عرفنا أن مقولة نزول القرآن على سبعة أحرف قد ابتدعها عمر وسوَّقها ! وأن أبرز رواياتها قصته مع هشام بن حكيم ، وزعمه أن النبي’صحح قراءة كل منهما ، وأن عمر شك في نبوة النبي’بسبب ذلك ، فأخبره’ أن القرآن من أصله نزل بصيغ مختلفة !!
هذه القصة بنفسها تقريباً نسبوها إلى أبيّ بن كعب&.
فقد روى النسائي في سننه :2/150، رواية عمر في الأحرف السبعة ، ثم روى ثلاث روايات عن أبيّ بن كعب: ( أن رسول الله(ص)كان عند أضاة بني غفار فأتاه جبريل×فقال: إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف ، قال: أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لاتطيق ذلك ! ثم أتاه الثانية فقال إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين ، قال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لاتطيق ذلك ! ثم جاءه الثالثة فقال إن الله عزوجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لاتطيق ذلك! ثم جاءه الرابعة فقال إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف ، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا !!
ورواية أخرى قال: أقرأني رسول الله(ص)سورة فبينا أنا في المسجد جالس إذ سمعت رجلاً يقرؤها يخالف قراءتي فقلت له من علمك هذه السورة ؟ فقال رسول الله (ص)فقلت لاتفارقني حتى نأتي رسول الله (ص) فأتيته فقلت يا رسول الله إن هذا خالف قراءتي في السورة التي علمتني! فقال رسول الله (ص): إقرأ يا أبيّ فقرأتها فقال لي رسول الله(ص): أحسنت . ثم قال للرجل: إقرأ فقرأ فخالف قراءتي فقال له رسول الله (ص): أحسنت ! ثم قال رسول الله (ص): يا أبيُّ إنه أنزل القرآن على سبعة أحرف كلهن شاف كاف !
ثم رواية ثالثة عن أبيّ أنه قال: ما حاك في صدري منذ أسلمت إلا أني قرأت آية وقرأها آخرغير قراءتي فقلت أقرأنيها رسول الله(ص) وقال الآخر أقرأنيها رسول الله (ص) ! فأتيت النبي(ص) فقلت يا نبي الله أقرأتني آية كذا وكذا ، قال نعم ، وقال الآخر ألم تقرئني آية كذا وكذا ؟ قال نعم ، إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل: إقرأ القرآن على حرف ، قال ميكائيل استزده استزده حتى بلغ سبعة أحرف ، فكل حرف شاف كاف ! ) انتهى .
وهذا يدل على مكانة أبيّ بن كعب الكبيرة في نفوس المسلمين ، وثقتهم بقراءته، فاستغلت السلطة اسمه لترويج مقولتها في توسيع النص القرآني !
المســألة: 8 ونسبوا بدعة عمر في الأحرف السبعة.. إلى أبيّ بن كعب !
- الزيارات: 1784