• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سورة العاديات(آيات1الى 3)وسورة القارعة (آيات1الى 11)وسورة التكاثر (آيات1الى 8)وسورة العصر (آيات1الى 3)وسورة الهمزة(آيات1الى 9)وسورة الفيل(آيات1الى 5)الصفحة 651الي 675


[ 651 ]
18 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " يقول: ان كان من أهل النار و قد كان عمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة حسرة انه كان عمله لغير الله، " ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " يقول: ان كان من اهل الجنة راى ذلك الشر يوم القيامة ثم غفر له. 19 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن محمد بن على عن محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضا عليه السلام انى أصبت بابنين وبقى لى بنى صغير ؟ فقال: تصدق عنه، ثم قال حين حضر قيامى: مر الصبى فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشئ وان قل فان كل شئ يراد به الله وان قل بعد ان تصدق النية فيه عظيم، ان الله تعالى يقول: " فمن يعمل مثال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 20 - في اصول الكافي باسناده إلى مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مأة عام، وانه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن. بسم الله الرحمن الرحيم 1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة العاديات وادمن قراءته بعثه الله عزوجل مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم القيامة خاصة و كان في حجره ورفقائه. 2 - في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال من قرأها اعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا. 3 - في امالي شيخ الطائفة قدس سره ابراهيم بن اسحق الاحمري قال:


[ 651 ]
18 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " يقول: ان كان من أهل النار و قد كان عمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة حسرة انه كان عمله لغير الله، " ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " يقول: ان كان من اهل الجنة راى ذلك الشر يوم القيامة ثم غفر له. 19 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن محمد بن على عن محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضا عليه السلام انى أصبت بابنين وبقى لى بنى صغير ؟ فقال: تصدق عنه، ثم قال حين حضر قيامى: مر الصبى فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشئ وان قل فان كل شئ يراد به الله وان قل بعد ان تصدق النية فيه عظيم، ان الله تعالى يقول: " فمن يعمل مثال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 20 - في اصول الكافي باسناده إلى مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مأة عام، وانه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن. بسم الله الرحمن الرحيم 1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة العاديات وادمن قراءته بعثه الله عزوجل مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم القيامة خاصة و كان في حجره ورفقائه. 2 - في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال من قرأها اعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا. 3 - في امالي شيخ الطائفة قدس سره ابراهيم بن اسحق الاحمري قال:

652

[ 652 ]
حدثنا محمد بن ثابت وأبو المغراء العجلى قال: حدثنى الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل والعاديات ضبحا قال: وجه رسول الله صلى الله عليه وآله عمر بن الخطاب في سرية فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنونه أصحابه، فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وآله قال لعلى: أنت صاحب القوم فتهيأ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والانصار، فوجهه رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له: اكمن النهار وسر الليل ولا تفارقك العين، قال: فانتهى على عليه السلام إلى ما أمره رسول الله صلى الله عليه وآله فسار إليهم، فلما كان عند وجه الصبح أغار عليهم فأنزل الله عليه نبيه صلى الله عليه وآله " والعاديات ضبحا " إلى آخرها.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴿١﴾

4 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبيد بن موسى قال: حدثنا الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله صلى الله عليه وآله في قوله: " و العاديات ضبحا " قال: هذه السورة نزلت في أهل وادى اليابس، قال: قلت: وما كان حالهم وقصتهم ؟ قال: ان اهل وادى اليابس اجتمعوا اثنى عشر ألف فارس و تعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا أن لا يتخلف رجل عن رجل، ولا يخذل أحد أحدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد، ويقتلوا محمدا صلى الله عليه وآله وعلى بن أبيطالب عليه السلام (1) فنزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله فأخبره بقصتهم وما تعاقدوا عليه وتوافقوا وامره أن يبعث أبا بكر إليهم في اربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار، فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: يا معشر المهاجرين والانصار ان جبرئيل قد اخبرني ان اهل وادى اليابس اثنى عشر الفا قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على ان لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني واخى على بن ابي طالب، وامرني ان اسير إليهم ابا بكر في اربعة آلاف فارس فخذوا في امركم واستعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين ان شاء الله فأخذ المسلمون في عدتهم وتهيئوا وامر رسول الله صلى الله عليه وآله ابا بكر بامره، وكان فيما امره به انه إذا رآهم ان يعرض عليهم الاسلام فان بايعوا والا واقفهم فاقتل مقاتليهم واسب ذراريهم واستبح اموالهم وخرب ضياعهم وديارهم فمضى أبو بكر ومن
(1) وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البرهان " محمدا وعليا عليهما السلام ". (*)

653

[ 653 ]
معه من المهاجرين والانصار في احسن عدة واحسن هيئة يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى اهل وادى اليابس، فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزل أبو بكر واصحابه قريبا منهم خرج إليهم من اهل وادى اليابس مأتا رجل مدحجين بالسلاح (1) فلما صادفوهم قالوا لهم: من انتم ومن اين اقبلتم واين تريدون ليخرج الينا صاحبكم حتى نكلمه، فخرج إليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين، فقال لهم: أنا أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، قالوا: ما أقدمك علينا ؟ قال: امرني صلى الله عليه وآله ان اعرض عليكم الاسلام وان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم مالهم وعليكم ما عليهم والا فالحرب بيننا وبينكم، قالوا له: واللات والعزى لو لا رحم ماسة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع اصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم، فارجع انت ومن معك واربحوا العافية، فانا انما نريد صاحبكم بعينه واخاه على بن ابي طالب، فقال أبو بكر لاصحابه: يا قوم القوم اكثر منكم اضعافا واعد منكم وقد نأت داركم عن اخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله بحال القوم، فقالوا له جميعا: خالفت يا ابا بكر رسول الله صلى الله عليه وآله وما امرك به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: انى اعلم ما لا تعلمون والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فانصرف وانصرف الناس اجمعون. فاخبر النبي صلى الله عليه وآله بمقالة القوم له وما رد عليهم أبو بكر فقال صلى الله عليه وآله: يا با بكر خالفت امرى ولم تفعل ما امرتك وكنت لى والله عاصيا فيما امرتك، فقام النبي صلى الله عليه وآله وصعد المنبر وحمد الله واثنى عليه ثم قال: يا معشر المسلمين انى امرت ابا بكر ان يسير إلى اهل وادى اليابس وان يعرض عليهم السلام ويدعوهم إلى الله فان اجابوا والا واقعهم وانه سار إليهم وخرج منهم مأتا رجل، فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولى ولم يطع امرى، وان جبرئيل امرني عن الله ان أبعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في اربعة آلاف فارس، فسر يا عمر على اسم الله ولا تعمل كما عمل أبو بكر اخوك فانه قد عصا الله وعصاني وامره بما امر به
(1) المدحج: الشاك في السلاح. (*)

654

[ 654 ]
ابا بكر، فخرج عمر والمهاجرين والانصار الذين كانوا مع ابى بكر يقصدونهم في مسيرهم حتى شارف القوم وكان قريبا بحيث يراهم ويرونهم، وخرج إليهم مأتا رجل فقالوا له ولاصحابه مثل مقالتهم لابي بكر فانصرف وانصرف الناس معه وكاد ان يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم، ورجع يهرب منهم، فنزل جبرئيل واخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بما صنع عمر وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه، فصعد النبي صلى الله عليه وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه واخبر بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفا لامرى عاصيا لقولي، فقدم عليه فاخبره مثل ما اخبره به صاحبه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت قولى وعملت برأيك ألاقبح الله رأيك، وان جبرئيل عليه السلام قد امرني ان ابعث على بن ابي طالب في هؤلاء المسلمون واخبرني ان الله يفتح عليه وعلى اصحابه فدعا عليا عليه السلام واوصاه بما اوصى ابا بكر وعمر واصحابه الاربعة آلاف، واخبره ان الله سيفتح عليه وعلى اصحابه. فخرج على ومعه المهاجرون والانصار وسار بهم غير سير أبى بكر وعمر وذلك انه اعنف (1) في السير حتى خافوا ان ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم (2) فقال لهم: لا تخافوا فان رسول الله صلى الله عليه وآله قد امرني بأمر واخبرني ان الله سيفتح على وعليكم فابشروا فانكم على خير والى خير، فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير المتعب حتى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونه ويراهم امر اصحابه ان ينزلوا، وسمع اهل وادى اليابس بمقدم على بن ابى طالب واصحابه فخرج إليه منهم مأتا رجل شاكين في السلاح، فلما رآهم على عليه السلام خرج إليهم في نفر من اصحابه فقالوا لهم: من انتم ومن اين اقبلتم واين تريدون ؟ قال: انا على بن ابى طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله واخوه ورسوله اليكم ادعوكم إلى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله، ولكم ان آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على
(1) أي اشد ولم يرفق بهم. (2) حفى الفرس: دقت حافره من كثرة السير. (*)

655

[ 655 ]
المسلمين من خير وشر، فقالوا له: اياك اردنا وانت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعد للحرب العوان (1) واعلم انا قاتلوك وقاتلوا اصحابك والموعود فيما بيننا وبينك غدا ضحوة وقد اعذرنا فيما بيننا وبينك، فقال لهم على عليه السلام: ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم فأنا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم. فانصرفوا إلى مراكزهم وانصرف على عليه السلام إلى مركزه، فلما جنه الليل امر اصحابه ان يحسنوا إلى دوابهم ويقضموا (2) ويسرجوا، فلما انشق عمود الصبح صلى بالناس بغلس (3) ثم غار عليهم وبأصحابهم فلم يعلموا حتى وطئتهم الخيل فما ادرك آخر اصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم وخرب ديارهم واقبل بالاسارى والاموال معه، فنزل جبرئيل عليه السلام فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بما فتح الله على على وجماعة المسلمين، وصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه واخبر الناس بما فتح الله على المسلمين واعلمهم انه لم يصب منهم (4) منهم الا رجلان ونزل فخرج يستقبل عليا في جميع اهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على ثلاثة اميال من المدينة، فلما رآه على مقبلا نزل عن دابته ونزل النبي صلى الله عليه وآله حتى التزمه وقبل ما بين عينيه فنزل جماعة من المسلمين إلى على عليه السلام حيث نزل رسول الله صلى الله عليه وآله واقبل بالغنيمة والاسارى وما رزقهم الله من اهل وادى اليابس ثم قال جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله:: ما غنم المسلمون مثلها قط الا ان يكون من خيبر فانها مثل خيبر وانزل الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم هذه السورة " والعاديات ضبحا " يعنى بالعاديات الخيل تعدو بالرجال، والضبح صيحتها في أعنتها ولجمها. 5 - في مجمع البيان " والعاديات ضبحا " قيل هي الخيل في الغزو تعدو في سبيل الله
(1) الحرب العوان: التى قوتل فيها مرة، والحرب العوان أشد الحروب. (2) القضم: أكل الشئ اليابس. واللفظ كناية. (3) الغلس - بفتحتين -: ظلمة آخر الليل. (4) أي لم يقتل منهم. وفى البرهان " لم يقتل منهم " مكان " لم يصب منهم ". (*)

656

[ 656 ]
إلى قوله: وقيل هي الابل حين ذهب إلى غزوة بدر، تمد اعناقها في السير فهى تضبح أي تضبع روى ذلك عن على عليه السلام. 6 - وروى ايضا انها ابل الحاج تغدو من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى واختلف الروايات فيه فروى عن ابى صالح انه قال: قاولت فيه عكرمة فقال عكرمة: قال ابن عباس: هي الخيل في القتال فقلت انا: قال على عليه السلام: هي الابل في الحج وقلت: مولاى اعلم من مولاك. 7 - وفى رواية اخرى ان ابن عباس قال: هي الخيل ألا تراه قال: فاثرن به نقعا فهل تثيره الا بحوافرها، وهل تضبح الابل انما تضبح الخيل، فقال على عليه السلام: ليس كما قلت لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا الا فرس ابلق للمقداد بن الاسود. 8 - وفى رواية اخرى لمرثد بن أبى مرثد الغنوى وروى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال: بينما انا في الحجر جالس إذ اتانى رجل فسأل عن " العاديات ضبحا " فقلت له: الخيل حين تغزو في سبيل الله ثم تأوى إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم، فانفتل عنى وذهب إلى على بن ابي طالب عليه السلام وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن " العاديات ضبحا " فقال: سألت عنها احدا قبلى ؟ قال: نعم سألت عنها ابن عباس، فقال: الخيل حين تغزو في سبيل الله قال: فاذهب فادعه لى، فلما وقف على راسه قال: تفتى الناس بما لا علم لك به ؟ والله ان كانت لاول غزوة في الاسلام بدر و ما كان معنا الا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد بن الاسود، فكيف يكون العاديات الخيل ؟ العاديات ضبحا الابل من عرفة إلى المزدلفة ومن مزدلفة إلى منى، قال ابن عباس: فرغبت عن قولى ورجعت إلى الذى قاله على عليه السلام.

فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ﴿٢﴾
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ﴿٣﴾

9 - في تفسير على بن ابراهيم ثم قال على بن ابراهيم في قوله: " والعاديات ضبحا " أي عدوا عليهم في الضبح، ضباح الكلاب صوتها فالموريات قدحا كانت بلادهم فيها حجارة فإذا وطيتها سنابك الخيل (1) كاد تنقدح منها النار فالمغيرات صبحا أي صبحهم بالغارة.
(1) السنابك جمع السنبك - كقنفذ -: طرف الحافر. (*)

657

[ 657 ]

فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴿٤﴾
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴿٥﴾
إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴿٦﴾

10 - وفيه متصل بآخر ما نلقناه من الحديث السابق أعنى قوله ولجمها " فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا " فقد اخبرك انها غارت عليهم صبحا قلت: قوله ان الانسان لربه لكنود قال: الكفور وانه على ذلك لشهيد قال: يعنيهما قد شهدا جميعا وادى اليابس وكانا لحب الحيوة حريصان قلت: قوله: فاثرن به نقعا قال: يعنى الخيل يأثرن بالوادي نقعا فوسطن به جمعا قد شهدا جميعا وادى اليابس. 11 - وفيه متصل بقوله قريبا أي صبحهم بالغارة " فأثرن به نقعا " قال: ثارت الغبرة من ركض الخيل " فوسطن به جمعا " قال: توسط المشركون بجمعهم. 12 - في مجمع البيان في الشواذ قرائة على عليه السلام " فوسطن " بتشديد السين 13 - " ان الانسان لربه لكنود " روى أبو امامة عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: اتدرون من الكنود ؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: الكنود الذى يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده.

وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ﴿٧﴾
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴿٨﴾
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴿٩﴾
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴿١٠﴾
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴿١١﴾

14 - في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: بجمعهم " ان الانسان لربه لكنود " أي كفور وهما الذين امرا واشارا على أمير المؤمنين عليه السلام ان يدع الطريق مما حسداه وكان على صلوات الله عليه قد اخذ بهم على غير الطريق الذى اخذ فيه أبو بكر وعمر، فعلما انه يظفر بالقوم، فقال عمرو بن العاص لابي بكر: ان عليا غلام حدث لا علم له بالطريق وهذا طريق مسبع (1) لا يأمن فيه من السباع، فمشيا إليه وقالا له: يا ابا الحسن هذا الطريق الذى اخذت فيه طريق مسبع فلو رجعت إلى الطريق ؟ فقال لهما أمير المؤمنين عليه السلام: الزما رحالكما وكفا عما لا يعنيكما واسمعا واطيعا فانى اعلم بما اصنع فسكتا، قوله وانه على ذلك لشهيد أي على العداوة وانه لحب الخير لشديد يعنى حب الحيوة حيث خافوا السباع على انفسهما فقال الله عزوجل: أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور أي يحمع ويظهر ان ربهم بهم يومئذ لخبير
(1) أي تكثر فيه السباع. (*)

658

[ 658 ]
15 - وفيه متصل بآخر ما نلقنا من الحديث اعني قوله: حريصان قلت: قوله: " افلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور * ان ربهم بهم يومئذ لخبير " قال: نزلت الآيتان فيهما خاصة، كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به، فأخبر الله خبرهما و فعالهما ; فهذه قصة اهل وادى اليابس وتفسير العاديات. بسم الله الرحمن الرحيم 1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ واكثر من قراءة القارعة آمنه الله عزوجل من فتنة الدجال ان يؤمن به ومن قيح جهنم (1) يوم القيامة ان شاء الله. 2 - في مجمع البيان في حديث ابى من قراها ثقل الله بها ميزانه يوم القيامة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْقَارِعَةُ ﴿١﴾
مَا الْقَارِعَةُ ﴿٢﴾
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴿٣﴾

3 - في تفسير على بن ابراهيم: القارعة ما القارعة وما ادريك ما القارعة يرددها الله لهولها وفزع بها الناس وتكون الجبال كالعهن المنفوش قال: العهن: الصوف.

يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴿٤﴾
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ﴿٥﴾
فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴿٦﴾
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴿٧﴾
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴿٨﴾

4 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومعنى قوله: فمن ثقلت موازينه ومن خفت موازينه فهو قلة الحسنات وكثرته. 5 - وفيه في احتجاج ابى عبد الله عليه السلام قال السائل: اوليس توزن الاعمال ؟ قال: لا لان الاعمال ليست اجساما وانما هي صفة ما عملوا، وانما يحتاج إلى وزن الشئ من جهل عدد الاشياء ولا يعرف ثقلها وخفتها، وان الله لا يخفى عليه شئ، قال: فما معنى الميزان ؟ قال: العدل قال: فما معنا في كتابه " فمن ثقلت موازينه " قال: فمن رجح عمله. 6 - في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن اسباط
(1) القيح: المدة البيضاء التى لا يخالطها دم. (*)

659

[ 659 ]
عن العلا عن محمد بن مسلم قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان الله ثقل على اهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة، وان الله عزوجل خفف الشر على اهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم القيامة. 7 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابى ايوب عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال: ما في الميزان شئ اثقل من الصلوة على محمد و آل محمد، وان الرجل لتوضع اعماله في الميزان فيميل به فيخرج الصلوة فيضعها في ميزانه فيرجح. 8 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيه عليه السلام: واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل، خف ميزان ترفعان منه ; وثقل ميزان توضعان فيه 9 - في نهج البلاغة ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادتين تصعدان القول وترفعان العمل، لا يخف ميزانه توضعان فيه، ولا يثقل ميزان ترفعان منه. 10 - في كتاب الخصال عن محمد بن موسى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة، وان الشر خف على اهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة. 11 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات واما قوله: من ثقلت موازينه وخفت موازينه فانما يعنى الحسنات توزن الحسنات والسيئات والحسنات ثقل الميزان والسيئات خفة الميزان 12 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن ابي طالب عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وقوله: لا اله الا الله يعنى بوحدانيته لا يقبل الله الاعمال الا بها، وهى كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة.

660

[ 660 ]
13 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن ابى عمير عن عيسى الفراء عن عبد الله بن ابى بعفور قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: قال أبو جعفر عليه السلام: من كان ظاهره ارجح من باطنه خف ميزانه. 14 - وروى المفضل عن الصادق عليه السلام انه قال: وقع بين سلمان الفارسى رحمة الله عليه وبين رجل حضره فقال الرجل لسلمان: من أنت وما أنت ؟ فقال سلمان: اما اولى واولك فنطفة قذرة، واما آخرى وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة ونصبت الموازين فمن ثقلت موازينه فهو الكريم، ومن خفت موازينه فهو اللئيم.

فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴿٩﴾
وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴿١٠﴾
نَارٌ حَامِيَةٌ ﴿١١﴾

15 - في تفسير على بن ابراهيم: فامه هاوية قال: ام رأسه يقلب في النار على رأسه، ثم قال: وما ادريك يا محمد ماهية يعنى الهاوية ثم قال: نار حامية، بسم الله الرحمن الرحيم 1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة التكاثر في فريضة كتب الله له ثواب أجر مأة شهيد، ومن قرأها في نافلة كتب له ثواب خمسين شهيدا، وصلى معه في فريضته أربعون صفا من الملائكة ان شاء الله. 2 - في مجمع البيان في حديث أبى ومن قرأها لم يحاسبه الله بالنعيم الذى أنعم عليه في دار الدنيا، وأعطى من الاجر كانما قرأ الف آية.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾

3 - في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد ابن بشير عن عبد الله الدهقان عن درست عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ الهيكم التكاثر عند النوم وقى فتنة القبر. 4 - في مجمع البيان وروى قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: الهيكم التكاثر قال: يقول ابن آدم مالى مالى ومالك من مالك الا ما اكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت أورده

661

[ 661 ]
مسلم في الصحيح. 5 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: والتكاثر لهو وشغل واستبدال الذى هو ادنى بالذى هو خير

حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾

6 - في نهج البلاغة من كلام له عليه السلام قال بعد تلاوته الهيكم التكاثر حتى زرتم المقابر يا له مراما ما ابعده، وزورا ما اغفله، وخطرا ما أفظعه، لقد استخلوا منهم أي مدكر، وتناوشوهم من مكان بعيد، أفبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون ؟ يرتجعون منهم اجسادا خوت، وحركات سكنت، ولا يكونوا عبرا احق من ان يكون مفتخرا، ولا يهبطوا بهم جناب ذلة احجى من ان يقوموا بهم مقام عزة، لقد نظروا إليهم بابصار العشوة، وضربوا منهم في غمرة جهالة، ولو استنطقوا عنهم عرصات تلك الديار الخاوية، والربوع الخالية، لقالت ذهبوا في الارض ضلالا، وذهبتم في اعقابهم جهالا، تطؤون في هامهم وتستنبتون في اسجادهم وترتعون فيما لفظوا وتسكنون فيما خربوا (1)

كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾

7 - في مجمع البيان: كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون قال الحسن ومقاتل هو وعيد بعد وعيد، قيل: معناه سوف تعلمون في القبر ثم سوف تعلمون في الحشر، رواه زربن حبيش عن على عليه السلام، قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت الهيكم التكاثر إلى قوله: كلا سوف تعلمون يريد في القبر ثم كلا سوف
(1) المراد بالمرام هو ما كان مقصدهم من التفاخر من اثبات الفخر والمنقبة لانفسهم فبين (ع) ان ذلك المرام بعيد جدا لان الفخر بالميت كالفخر بالجماد. قوله (ع) " وزوروا ما أغفله " المراد بالزور: الزائرون للمقابر المتفاخرون بهم، اسم للواحد والجمع. و " تناوشوهم " أي تناولوهم. قوله (ع) " يرتجعون... " أي يطلبون رجوع أجسادهم وقد " خوت " أي خلت من الارواح. والجناب: الفناء. والحجى: العقل والفتنة. والعشوة: سوء البصر بالليل وغمرة الشى: شدته ومعظمه. والربوع جمع الربع: الدار حيث كانت والمنزل. والهام جمع الهامة: الرأس " وتستنبتون. " من النبات. أي تزرعون النبات في أجسادهم. واللفظ: الرمى من الفم يقال: لفظت الشئ: رميته من فمى (*)

662

[ 662 ]
تعلمون بعد البعث. 8 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال ابن عباس قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله " الهيكم التكاثر " قال: التكاثر الاموال جمعها من غير حقها ومنعها من حقها وشدها في الاوعية " حتى زرتم المقابر " حتى دخلتم قبوركم " كلا سوف تعلمون " لو قد دخلتم قبوركم " ثم كلا سوف تعلمون " لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم كلا لو تعلمون علم اليقين قال: وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين جسري جهنم. 9 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله: " لو تعلمون علم اليقين " قال: المعاينة.

لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾

10 - في مجمع البيان قرأ ابن عامر والكسائي " لترون " بضم التاء وروى ذلك عن على عليه السلام، والباقى " لترون " بالفتح.

ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾

11 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى جسر جهنم ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال: عن خمس عن شبع البطون، وبارد الشراب، ولذة النوم، وظلال المساكين، واعتدال الخلق. وروى في اخبارنا ان النعيم ولاية على بن أبى طالب عليه السلام. 12 - في الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبى سعيد عن أبى حمزة قال كنا عند أبى عبد الله عليه السلام جماعة فدعا بطعام مالنا عهد بمثله لذاذة وطيبا وأتينا بتمر ننظر فيه أوجهنا من صفائه وحسنه، فقال رجل: لتسئلن عن هذا النعيم الذى تنعمتم به عند ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام ان الله عزوجل اكرم واجل ان يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسئلكم عنه، ولكن يسئلكم عما أنعم به عليكم بمحمد صلى الله عليه وآله وبآل محمد عليهم السلام. 13 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهرى الحارث بن جرير عن سدير الصيرفى عن أبى خالد الكابلي قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام فدعا بالغدا فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أطيب منه و لا أنظف فلما فرغنا من الطعام قال: يابا خالد كيف رأيت طعامك أو قال طعامنا

663

[ 663 ]
قلت: جعلت فداك ما رأيت أطيب منه قط ولا أنظف، ولكني ذكرت الاية في كتاب الله عزوجل " ولتسئلن يومئذ عن النعيم " قال أبو جعفر عليه السلام انما يسئلكم عما أنتم عليه من الحق. 14 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام والزمهم الحجة بان خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده، و بان لهم اولياء تجرى افعالهم واحكامهم مجرى فعله، فهم العباد المكرمون، وهم النعيم الذى يسأل عنه، ان الله تبارك وتعالى انعم بهم على من اتبعهم من اوليائهم، قال السائل: من هؤلاء الحجج ؟ قال: هم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن حل محله من اصفياء - الله الذين قال: " فاينما تولوا فثم وجه الله " الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذى فرض عليهم منها لنفسه. 15 - في مجمع البيان وروى العياشي باسناده في حديث طويل قال: سأل أبو حنيفة ابا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان ؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال: لئن اوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى يسئلك عن كل اكلة اكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه، قال: فما النعيم جعلت فداك ؟ قال: نحن اهل البيت النعيم الذى انعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد ان كانوا مختلفين، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم اخوانا بعد ان كانوا اعداءا وبنا هداهم الله للاسلام وهو النعمة التى لا تنقطع، والله سائلهم عن حق النعيم الذى انعم به عليهم وهو النبي وعترته. 16 - في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام اللهم وكما كان من شأنك يا صادق الوعد، يا من لا يخلف الميعاد، يا من هو كل يوم في شأن، ان أنعمت علينا بموالاة اولياءك المسئول عنها عبادك فانك قلت وقولك الحق: " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " وقلت: " وقفوهم انهم مسئولون ". 17 - في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا احمد بن ادريس عن احمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت: قول الله:

664

[ 664 ]
" لتسئلن يومئذ عن النعيم " قال: تسئل هذه الامة عما انعم الله عليهم برسول الله ثم بأهل بيته. 18 - في عيون الاخبار باسناده إلى ابراهيم بن عباس الصوفى الكاتب قال: كنا يوما بين يدى على بن موسى الرضا عليه السلام فقال: ليس في الدنيا نعيم حقيقي، فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول الله عزوجل: " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " اما هذه النعيم في الدنيا وهو الماء البارد ؟ فقال له الرضا عليه السلام وعلا صوته: كذا فسرتموه انتم وجعلتموه على ضروب، فقالت طائفة: هو الماء البارد، وقال غيرهم: هو الطعام الطيب، وقال آخرون: هو طيب النوم، ولقد حدثنى ابى عن ابيه ابى عبد الله عليه السلام ان اقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عزوجل: " لتسئلن يومئذ عن النعيم " فغضب وقال: ان الله عزوجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به، ولا يمن بذلك عليهم، ولامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عزوجل ما لا يرضى المخلوقين به ؟ ولكن النعيم حبنا اهل البيت و موالاتنا، يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة، لان العبد إذا وفى بذلك اداه إلى نعيم الجنة الذى كان لا يزول ولقد حدثنى بذلك ابى عن ابيه عن محمد بن على عن ابيه على بن الحسين عن الحسين بن على عليه السلام انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اول ما يسئل عنه العبد بعد موته شهادة ان لا اله الا الله، وان محمدا رسول الله، وانك ولى المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك. فمن اقر بذلك وكان معتقده صار إلى النعيم الذى لا زوال له. 19 - في كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان بن يحيى عمن حدثه عن ابى عبد الله عليه السلام انه سئل عن " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، و الميم ملك الله، قال: قلت: الله، قال: الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 20 - في محاسن البرقى عنه عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حفص بن البخترى عن ابى عبد الله في قوله: " لتسئلن يومئذ عن النعيم " قال ان الله اكرم ان يسأل مؤمنا

665

[ 665 ]
عن اكله وشربه. 21 - عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ثلثة اشياء لا يحاسب العبد المؤمن عليهن، طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه. 22 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة بالاسناد قال: قال على عليه السلام في قول الله عزوجل: " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " قال: الرطب والماء البارد. 23 - في من لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل نعيم مسئول عنه صاحبه الا ما كان في غزو أو حج. 24 - في امالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام قال: من ذكر اسم الله على الطعام لم تسئل عن نعيم ذلك الطعام. 25 - في مجمع البيان " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " الصحة والفراغ، عن عكرمة ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. 26 - وقيل: هو الامن والصحة عن عبد الله بن مسعود ومجاهد، وروى ذلك عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام وقيل: يسئل عن كل نعيم الا ما خصه، الحديث، وهو قوله: ثلاث لا يسئل عنها العبد: خرقة يوارى بها عورته وكسرة يسد بها جوعته، و بيت يكنه من الحر والبرد. 27 - وروى ان بعض الصحابة اضاف النبي صلى الله عليه وآله وجماعة من اصحابه فوجدوا عنده تمرا وماء باردا فأكلوا، فلما خرجوا قال: هذا من النعيم الذى تسئلون عنه. 28 - في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى حفص الصائغ عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله: " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " قال: نحن من النعيم.

666

[ 666 ]
بسم الله الرحمن الرحيم 1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ و العصر في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقا وجهه، ضاحكا سنه قريرا عينه حتى يدخل الجنة. 2 - في مجمع البيان في حديث أبى ومن قرأها ختم له بالصبر، وكان مع اصحاب الحق يوم القيامة. 3 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن على الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها وفى على والله نزلت سورة العصر: " بسم الله الرحمن الرحيم والعصر " إلى آخره. 4 - في مجمع البيان وقيل: ان في قراءة ابن مسعود " والعصر ان الانسان لفى خسر وانه فيه إلى آخر الدهر " وروى ذلك عن على عليه السلام.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالْعَصْرِ ﴿١﴾
إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾

5 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل ابن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزوجل: والعصر ان الانسان لفى خسر قال: العصر عصر خروج القائم عليه السلام " ان الانسان لفى خسر " يعنى اعدانا الا الذين آمنوا يعنى بآياتنا وعملوا الصالحات يعنى بمواسات الاخوان وتواصوا بالحق يعنى الامامة وتواصوا بالصبر يعنى بالعترة. 6 - في تفسير على بن ابراهيم " والعصر ان الانسان لفى خسر " قال: قسم بان الانسان خاسر وقرأ أبو عبد الله عليه السلام " والعصر ان الانسان لفى خسر وانه في إلى آخر الدهر الذى آمنوا وعملوا الصالحات وأتمروا بالتقوى وأتمروا بالصبر. " 7 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنى يحيى بن زكريا عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: " الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه، حيث قال: " ان الانسان لفى خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " يقول

667

[ 667 ]
آمنوا بولاية أمير المؤمنين " وتواصوا بالحق " ذرياتهم ومن خلقوا بالولاية وتواصوا بها وصبروا عليها. بسم الله الرحمن الرحيم 1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ ويل لكل همزة في فريضة من فرايض الله بعد الله عنه الفقر، وجلب عليه الرزق، و يدفع عنه ميتة السوء. 2 - في مجمع البيان وفى حديث أبى من قرأها أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من استهزء بمحمد صلى الله عليه وآله وأصحابه. 3 - في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر إلى أن قال: واما العقرب فكان رجلان همازا لمازا (1) فمسخه الله عقربا. 4 - وفيه ايضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على أبيطالب عليهم السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ فقال: هي ثلثة عشر: الفيل والدب إلى أن قال صلى الله عليه وآله: واما العقرب فكان رجلا لداغا لا يسلم من لسانه. 5 - في عوالي اللئالى وقال صلى الله عليه وآله: رايت ليلة الاسراء قوما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه، ويقال: كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء ؟ فقال: هؤلاء الهمازون من امتك اللمازون، وفى تفسير على بن ابراهيم نحوه.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴿١﴾
الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴿٢﴾

6 - في تفسير على بن ابراهيم: ويل لكل همزة قال: الذين يغمز الناس ويستحقر الفقهاء وقوله لمزة يلوى عنقه ورأسه ويغضب إذا راى فقيرا أو سائلا الذى جمع مالا
(1) الهمز: الطعن. واللمز: العيب، قيل: والفرق بينهما هو ان الهمزة: الذى يعيبك بظهر الغيب واللمزة ; يعيبك في وجهك، وقيل: الهمزة: الذى يؤذى جليسه بسوء لفظه واللمزة: الذى يكسر عينه على جليسه ويشير برأسه ويؤمى بعينه. (*)

668

[ 668 ]
وعدده قال: أعده ووضعه 7 - في كتاب الخصال عن محمد بن اسمعيل بن بزيع قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لا يجتمع المال الا بخمس خصال: بخل شديد وامل طويل، وحرص غالب، و قطيعة رحم، وايثار الدنيا على الاخرة. 8 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبان الاحمر عن الصادق عليه السلام انه جاء إليه رجل فقال له بابى انت وامى عظني موعظة. فقال عليه السلام: ان كان الحسنات حقا فالجمع لماذا ؟ وان كان الخلف من الله عزوجل حقا فالبخل لماذا ؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴿٣﴾
كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴿٤﴾
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ﴿٥﴾
نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ﴿٦﴾
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ﴿٧﴾
إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴿٨﴾

9 - في تفسير على بن ابراهيم: يحسب ان ماله اخلده ويبقيه ثم قال: كلا لينبذن في الحطمة والحطمة النار التى تحطم كل شئ، ثم قال: وما ادارك ما الحطمة نار الله الموقدة التى تطلع على الافئدة قال: تلتهب على الفؤاد قال أبو ذر رضى الله عنه: بشر المتكبرين بكى في الصدور وسحب على الظهور (1) قوله: انها عليهم مؤصدة قال: مطبقة في عمد ممددة قال: إذا مدت العمد عليهم اكلت والله الجلود. 10 - في مجمع البيان وروى العياشي محمد بن النعمان الاحول عن حمران بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الكفار والمشركين يعيرون أهل التوحيد في النار ويقولون: ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا وما نحن وانتم الا سواء ؟ قال: فيأنف لهم الرب تعالى، فيقول للملائكة: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ثم يقول للنبيين: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ويقول الله: انا ارحم الراحمين اخرجوا برحمتي فيخرجون كما يخرج الفراش، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ثم مدت العمد و اوصدت عليهم وكان والله الخلود. بسم الله الرحمن الرحيم 1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ في
(1) الكى: احراق الجلد بحديدة ونحوها. والسحب: الجر على وجه الارض. (*)

669

[ 669 ]
فرايضه الم تر كيف فعل ربك شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بانه كان من المصلين، وينادى له يوم القيامة مناد: صدقتم على عبدى قبلت شهادتكم له وعليه، ادخلوه الجنة ولا تحاسبوه فانه ممن احب الله واحب عمله. 2 - في مجمع البيان في حديث ابى من قرأها عافاه الله ايام حيوته من المسخ والقذف. 3 - وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع سورتين في ركعة واحدة الا الضحى والم نشرح، والم تر كيف ولايلاف قريش. 4 - وعن ابن العباس عن احدهما عليهم السلام قال: " الم تر كيف فعل ربك " و " لايلاف قريش " سورة واحدة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿١﴾
أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿٢﴾

5 - في كتاب الخصال عن ابى عبد الله عليه السلام عن ابيه عن جده عليهم السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر إلى ان قال: واما الفيل فكان ينكح البهائم فمسخه الله فيلا. 6 - وفيه ايضا عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن على بن ابى طالب عليه السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ فقال: هي ثلثة عشر: الفيل والدب إلى ان قال صلى الله عليه وآله: اما الفيل كان رجلا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا. 7 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن الحسن وعلان عن ابى الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام فاما الفيل فانه كان ملكا زناء لوطيا. 8 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال على بن الحسين عليه السلام كان أبو طالب يضرب عن رسول الله صلى الله عليه وآله بسيفه إلى ان قال: فقال أبو طالب: يابن اخ إلى الناس كافة ارسلت ام إلى قومك خاصة ؟ قال: لا بل إلى الناس ارسلت كافة الابيض والاسود والعربي والعجمي، والذى نفسي بيده لادعون إلى هذا الامر الابيض و الاسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار، ولادعون السنة فارس والروم فحيرت قريش واستكبرت وقالت: أما تسمع إلى ابن اخيك وما يقول والله لو

669

[ 670 ]
سمعت بهذا فارس والروم لاختطفتنا من ارضنا، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا، فأنزل الله تبارك وتعالى " وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ " إلى آخر الآية وانزل في قولهم لقلعت الكعبة حجرا حجرا " الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل " إلى آخر الآية. 9 - في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابى عمير عن محمد بن حمران عن ابان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما ان وجه صاحب الحبشة بالخيل ومعهم الفيل ليهدم البيت مروا بابل لعبد المطلب فساقوها، فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال: هذا عبد المطلب بن هاشم قال: وما يشاء ؟ قال الترجمان: جاء في ابل له ساقوها يسئلك ردها ؟ فقال ملك الحبشة لاصحابه: هذا رئيس قوم وزعيمهم جئت إلى بيته الذى يعبده لاهدمه وهو يسألنى اطلاق ابله ؟ اما لو سألني الامساك عن هدمه لفعلت ردوا عليه ابله فقال عبد المطلب لترجمانه: ما قال الملك ؟ فاخبره فقال عبد المطلب: انا رب الابل ولهذا البيت رب يمنعه فردت عليه ابله وانصرف عبد المطلب نحو منزله، فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل: يا محمود فحرك الفيل رأسه، فقال له: اتدرى لم جاءوك ؟ فقال الفيل براسه: لا، فقال عبد المطلب: جاؤا بك لتهدم بيت ربك افتراك فاعل ذلك ؟ فقال براسه: لا، فانصرف عبد المطلب إلى منزله فلما اصبحوا غدوا به لدخول الحرم فابى وامتنع عليهم فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند ذلك: اعل الجبل فانظر ترى شيئا ؟ فقال: ارى سوادا من قبل البحر فقال له يصيبه بصرك اجمع ؟ فقال له: لا ولا شك ان يصيب، فلما ان قرب قال: هو طير كثير ولا اعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف (1) أو دون حصاة الخذف فقال عبد المطلب: ورب عبد المطلب ما تريد الا القوم حتى لما صار فوق رؤسهم
(1) الخذف - بالمعجمتين -: الرمى بحصاة أو نواة أو نحوهما تؤخذ بين السبابتين يرمى بها. (*)

671

[ 671 ]
اجمع القت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة (1) رجل فخرجت من دبره فقتلته فما انفلت منهم الا رجل واحد يخبر الناس، فلما ان اخبرهم القت عليه فقتلته. 10 - في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن ابى عمير عن محمد بن حمران وهشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لما اقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مروا بابل عبد المطلب فاستاقوها فتوجه عبد المطلب إلى صاحبهم يسأله رد ابله عليه، فاستأذن عليه فاذن له، وقيل: ان هذا شريف قريش أو عظيم قريش فهو رجل له عقل ومروة فأكرمه وادناه، ثم قال لترجمانه: سله ما حاجتك ؟ فقال له: ان اصحابك مروا بابل لى فاستاقوها فأحببت ان تردها على قال فتعجب من سؤاله اياه رد الابل وقال: هذا الذى زعمتم انه عظيم قريش وذكرتم عقله يدع ان يسألنى ان انصرف عن بيته الذى يعبده اما لو سألني ان انصرف عن هده (2) لانصرفت له عنه فاخبره الترجمان بمقالة الملك، فقال له عبد المطلب: ان لذلك البيت ربا يمنعه، وانما سألتك رد ابلى لحاجتي إليها، فامر برده عليه ومضى عبد المطلب حتى لقى الفيل على طرف الحرم فقال له: محمود، فحرك راسه فقال له اتدرى لما جئ بك ؟ فقال براسه: لا، فقال جاؤا بك لتهدم بيت ربك فتفعل ؟ فقال براسه: لا، قال: فانصرف عبد المطلب وجاؤا بالفيل ليدخل الحرم فلما انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدخول فضربوه فامتنع من الدخول، [ فضربوه فامتنع ]، فاداروا به نواحى الحرم كلها كل ذلك يمتنع عليهم، فلم يدخل وبعث الله عليهم الطير كالخطا طيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها، فكانت تحاذى براس الرجل ثم ترسلها على راسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم احد، الا رجل هرب فجعل يحدث الناس بما راى إذا طلع عليه طائر منها فرفع راسه فقال: هذا الطير منها و جاء الطير حتى حاذى براسه ثم القاها عليه فخرجت من دبره فمات.

وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿٣﴾
تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴿٤﴾

11 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن
(1) الهامة: الرأس. (2) الهد: الهدم الشديد. (*)

672

[ 672 ]
بن محبوب عن جميل بن دراج عن ابى مريم عن ابى جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عزوجل: وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل قال كان طير ساف (1) جاءهم من قبل البحور رؤسهم كامثال رؤس السباع، واظفارها كأظفار السباع من الطير، مع كل طائر ثلثة احجار، في رجليه حجران، وفى منقاره حجر، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت اجسامهم فقتلهم بها، وما كان قبل ذلك رؤى شئ من الجدرى ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده، قال: ومن افلت منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضر موت وهو واد دون اليمن ارسل الله عليهم سيلا فغرقهم اجمعين، قال: وما راى في ذلك الوادي ماء قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة، قال: فلذلك سمى حضر موت حين ما توافيه. 12 - في مجمع البيان اجمعت الرواة على ان ملك اليمن الذى قصد هدم الكعبة هو ابرهة بن الصباح الاشرم. 13 - في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه آيات النبي صلى الله عليه وآله وفيه: ومن ذلك ان أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه، فقال عبد المطلب: ان لهذا البيت ربا يمنعه، ثم جمع اهل مكة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذى يزن، فأرسل الله تبارك وتعالى طيرا أبابيل ورفعهم عن مكة واهلها. 14 - في الكافي ولد النبي صلى الله عليه وآله لاثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول في عام الفيل مع الزوال، وروى ايضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة. 15 - في امالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده قال: لما ان قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة لهدم البيت تسرعت الحبشة فاغاروا عليها، فأخذوا سرحا (2) لعبد المطلب بن
(1) سف الطائر: مر على وجه الارض. (2) السرح: المال السائم. (*)

673

[ 673 ]
هاشم فجاء عبد المطلب إلى الملك فاستأذن عليه فاذن له، وهو في قبة ديباج على سرير له، فسلم عليه فرد ابرهة السلام وجعل ينظر في وجهه، فراعه حسنه وجماله وهيئة، فقال له: هل كان في آبائك مثل هذا النور الذى اراه لك والجمال ؟ قال: نعم أيها الملك كل آبائى كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء، فقال له أبرهة لقد فقتم فخرا وشرفا ويحق لك أن تكون سيد قومك، ثم أجلسه معه على سريره وقال لسايس فيله الاعظم وكان فيلا ابيض عظيم الخلق له نابان مرصعان بأنواع الدر والجواهر، وكان الملك يباهى به ملوك الارض: ايتنى به فجاء به سايسه وقد زين بكل زينة حسنة، فحين قابل [ وجه ] عبد المطلب سجد له ولم يكن سجد لملكه واطلق الله لسانه بالعربية، فسلم على عبد المطلب، فلما اراى الملك ذلك ارتاع له وظنه سحرا فقال: ردوا الفيل إلى مكانه، ثم قال لعبد الملك: فيم جئت ؟ فقد بلغني سخاؤك و كرمك وفضلك، ورايت من هيئتك وجمالك وجلالك ما يقتضى ان انظر في حاجتك فسلني ما شئت وهو يرى انه يسأله في الرجوع عن مكة ؟ فقال له عبد المطلب: ان اصحابك غدوا على سرح لى فذهبوا به فمرهم برده على قال: فتغيظ الحبشى من ذلك وقال لعبد المطلب لقد سقطت من عينى جئتني تسألني في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك وشرف قومك ومكرمتكم التى تتميزون بها من كل جبل ؟ وهو البيت الذى يحج إليه من كل صقع في الارض (1) فتركت مسألتي في ذلك وسألتني في سرحك ؟ فقال له عبد المطلب: لست برب البيت الذى قصدت لهدمه وأنا رب سرحى الذى أخذه أصحابك فجئت اسئلك فيما أنا ربه وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم وأولى به منهم، فقال الملك: ردوا عليه سرحه وانصرف إلى مكة واتبعه الملك بالفيل الاعظم مع الجيش لهدم البيت، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ وإذا تركوه رجع مهرولا، فقال عبد المطلب لغلمانه: ادعوا إلى ابني فجئ بالعباس فقال: ليس هذا أريد، ادعوا لى ابني فجئ بأبى طالب، فقال: ليس هذا أريد أدعوا لى ابني فجئ بعبدالله أب النبي صلى الله عليه وآله فلما أقبل إليه قال: اذهب يا بنى حتى تصعد أبا قبيس ثم اضرب ببصرك
(1) الصقع: الناحية. (*)

674

[ 674 ]
ناحية البحر فانظر أي شئ يجئ من هناك وأخبرني به، قال: فصعد عبد الله ابا قبيس فما لبث أن جاء طيرا أبابيل مثل السيل والليل، فسقط على أبى قبيس ثم صار إلى البيت فطاف سبعا ثم صار إلى الصفا والمروة فطاف بهما سبعا، فجاء عبد الله إلى أبيه فأخبره الخبر، فقال: انظر يا بنى ما يكون من أمرها بعد فأخبرني به، فنظرها فإذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة فأخبر عبد المطلب بذلك، فخرج عبد المطلب وهو يقول: يا أهل مكة اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائمكم، قال: فأتوا العسكر وهم أمثال الخشب النخرة وليس من الطير الا ومعه ثلثة أحجار في منقاره ويديه، يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير فلم ير قبل ذلك ولا بعده، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب إلى البيت فتعلق باستاره وقال: يا جابس الفيل بذى المغمس * حبسته كانه مكوس (1) في مجلس تزهق فيه الانفس فانصرف وهو يقول في فرار قريش وجزعهم من الحبشة: طارت قريش إذا رأت خميسا * فظلت فردا لا أرى أنيسا - ولا احس منهم حسيسا * الا أخا لى ماجدا نفيسا - مسودا في أهله رئيسا 16 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى مريم عن أبى جعفر عليه السلام " وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل " فقال: هؤلاء اهل مدينة كانت على ساحل البحر إلى المشرق فيما بين اليمامة والبحرين يخيفون السبيل ويأتون المنكر فأرسل الله عليهم طيرا جائتهم من قبل البحر رؤسهما كامثال رؤس السباع، وابصارها كابصار السباع من الطير، مع كل طير ثلثة احجار حجران في مخاليبه وحجر في منقاره، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت اجسادهم فقتلهم الله عزوجل بها، وما كانوا قبل ذلك رأوا شيئا من ذلك الطير ولا من الجدر، ومن انفلت منهم انطلقوا حتى بلغوا حضر موت
(1) قال الفيروز آبادى: المغمس - كمعظم ومحدث -: موضع بطريق الطائف فيه قبر أبى رغال دليل ابرهة ويرجم، وقال: المكوس - كمعظم -: حمار. (*)

675

[ 675 ]
واد باليمن، ارسل الله عزوجل عليهم سيلا فغرقهم ولا رأوا في ذلك الوادي ماءا قبل ذلك، فلذلك سمى حضر موت حين ماتوا فيه.

فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴿٥﴾

17 - في تفسير على بن ابراهيم " الم تر " الم تعلم يا محمد " كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " قال: نزلت في الحبشة حين جاؤا بالفيل ليهدموا به الكعبة، فلما ادنوه من باب المسجد قال له عبد المطلب: تدرى اين يؤم بك ؟ قال: برأسه لا، قال: اتوا بك لتهدم كعبة الله أتفعل ذلك ؟ فقال براسه: لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه " فارسل الله عليهم طيرا ابابيل " قال: بعضها على اثر بعض " ترميم بحجارة من سجيل " قال: كان مع كل طير ثلثة احجار، حجر في منقاره وحجران في مخاليبه، وكانت ترفرف على رؤسهم وترمى في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من ادبارهم وتنقض ابدانهم فكانوا كما قال الله فجعلهم كعصف مأكول قال: العصف التين والمأكول هو الذى يبقى من فضلة. قال الصادق عليه السلام: واهل الجدرى من ذلك الذى اصابهم في زمانهم جدري. بسم الله الرحمن الرحيم 1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال من اكثر قراءة لايلاف قريش بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة. 2 - في مجمع البيان وفى حديث أبى من قراها اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها. 3 - وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة الا الضحى والم نشرح، والم تر كيف ولايلاف قريش. 4 - وعن ابى العباس عن احدهما عليهما السلام قال: " الم تر كيف فعل ربك، ولايلاف "


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page