• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عائشة بنت أبي بكر « أم المؤمنين »

هي زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأم المؤمنين . تزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السنة الثانية أو الثالثة للهجرة وتوفي عنها وهي ابنة ثماني عشرة سنة على أشهر الأقوال المروية .
وتجدر الإشارة بأن كل أمرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحمل هذا اللقب ، فيقال أم المؤمنين خديجة أم المؤمنين حفصة ، وأم المؤمنين مارية … الخ .
أقول هذا لأني فوجئت خلال حديثي مع كثير من الناس بأنهم لم يفهموا معنى الأمومة التي لقب بها أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وبما أن حديث « أهل السنة » كله عن عائشة إذا تحدثوا عن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأغلب الأحاديث النبوية ينقلونها عن عائشة ونصف الدين يأخذونه عن الحميراء عائشة .
فكأنهم فهموا من كلمة « أم المؤمنين » أنها فضيلة تحصها من بين سائر أزواجه عليه الصلاة والسلام وعلى آله .
والحال أن الله حرم على المؤمنين الزواج بنساء النبي بعد وفاته بقوله تعالى :  «وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم عند الله عظيماً»  ( الأحزاب : 53 ) وقال أيضاً :  «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم …»  ( الاحزاب : 6 ) .
وقد سبق أن أشرنا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تأذى من قول طلحة لما سمعه يقول : إذا مات محمد تزوجت عائشة بنت عمي .
فأراد الله سبحانه أن يقول للمؤمنين بأن نساء النبي حرام عليكم نكاجهن كحرمة أمهاتكم .
مع العلم بأن عائشة كانت عقيماً فلم تحمل ولم تخلف وكانت من أكبر الشخصيات التي عرفها تاريخ المسلمين ، إذ أنها لعبت أكبر الأدوار في تقريب البعض من الخلافة وإبعاد البعض عنها ، وعملت على تزكية قوم وإقضاء آخرين .
وشاركت في الحروب وقادت المعارك والرجال ، وكانت تبعث بالرسائل لرؤساء القبائل وتأمر وتنهي وتعزل أمراء الجيوش وتؤمر آخرين وكانت قطب الرحى في معركة الجمل وعمل طلحة والزبير تحت قيادتها .
ونحن لا نريد الإطالة في سرد أدوار حياتها فقد وافينا البحث عنها في كتاب «فاسألوا أهل الذكر» فعلى الباحثين مراجعته إن أرادوا معرفة ذلك .
ولكن الذي يهمنا في هذا البحث هو اجتهادها وتغييرها لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولابد من إبراز بعض الأمثلة لكي نفهم من خلال سلسلة هؤلاء العظماء » الذين هم مفخرة « أهل السنة والجماعة » والذين يقتدون بهم ويقدمونهم على الأئمة الطاهرين من عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وليس ذلك في الحقيقة إلا نزعة قبلية عملت على محق السنة النبوية وطمس معالمها وإطفاء نورها ، لولا وقوف علي والأئمة من ولده لما وجدنا اليوم من سنة النبي شيئاً يذكر .
وكما عرفنا بأن عائشة لم تمتثل لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم تقم لها وزناً وقد سمعت من زوجها أحاديث كثيرة في حق علي إلا أنها أنكرتها وعملت بعكسها .
وعصت أمر الله وأمر رسوله لها بالذات وخرجت فقادت حرب الجمل المشؤومة التي انتهكت فيها المحارم ، وقتلت الأبرياء وخانت العهد في الكتاب الذي كتبته مع عثمان بن حنيف وعندما جاؤؤها بالرجال مكتفين أمرت بضرب أعناقهم صبراً وكأنها لم تسمع قول النبي (ص ) : « سباب المسلم فسوق وقتاله كفر » (1) .
ودعنا من الحروب والفتن التي أشعلت نارها أم المؤمنين وأهلكت بها الحرث والنسل ، وهيا بنا إلى تأولها هي الأخرى والقول برأيها في دين الله ، وإذا كان مجرد الصحابي له رأي وقوله حجة فكيف بمن يؤخذ نصف الدين عنها ؟ !
أخرج البخاري في صحيحه من أبواب التقصير عن الزهري عن عروة عن عائشة ( رضي الله عنها » قالت : الصلاة أول ما فرضت ركعتان فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر . قال الزهري : فقلت لعروة : ما بال عائشة تتم ؟ قال : تأولت ما تأول عثمان (2) .
أفلا تعجب كيف تترك أم المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة رسول الله التي روتها بنفسها وصححتها ، ثم تتبع بدعة عثمان بن عفان والتي كانت تحرض على قتله بدعوى أنه غير سنة النبي وأبلاها قبل أن يبلى قميصه ! ؟
نعم ذلك ما وقع في عهد عثمان ولكنها غيرت رأيها في عهد معاوية بن أبي سفيان ، و ما أسرع أن تغير أم المؤمينن رأيها فقد حرضت على قتل عثمان ولكنها لما عرفت بأنهم قتلوه وبايعوا عليا غيرت رأيها وبكت على عثمان بكاء شديداً وخرجت للطلب بدمه هي أيضاً .
والمفهوم من الرواية أنها أتمت صلاة السفر وجعلتها أربع ركعات بدلاً من ركعتين في زمن معاوية الذي كان حريصاً على إحياء بدع ابن عمه وولي نعمته عثمان بن عفان .
والناس على دين ملوكهم ، وكانت عائشة من أولئك الناس الذين صالحوا معاوية بعد العداء ، فهو الذي قتل أخاها محمد بن أبي بكر ومثل به أشنع مثلة .
ومع ذلك فإن المصالح الدنيوية المشتركة تجمع الأعداء وتوحد الأضداد ، لذلك تقرب إليها معاوية وتقربت إليه وأصبح يبعث لها بالهدايا والعطايا والأموال الطائلة .
يقول المؤرخون : إن معاوية لما قدم المدينة دخل على عائشة لزيارتها ، فلما قعد قالت له : يا معاوية أأمنت أن اخبئ لك من يقتلك بأخي محمد بن أي بكر ؟
فقال معاوية : إنما دخلت بيت الأمان .
فقالت : أما خشيت الله في قتل حجر بن عدي وأصحابه ؟
فقال : إنما قتلهم من شهد عليهم (3) .
وروي أيضاً أن معاوية كان يبعث لها بالهدايا والثياب وأشياء توضع في أسطوانها ، وبعث لها مرة بمائة ألف دفعة واحدة (4) .
كما بعث لها مرة أخرى وهي بمكة طوقا قيمته مائة ألف كما قضى معاوية كل ديون عائشة التي بلغت ثمانية عشر ألف دينار وكل ما كانت تعطيه للناس (5) .
وقد قدمنا في كتاب « فاسألوا أهل الذكر » أنها أعتقت في يوم واحد أربعين رقبة تكفيراً عن يمينها (6) .
كما أن الولاة والأمراء من بني أمية كانوا يوصلونها ويبعثون لها بالهدايا والأموال أيضاً (7) .
وإذا بحثنا عن هذا التقارب بين عائشة ومعاوية قلنا : متى كان البعد والعداء حتى نقول بالتقارب فأبو بكر هو الذي شارك معاوية في الحكم وولاه على الشام بعد موت أخيه ومعاوية يشعر دائماً بفضل أبي بكر عليه فلولاه لم يكن معاوية يحلم يوماً بالوصول إلى الخلافة .
ثم إن معاوية يلتقي مع الجماعة في مؤامرتهم الكبرى لمحق السنة والقضاء على العترة ، وقد تقاسموا تلك المهمة فأحرقوا السنة وتركوا له القضاء على العترة فأتم معاوية ما أوكل إليه حتى أجبر الناس على لعن العترة ، وبمؤامرته خرج الخوارج على الإمام علي وبمؤامرته قتل علي وبمؤامرته قتل الحسن بن علي وقد دس له السم ، وقضى يزيد ابنه من بعده على بقية العترة .
فليس بين معاوية وعائشة عداء حتى قولها أأمنت أن اخبئ لك من يقتلك بأخي محمد بن أبي بكر ؟ لم يكن إلا مداعبة وإلا فإنها لا تحت ابن الخثعمية محمد بن أبي بكر والذي كان يحارب ضدها مع علي ويستحل قتلها .
ثم هي تلتقي مع معاوية في بغض أبي تراب إلى أبعد الحدود وبحقد يفوق التصور والخيال .
ولا أدري أيهما المتفوق في ذلك ، أهو الذي حاربه وسبه ولعنه وعمل على إطفاء نوره ؟
أ هي التي عملت على إبعاده عن الخلافة وحاربته وعملت على محو اسمه فكانت لا تذكر اسمه ولما بلغها خبر قتله سجدت شكراً لله ؟
وقد بقي بغضها لولده من بعده إلى أن منعت أن يدفن الإمام الحسن بجانب جده ، وخرجت تصيح راكبة على بغلة تستنفر بني أمية وتستيعن بهم على بني هاشم قائلة : لا تدخلوا بيتي من لا أحب ، وأرادت أن تشعل حرباً أخرى ، حتى قال لها بعض أقاربها : « ألا يكفينا يوم الجمل الأحمر حتى يقال يوم البغلة الشهباء » .
وهي بلا شك واكبت مسيرة كبرة من حكم بني أمية وسمعتهم يلعنون عليا وأهل البيت على المنابر ، فما أنكرت ذلك ولا نهت عنه ولعلها كانت تشجع على ذلك من طرف خفي .
فقد أخرج أحمد بن حنبل في مسنده قال : جاء رجل فوقع في علي وعمار عند عائشة فقالت : أما علي فلست قائلة لك فيه شيئاً ، وأما عمار فإني سمعت النبي يقول فيه لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما (8)  .
فلا نستغرب إذا من عائشة إذا أماتت سنة النبي وأحيت بدعة عثمان في إتمام الصلاة لإرضاء معاوية وحكام بني أمية الذين كانوا يتبعونها في حلها وفي ترحالها ويمجدونها ويأخذون الدين عنها .
كما أن عائشة كانت تفتي لهم برضاعة الكبير وكانت ترى أن الرجال يمكنهم أن يرضعوا من النساء فيصبحوا بذلك من محارمهن (9) .
وما أخرجه الإمام مالك في موطأه تقشعر منه جلود المؤمنين والمؤمنات إذ يقول بأنها كانت تبعث بالرجال إلى أختها أم كلثوم وإلى بنات أخيها فيرضعوا منهن وتسبيح أم المؤمنين عائشة بعد تلك الرضاعة مقابلتهم بدون حجاب (10) لأنهم على رأيها أصبحوا من محارمها !
وما علينا الا أن نتصور أحد يتحمل بدعة عائشة ولو يجد في نفسه حرجاً مما قضيت ويسلم تسليماً .
وأنا ألفت الباحثين والمحققين الى هذه الطامة فهي وحدها كافيه للكشف عن الحقيقة ولمعرفة الحق من الباطل .
وبهذا يتبين لنا بأن ( أهل السنة والجماعة ) يعبدون الله ينصوص ما أنزل بها من سلطان ، بدون تمحيص ولا تثبيت ، ولو تبينوا تلك البدع لنفرت نفوسهم منها وتركوها طائعين .
هذا ما لا مسته شخصياً عند بعض ( علماء السنة ) المتحررين الذين عندما اطلعوا على حديث رضاعة الكبير استغربوا وذهلوا وأكدوا بأنهم لم يسمعوا به أبداً .
وهذه ظاهرة سارية عند ( أهل السنة والجماعة ) فكثير من الأحاديث التي يحتج بها الشيعة موجودة في صحاحهم وهو يجعلونها ويكفرون من يقول بها .
( ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع لداخلين ) ( التحريم : 10 ) .

____________________
(1) صحيح البخاري ج 8 ص 91 وصحيح مسلم في كتاب الإيمان .
(2) صحيح البخاري ج 2 ص 36 .
(3) تاريخ ابن كثير وابن عبد البر في الاستيعاب ترجمة حجر بن عدي .
(4) تاريخ ابن كثير ج 7 ص 136 ومستدرك الحاكم ج 4 ص 13 .
(5) تاريخ ابن كثير ج 7 ص 137 .
(6) صحيح البخاري ج 7 ص 90 من كتاب الأدب باب الهجرة . مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 77 .
(7) مسند الإمام أحمد بن حنبل ج6 ص77.
(8) مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 113 .
(9) قد وفينا البحث في هذه المهزلة في كتاب لأكون مع الصادقين في باب خلاف عائشة مع بقية أزواج النبي .
(10) موطأ مالك ج 2 ص 116 باب رضاعة الكبير .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page