طباعة

المســألة: 9 ما قولكم في شفاعات عمر المخترعة ؟!

ما هو موقفك إذا قال لك شخص: اليوم مات فلان المجرم الظالم القاتل ، فتعال لندخله الجنة ! فقلت له كيف؟! فقال: نقف في طريق جنازته ونقول عندما يمرون بها: رحمه الله كان عبداً صالحاً ، فيقبل الله شهادتنا ويصير المجرم من أهل الجنة !!
أو قال لك: اليوم مات فلان المؤمن الزاهد العابد فتعال لندخله النار فنقف في طريق جنازته ونقول عندما تمر: لعنه الله كان رجلاً سيئاً ، فيقبل الله شهادتنا ويصير المؤمن من أهل النار !!
لاشك أنك تضحك على عقله وتقول له: إنك تهزأ وتهرطق وتسخر بالله تعالى فتتصور أنه مثلك يهزأ ويلعب ، كما وصف اليهود معبودهم !
لكن منطق اليهود هذا وسخريتهم بأنفسهم وربهم ، تبناه عمر بن الخطاب وروته صحاحهم مع الأسف !
قال البخاري في صحيحه:2/100: (عن أبي الأسود قال: قدمت المدينة وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب فمرت بهم جنازة فأثنى على صاحبها خيراً فقال عمر : وجبت . ثم مر بأخرى فأثنى على صاحبها خيراً ، فقال عمر: وجبت . ثم مر بالثالثة فأثنى على صاحبها شراً ، فقال: وجبت . فقال أبو الأسود فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي (ص): أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة ، فقلنا وثلاثة قال: وثلاثة. فقلنا واثنان قال: واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد) !
ورواه البخاري أيضاً في:3/149 والنسائي :4/51 وفيه: ( فقلت وما وجبت يا أمير المؤمنين ؟ قال: قلت كما قال رسول الله (ص): أيما مسلم شهد له أربعة قالوا خيراً أدخله الله الجنة . قلنا: أو ثلاثة ؟ قال: أو ثلاثة. قلنا: أو اثنان ؟ قال: أو اثنان) !! (ورواه الترمذي :2/261 . ورواه أحمد:1 /21 و22 و27 و30 و45 و46 ، والبيهقي في سننه: 10/124 ).
وإليكم هذه الرواية التي تدل على أن هذه العقيدة من أخبار الآحاد وأن أصلها وأساسها من عمر الذي تفرد بها من بين الصحابة !
قال أحمد في مسنده:1/54: (حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا عمر بن الوليد الشني عن عبد الله بن بريدة قال: جلس عمر مجلساً كان رسول الله (ص) يجلسه ، فمر عليه الجنائز ، قال فمروا بجنازة فأثنوا خيراً فقال: وجبت. ثم مروا بجنازة فأثنوا خيراً فقال: وجبت . ثم مروا بجنازة فقالوا خيراً فقال: وجبت . ثم مروا بجنازة فقالوا هذا كان أكذب الناس ، فقال: إن أكذب الناس أكذبهم على الله ، ثم الذين يلونهم من كذب على روحه في جسده ، قال قالوا: أرأيت إذا شهد أربعة ؟ قال: وجبت . قالوا: أو ثلاثة ؟ قال: وثلاثة ، قال وجبت . قالوا: واثنين ؟ قال: وجبت ، ولأن أكون قلت واحد أحب إلي من حمر النعم . قال فقيل لعمر: هذا شئ تقوله برأيك أم شئ سمعته من رسول الله (ص)؟ قال: لا ، بل سمعته من رسول الله (ص) . انتهى .
فالمجلس هو ذلك المجلس الرسمي الذي كان يجلسه رسول الله’ لوداع الجنائز، وقد تعجب الصحابة الحاضرون من قول عمر لأن ذلك ينقض عدالة قوانين العقاب والثواب الإلهية ، ولم يسمعوا شبيهه من النبي ’! وقد تجرأ بعضهم أن يسأل عمر رغم عنفه وسطوته ، فأكد لهم أنه سمع ذلك من النبي’ !!

الأسئلة
1 ـ ما رأيكم في هذه الفرية العمرية على الله تعالى التي تلغي قانون العقاب والثواب ، وتجعلهما تابعين للمصادفة ، شبيهاً بلعب القمار ؟!

2 ـ هل تبنون عقيدتكم على خبر الواحد كخبر عمر المذكور وتخصصون به عمومات القرآن وإطلاقاته ، كما فعلتم في خبر أبي بكر: ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث) ، فجعلتم به عترة الأنبياء^مُسْتَثْنَوْنَ من قانون الإرث !!

3 ـ ما هو السبب في تبني عمر لهذه المقولة ونسبته إياها الى النبي’؟

4- هل رأيتم روايات انعدام الحكمة في إرادة الله تعالى وأفعاله وتبعيتها للمصادفة ، إلا في ثقافة اليهود وفي رواياتكم ؟!