من المعروف أن بولس الذي نَصَّر النصارى قد اخترع عقيدة الفداء التي تقول إن الله تعالى أرسل ابنه المسيح×لكي يقتل ويصلب فيفدي بنفسه البشر، ويتحمل خطاياهم! وأن الشرط الوحيد لشمول الإنسان بشفاعة المسيح هو الإيمان بأنه ابن الله تعالى !
ففي العهد القديم والجديد:3/386: (يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لاتخطئوا وإن أخطأ أحدٌ فلنا شفيع عند الأب ، يسوع المسيح البار ، وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً)
وفي كتاب مقارنة بين الأديان للدكتور الشلبي:2/245: (فادعى شاؤول (بولس) أن السيد المسيح بعد نهايته على الأرض ظهر له وصاح فيه وهو فى طريقه إلى دمشق: لماذا تضطهدني! فخاف شاؤول وصرخ: من أنت يا سيد؟ قال: أنا يسوع الذي تضطهده ! قال شاؤول: ماذا تريد أن أفعل؟ قال يسوع: قم وكرز بالمسيحية !ويقول لوقا في ختام هذه القصة جملة ذات بال غيرت وجه التاريخ هي: وللوقت جعل يكرز فى المجامع بالمسيح أنه ابن الله) (أعمال9: 3ـ30) .
أما عمر فقد وسع شفاعة نبينا’وعفو الله تعالى حتى شملت كل الناس المطيع منهم والعاصي ! المسلم والمنافق والكافر !
ففي الدر المنثور:6/285: (وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن ميمون أن كعباً دخل يوماً على عمر بن الخطاب فقال له عمر: حدثني إلى ما تنتهي شفاعة محمد يوم القيامة ؟! فقال كعب: قد أخبرك الله في القرآن أن الله يقول: (ما سلككم في سقر إلى قوله اليقين) قال كعب: فيشفع يومئذ حتى يبلغ من لم يصل صلاة قط ويطعم مسكيناً قط ومن لم يؤمن ببعث قط ، فإذا بلغت هؤلاء لم يبق أحد فيه خير! ) انتهى .
ومعناه شمول الشفاعة حتى للكافر الذي لايؤمن بيوم الدين !
وفي مجمع الزوائد:1/16: (عن عمر أن رسول الله (ص) أمره أن يؤذن في الناس أنه: من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصاً دخل الجنة ، فقال عمر: يا رسول الله إذاً يتكلوا فقال: دعهم . رواه أبو يعلى والبزار إلا أن عمر قال يا رسول الله إذاً يتكلوا ! قال دعهم يتكلوا ).
وفي مجمع الزوائد:1/23: (عن عقبة بن عامر قال: جئت في اثني عشر راكباً حتى حللنا برسول الله (ص) فقال أصحابي: من يرعى إبلنا وننطلق فنقتبس من رسول الله (ص) فإذا راح اقتبسناه ما سمعنا من رسول الله (ص)؟ فقلت: أنا ، ثم قلت في نفسي: لعلي مغبون ، يسمع أصحابي ما لا أسمع من نبي الله (ص) ، فحضرت يوماً فسمعت رجلاً قال: قال رسول الله (ص): من توضأ وضوء كاملاً ثم قام إلى صلاة كان من خطيئته كيوم ولدته أمه ، فتعجبت من ذلك، فقال عمر بن الخطاب: فكيف لو سمعت الكلام الآخر كنت أشد عجباً! فقلت: أردد عليَّ جعلني الله فداءك ، فقال عمر بن الخطاب: إن نبي الله (ص) قال: من مات لايشرك بالله شيئاً فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ، ولها ثمانية أبواب !
فخرج علينا رسول الله (ص) فجلست مستقبله فصرف وجهه عني ، فقمت فاستقبلته ففعل ذلك ثلاث مرات ، فلما كانت الرابعة قلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي لم تصرف وجهك عني؟! فأقبل عليَّ فقال: أواحدٌ أحب إليك أم اثنا عشر ؟ مرتين أو ثلاثاً ! فلما رأيت ذلك رجعت إلى أصحابي) !
وفي مجمع الزوائد:1/22: (عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: جئت ورسول الله(ص) قاعد في أناس من أصحابه فيهم عمر بن الخطاب وأدركت آخر الحديث ورسول الله (ص) يقول: من صلى أربع ركعات قبل العصر لم تمسه النار ! فقلت بيدي هكذا يحرك بيده إن هذا حديث جيد ، فقال عمر بن الخطاب: لما فاتك من صدر الحديث أجود وأجود ! قلت يا ابن الخطاب فهات ، فقال عمر بن الخطاب: حدثنا رسول الله (ص) أنه من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة ) !!
وفي مجمع الزوائد:1/32و49: (عن عمر بن الخطاب أنه سمع النبي(ص) يقول: من مات يؤمن بالله واليوم الآخر ، قيل له أدخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت . رواه أحمد وفي إسناده شهر بن حوشب وقد وثق) . انتهى.
ومعنى هذه الأحاديث عن عمر: أن مجرد شهادة لا إله إلا الله تكفي لدخول الجنة ، ولو بدون الإيمان بأحد من الأنبياء^، وبدون عمل صالح !
الأسئلة
( ورواه الحاكم:1/55 بلفظ آخر وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).
فالذين عصوا الرسول’من أمته مستثنوْن ولايدخلون الجنة ، فكيف يدخلها من شهد بالتوحيد فقط ولم يشهد بغيره ؟!
1 ـ هل تقبلون هذه الأحاديث عن عمر ، ويوجد مثلها عن غير عمر ؟ 2 ـ هل يكون عمر هو المقصود بقول النبي’الذي رواه معاذ بن جبل قال قال رسول الله (ص): مابعث الله نبياً قط إلا وفي أمته قدرية ومرجئة يشوشون عليه أمر أمته . ألا وإن الله قد لعن القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبياً ). (مجمع الزوائد:7 /203 ) 3 ـ إذا لم يكن عمر مؤسس مذهب المرجئة وإمامهم ، فمن هو مؤسسها؟ 4 ـ ما رأيكم فيما رواه البخاري:8/139: (عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ! قالوا يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى . انتهى.
المســألة: 7 ما رأيكم في توسيعات بولس وعمر للشفاعة إلى حد إلغاء العقوبة والمسؤولية عن الناس؟!
- الزيارات: 2068