اريد شرح موسع و بحث موسع عن معني مقولة (لولاك يا محمد لما خلقت الافلاك ولولا علي لما خلقتك و لولا فاطمة لما خلقتكما(
الجواب : هذا الحديث القدسي رواه المزيدي في كتابه مجمع النورين ص 14 ومعناه أن العلة الغائية لخلق العالم هي محمد وأهل بيته الاطهار (عليهم السلام) وذلك لأن الله تعالی قال: (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون) أي ليعرفوني ثم يعبدوني ويصلوا بذلك إلی الكمال والسعادة الدنيوية والاخروية وبما أن معرفة الله تعالی وعبادته لا تتحقق بالنحو الصحيح إلا بإرشاد الانبياء وهدايتهم وكان محمّد (صلی الله عليه وآله) خاتم الانبياء وأفضلهم وكان دينه أفضل الأديان وكانت شريعته كاملة من جميع الجهات ومتكفلة للوصول إلی الكمال الدنيوي والاخروي فلا محالة يكون خلق العالم بدون خلق محمد (صلی الله عليه وآله) لغواً حيث إنّ المخلوقات لاتصل إلی الكمال التام بدون خلقته فلولا محمد لم يخلق الله الافلاك.
ثم لمّا كان بقاء الشريعة واستمرارها بل أصل ثبوتها وانتشارها مفتقراً إلی وجود علي (عليه السلام) والأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) فلابد أن يخلق الله علياً وفاطمة والائمة (عليهم السلام) كي يتحقق الغرض من خلق العالم فلولاهم لم يخلق الله الكون بما فيه من الكائنات ولولا علي لم يخلق الله محمداً لأن الغرض من الخلقة وهو ايصال الناس إلی الكمال الحقيقي لايتم بمجرد خلق محمد.
وكذلك لا يكفي خلق علي، بل لابد من خلق الائمة وبالاخص امهم فاطمة حيث إنها حجة الله ووالدة الحجج فليس المقصود أفضلية فاطمة من محمد وعلي (عليهم السلام) كما قد يتوهمه الجاهل بل المراد أن الغرض من الخلقة لايتم إلا بخلق فاطمة بعد خلق محمّد وعلي (عليهم السلام).
لولاك لما خلقت الافلاك
- الزيارات: 4670