إنني أحد الطلبة الجامعيين أكتب أطروحة في رسالة الماجستير حول شخصية المختار بن أبي عبيدة الثقفي وقد أردت رأيكم الكريم في تلك الشخصية كما أردت مستنداً شرعياً إذا وجد للأفعال التي قيل بأن المختار قام بها ضد قتلة الحسين(عليه السلام)من حرِ وتمثيل لأجساد بعضهم وغلى لأجساد آخرين كما ينقل التاريخ ؟
الجواب : لم يكن المختار رحمه الله معصوماً لتكون أعماله كلّها صحيحة ومشروعة أو تكون حجة لنا ولكن الذي نعتقده هو أن أصل عمله وهو الانتقام من قتلة أبي عبدالله(عليه السلام)وأصحابه وأهل بيته كان مرضياً لدى الأئمة(عليهم السلام)وقد ترحّم عليه بعض الأئمة(عليه السلام) وأثنوا عليه وشكروا سعيه (1) .
والجدير بالذكر أن هؤلاء القتلة كانوا مستحقين لأضعاف ما فعل بهم المختار لما ارتكبوه من الجرائم العظيمة ولانتهاكهم حرمة النبي وآله(عليهم السلام)والمؤمنين وسوف يعذبهم الله تعالى العذاب الأكبر.
---------------------------------------
1 ) قال المحدث القمي في سفينة البحار ج 1 ص 435 في ذكر جملة من الروايات في مدح المختار :
. . .دعا محمد بن حنفية حين بعث إليه برأس عمر بن سعد الملعون فقال محمد : (اَللّهُمَّ لا تنس هذا اليوم للمختار واجزه عن أهل بيت نبيك محمد خير الجزاء) .
ودعاء السجاد (عليه السلام) له ( جزى الله خيراً ).
قال ابن نما: ودعاء زين العابدين (عليه السلام) للمختار دليل واضح وبرهان اللائح على أنه عنده لمن المصطفين الأخيار .
وقد أسلفنا من أقوال الأئمة في مطاوي الكتاب مدحهم له ونهيهم عن ذمّه وإنما أعداءه عملوا له مثالب ليباعدوه من قلوب الشيعة كما عمل أعداء أميرالمؤمنين له مساوي .
وقال القمي في ص 293 في الحكم بن المختار :
عن عبدالله بن شريك قال دخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) يوم النحر وهو متكئ وقد أرسل إلى الحلاِ فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه ثم قال من أنت ؟ قال أنا ابومحمد الحكم بن مختار بن أبي عبيدة الثقفي وكان متباعداً عن أبي جعفر (عليه السلام) فمدّ يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده ثم قال : أصلحك الله ان الناس قد أكثروا في أبي والقول والله قولك ، قال : وأي شىء يقولون ؟ قال : يقولون كذاب ولا تأمرني بشىء إلاّ قبلته ، فقال : سبحان الله (الحديث ) وفي آخره قال : رحم الله أباك ، رحم الله أباك ، ما ترك لنا حقا عند أحد إلاّ طلبه قتل قتلتنا وطلب بدماءنا .
قيام المختار
- الزيارات: 6551