أصل هذا الحديث كما بينه الإمام الرضا×أن النبي’رأى شخصاً يسب صاحبه ويقول له: (قبح الله وجهك) ، فقال له النبي’: (لاتقبح وجهه فإن الله خلق آدم على صورته) أي خلقه على صورة المشتوم ، فلا تلعن صورة أخيك التي اختارها الله لأبينا آدم وأولاده .
ولكنهم حرفوه فقالوا كما قال اليهود إن الله على صورة البشر ، وإن النبي ’قال إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ، وطوله ستون ذراعاً !
ففي فتاوي ابن باز:4/368 رقم2331: (سؤال: عن أبي هريرة عن النبي (ص) أنه قال:خلق الله آدم على صورته ستون ذراعاً ، فهل هذا الحديث صحيح ؟
الجواب: نص الحديث:خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ، ثم قال: إذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع فما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فذهب فقال: السلام عليكم ، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً ، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن. رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم . وهو حديث صحيح ، ولا غرابة في متنه فإن له معنيان (كذا والصحيح: معنيين): الأول: أن الله لم يخلق آدم صغيراً قصيراً كالأطفال من ذريته ثم نما وطال حتى بلغ ستين ذراعاً ، بل جعله يوم خلقه طويلاً على صورة نفسه النهائية طوله ستون ذراعاً .
والثاني: أن الضمير في قوله (على صورته) يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة (على صورة الرحمن) وهو ظاهر السياق ولايلزم على ذلك التشبيه فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه ، ولم يلزم من ذلك التشبيه ، وكذا الصورة ، ولا يلزم من إثباتها لله تشبيهه بخلقه ، لأن الإشتراك في الإسم وفي المعنى الكلي لايلزم منه التشبيه فيما يخص كلاً منهما ، لقوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير ) . انتهى .
الأسئلة
(الباب الثالث إثبات أن خبر الواحد يفيد الظن ولايفيد العلم عند السلف وأئمة المحدثين وأنه لايبنى عليه أصول الإعتقاد.. ).
1ـ اعترف إمامكم أن العقيدة لايصح أن تبنى على خبر الواحد ، فكيف ناقض نفسه وبنى لكم عقيدتكم في الذات الإلهية وهي أعظم العقائد على خبر واحد مطعون في راويه؟ قال ابن تيمية في منهاجه:2/133: (الثاني: أن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لايصح الإيمان إلا به ) ! وقد عقد ابن الجوزي باباً لتقرير ذلك في كتابه دفع شبه التشبيه ، فقال ص27: 2ـ لماذا أخذتم بتفسير هذا الحديث بالمتشابه ، ولم تأخذوا بالمحكم ، وقد رأيتم كلام أئمة المذاهب في تفسيره ! 3 ـ مادام ابن باز يقول إن آدم على صورة الله ، والله تعالى على صورة آدم وأن هذا ليس تشبيهاً أبداً ! فهل تقبلون أن نقول: إن فلاناً على صورة آدم ، وآدم على صورته ، ولكنه لا يشبه آدم أبداً ، فننفيه من شبه ولد آدم ؟! وهل يقبل قاضيكم أن يقال له: هذه الصورة صورة المجرم لكنها لا تشبهه أبداً
المســألة: 11 حديث أن الله خلق آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً !
- الزيارات: 2235