

﴿وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي

﴿وَ غِيضَ الْماءُ وَ قُضِيَ الأَمْرُ وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ...

﴿قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلام ...

إنّ هذا الوصف المدهش لبيئة السفينة من حيث ركّابها ، و من حيث جريانها ، و من حيث رسوّها في نهاية المطاف يحفل بعناصر الإثارة الفنّية على نحو سنتحدّث عنه بعد قليل ، إلاّ أنـّنا نعتزم الإشارة هنا فحسب إلى أنّ النص قد فصّل الحديث في بيئة السفينة ، و اختزل الحديث في بيئة الطوفان ، على العكس من نصوص قرآنية اُخرى كان الحديث فيها مفصّلا عن الطوفان و مختزلا عن السفينة.

و السرّ في ذلك فنّياً كما قلنا ، كامنٌ وراء الهدف الذي يعتزم النصُّ إبرازه هنا ، و هو إبراز المؤمنين الذين كانوا هدفاً للسخرية ، إبرازهم في مصير رائع يُعدّ جواباً لاُولئك الساخرين منهم ، و هذا ما يتصل بوصف السفينة التي أنقذت المؤمنين.

أما الطوفان نفسه فحيث قد اختُزِلَ هنا ، فلأنـّه كما قلنا أيضاً يُعدّ جواباً للتحدّي بشكل عام فيما لا يتطلّب الأمر إلاّ إبراز العذاب و ليس تفصيلاته.

* * *

على أيّة حال ، نحن الآن حيال حادثة الطوفان و السفينة على النحو الذي تحدّثنا عنهما.

و لكن الذي نريد الآن أن نشدّد عليه هو إلقاء الضوء على التحذيرين اللذين سبقت الإشارةُ إليهما. أوّلهما: تحذير السماء لنوح من أن يتوسّط لبعض الغرقى الذين جرفهم الطوفان:

﴿وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ

و التحذير الثاني هو: تحذير نوح لقومه من السخرية التي وجّهوها إليه عندما شاهدوه و قومه يصنعون السفينة ، حيث قال لهم:

﴿سَنَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ مِنّا

و نتساءل الآن: ما هو التفسير الفنّي للتحذير الأوّل ، تحذير السماء لنوح من أن يتوسّط للظالمين؟

إنّ التفسير الفنّي يتّضح بجلاء ، حينما نُدرك بأنّ السماء ستهيّئ لنا حدثاً يمكن التنبّؤ به من أنّ نوحاً ستغمره عاطفة أو دافعُ الاُبوّة على ابنه عندما يجرفه الطوفان مع الآخرين ، بناءً على الوعد الذي قطعته السماء لنوح من أنـّها ستنقذ أهله.

و فعلا ، يجيء حدث الطوفان ، ... و إذا بنوح يهتف:

﴿وَ نادى نُوحٌ ابْنَهُ وَ كانَ فِي مَعْزِل يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَ لا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ

إلاّ أنّ ابن نوح كان في معزل عن الإيمان ، و لذلك أجاب والدَه بما يلي:

﴿قالَ: سَآوِي إِلى جَبَل يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ

و هنا أجابه والدُه:

﴿قالَ: لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاّ مَنْ رَحِمَ

و لكن المصير الحتمي لولد نوح قد لفّه في نهاية المطاف، فكان المصير كما رسمه النص على هذا النحو:

﴿وَ حالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَإذن ، عندما خاطبت السماءُ نوحاً في بداية القصة ـ و قبل حدوث الطوفان ـ بأن لا يخاطبها نوحٌ في الذين ظلموا من أنـّهم مغرقون ، إنّما كان ذلك الخطاب تمهيداً فنياً لمستقبل الأحداث التي ستسفر عن موقف يقفه نوحٌ من ابنه ، و لكنه سيكون من المغرقين.

و فعلا كان الغَرَق هو الجواب الفنّي لهذا التمهيد.

و لنتابع هذه العملية:

﴿وَ نادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي

﴿وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ

و قد أجابَ اللّه تعالى نوحاً بما يلي:

﴿قالَ: يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِح

﴿فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ

إذن للمرّة الاُخرى ينبغي أن نشير إلى أنّ حادثة الطوفان قد تسلّل إليها موقف خاص ، هو موقف نوح من ابنه فيما كان يظنّ أنـّه من أهله الذين وعد اللّه بإنقاذهم. و إلى أنّ النص عندما أشار في بداية القصة إلى التحذير من التوسّط ، فلأنّ المستقبل كان يضمر في قلب الأحداث مثل هذا الموقف الذي لحظناه من نوح حيال ابنه.

إنّ السخرية التي تعرّض لها نوحٌ و جماعتُه المؤمنة عندما كانوا يصنعون السفينة ، ثمّ جوابُه لهم من أ نّه سيسخر منهم ، هذه الإجابة إنّما كانت منطويةً على تمهيد فنّي يتمثّل في أنّ الأحداث المقبلة تضمر في أعماقها مفاجأة سارّة لصالح المؤمنين.

و فعلا جاء حدثُ السفينة حافلا بما هو مسرٌّ للمؤمنين ، و بما هو ساخرٌ من الكافرين الذي كانوا يسخرون من المؤمنين عندما شُغِلوا بصنع السفينة.

و ها هو النص القرآني تساوقاً مع حَدَثِ السفينة ، يقدّم لنا وصفاً حافلا بالدهشة و الإثارة لعملية جري السفينة و لركابها و لرسوّها مؤكداً بهذا الوصف لتفاصيل بيئة السفينة تناسق المصير للمؤمنين مع طبيعة الموقف الساخر حيالهم.

و الآن لِنقف عند تفاصيل هذا الوصف ، نظراً لما تحفل به من جمالية مُمتعة ، و لما تزخر به من مصائر يرسمها النص للمؤمنين حتّى في الحياة الدنيا ، جزاءً لإيمانهم و صبرهم على الشدائد و على سخرية الكافرين.

 

رسم السفينة

إنّ تفاصيل الرسم القصصي للسفينة تنطوي على بيئات ثلاث:

1 ـ بيئة الركّاب.

2 ـ بيئة الجَري: جري السفينة.

3 ـ بيئة الهبوط: رسوّ السفينة.

و لنقف عند كلّ واحدة من البيئات الثلاث المذكورة:

1 ـ بيئة الركّاب:

يقول النص:

﴿قُلْنَا: احْمِلْ فِيها مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ

تذهب النصوص المفسّرة إلى أنّ عدد الركّاب يتراوح بين سبعين إلى ثمانين حسب تفاوت هذه النصوص ، بضمنهم من كلّ زوجين و بضمنهم أهل نوح ما عدا امرأته و ابنه الذي تقدّم الحديث عنه ، و تقول النصوص: إنّ نوحاً طلب منهم صيام ذلك اليوم ، فصاموه فعلا.

و ينبغي أن نشير إلى أنّ المفسّرين اختلفوا في تحديد معنى الأهل هنا من حيث صلة ابنه بذلك. فذهب البعض إلى أنّ المقصود من ذلك إلى أنّ ابنه ليس من دينه ، فيكون الأهل هنا رمزاً للدين. و ذهب البعض إلى أنّ المقصود من ذلك هو استثناء الابن من الأهل الذين وُعدوا بالنجاة.

و أيّاً كان الأمر فإنّ طلب نوح من السماء إنقاذ ابنه ، إنّما تمّ بناء على الوعد الإلهي بإنقاذ الأهل و لذلك عندما أوضحت السماء إنّ ابنه ليس من أهله ، اعتذر نوحٌ مخاطباً اللّه تعالى:

﴿إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ

 

2 ـ بيئة الجَري:

يقول النص:

﴿بِسْمِ اللّهِ مَجْراها وَ مُرْساها ... وَ هِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْج كَالْجِبالِ

تذهب بعض النصوص المفسّرة أنّ الركّاب إذا أرادوا أن تجري بهم السفينة قالُوا: بِسْمِ اللّهِ مَجْراها ، فتجري حينئذ. و إذا أرادوا أن تقف قالوا: بسم اللّه مُرساها ، فتقف حينئذ.

و تقول هذه النصوص: إنّ الماء قد ارتفع حتى على الجبال بمسافة كبيرة. و لعلّ الصورة الفنّية ، أي تشبيه السفينة بالجبال في تموّجها لها صلة بالحقيقة المذكورة.

و المهم أنّ التشبيه نفسه ينطوي على إمتاع جمالي كبير.

إنّ المتلقّي عندما يترك لتصوّراته أن ترسم سفينةً كالجبال في ارتفاعها و ضخامتها ، وسط أمواج عارمة متلاطمة ، فإنّ هذه التصوّرات ستمدّه ـ دون أدنى شك ـ بفيض جمالي هائل من الإمتاع لهذا المرأى المُدهش.

و لهذا المرأى مُستويان: أحدهما قبيل أن يغمر الطوفان كلّ الأرض ، و هذا ما يمكن تخيّله من خلال إجابة ابن نوح من أنـّه سيأوي إلى جبل يعصمه من الماء قبل أن يكتسح الطوفان الأرض كلها.

أمّا الآخر ، فيتمثّل في اكتساحه لوجه الأرض أجمع.

و تقول النصوص المفسّرة: إنّ السفينة كانت تسير ستة أشهر تطوف الأرض كلّها لا تستقر في موضع، حتّى أنـّها أتت الحَرمَ فطافت حول الكعبة بعد أن رفعها إلى السماء ، ثمّ سارت بهم حتّى انتهت إلى جبل بأرض الموصل.

و أيّاً كان الأمر ، فإنّ مرأى السفينة و هي تجري قبيل أن يغمر الطوفان كلّ الأرض ، و مرآها و هي تجري في الأمواج الغامرة للأرض جميعاً ، ثمّ جريانها حول الأرض مسافة ستة أشهر على النحو المتقدّم وصفه ، كلّ ذلك يحفل بمرأىً مدهش ، مُثير ، مُمتع ، يتحسّس جماليته و رهبته أيضاً كلّ من سمح لتصوراته بأن تتحرك وفق خبرته التي اختزنها في هذا الصدد.

3 ـ بيئة الهبوط: الرسوّ:

يقول النص:

﴿وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي

﴿وَ غِيضَ الْماءُ وَ قُضِيَ الأَمْرُ وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ

إنّ البلاغيين و النقّاد قديماً و حديثاً أفاضوا في الحديث عن هذه الصورة الفنّية ﴿يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي و أبرزوا شتّى مستوياتها الجمالية المُدهشة.

و نحن هنا لا نعتزم الإفاضة في هذا الجانب حيث فصّلنا الحديث عنها في كتابنا دراسات فنّية في صور القرآن» بقدر ما نرغب حالياً في الإشارة إلى بيئة الاُقصوصة من حيث هبوط السفينة ، و رسوّها بعد تلك الرحلة المثيرة التي تقدّم الحديث عنها وفقاً للصورة الفنّية المذكورة.

فإنّ اللّه تعالى قال للأرض:

«أنشفي ماءك الذي غمر الأرض و اشربيه حتى لا يبقى على الأرض شيءٌ منه».

و قال للسماء: «أمسكي عن المطر».

و فعلا غيض الماء إلى باطن الأرض ، و أصبح ماء السماء بحاراً و أنهاراً ، ثمّ استقرّت السفينة في نهاية المطاف حيث انحطّ لها جبلٌ في الموصل، و قالت السماء ـ عندئذ ـ لنوح:

﴿اهْبِطْ بِسَلام مِنّا وَ بَرَكات

و عاد كلّ شيء إلى موضعه بعد تلك الرحلة الّتي شاهدت خراب الأرض و مَن عليها نتيجة تمرّد الكافرين و تحدّيهم للسماء و سخريتهم من المؤمنين.

* * *

و بعامّة ، فإنّ اُقصوصة سفينة نوح طرحتْ جُملةً مِن الأفكار عبْر صياغة فنّية مُمتعة تتصل بعمليات التحدّي و نتائجه و المصائر التي تغلّف المؤمنين و الكافرين دنيوياً كما انطوت ـ ضمناً ـ على أفكار ثانوية سنشير إليها خلال تناولنا للعنصر القصصي في هذه السورة وصِلته بالاُقصوصة الرئيسة اُقصوصة هود.

إلاّ أنـّنا نضطرّ إلى التذكّر بأنّ السياق هو الذي يفرز قصة عن اُخرى ، ومن ذلك السياق الذي وردت فيه قصة نوح(عليه السلام) حيث أنّ البطل نوحاً(عليه السلام) في سورة «نوح»
ـ كما سنلحظها لاحقاً إن شاء الله تعالى ـ يختلف في تعامله مع القوم ، وفي محاورته العامّة ، أو المنقولة يختلف عن السياق الذي ورد هنا في سورة «هود»...
والأمر كذلك في السور الاُخرى التي جاءت في قصة نوح في سياق العرض العابر لقصص المجتمعات البائدة.

المهم ، سوف نلاحظ الصلة الفنّية أو العضوية بين قصة نوح التي انتهينا من دراستها وبين ما يتعقّبها من القصّ لمجتمع هود ، حيث نبدأ الحديث عنه.



أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page