(في بيوت أذن اللّه أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه يُسبَّح له فيها بالغدو والاصال ...)([41]).
قال الزمخشري في ذيل الاية الكريمة : « في بيوت » يتعلق بما قبله ، أي : كمشكاة في بعض بيوت اللّه وهي المساجد([42]) .
وقال العلامة الطباطبائي([43]) : « في بيوت » متعلق بقوله في الاية السابقة : «كمشكاة» أو قوله : «يهدي اللّه» الخ ، والمآل واحد ، ومن المتيقن من هذه البيوت المساجد فانها معدة لذكر اسمه فيها ممحضة لذلك ، وقد قال تعالى : (ومساجد يذكر فيها اسم اللّه كثيراً)([44]) .
وورد في كشف الاسرار في ذيل هذه الاية ، ان ابن عباس قال : المساجد بيوت اللّه في الارض وهي تضيء لاهل السماء كما تضيء النجوم لاهل الارض([45]) .
ثم يقول الميبدي في تفسير معنى «الرفع» في الاية : المراد من «تُرفَع» رفع الاقدار وليس رفع الابنية ، لان من الكراهية في الشرع رفع جدران المساجد ، وقد جاء في الخبر : « واُمرنا أن نبني المساجد جماً » . ورفع الاقدار هو تعظيمها ، وعدم التحدث فيها بما لا يليق ، وذكر اسم اللّه دون غيره ، كما قال تعالى : (ويذكر فيها اسمه ...)([46]) . اذن ، فالمساجد هي من المصاديق البارزة للبيوت .
____________________
([41]) النور : 36 .
([42]) الكشاف 3 : 68 .
([43]) الميزان 15 : 178 .
([44]) الحج : 41 .
([45]) كشف الاسرار 6 : 536 .
([46]) المصدر نفسه 6 : 537 .