ما هي الحكمة التي من وراءها حرم الله على الإمام علي (عليه السلام)أن يتزوّج على السيدة فاطمة (عليها السلام)؟
الجواب : مقام الزهراء ومنزلتها عند الله عظيمة وأنّ الله تعالى كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ومن المعلوم أن المرأة مهما كانت من العظمة والجلالة والعصمة لا ترضى بحسب الفطرة أن يتزوج عليها الزوج فلأجل ذلك كان علي (عليه السلام) يراعی جانبها ويحترم عواطفها.
ثمّ لماذا يتزوّج على السيدة الطاهرة مع ما هي عليه من الكمال وجمال الصورة والسيرة والوفاء والحنان والعطف والمحبة لأميرالمؤمنين (عليه السلام) وفي الحديث (أنّها كانت تزهر لأميرالمؤمنين في كلّ ليلة)(1) ولذلك سمّيت بالزهراء.
ولو نظرنا إلى سورة الدهر النازلة بشأن أهل البيت (عليهم السلام) وبيان فضائلهم كما هو صريح قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)(2) نرى أنّ الله تبارك وتعالى ذكر جميع النعم الإلهية المعدّة لأهل البيت (عليهم السلام) في الآخرة من المطعم والملبس والمشرب وغير ذلك لكنه لم يذكر (الحور العين) وذلك احتراماً للزهراء (عليها السلام) ورعاية لمشاعرها وعواطفها.
-------------------------------
1 ) فی البحار 43 / 11 : عن ابان بن تغلب قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): يابن رسول الله لم سميت الزهراء زهراء؟ فقال: لأنّها تزهر لأميرالمؤمنين (عليه لسلام) في النهار ثلاث مرات بالنور، کان يزهر نور وجهها صلاة الغداة والناس في فراشهم فيدخل بياض ذلک النور إلی حجراتهم بالمدينة فتبيض حيطانهم فيعجبون من ذلک فيأتون النبي (صلی الله عليه وآله) فيسألونه عما رأوا فيرسلهم إلی منزل فاطمة فيأتون منزلها فيرونها قاعدة فی محرابها تصلی والنور يسطع من محرابها من وجهها ....
2 ) الانسان : 8.
حرمة زواج علي علی فاطمة
- الزيارات: 4160