• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الصحابة عند شيعة أهل البيت

و إذا بحثنا موضوع الصحابة بتجرد و بدون عواطف نجد أن الشيعة أنزلوهم بمنازل القرآن و السنة النبوية و ما أوجبه العقل، فلم يكفروهم بمجموعهم كما فعل الغلاة، و لم يقولوا بعد التهم جميعاً كما فعل "أهل السنة و الجماعة".
يقول الإمام شرف الدين الموسوي في هذا الموضوع: " إن من وقف علي رأينا في الصحابة علم أنه أوسط الآراء، إذ لم نفرط فيه تفريط الغلاة الذين كفروهم جميعاً، ولا أفرطنا إفراط الجمهور الذين وثقوهم جميعاً، فإن الكاملية و من كان في الغلو على شاكلتهم قالوا بكفر الصحابة كافة، و قال "أهل السنة" بعدالة كل فرد ممن سمع النبي أو رآه من المسلمين مطلقاً واحتجوا بحديث (كل من دب أو درج منهم أجمعين أكتعين).
أما نحن و إن كانت الصحبة بمجردها عندنا فضيلة جليلة لكنها بما هي من حيث هي غير عاصمة، فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول و هم عظماؤهم و علماؤهم، و فيهم البغاة و فيهم أهل الجرائم من المنافقين، و فيهم مجهول الحال، فنحن نحتج بعد ولهم و نتولاهم في الدنيا و الآخرة.
أما البغاة على الوصي و أخي النبي صلى الله عليه وآله وسلم و سائر أهل الجرائم كابن هند و ابن النابغة و ابن الزرقاء و ابن عقبة و ابن أرطأة ز أمثالهم، فلا كرامة لهم ولا وزن لحديثهم، و مجهول الحال نتوقف فيه حتى نتبين أمره.
هذا رأينا في حملة الحديث من الصحابة، و الكتاب و السنة هما بينتنا على هذا الرأي كما هو مفصل في مظانه من أصول الفقه، لكن الجمهور بالغوا في تقديس كل من يسمونه صحابياً حتى خرجوا عن الاعتدال فاحتجوا بالغث منهم والسمين، واقتدوا بكل مسلم سمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو رآه اقتداء أعمى، و أنكروا على من يخالفهم في هذا الغلو، و خرجوا في الإنكار على كل الحدود.
و ما أشد إنكارهم علينا حين يروننا نرد حديث كثير من الصحابة مصرحين بجرحهم أو بكونهم مجهولي الحال عملاً بالواجب الشرعي في تمحيص الحقائق الدينية و البحث عن الصحيح من الآثار النبوية.
و بهذا ظنوا الظنون فاتهمونا بما اتهمونا رجماً بالغيب و تهافتاً علي الجهل، ولو ثابت إليهم أحلامهم و رجعوا إلي قواعد العلم لعلموا أن أصالة العدالة في الصحابة مما لا دليل عليها، ولو تدبروا القرآن الحكيم بوجوده مشحوناً بذكر المنافقين منهم و حسبك منه سورة التوبة و الأحزاب …" (إنتهى كلام شرف الدين).
و يقول الدكتور حامد حفني داود أستاذ كرسي الأدب العربي و رئيس قسم اللغة العربية بجامعة عين شمس بالقاهرة: "أما الشيعة فيرون أن الصحابة كغيرهم تماماً لا فرق بينهم و بين من جاء بعدهم من المسلمين إلى يوم القيامة.
و ذلك من حيث خضوعهم لميزان واحد هو ميزان العدالة الذي توزن به أفعال الصحابة كما توزن به أفعال من جاء بعدهم من الأجيال و أن الصحبة لا تعطي بصاحبها منقبة إلا إذا كان أهلاً لهذه المنقبة و كان لديه الاستعداد نعموا برسالة صاحب الشريعة صلى الله عليه وآله وسلم، و أن منهم المعصومين كالأئمة الذين نعموا بصحبة الرسولصلى الله عليه وآله وسلم كعلي وابنيه (عليهم السلام)
و منهم العدول و هم الذين أحسنوا الصحبة لعلي بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلي.
و منهم المجتهد المصيب، و منهم المجتهى المخطئ و منهم الفاسق، و منهم الزنديق، و هو أقبح من الفاسق و أشد نكالاً ويدخل في دائرة الزنديق المنافقون و الذين يعبدون الله علي حرف، كما أن منهم الكفار و هم الذين لم يتوبوا من نفاقهم و الذين ارتدوا بعد الإسلام.
و معنى هذا أن الشيعة - و هم شطر عظيم من أهل القبلة - يضعون جميع المسلمين في ميزان واحد ولا يفرقون بين صحابي و تابعي و متأخر، و أن الصحبة في ذاتها ليست حصانة يتحسن بها من درجة الاعتقاد.
و على هذا الأساس المتين أبا حوا لأنفسهم - اجتهاداً - نقد الصحابة و البحث في درجة عدالتهم، كما أبا حوا لأنفسهم الطعن في نفر من الصحابة أخلوا بشروط الصحبة و حادوا عن محبة أن محمدصلى الله عليه وآله وسلم.
كيف لا، وقد قال الرسول الأعظم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله و عترتي أل بيتي، و إنهما يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما".
و علي أساس من هذا الحديث و نحوه يرون أن كثيراً من الصحابة حالفوا هذا الحديث باضطهادهم لآل محمد، و لعنهم لبعض أفراد هذه العترة، و من ثم فكيف يستقيم لهؤلاء المخالفين شرف الصحبة، و كيف يوسموا بسمة العدالة؟!
ذلك هو خلاصة رأي الشيعة في نفي صفة العدالة عن بعض الصحابة و تلك هي الأسباب العلمية الواقعية بنوا عليها حججهم".
هذا و يعترف الدكتور حامد حنفي داود في موضع آخر بأن نقد الصحابة و تجريحهم ليس هو بدعاً من مسائل العقيدة، و لم يكتفوا فيما تعرضوا له بعامة الصحابة بل تعرضوا للخلفاء أنفسهم، و كان لهم في ذلك خصوم و مؤيدون.
و قد كان موضوع نقد الصحابة قرصراً - في القرون الأولى - علي الراسخين قي العلم و لخاصة علماء المعتزلة، و و سبقهم في هذا الاتجاه رؤوس الشيعة و زعماء المتعصبين لآل محمد.
و سبق أن أشرت في غير هذا الموضع أن علماء الكلام و شيوخ المعتزلة كانوا عالة على زعماء الشيعة منذ القرن الهجري الأول، و عليه فقضية نقد الصحابة إنما هي وليدة التشيع لآل محمد، و لكنها كانت وليدة التشيع، لا لذات التشيع، بل لأن المنشيعين لأل محمد عرفوا بتبحرهم في علوم العقائد بسبب ما نهلوا من موارد أئمة أل البيت و هم المصدر الأصيل و المعين الفياض الذي نهلت منه الثقافات الإسلامية منذ صدر الإسلام إلى اليوم" (1) . إنتهى كلام الدكتور حامد داود.
و أنا أعتقد بأن الباحث عن الحقيقة لا بد له من فتح باب النقد و التجريح و إلا سيبقى محجوباً عنها، بالضبط "كأهل السنة و الجماعة" الذين بالغوا في القول بعدالة الصحابة و عدم البحث في أحوالهم فيقوا بعيدين عن الحق إلى يومنا هذا.
____________
(1) كتاب الصحابة في نظر الشيعة الإمامية صفحة 8 و ما بعدها.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page