هل فعلاً نحن مخالفين للامام الحسين(عليه السلام) بفعلنا من اللطم حيث يقول الإمام لاخته زينب سلام الله عليها لاتلطمي خدا و لاتخمشي و جها ( ارشاد المفيد 2 / 94 ) ؟
باسمه تعالي
علي تقدير صحة ما نقله المفيد (قدس سره): فامر الامام بالصبر و عدم اللطم و الخمش كان لغرض أسمی و لهدف أعظم لالان اللطم او الخمش حرام في نفسه كيف و قد فعلت ذلك زينب الكبري و هي المعصومة و من أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهر هم تطهيرأ و قد قال لها الامام زين العابدين(ع): ( أنت يا عمة بحمدالله عالمة غير معلّمة و فهمة غير مفهمة ) و العصمة من شؤون العلم الكامل الرّباني.
فالامام(ع) كان يخشي من شماتة الاعداء و يريدان يظهر أهله و عياله قوّة ايمانهم و صبر هم و تحملهم المصائب في سبيل الله تعالي فاظهار الجزع و الحزن و ان كان أمراً مطلوباً في نفسه لكّنه في تلك الظروف الخاصة لم يكن مرغوباً و مطلوباً حتي لايري العدو آثار الضعف و التخاذل و الانهيار في أهل البيت(ع) فيشمتوا بهم او يعتقدوا انتصارهم و غلبتهم عليهم و لذا نري ان الفاطميات لبسن السواد و لطمن الوجوه لمصاب الحسين(ع) سنين كثيرة بعد الواقعة و بعد ان تبدلت الظروف بل طلبن من يزيد بن معاوية - حين ما اظهر الندم علی فعله تحت الضغوط - اقامة المأتم للنياحة و البكاء و قد اشترك فيها حتي نساء بني امية.
