• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المســألة: 19 ما هو موقفكم من المرجئة ؟

كان اليهود أسبق الأمم إلى تحريف الدين وتعويم قانون العقوبة الإلهي ، فقد أسقطوا المحرمات عن أنفسهم تجاه الأمم الأخرى ، وقالوا إن  الإيمان أمرٌ في القلب ، مهما كان عمل الإنسان !
وهذا هو بالضبط مذهب المرجئة الذي زرعه اليهود في عقائد المسلمين ، عن طريق بعض الصحابة !
وقد روت مصادر السنة والشيعة أن النبي’أخبر بظهور المرجئة والقدرية في أمته وحذر من خطرهم ، وأنهم لا تنالهم شفاعته ، أنهم يحرفون الإسلام ويشوشون أمر الأمة من بعده .
ففي مجمع الزوائد:7/207: (عن أنس بن مالك قال رسول الله (ص): صنفان من أمتي لايردان عليَّ الحوض ولايدخلان الجنة ، القدرية والمرجئة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة) . (وروى الترمذي نحوه :3 /308)
وفي مجمع الزوائد:7/203: (عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (ص): ما بعث الله نبياً قط إلا وفي أمته قدرية ومرجئة يشوشون عليه أمر أمته . ألا وإن الله قد لعن القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبياً). (راجع الخصال ص72 وثواب الأعمال ص212) .
وقد ولد مذهب المرجئة في عهد عمر ، وقالوا إن الإيمان قول بلا عمل ! فهو معنى قول عمر إن النبي’قال له: (ياعمر إنك لاتسأل عن أعمال الناس ، ولكن تسأل عن الفطرة ) ! (الدر المنثور:2/116) .
وهو معنى توسيعات عمر المتقدمة للشفاعة لكل من نطق بالتوحيد !
وهو معنى قول عبد الله بن عمرو بن العاص: (قال رسول الله (ص): من لقي الله لايشرك به شيئاً لم تضره معه خطيئة) ! (مسند أحمد:2/170)
وهو معنى ما رواه الترمذي:3/87: أن النبي (ص)سمع ذات يوم رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر ، فقال: على الفطرة. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: خرجت من النار ) ! (ونحوه في مسلم:2/4 وأحمد:3/241)
وقد تصدى علي والأئمة من أهل البيت^لرد هذه التحريفات:
ففي علل الشرائع للصدوق:2/602، عن علي×قال: (يحشر المرجئة عمياناً ، إمامهم أعمى ، فيقول بعض من يراهم من غير أمتنا: ما تكون أمة محمد إلا عمياناً ! فأقول لهم: ليسوا من أمة محمد ، لأنهم بدَّلوا فبدل ما بهم ، وغيَّروا فغير ما بهم ).
وأول ما أطلق اسم المرجئة رسمياً على المتخلفين عن بيعة علي× ونصرته على الفئة الباغية .
قال النعماني في شرح الأخبار:2/82: (فأما المتخلفون عن الجهاد مع علي× وقتال من نكث بيعته ومن حاربه وناصبه ، فإنه تخلف عنه في ذلك من المعروفين من الصحابة: سعد بن أبي وقاص وكان أحد الستة الذين سماهم عمر للشورى ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، ومحمد بن مسلمة ، واقتدى بهم جماعة فقعدوا بقعودهم عنه ، ولم يشهدوا شيئاً من حروبه معه ولا مع من حاربه. وهذه الفرقة هم أصل المرجئة وبهم اقتدوا ، وذهب إلى ذلك من رأيهم جماعة من الناس وصوبوهم فيه وذهبوا إلى ما ذهبوا إليه ، فقالوا في الفريقين في علي ومن قاتل معه وفي الذين حاربوه وناصبوه ومن قتل من الفريقين: إنهم يخافون عليهم العذاب ويرجون لهم الخلاص والثواب ، ولم يقطعوا عليهم بغير ذلك وتخلفوا عنهم . والإرجاء في اللغة التأخير فسموا مرجئة لتأخيرهم القول فيهم ، وتأخرهم عنهم ولم يقطعوا عليهم بثواب ولا عقاب ، لأنهم زعموا أنهم كلهم موحدون ولا عذاب عندهم على من قال: لا إله إلا الله ، فقدموا المقال وأخروا الأعمال فكان هذا أصل الإرجاء ، ثم تفرق أهله فرقاً إلى اليوم يزيدون على ذلك من القول وينقصون ) . انتهى .
وهو يدل على أنهم تمسكوا بمقولة كعب وعمر وعبد الله بن عمرو بن العاص ، التي تكتفي لدخول الجنة بالتوحيد بدون عمل .
وقد أحب المستشرقون المرجئة لأنهم يسقطون فرائض الإسلام ويقولون كما يقول اليهود والنصارى: لايضر مع الإيمان عمل !
قال الدكتور حسن إبراهيم في كتابه تاريخ الإسلام:1/416: (وهي طائفة المرجئة التي ظهرت في دمشق حاضرة الأمويين بتأثير بعض العوامل المسيحية خلال النصف الثاني من القرن الأول الهجري . وقد سميت هذه الطائفة المرجئة من الإرجاء هو التأخير ، لأنهم يرجئون الحكم على العصاة من المسلمين إلى يوم البعث . كمايتحرجون عن إدانة أي مسلم مهما كانت الذنوب التي اقترفها... وهؤلاء هم في الحقيقة كتلة المسلمين التي رضيت حكم بني أمية ، مخالفين في ذلك الشيعة والخوارج . ومع هذا فإنهم يتفقون في العقيدة إلى حد ما مع طائفة المحافظين وهي أهل السنة ، وإن كانوا ـ كما يرى فون كريمر ـ قد ألانوا من شدة عقائد هؤلاء السنيين باعتقادهم (أنه لا يخلد مسلم مؤمن في النار) وعلى العموم فهم يضعون العقيدة فوق العمل . وكانت آراؤهم تتفق تماماً مع رجال البلاط الأموي ومن يلوذ به ، بحيث لايستطيع أحد من الشيعيين أو الخوارج أن يعيش بينهم ، في الوقت الذي تمكن فيه المسيحيون وغيرهم من المسلمين أن ينالوا الحظوة لديهم ، أو يشغلوا المناصب العالية). انتهى .
ويكشف لنا النص التالي عن الإمام الصادق×سر تقريب بني أمية لهم ، قال×: (لعن الله القدرية ، لعن الله الخوارج ، لعن الله المرجئة  لعن الله المرجئة. قال قلت: لعنت هؤلاء مرة ولعنت هؤلاء مرتين ! قال: إن هؤلاء يقولون إن قتلتنا مؤمنون ! فدماؤنا متلطخة بثيابهم إلى يوم القيامة ، إن الله حكى عن قوم في كتابه: (قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) قال: كان بين القاتلين والقائلين خمسمائة عام فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا ) . انتهى . (الكافي:2/409) .
ومعنىكلامه×أن المرجئة زعموا أن قتلة الإمام الحسين×مؤمنون من أهل الجنة ولايعاقبون على جريمتهم ! وبذلك صار المرجئة شركاء لبني أمية في الجريمة ، لأن من رضي بعمل قوم شَرِكهم فيه !
وقد تورُّط أصحاب المذاهب الأربعة في الإرجاء ، خاصة أبو حنيفة  (راجع المجروحين لابن حبان:3/63 ، وكتاب الرفع والتكميل للكنوي 154 ).
أما الصحاح فيأخذك العجب من كثرة رواتها المرجئة !
منهم من باب المثال: الفأفاء، وكان رأس في المرجئة متعصباً لبني أمية مبغضاً لعلي×بل كان مبغضاً للنبي’! وكان يقرأ لخلفاء بني أمية القصائد في هجاء النبي’! وقد قتله العباسيون في ثورتهم.. ومع ذلك فهو معتمدٌ عند ابن المديني شيخ البخاري ويقول عنه قتل مظلوماً ، وروى عنه البخاري في الأدب المفرد ومسلم والنسائي وابن ماجة والترمذي وأبي داود ! (راجع ترجمته في تهذيب التهذيب:3/ 83 وغيره )
ومنهم الحماني ، الذي روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة.. قال في تهذيب التهذيب:6/109: (وقال أبو داود:كان داعية في الإرجاء!!)
ومنهم شعيب بن إسحاق ، مولى بني أمية الذي روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة.. قال في تهذيب التهذيب:4/304: (قال أبو طالب عن أحمد: ثقة ما أصح حديثه وأوثقه. وقال أبو داود: ثقة وهو مرجئ) !
ومنهم الغنوي الذي روى عنه مسلم والأربعة.. قال في تهذيب التهذيب:1/411: (وقال العجلي: كوفي ثقة ، وقال العقيلي: مرجئ متهم متكلم فيه). انتهى.
وقد سجل ابن شاذان هذا التناقض على أصحاب الصحاح فقال في الإيضاح ص502: (ومن جهة أخرى تروون عن المرجئة ويروون عنكم ، وتروون عن القدرية ويروون عنكم ، وتروون عن الجهمية ويروون عنكم ، فتقبلون منهم بعض أقاويلهم وتردون عليهم بعضها ، فلا الحق أنتم منه على ثقة ، ولا الباطل أنتم منه على يقين ، وأنتم عند أنفسكم أهل السنة والجماعة ! ) .
الأسئلة
1 ـ ما هو موقفكم من المرجئة ؟
2 ـ هل تقبلون مقولة المرجئة المعاصرين: الدين أمر في القلب ولاعلاقة له بالعمل ، أو تقولون: إن الإيمان قول وعمل ؟
3 ـ هل تعتبرون عمر إمام المرجئة أو عاملاً في تأسيس مذهبهم ؟
4 ـ ما رأيكم في اعتماد صحاحكم على الرواة من المرجئة ؟!
5 ـ هل أنتم مرجئة في الصحابة تكتفون منهم بالقول دون العمل ؟


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page