من أساليبهم في تخفيف الجرم.. إشراك الآخرين فيه ! وهو أسلوب أكثر محبو عمر من استمعاله لتخفيف مقولاته التحريفية في القرآن ، وقد فضحتهم قراءته (فامضوا إلى ذكر الله) التي رووا بشكل قطعي أنها من مختصاته ، وأنها من أسباب اختلافه مع أبيّ ! لكنك تجدهم نسبوها أيضاً إلى عبد الله بن الزبير ، وابن مسعود وابن عباس ، وحتى إلى أبيّ بن كعب !!
وكذلك الأمر في بدعة عمر للأحرف السبعة ، وحذفه سورتي المعوذتين من القرآن ، وغيرها من تحريفاته !
ولهذا السبب صار على الباحث عندما يصل إلى تحريف قرآني ثبت عن عمر ، أن يتوقف في صحة نسبته إلى غيره ، لأن النسبة قد تكون لغرض تخفيف الجرم عن عمر بإثبات شراكة غيره له !
آية عمر: صراط من أنعمت عليهم.. وغير الضالين ، نسبوها إلى أبيّ !
قال السيوطي في الدر المنثور:1/15: (أخرج وكيع ، وأبو عبيد ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي داود وابن الأنباري كلاهما في المصاحف من طرق ، عن عمر بن الخطاب أنه كان يقرأ: سراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين .
وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن أبي داود وابن الأنباري عن عبد الله بن الزبير قرأ: صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين ، في الصلاة .
وأخرج ابن أبي داود عن ابراهيم قال كان عكرمة والأسود يقرآنها: صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين ) .
وفي كنز العمال:2/593: (عن عمر أنه كان يقرأ: سراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ـ وكيع وأبو عبيد ، ص ، وعبد بن حميد وابن المنذر ، وابن أبي داود ، وابن الأنباري معاً في المصاحف ) .
ورواه البغوي في معالم التنزيل:1/42: والراغب في محاضراته:2/199 وابن جزي في التسهيل.. وغيرهم.. وغيرهم.
ومن بين هذه الروايات المتظافرة ، تجدهم رووا رواية نسبوا فيها قراءة عمر إلى أبيّ بن كعب! قال السيوطي في الدر المنثور:1/17: ( وأخرج ابن شاهين في السنة عن إسماعيل ابن مسلم قال: في حرف أبي بن كعب: غير المغضوب عليهم وغير الضالين . آمين . بسم الله ) . انتهى .
ومن الواضح أن ذلك لتخفيف جريمة عمر ، أو لتسويق قراءته !
كما أن من الواضح أن قراءة عمر أسبق من قراءة عكرمة وابن الزبير ، وأنهما قلداه فيها ، فقولهم عن عمر: (أنه كان يقرأ) ، يفيد الدوام .
وإذا سألتهم: لماذا كان عمر يقرأ هكذا ويخالف المسلمين كلهم؟!
فلا تجد جواباً إلا أنه استحلى ذلك !!
والحمد لله أن أحداً من المسلمين لم يطعه في تصحيحاته للقرآن !
وبذلك تجلى قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
المســألة: 6 آيات مزعومة وتحريفات نسبوها إلى أبيّ بن كعب !
- الزيارات: 1758