طباعة

المســألة: 18 هل تؤمنون برب يعبث ويلغو في قوله وفعله ؟

روى البخاري:2/72: (عن أبي هريرة عن النبي(ص) قال: لايموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار ، إلا تحلَّةَ القسم) . (ورواه في:7/224. ومسلم: 8/39 وفيه (فتمسه النار) وابن ماجة:1/512والنسائي:4/22 و25 بعدة روايات وفي بعضها:فتمسه النار. والترمذي:2/262 وأحمد:2/240 و276 و473 و479 والبيهقي في سننه:4/67و:7/78 ومجمع الزوائد:1/163و:5/287وكنز العمال: 3 /284 و293 و:4/323 و:10/216 والدر المنثور: 4/280 وفي عدد من رواياته: تمسه النار . وفي عدد آخر: يلج النار ، وفي أكثرها (تحلة القسم) .
ومقصودهم بالقسم قوله تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) . (سورة هود: 119) وقوله تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلُّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ). (سورة السجدة: 13)
فيكون المعنى أن هذا الوالد الذي خسر أولاده الثلاثة يستحق الجنة لكن يجب عليه أن يدفع ضريبة يمين الله تعالى ، ويدخل النار لمدة قليلة ، حتى لا يكون الله حانثاً بقسمه !
وفكرة تحلة القسم فكرة يهودية ، تقول إن الله تعالى وعد يعقوب أن لايعذب أولاده إلا (تحلة القسم) (تفسير كنز الدقائق:2/47 )
فالله تعالى عندهم مثل حاكم دنيوي بنى سجناً وأقسم أن يملأه من المجرمين ، ولما وجد أنه كبيرٌ لم يمتلئ بالمجرمين الموجودين ، أمر شرطته أن يقبضوا على الناس من الشارع ويضعوهم في السجن حتى يملأه ويفي بيمينه ، ولا يكون كاذباً حانثاً !
ولكنه منطق يرفضه العقل والقرآن لمنافاته لقوانين الحق والعدل الإلهي التي أقام الله تعالى عليها الكون والحياة ، وأنزلها في كتابه وأوحى بها إلى رسوله’فخضع لها العلماء والفلاسفة والمفكرون !
وقد حاول بعضهم أن يجعل القسم قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً. ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً) (مريم:71 ـ 72) ، لكنه تفسير من الرواة ، لأنه ليس في هذه الآية قسم حتى يكون ورودهم تحلة للقسم ، ولأن الورود فيها يتحقق بالمرور من فوق النار ، بينما تعبير البخاري وغيره الولوج والدخول في النار !
ومن مفارقات البيهقي أنه رد تفسيرهم لتحلة القسم بهذه الآية من سورة مريم كما في سننه:10/64 ، بحجة أنه يحلل التلاعب بالأيمان ، وكأن التلاعب بالأيمان حرام على الناس حلال على الله تعالى !
الأسئلة
1 ـ ما ذنب هذا الوالد وغيره من المساكين الذين أدخلتهم صحاحكم في جهنم ظلماً وعدواناً ، لتحليل يمين الله تعالى ؟!
2 ـ هل أنتم حاضرون من أجل تصحيح البخاري أن تنسبوا إلى الله تعالى العبث واللغو والظلم ؟!
3 ـ لماذا لاتعترفون بتأثير كعب الأحبار واليهود على تصور الصحاح السنية لله تعالى وأفعاله ؟!