• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

خالد بن الوليد

خالد بن الوليد بن المغيرة من بني مخزوم الملقب عند ( أهل السنة والجماعة ) بسيف الله .
أبوه من أكبر الاثرياء الذين لا يقدر ثراؤهم بقيمة ، يقول عباس محمود العقاد : كان أغنى أبناء زمانه في صفوف الثراء المعروفة بينهم كافة ، الذهب والفضة والبساتين والكروم والتجارة والعروض والخدم والجواري والعبيد ، وسمي من أجل ذلك بالوحيد (1) .
وأبوه هذا هو الدليد بن المغيرة الذي نزل فيه القرآن يتوعده بالنار وبئس القرار ، فقال تعالى في شأنه : «ذرني ومن خلقت وحيداً * وجعلت له مالاً ممدوداً * وبنين شهوداً * ومهدت له تمهيداً * ثم يطمع أن أزيد * كلا انه كان لايانتا عنيداً * كأرهقه صعوداً * انه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر * ثم نظر * ثم عبس وبسر * ثم أدبر واستكبر * فقال ان هذا الا سحر يؤثر * ان هذا الا قول البشر * سأصليه سقر …» ( المدثر : 11ـ26 ) .
ويروي أن الوليد جاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يغريه بالاموال ليترك الذين الجديد فأنزل الله فيه : «ولا تكع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم * مناع للخير معتد اثيم * عتل بعد ذلك زنيم * أن كان ذا مال وبنين * اذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الاولين * سنسمه على الخرطوم»  ( القلم : 10ـ16 ).
وكان الوليد يعتمد بأنه أحق وأولى بالنبوة من محمد فكان يقول : أينزل القرآن والنبوة على محمد الفقير وأترك أنا كبير قريش وسيدها ؟
وعلى هذه ، مفيدة تربى خالد بن الوليد حاقداً على الإسلام وعلى نبي الإسلام الذي سفه أحلام أبيه وقوض عرشه فشارك خالد في الحروب كلها ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ولا شك بأن خالداً كان يشارك أباه في اعتقاده بأنه أولى بالنبوة من محمد الفقير اليتيم ولأن خالداً كأبيه من عظماء قريش إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق ، فلو نزل القرآن والنبوة على أبيه لكان لخالد منهما النصيب الأوفر ولورث النبوة والملك كما ورث سليمان داود .
وقد سجل الله سبحانه اعتقادهم هذا بقوله :
«ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون * وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم» ( الزخرف : 30 ـ 31 ) .
فلا غرابة أن يعمل كل ما في وسعه للقضاء على محمد ودعوته وقد رأيناه يجهز جيشاً كبيراً بما أتاح له الثراء في غزوة أحد ويكمن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم محاولاً القضاء عليه ، وقد حاول أيضاً عام الحديبية أن يغتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن الله سبحانه أفشل مخططاته كلها فباءت بالفشل ونصر نبيه في المواطن كلها .
ولما عرف خالد كغيره من عظماء قريش بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يقهر ، ورأى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ، عند ذلك استسلم للأمر الواقع وفي نفسه حسرة ، فكان إسلامه متأخراً إلى السنة الثامنة للهجرة وقبل فتح مكة بأربعة شهور .
ودشن خالد إسلامه بمخالفة أوامر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث نهاهم عن القتال فدخل خالد إلى مكة يوم الفتح بعد ما قتل أكثر من ثلاثين رجلاً أغلبهم من قريش وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصاهم بأن لا يقتلوا أحداً .
ومهما اعتذر المعتذرون عن خالد بأنه صد عن الدخول إلى مكة ويأنه شهروا في وجهه السلاح ، فهذا لا يبيح له القتال بعد نهي النبي عنه ، وكان بوسعه أن يرجع إلى باب آخر فيدخله بدون قتال ، كما فعل الآخرون ، أو أن يبعث للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يستشيره في قتال الذين منعوه الدخول .
ولكن شيئاً من ذلك لم يكن ، واجتهد خالد برأيه مقابل النص الذي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وما دمنا نتحدث عن الاجتهاد مقابل النص والذي أصبح له أنصار ومؤيدون ، أو قل أصبحت له مدرسة قائمة تخرج منها عظماء الصحابة والمشرعون وسميت فيما بعد بمدرسة الخلفاء ، لابد لنا من الإشارة هنا بأن الاجتهاد بهذا المعنى هو معصية الله ورسوله لا غير ، ولأننا الفنا اصطلاح الاجتهاد مقابل النص فأصبح وكأنه أمر مشروع ، وفي الحقيقة يجب أن نقول : وعصى خالد أمر النبي بدل أن نقول : واجتهد خالد برأيه مقابل النص كما علمنا القرآن عندما قال : «وعصى آدم ربه فغوى» ( طه : 121 ) ، لأن الله نهاه عن الأكل من الشجرة ولأن آدم أكل منها ، فلا تقول : فاجتهد آدم برأيه مقابل النص .
ويجب على المسلم أن يقف عند حده ولا يقول برأيه في مسألة ورد فيها امر أو نهي من الله أو من رسوله ، لأن ذلك هو الكفر الصريح .
قال الله للملائكة : «اسجدوا لآدم» ، فهذا أمر ، «فسجدوا» (طه / 116 ) ، وهذا إيجاب وامتثال وطاعة .
إلا إبليس فإنه اجتهد برأيه فقال : أنا خير منه فكيف أسجد له ؟ وهنا عصيان وتمرد ، بقطع النظر عمن هو خير ، آدم أم إبليس ؟
ولذلك قرر سبحانه : «ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة» ( الأحزاب : 36 ) .
وإلى هذا أشار الإمام جعفر الصادق عندما قال لأبي حنيفة : لا تقس فإن
الشريعة إذا قيست محقت ، وإن أول من قاس إبليس عندما قال : أنا خير منه خلقني من نار وخلقته من طين .
وقوله : إن الشريعة إذا قيست محقت هو أحسن تعبير للدلالة على فساد القياس ، فلو استعمل الناس آراءهم المختلفة مقابل النصوص فلا ولن يبق للشريعة أثر ، ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض .
ونعود بعد هذا العرض الوجيز للاجتهاد لنقول في هذه المرة بأن خالد بن الوليد عصى أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة أخرى عندما بعثه إلى بني جذيمة يدعوهم إلى الإسلام ولم يأمره بقتال .
فذهب إليهم وأوقع فيهم وغذر بهم بعدما أعلنوا إسلامهم وقتلهم صبراً ، حتى أتهمه عبد الرحمان بن عوف ـ الذي حضر معه تلك الوقعة ـ بأنه إنما قتلهم ليثأر لعميه اللذين قتلهما بنو جذيمة (2) .
ولما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتلك الوقعة الشنيعة تبرأ إلى الله مما صنع خالد ثلاث مرات ، ثم أرسل إليهم علي بن أبي طالب بأموال كثيرة فودى لهم كل الدماء التي أهرقها خالد .
ومهما يعتذر المعتذرون من « أهل السنة والجماعة » عن خالد بن الوليد ، فإن صفحات تاريخه حافلة بالمآسي والمعاصي لكتاب الله وسنة رسوله ، ويكفي الباحث أن يقرأ تاريخه وما فعله في اليمامة أيام أبي بكر ، وغدره بمالك بن نويره وقومه وكيف قتلهم صبراً وهم مسلمون ودخل بزوجة مالك ونكحها في ليلتها ولم يراع في ذلك شرع الإسلام ولا مروءة العرب .
حتى أن عمر بن الخطاب مع تساهله في الأحكام إلا أنه شنع عليه وسماه عدو الله وتوعده بالرجم .
وعلى الباحثين أن يراجعوا التاريخ بعين البصيرة ومن وجهة النقد البناء الذي يوصلهم إلى الحقيقة بكل تجرد وحياد ولا تأخذهم العصبية المذهبية فيقوموا الأشخاص من خلال الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن « أهل السنة والجماعة » وهم بنو أمية في الواقع يمسحون الأحداث التاريخية بحديث واحد يضعونه من عندهم ليقطعوا به الطريق على الباحثين فلا يصلون إلى الحقيقة .
وما أسهل أن يقول أحدهم : قال رسول الله لخالد بن الوليد : « مرحباً بسيف الله » : فيأخذ هذا الحديث المكذوب مأخذه من نفوس المسلمين الأبرياء الذين يحسنون الظن ولا يعرفون خفايا الأمور ودسائس الأمويين ، فيتأولون بعد هذا الحديث الموضوع كل ما يقال في خالد من حقائق ويلتمسون لها أعذاراً .
وهذا ما يسمى بالتأثير النفسي على الأشخاص وهو الداء العضال الذي يحجب الإنسان عن الحق ويقلب الواقع تماماً .
خذ لذلك مثلاً ، أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل إنه مات على الكفر وإن النبي قال فيه : أبو طالب في ضحضاح من نار يغلي منها دماغه .
ومن أجل هذا الحديث المكذوب يعتقد « أهل السنة والجماعة » بأن أبا طالب مشرك وهو في النار ولا يتقبلون بعد ذلك التحليل العقلي الذي يوصلهم إلى الحقيقة وبهذا الحديث تنسف كل حياة أبي طالب وجهاده في سبيل الإسلام من أجل دعوة ابن أخيه حتى عافاه قومه وعاداهم إلى أن رضي بالحصار في شعب مكة لمدة ثلاث سنين مع ابن أخيه يأكل خلالها أوراق الشجر ، وتنسف كل مواقفه البطولية واشعاره العقائدية في نصرة دعوة النبي ، وكذلك يعفى كل ما فعله النبي في حق عمه وكيف غسله وكفنه في قميصه ونزل في قبره وسمى ذلك العام بعام الحزن وقال : والله ما نالت مني قريش إلا بعد موت أبي طالب ، وإن الله أوحى إلي أن أخرج منها فقد مات ناصرك ، فهاجر من مكة في يومه .
وخذ لذلك مثلاً أبا سفيان بن حرب والد معاوية ، قيل إنه أسلم بعد فتح مكة وقال النبي فيه : « من دخل دار أبي سفيان فهو آمن » .
ومن أجل هذا الحديث الذي ليس فيه فضل ولا فضيلة يعتقد « أهل السنة والجماعة » بأن سفيان أسلم وحسن إسلامه وهو في الجنة لأن الإسلام يجب ما قبله .
ولا يتقبلون بعد ذلك التحليل العقلي الذي يوصلهم إلى الحقيقة ، وبهذا الحديث أيضاً يعفى كل ما فعله أبو سفيان تجاه صاحب الرسالة ودعوته ، وتنسى كل الحروب التي قادها ومولها للقضاء على محمد ، وينسى حقده وبغضه للنبي حتى أنه لما جاؤوا به وقالوا له أسلم وإلا ضربنا عنقك قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، فقالوا : قل : أشهد أن محمدا رسول الله فقال : أما هذه ففي نفسي شيء منها .
وكان إذا اجتمع بالنبي بعد استسلامه يقول في نفسه : بأي شيء غلبني هذا ؟ فيقول له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالله عليك يا أبا سفيان .
فهذان مثلان ضربتهما من واقعنا الإسلامي حتى يتبين للباحثين مفعول التأثير النفسي على الناس وكيف يحجبهم عن الحق ، ومن هذا نفهم بأن « أهل السنة والجماعة » غلفوا الصحابة بهالة من الأحاديث المكذوبة أكسبتهم حصانة وقدامة في نفوس الغافلين فلم يعودوا يتقبلون فيهم نقد الناقدين ولومة اللائمين .
وإذا اعتقد المسلم بأن هؤلاء بشرهم رسو الله بالجنة فلا يتقبل بعد ذلك فيهم أي قول وكل ما فعلوه يهون ويلتمس لهم فيه أعذار أو تأويلات هذا إذا لم يغلق الباب من أوله .
ولذلك وضعوا لكل واحد من كبرائهم لقباً نسبوه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهذا صديق وهذا فاروق وهذا ذو النورين ، وهناك حب رسول الله وهناك حواري رسول الله وهناك حبيبه رسول الله ، وهناك أمين الأمة وهناك راوية الإسلام ، وهناك كاتب الوحي ، وهناك صاحب النعلين ، وحجام الرسول وسيف الله المسلول ، وغير ذلك .
وكلها في الحقيقة لا تسمن ولا تغني من جوع في ميزان الحق عند الله إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إنما الذي ينفع عند الله ويضر هو الإعمال .
والتاريخ هو خير شاهد على الأعمال وبها نقيم شخصية الإنسان وقيمته ولا نقيم الإنسان مما يقال فيه كذباً وبهتاناً .
وهي بالضبط مقولة الإمام علي : إعرف الحق تعرف أهله . وبما أننا درسنا التاريخ وعرفنا ما فعله خالد بن الوليد وعرفنا الحق من الباطل فلا يمكن لنا أن نسميه سيف الله ، ويحق لنا أن نسأل متى لقبه رسول الله بذلك ، هل سماه سيف الله عندما قتل أهل مكة يوم الفتح وقد عرفنا بأنه صلى الله عليه وآله وسلم نهاه عن القتال ؟ أم عندما بعثه مع سرية زيد بن حارثة إلى مؤتة وقال : إذا قتل زيد ، فجعفر بن أبي طالب وإذا قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ، ولم يعينه حتى في المرتبة الرابعة لقيادة الجيش ، وبعد مقتل الثلاثة لاذ خالد بالفرار من المعركة بمن بقي من الجيش ؟
أم لقبه بسيف الله عندما خرج معه إلى غزوة حنين صحبة اثني عشر ألف مقاتل فأعطى بالأدبار وولى هارباً تاركاً رسول الله في المعركة ومعه اثنا عشر رجلاً ؟
وإذا كان الله يقول : «ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاص إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئيس المصير» ( الأنفال : 16 ) .
فكيف يسمح لسيفه بالهروب ؟ إنه حق أمر عجيب !
وأنا أعتقد أن خالداً لم يكن يعرف هذا اللقب في حياة النبي أصلاً ولم يقله رسول اله أبداً ، وغاية ما هناك أن أبا بكر هو الذي أعطى لخالد هذا الوسام عندما بعثه لإسكات الثائرين عليه من أجل الخلافة وفعل بهم ما فعل ونقم عليه عمر بن الخطاب وقال لأبي بكر : « إن سيف خالد لرهقاً » وهو أعرف الناس به وأقربهم إليه ، عند ذلك قال أبو بكر لعمر : إن خالداً سيف من سيوف الله سله على أعدائه ، إنه تأول فأخطأ ، ( ومن هنا جاء هذا اللقب ) .
وأخرج الطبري في الرياض النضرة أنه كان في بني سليم ردة فبعث إليهم أبو بكر خالد بن الوليد فجمع رجالاً منهم في الحضائر وأضرم عليهم النار فأحرقهم ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال : تدع رجلاً يعذب بعذاب الله عز وجل ؟
فقال أبو بكر : والله لا أشم سفاً سله الله على عدوه حتى يكون هو الذي يشيمه ، ثم أمره فمضى من وجهه إلى مسيلمة (3)  .
ومن هنا سمى « أهل السنة والجماعة » خالداً بـ « سيف الله المسلول » ولو أن خالداً عصى أمر الرسول وحرق الناس بالنار ضارباً بالسنة عرض الجدار .
فقد أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « إن النار لا يعذب بها إلا الله » ، وقوله أيضاً : « لا يعذب بالنار إلا ربها » (4) .
وقد قدمنا أن أبا بكر كان يقول قبل موته : يا ليتني لم أحرق الفجاءة السلمي !
ونحن نقول يا ليت سائلاً يسأل عمر بن الخطاب ويقول له : إذا كنت تعرف أنه لا يعذب بالنار إلا الله ، فلماذا أقسمت غداة وفاة الرسول لتحرقن بيت الزهراء بمن فيها أو يخرجوا للبيعة ؟ ولولا تليم علي وأمره الجماعة بالخروج للبيعة لنفذت فيم مرادك .
وإن الشك يداخلني بعض الأوقات فأستبعد أن يكون عمر يعارض أبا بكر فلا يلتفت إليه وإلى معارضته ، فهذا غريب . وقد رأينا أبا بكر لا يقف بوجه عمر ولا يثبت أمام معارضته حتى قال له غير مرة : لقد قلت لك بأنك أقوى مني على هذا الأمر فغلبتني ومرة أخرى لما اشتكى إليه المؤلفة قلوبهم فعل عمر بالكتاب الذي كتبه إليهم وأنه بصق فيه ومزقه ، وسألوه : أأنت الخليفة أم عمر ؟ فقاتل : بل هو إن شاء الله .
ولذلك أقول : لعل المعارض له في أفعال خالد البشعة هو علي بن أبي طالب ، ولكن المؤرخين الأولين كانوا كثيراً ما يتحاشون ذكر اسمه فأبدلوه بعمر ، كما وردت بعض الروايات المسندة إلى أبي زينب أو إلى رجل ويقصدون به علياً ولا يصرحون بذلك .
وليس هذا إلا مجرد احتمال ، أو أننا نقبل قول بعض المؤرخين بأن عمر بن الخطاب كان يبغض خالداً ولا يطيق رؤيته لأنه يغار منه فقد استهوى خالد قلوب الناس بما حقه من انصارات ويقال أبن خالداً صارع عمر في الجاهلية فغلبه وكسر رجله .
والمهم أ، عمر عزل خالداً يوم تولى الخلافة ولكن لم يقم عليه الحد بالرجم كما وعده بذلك .
وبالنتيجة إن خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب كانا مترادفين في الشدة والغطرسة كل منهما غظ غليظ القلب عمل كل منهما على مخالفة السنة النبوية وعصيان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد وفاته ، كما كان كل منهما يبغض وصي النبي ويعمل على إبعاده ، وقد تآمر خالد مع عمر وأبي بكر على أغتيال علي عقيب وفاة النبي (5) ولكن الله سبحانه وتعالى نجاه منهم ليقضي أمراً كان مفعولاً .
ومرة أخرى يتضح لنا بعد دراسة لشخصية خالد بن الوليد الذي يتغنى به «أهل السنة والجماعة » بأنهم أكثر بعداً عن السنة النبوية وهم يقتدون بمن خالفها ونبذها وراء ظهره ولم يراع لها ولا لكتاب الله حرمة ولا احتراماً .

___________________________
(1) عبقرية خالد : عباس العقاد ص 24 .
(2) أخرج اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 61 أن عبد الرحمان بن عوف قال : والله لقد قتل خالد القوم وهم مسلمون ، فقال خالد : إنما قتلتهم بأبيك عوف بن عبد عوف ، فقال له عبد الرحمان : ما قتلت بأبي ولكنك قتلت بعمك الفاكه بن المغيرة .
أنظر رعاك الله : إن خالداً لم ينكر قتله للقوم وهم مسلمون بل اعترف بأنه قتلهم بعوف والد عبد الرحمان فهل يحق في دين الله أن يقتل قوم برجل واحد وهل يجوز قتل المسلمين برجل كافر .
(3) الرياض النضرة للطبري ج 1 ص 100 .
(4) صحيح البخاري ج 4 ص 325 .
(5) يراجع في ذلك كتاب الاحتجاج للطبرسي .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page