ومما يدل على أن الشيعة هم اتباع السنة النبوية الصحيحة هو ما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث الثقلين وقوله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً ، فلا تتقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم (1) وفي بعض الروايات : وإن اللطيف الخبير أنبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
وحديث الثقلين هذا أخرجه « أهل السنة والجماعة » في أكثر من عشرين مصدراً من صحاحهم ومسانيدهم ، كما أخرجه الشيعة في كل كتب الحديث .
وهو كما ترى صريح صراحة لا مزيد عليها بأن « أهل السنة والجماعة» ضلوا لأنهم لم يتمسكوا بهما معاً وهلكوا لأنهم تقدموا على أهل البيت وظنوا بأن أبا حنيفة ومالكاً والشافعي وابن حنبل أعلم من العترة الطاهرة فقلدوهم وتركوا العترة الطاهرة .
على أن قول بعضهم بأنهم تمسكوا بالقرآن لا دليل عليه لأن القرآن كله عمومات وليس فيه تفاصيل الأحكام ، وهو حمال اوجه ولا بد له من مبين ومفسر كما هو الحال بالنسبة للسنة النبوية التي تتطلب رواة ثقات ومفسرين عالمين .
وليس هناك حلّ لهذا المشكل إلا بالرجوع لأهل البيت أعني الأئمة من العترة الطاهرة الذين أوصى بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وإذا أضفنا إلى حديث الثقلين المتقدم أحاديث أخرى لها نفس المعنى وترمي إلى نفس الهدف كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : « علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » (2) وقوله أيضاً :
« علي مع الحق والحق مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة » (3) تأكد لدينا ولدى كل باحث بأن من ترك علياً فقد ترك التفسير الحقيقي لكتاب الله تعالى ، ومن ترك علياً فقد نبذ الحق وراء ظهره واتبع الباطل فليس بعد الحق إلا الضلال .
وتأكد لدينا أيضاً بأن « أهل السنة والجماعة » تركوا القرآن والسنة النبوية بتركهم الحق وهو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، كما تأكدت نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله بأن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في الضلالة إلا فرقة واجدة .
وهذه الفرقة الناجية هي التي اتبعت الحق والهدى باتباعها للإمام علي (عليه السلام ) ، فحاربوا حربه وسالموا سلمه واقتدوا به في علمه وتمسكوا بالأئمة الميامين من ولده .
«أولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ، ذلك لمن خشي ربه» ( البينة : 7 ـ 8 ) .
______________________
(1) صحيح الترمذي وصحيح مسلم ومستدرك الحاكم ومسند أحمد بن حنبل وكنز العمال وخصائص النسائي وطبقات ابن سعد والطبراني والسيوطي وابن حجر وابن الأثير . ولمعرفة عدد الأجزاء والصفحات يراجع كتاب المراجعات ص 82 وما بعدها .
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 124 والذهبي في تلخيصه .
(3) منتخب كنز العمال ج 5 ص 30 تاريخ ابن عساكر ج 3 ص 119 .
تاريخ بغداد ج 14 ص 321 ، تاريخ الخلفاء لابن قتيبة ج 1 ص 73 .
حديث الثقلين عند الشيعة
- الزيارات: 1667