• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي عين أئمة الشيعة

لا يشك باحث درس السيرة النبوية وعرف التاريخ الإسلامي بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي عين الأئمة الاثني عشر ونص عليهم ليكونوا خلفاءه من بعده وأوصياءه على أمته .
وقد جاء ذكر عددهم في صحاح أهل السنة وأنهم اثنا عشر وكلهم من قريش وقد أخرج ذلك البخاري ومسلم وغيرهما .
كما جاء في بعض المصادر السنية ذكرهم بأسمائهم موضحاً صلى الله عليه وآله وسلم بأن أولهم علي بن أبي طالب وبعده ابنه الحسن ثم أخوه الحسين ثم تسعة من ذرية الحسين آخرهم المهدي .
أخرج صاحب ينابيع المودة في كتابه قال : قدم يهودي يقال له : «الأعتل » فقال : يا محمد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإن أجبتني عنها أسلمت على يديك . قال : سل يا أبا عمارة ، فسأله عن أشياء إلى أن قال : صدقت ، ثم قال : فأخبرني عن وصيك من هو ؟ فما من نبي إلا وله وصي وإن نبينا موسى بن عمران أوصى يوشع بن نون .
فقال : إن وصيي علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين .
قال : يا محمد فسمهم لي .
قال : إذا مضى الحسين فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد ، فإذا مضى محمد فابنه جعفر ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى ، فإذا مضى موسى فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد ، فإذا مضى محمد فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه الحسن ، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي فهؤلاء اثنا عشر ، قال : فأسلم اليهودي وحمد الله على الهداية (1)  . ولو أردنا تصفح كتب الشيعة وما فيها من الحقائق يخصوص هذا الموضوع لوجدنا أضعاف ذلك .
ولكن يكفينا دليلاً أن علماء « السنة والجماعة » يعترفون بعدد الأئمة الاثني عشرة ، ولا وجود لهؤلاء الأئمة غير علي وبنيه الطاهرين .
ومما يزيدنا يقيناً أن الأئمة الاثني عشر من أهل البيت لم يتتلمذوا على أي واحد من علماء الأمة ، فلم يرو لنا أصحاب التواريخ ولا المحدثون وأصحاب السير بأن أحد الأئمة من أهل البيت تلقى علمه من بعض الصحابة أو التابعين ، كما هو الحال بالنسبة لكل علماء الأمة وأئمتهم .
فأبو حنيفة تتلمذ على جعفر الصادق ومالك تتلمذ على أبي حنيفة ، والشافعي تلقى عن مالك وأخذ عنه وهكذا أحمد .
أما أئمة أهل البيت فعلمهم موهوب من الله سبحانه وتعالى يتوارثونه أبا عن جد ، فهم الذين خصهم الله بقوله :
«ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا» ( فاطر : 32 ) .
وقد عبر الإمام جعفر الصادق عن هذه الحقيقة مرة بقوله : عجباً للناس يقولون بأنهم أخذوا علمهم كله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعملوا به واهتدوا ! ويروون أنا أهل البيت لم نأخذ علمه ولم نهتد به ونحن أهله وذريته ، في منازلنا أنزل الوحي ، ومن عندنا خرج العلم إلى الناس ، أفتراهم علموا واهتدوا وجهلنا وضللنا ؟ !
نعم ، كيف لا يتعجب الإمام الصادق من أولئك الذين يدعون أنهم أخذوا العلم من رسول الله ، وهم يعادون أهل بيته وباب علمه الذي منه يؤتى ، وكيف لا يتعجب من انتحالهم اسم « أهل السنة » وهم يخالفون هذه السنة ؟ ؟ !
وإذا كان الشيعة كما يشهد التاريخ قد اختصوا بعلي فناصروه ووقفوا ضد عده ، وحاربوا حربه وسالموا سلمه وأخذوا كل علومهم منه .
فأهل السنة والجماعة لم يتشيعوا له ولم ينصروه ، بل حاربوه وأرادوا القضاء عليه ، وقد تتبعوا أولاده من بعده قتلا وسجناً وتشريداً ، وخالفوه في أكر الأحكام باتباعهم أدعياء العلم الذين اختلفوا ببآرائهم واجتهاداتهم في أحكام الله فبدلوها حسب أهوائهم وما اقتضته مصالحهم .
وكيف لا نعجب نحن اليوم من الذين يدعون ابتاع السنة النبوية ويشهدون على أنفسهم أنهم تركوا سنة النبي لأنها أصبحت شعاراً للشيعة (2) أليس ذلك عجيباً ؟ !
كيف لا نعجب من الذين يزعمون بأنهم « أهل السنة والجماعة » وهم جماعات متعددة مالكية وحنفية وشافعية وحنبلية يخالون بعضهم في الأحكام الفقهية ويدعون بأن ذلك الاختلاف هو رحمة لهم ، فيصبح بذلك دين الله أهواء وآراء وما تشتهيه أنفسهم .
نعم إنهم جماعات متعددة تفرقوا في أحكام الله ورسوله ، ولكنهم اجتمعوا واتفقوا على تصحيح خلافة السقيفة الجائرة وترك وإبعاد العترة الطاهرة .
كيف لا نعجب من هولاء الذين يتبجحون بأنهم « أهل السنة » وقد تركوا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بالثقلين كتاب الله العترة رغم إخراجهم هذا الحديث وتصحيحه ؟ فإنهم لم يتمسكوا لا بالقرآن ولا بالعترة، لأنهم يتركهم للعترة الطاهرة فقد تركوا القرآن ، لأن الحديث الشريف مفاده أن القرآن والعترة لا يفترقان أبداً كما أخبر بذلك رسول الله بقوله : وقد أنبأني اللطيف الخبير بأنهما ( القرآن والعترة ) لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (3)  .
وكيف لا تعجب من قوم يدعون أنهم « أهل السنة » وهم يخالفون ما ثبت في صحاحهم من فعل النبي وأوامره ونواهيه (4) ؟
أما إذا اعتقدنا وصححنا حديث : « تركت فيكم كتاب الله وسنتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً » كما يحلو لبعض « أهل السنة » أن يثبتوه اليوم ، فإن العجب سيكون أكبر والفضيحة أظهر .
إذ ان كبراءهم وأئمتهم هم الذين أحرقوا السنة التي تركها رسول الله فيهم ، ومنعوا من نقلها وتدوينها كما عرفنا ذلك في ما تقدم من أبحاث سابقة .
وقد قال عمر بن الخطاب بصريح اللفظ : « حسبنا كتاب الله يكفينا » . وهو رد صريح على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والزاد على رسول الله راد على الله كما لا يخفى .
وقول عمر بن الخطاب هذا أخرجه كل صحاح « أهل السنة » بما فيهم البخاري ومسلم ، فإذا كان النبي قد قال : تركت فيكم كتاب الله وسنتي ، فعمر قال له : حسبنا كتاب الله ولا حاجة لنا بسنتك وإذا كان عمر قد قال بمحضر النبي حسبنا كتاب الله ، فإن أبا بكر أكد على تنفيذ رأي صاحبه فقال عندا أصبح خليفة : « لا تحدثوا عن رسول الله شيئاً ، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه » (5) .
كيف لا تعجب من قوم تركوا سنة نبيهم ونبذوها وراء ظهورهم ، وأحلوا محلها بدعاً ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان ، ثم يسمون أنفسهم وأتباعهم « أهل السنة والجماعة » ؟
ولكن العجب يزول عندما نعرف بأن أبا بكر وعمر وعثمان ما كانوا يعرفون هذه التسمية أبداً ، فهذا أبو بكر يقول : «لئن أخذتموني بسنة نبيكم لا أطيقها » (6)  .
كيف لا يطيق أبو بكر سنة النبي ؟ فهل كانت سنته صلى الله عليه وآله وسلم أمراً مستحيلاً حتى لا يطيقها أبو بكر ؟
وكيف يدعي « أهل السنة » أنهم متمسكون بها إذا كان إمامهم الأول ومؤسس مذاهبهم لا يطيقها ؟ ؟ !
ألم يقل الله سبحانه في حقها : «لكم في رسول الله أسوة حسنة» (الأحزاب : 21 ) ؟ وقال في حقها أيضاً : «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها» ( الطلاق : 7 ) وقال أيضاً : «ما جعل عليكم في الدين من حرج» (الحج : 78 ) .
فهل يرى أبو بكر وصاحبه عمر أن رسول الله ابتدع ديناً غير الذي أنزل الله ، فأمر المسلمين بما لا يطاق وكلفهم عسراً ؟ حاشاه فقد كان كثيراً ما يقول : بشروا ولا تنفروا ، يسروا ولا تعسروا ، إن الله أتاكم رخصة فلا تشددوا على أنفسكم .
ولكن اعتراف أبي بكر بأنه لا يطيق سنة النبي يؤكد ما ذهبنا إليه من أنه أحدث بدعة يطيقها حسب هواه وتتماشى وسياسة الدولة التي ترأسها .
ولعل عمر بن الخطاب كان يرى هو الآخر بأن أحكام القرآن والسنة لا تطاق فعمد إلى ترك الصلاة إذا أجنب ولم يجد الماء وأفتى بذلك أيام خلافته وقد عرف ذلك الخاص والعام وأخرج ذلك عنه كل المحدثين .
وبما أن عمر كان مولعاً بكثرة الجماع وهو الذي نزل فيه قوله تعالى : «علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم» ( البقرة : 167 ) ، لأنه لم يصبر على الجماع وقت الصيام وبما أن الماء كان قليلاً رأى عمر أنه من الأسهل أن يترك الصلاة ويرتاح إلى أن يتوفر لديه الماء الكافي للغسل عند ذلك يعود إلى الصلاة .
أما عثمان فقد خالف السنة النبوية كما هو معروف حتى أخرجت عائشة قميص النبي وقالت : لقد أبلى عثمان سنة النبي قبل أن يبلي قميصه ، وحتى عابه الصحابة بأنه خالف سنة النبي وسنة الشيخين وقتلوه من أجل ذلك .
أما معاوية فحدث ولا حرج فإنه عاند القرآن والسنة وتحداهما ، فبينما يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « علي مني وأنا من علي من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله » (7) ، نجد معاوية قد أمعن في سبه ولعنه ولم يكتف بذلك حتى أمر كل ولاته وعماله أن يسبوه ويلعنوه ومن امتنع منهم عزله وقتله .
وإذا عرفنا بأن معاوية هو الذي سمى نفسه وأتباعه ـ بـ « أهل السنة والجماعة » في مقابل تسمية الشيعة بأتباع الحق .
وينقل بعض المؤرخين بأن العام الذي استولى فيه معاوية على الخلافة الإسلامية بعد صلح الحسن بن علي ، قد سمي ذلك العام بعام الجماعة .
ويزول العجب عندما نفهم بأن كلمة « السنة » لا يقصد بها معاوية وجماعته إلا لعن علي بن أبي طالب من فوق المنابر الإسلامية في أيام الجمعة والأعياد .
وإذا كانت « السنة والجماعة » من ابتكار معاوية بن أبي سفيان فنسأله سبحانه أن يميتنا على بدعة الرفض التي أسسها علي بن أبي طالب وأهل البيت (عليهم السلام ) !! .
ولا تستغرب أيها القارئ العزيز أن يصبح أهل البدعة والضلالة هم «أهل السنة والجماعة » ويصبح الأئمة الطاهرون من أهل البيت هم أهل البدعة .
فها هو العلامة ابن خلدون من مشاهير علماء « أهل السنة والجماعة » يقولها بكل وقاحة بعد أن عدد مذاهب الجمهور قال : « وشذ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها وفقه انفردوا به وبنوه على مذهبهم في تناول بعض الصحابة بالقدح » (8) .
ألم أقل لك أيها القارئ من البداية : « لو عكست لأصبت » فإذا كان الفساق من بني أمية هم « أهل السنة » وأهل البيت هم أهل البدعة كما يقول ابن خلدون فعلى الإسلام السلام وعلى الدنيا العفا .


______________
(1) القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 440 وفرائد السبطين للحمويني بسنده عن مجاهد عن ابن عباس .
(2) يراجع في ذلك كتاب « مع الصادقين » صفحة 159 ـ 160 ليعرف بأن ابن تيمية يقول بترك السنة النبوية إذا أصبحت شعاراً للشيعة ومع ذلك يسمونه مجدد السنة .
منهاج السنة لابن تيمية ج 2 ص 143 ، وشرح المواهب للزرقاني ج 5 ص 13 ، وكتاب الهداية .
(3) أخرجه الإمام أحمد ج 5 ص 189 من مسنده والمستدرك للحاكم ج 3 ص 148 . وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وصححه الذهبي في تلخيصه معترفاً بصحته على شرط الشيخين .
(4) أخرج البخاري في صحيحه بأن النبي نهى عن صلاة التراويح في رمضان جماعة وقال : «صلوا أيها الناس في بيوتكم ، فإن أفضل صلاة المرء في بيته ما عدا الصلاة المكتوبة » . ولكن أهل السنة تركوا نهي الرسول واتبعوا بدعة عمر بن الخطاب .
(5) تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 3 .
(6) مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 4 وكنز العمال ج 3 ص 126 .
(7) مستدرك الحاكم ج 3 ص 121 مسند أحمد ج 6 ص 123 خصائص النسائي ص 17 .
(8) مقدمة ابن خلدون ص 494 في فصل علم الفقه وما يتبعه من الفرائض .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page