• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المســألة: 3 وهل يبقى عندكم تواتر لنص القرآن ؟

يجب أولاً أن نطمئن المسلمين من جميع المذاهب والإتجاهات ، إلى أن هذه الأمة المباركة امتازت عن غيرها من الأمم فيما امتازت بكتاب الله عز وجل ، حيث لايوجد على وجه الأرض كتابٌ سماويٌّ محفوظُ النسخةِ جيلاً عن جيل ، وحرفاً بحرف ، غير القرآن !
وأن الأحاديث في مصادر هذه الطائفة أو تلك ، التي توهم وقوع التحريف فيه ليس لها قيمة علمية ولاعملية ، مهما كانت أسانيدها.. لأن الله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه وجعل أقوى وسيلة لضمانة قوة نصه الذاتية، ثم المحافظين عليه من أهل بيت النبوة^ .
إن القرآن كلام الله تعالى ، وهي حقيقة تفاجئ كل منصف يقرأ القرآن فيقف عندها الذهن ، ويتفكر فيها العقل ، ويخشع القلب لجلالها .
يجد نفسه أمام متكلم فوق البشر ، وأفكار أعلى من أفكارهم ، وألفاظ ومعانٍ انتقاها العليم الحكيم ، وصاغها بعلمه وقدرته وحكمته !
يجد أن نص القرآن متميزٌ عن كل ما قرأ وسمع ، وكفى بذلك دليلاً على سلامته من تحريف المحرفين وتشكيك المشككين .
إن القوة الذاتية لنص القرآن هي أقوى سند لنسبته إلى الله تعالى ، وأقوى ضمان لإباءِ نسيجِه عما سواه ، ونفيه ما ليس منه !
فقد جعله الله أشبه بطبقٍ من الجواهر الفريدة، إذا وضع بينها غيرها انفضح! وإذا أخذ منها شئ إلى مكان آخر ، نادى بغربته حتى يرجع إلى طبقه !
لقد أتقن الله تعالى بناء القرآن بدقة متناهية وإعجاز كبناء السماء! (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ . إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ).(سورة الواقعة: 75ـ77)
والتناسب بين عناصر القسم الذي تراه في القرآن ، يدل على التشابه في دقة بناء السماء ومواقع نجومها ، وبين سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه !
وإلى اليوم لم يكتشف العلماء من بناء الكون إلا القليل ، وكلما اكتشفوا جديداً خضعت أعناقهم لبانيه عز وجل !
ولم يكتشفوا من بناء القرآن إلا القليل ، وكلما اكتشفوا منه جديداً خضعت أعناقهم لبانيه عز وجل !!
من جهة أخرى ، فإن التاريخ لم يعرف أمة اهتمت بحفظ كتاب وضبطه ، والتأليف حول سوره وآياته وكلماته وحروفه ، فضلاً عن معانيه ، كما اهتمت أمة الإسلام بالقرآن ، وهذا سند ضخم ، رواته الحفاظ والقراء والعلماء وجماهير الأمة ، سنداً متصلاً جيلاً عن جيل إلى جيل السماع من فمِ الذي أنزله الله على قلبه’ !
فسند القرآن العظيم هو هذه القوة الذاتية والمعمارية الفريدة ، وتلك العناية الفائقة المميزة من أمة الإسلام عبر أجيالها !!
هذا هو اعتقاد المسلمين بالقرآن سواءٌ منهم الشيعة والسنة ، وسواء استطاع علماؤهم وأدباؤهم أن يعبِّروا عنه ، أم بقي حقائق تعيش في عقولهم وقلوبهم وتعجز عنها ألسنتهم والأقلام !
ونحن الشيعة نفتخر بأن اعتقادنا بالقرآن راسخ، ورؤيتنا له صافية، ونظرياتنا حوله واضحة، لأنها مأخوذة من منبع واضح صافٍ، منبع أهل بيت النبي’، وباب مدينة علمه !
وإذا كانت بعض المصادر السنية قبل الشيعية فيها ما يخالف ذلك ، فلا عبرة بكل ما خالف حقيقة القرآن الساطعة وشمسه الطالعة !!
لكنا مضطرون لسد باب التهريج على شيعة أهل البيت الطاهرين^، وأن نكشف بعض ما في مصادر مخالفينا من طوام حول القرآن ، ومنها أن التواتر الذي يزعمونه ويتبجحون به بأسانيد رواتهم لاوجود له عندهم !
فأين سندهم المتواتر للمعوذتين ، وأحاديثهم عنها ما بين مثبت ومشكك  والمشكك أعلى صحة لأن البخاري اختاره !
وأين سندهم المتواتر للبسملة ، والنافي لقرآنيتها من أوائل السور منهم أضعاف المثبت لها على تخوف وظن وترجيح !
وأين سندهم المتواتر لآيات خزيمة وآل خزيمة ، وادعاءات زيد بن ثابت كاتب عمر المفضل ، وفتاه  المقرب ؟!
آيات خزيمة ضاعت مراراً.. ووجدها زيد !!
في كثير من رواياته ، ذكر زيد بن ثابت لنفسه دوراً بارزاً في جمع المصحف من زمن أبي بكر وعمر ، ولم يذكر دورهما هما بشكل بارز ! ولا بد أن رواياته هذه كانت بعد موت عمر !
يقول زيد إن آية بل آيات خزيمة وأبي خزيمة المسكينة قد ضاعت ، نعم ضاعت في الجمع الأول قبل بضع عشرة سنة عندما جمع هو القرآن في زمن عمر ، ثم وجدها زيد عن خزيمة !
ثم ضاعت ثانية ووجدها زيد أيضاً ! ولم تكن موجودة عند أحد من الناس إلا عند آل خزيمة ! فقبل زيد شهادة خزيمة وحده ولم يطلب شاهدين ، لأن النبي’سماه: (ذا الشهادتين) !
وفي رواية عن زيد نفسه أنه وجدها عند ابن خزيمة وليس عند خزيمة ، وفي رواية أنه وجدها عند أبي خزيمة لا ابنه ولا حفيده !
وفي رواية أنه وجدها عند(خزيمة آخر) فأجرى عليهم جميعاً حكم خزيمة ذي الشهادتين ، لمجرد اسم خزيمة !
( فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت أو ابن خزيمة...
وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره...
فلم أجدهما مع أحد منهم حتى وجدتهما مع رجل آخر يدعي خزيمة أيضاً) .
وقد أكثرت مصادرهم من رواية آيات خزيمة ، وفي بعضها أن الذي وجدها هو عمر أو عثمان وليس زيد بن ثابت !
وفي بعضها أن الذي وجدها صاحبها خزيمة! كما في كنز العمال:2/576 عن طبقات ابن سعد !
روى البخاري:8/177: (أن زيد بن ثابت حدثه قال: أرسل اليَّ أبوبكر فتتبعت القرآن حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره ! لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، حتى خاتمة براءة ) .
ورواه في:6/22و98وفي:3/206، وفيه: ( فلم أجدها إلا مع خزيمة ابن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله(ص)شهادته شهادة رجلين . ورواه أحمد:5/188، والترمذي:4/347 ، وكنز العمال:2/581 ! فالآية في هذه الروايات آخر التوبة ، والذي وجدها زيد عند أبي خزيمة ، والوقت في زمن أبي بكر !
وقال البخاري:5/31: (أنه سمع زيد بن ثابت يقول: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف كنت أسمع رسول الله (ص) يقرؤها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري:من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، فألحقناها في سورتها في المصحف)
فالآية من سورة الأحزاب ، والذي وجدها زيد وزملاؤه النُّساخ ، وجدوها عند خزيمة ، والوقت كما يبدو زمن عثمان !
وفي كنز العمال:2/574 ، عن ابن أبي داود وابن عساكر:  (عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال: من كان تلقى من رسول الله(ص) شيئاً من القرآن فليأتنا به ، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب ، وكان لايقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شاهدان فقتل وهو يجمع ذلك ، فقام عثمان فقال من كان عنده من كتاب الله شئ فليأتنا به ، وكان لايقبل من ذلك شيئاً حتى يشهد عليه شاهدان ، فجاء خزيمة بن ثابت فقال: قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما ! قالوا ما هما ؟ قال: تلقيت من رسول الله(ص): لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم الى آخر السورة ، فقال عثمان: وأنا أشهد أنهما من عند الله ، فأين ترى أن نجعلهما؟ قال: إختم بهما آخر ما نزل من القرآن ، فختم بهما براءة ) ! فالذي وجدها خزيمة نفسه ، والوقت في زمن عمر ، وعند جمع عثمان للقرآن !
وفي تاريخ المدينة:3/1001: عن خارجة بن زيد ، عن زيد بن ثابت قال: عرضت المصحف فلم أجد فيه هذه الآية: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . قال: فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم أجدها مع أحد منهم ، ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنها فلم أجدها مع أحد منهم!! حتى وجدتها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري فكتبتها ، ثم عرضته مرة أخرى فلم أجد فيه هاتين الآيتين: لقد جاءكم رسول من أنفسكم الى آخر السورة ، قال: فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم أجدهما مع أحد منهم ، ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنهما فلم أجدهما مع أحد منهم!! حتى وجدتهما مع رجل آخر يدعي خزيمة أيضاً من الأنصار فأثبتهما في آخر (براءة) !! قال زيد: ولو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة واحدة ) . انتهى.
فالآية من سورة التوبة ، والذي وجدها زيد ، مع خزيمة آخر ، والوقت بقرينة بقية الرواية زمن جمع عثمان للمصحف !
ومن الطريف أن زيد بن ثابت يدعي أنه كان صاحب قرار في تدوين المصحف الإمام ، وأنه كان يتصرف برأيه كأنه لايوجد أحد غيره ! وأنه لو كان ما عثر عليه ثلاث آيات لجعلها سورة مستقلة وصار قرآننا 115 سورة !! وربما كان اسم السورة الأخيرة: (سورة زيد بن ثابت) !
وقد أطال الباحثون والمستشرقون في أمر آيات آل خزيمة ، لأنها تثير الشبهة على القرآن ، وأن فيه آيات كتبت بشهادة شخص واحد فهي غير متواترة ، وبذلك تبطل دعوى المسلمين بتواتر قرآنهم !
وهذا الإشكال يرد على الذين يثقون بزيد بن ثابت ، ويصدقون مبالغاته ومبالغات أمثاله ، التي فتحت على القرآن والوحي والنبي’باباً دخل منه المستشرقون وأعداء الإسلام فوجهوا سهامهم الى الإسلام والقرآن !
أما الحقيقة ، فهي أن نسخ القرآن كانت كثيرة ميسرة ، وأن حفظة القرآن ومدونيه من أهل البيت×وبقية الصحابة كانوا حاضرين على مشروع توحيد نسخة القرآن، وأن زيداً كان كاتباً من الكتاب ، وأنه كذب في تضخيم دوره في جمع القرآن ! وكذب في أنه كتبه زمن أبي وعمر للدولة ! نعم قد يكون كتبه بالأجرة لأحد من الناس ، كما كان غيره يكتب عن النسخ الكثيرة المتداولة ! ثم كذب في زعمه أنه وجد آيات لم يجدها غيره !
الأسئلة
1ـ هل تقصدون بقولكم إن القرآن متواتر أن جميع سوره وآياته وصلت اليكم حسب أسانيدكم الخاصة برواية الثقاة جيلاً عن جيل ؟!
2 ـ ألا يكفي لتواتر القرآن توارث المسلمين لنسخته جيلاً فجيلاً وشهادة قرائهم وعلمائهم ومولفاتهم حول القرآن التي أحصت سوره وآياته ، وبحثت في قراءاته وإعراب كلماته ، وأن فقه المسلمين وعلومهم ومؤلفاتهم ، على اختلاف مذاهبهم مبنية على آياته ؟!
3 ـ هل يختص هذا التواتر بمذهب أومذاهب معينة ، أو يشمل كل المسلمين على اختلاف مذاهبهم ؟!
4 ـ ما قولكم في روايات مصادركم التي تستلزم عدم تواتر بعض سور القرآن أو آياته ، كروايات البسملة ، والمعوذتين التي لارواية عندكم على قرآنيتها إلا رواية الجهني التي تركها البخاري ! وآيات خزيمة ؟!


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page