• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المســألة: 12 آيةعمر: ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ، نسبوها إلى أبيّ !

قال الله تعالى: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ الهُي سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ الهَُ بِكُلِّ شئٍْ عَلِيمًا ).  (سورة الفتح: 26 )
والآية تصف حال قريش وحال المسلمين يوم الحديبية ، حيث قصد النبي ’بأصحابه أداء العمرة ، ولما وصلوا إلى الحديبية قرب مكة أخذت قريش حمية الجاهلية فأرسلت إلى النبي’أنها لاتسمح له بدخوله مكة ، واستعدت للحرب ، وجرت مفاوضات انتهت إلى عقد الصلح المعروف بصلح الحديبية !
روى الحاكم:2/225 ، وصححه على شرط الشيخين: (عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ، فأنزل الله سكينته على رسوله) فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه ! فبعث إليه وهو يهنأ ناقة له(يدهنها بالقطران)فدخل عليه فدعا أناساً من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال: من يقرأ منكم سورة الفتح؟ فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر ، فقال له أبيٌّ: أأتكلم ؟ فقال تكلم ، فقال: لقد علمت أني كنت أدخل على النبي(ص)ويقرؤني وأنتم بالباب ، فإن أحببتَ أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت ، وإلا لم أقرئ حرفاً ما حييت ! قال بل أقرئ الناس) .  (ورواه في الدر المنثور:6/79 وكنز العمال:2/568 وقال (ن ، وابن أبي داود في المصاحف ، ك، وروى ابن خزيمة بعضه) ونحوه ص594 وقال ( ن ، وابن أبي داود في المصاحف ، ك ، وروى ابن خزيمة بعضه . ونقله في ص 595 عن ابن داود ) .
وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء:1/397: (عن أبي إدريس الخولاني أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق ، فقرؤوا يوماً على عمر: إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام. فقال عمر: من أقرأكم هذا ؟ قالوا أبي بن كعب . فدعا به فلما أتى قال: إقرؤوا فقرؤوا كذلك ، فقال أبيٌّ: والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون وأدنى ويحجبون ويصنع بي ويصنع بي ، ووالله لئن أحببت لألزمن بيتي فلا أحدث شيئاً ولا أقرئ أحداً حتى أموت ! فقال عمر: اللهم غفراً ، إنا لنعلم أن الله قد جعل عندك علماً فعلم الناس ما علمت ) . (ورواه في كنز العمال:2/594)
والذي يعرف قصة عمر في الحديبية واعتراضه بجفاء على النبي’ لقبوله الصلح ، وإصراره على أن يدخل النبي’مكة عنوة ويقاتل قريشاً ! وتصريحه بأنه شك في نبوة النبي’يومئذ ، وقيامه بأعمال لإفساد الصلح وإيقاع الحرب.. يعرف أن الزيادة المزعومة في الآية منه  لامن أبيّ بن كعب ، وأن الرواة حرفوا فيها لتبرئة عمر على عادتهم !
لقد عمل عمر بكل ما استطاع في الحديبية(ليحمِّي)المسلمين فظلوا باردين ولم يستجيبوا له ! وبعد سنوات انكشف لعمر وجه الحكمة من الصلح النبوي  وأن المسلمين لوحموا وقاتلوا كما أراد ، لكان ذلك ضرراً على مكة وحرمتها فقال: ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ! لكن غفل عن أنه لاتناسب بين حمية الجاهلية القرشية وحمية المسلمين لإسلامهم ! ولا بين ذلك وبين فساد المسجد الحرام !
فلو أن المسلمين حموا لإسلامهم لهزموا المشركين ودخلوا المسجد الحرام فاتحين ، كما أخبر الله تعالى: (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لايَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا . سُنَّةَ الهَِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الهِ  تَبْدِيلاً . وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ الهُم بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) . (سورة الفتح: 22ـ24)
فمقولة: (لفسد المسجد الحرام) لاتصح إلا إذا كان مقصوده فساده بقتل أهله القرشيين المشركين ، الذين صاروا فيما بعد أنصار عمر وسكنوا المدينة  واختاروه وأبا بكر لخلافة النبي’؟!
فالزيادة محاولة لإثبات مكرمة لكفار قريش ، وهي ترتبط بعمر القرشي ، وأبيُّ بن كعب الأنصاري بريئًٌ منها !! وشهادة الحاكم بأن روايتها صحيحة على شرط الشيخين ، تضرُّ رواتها ولا تُقَوِّم قناتها !
ونورد فيما يلي خلاصة موقف عمر في الحديبية ، لمزيد التوضيح:
في البخاري:3/178: من رواية طويلة تحت عنوان (باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحروب وكتابة الشروط) ، جاء فيها:
خرج رسول الله (ص) زمن الحديبية حتى كانوا ببعض الطريق ، قال النبي (ص): إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين، فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيراً لقريش! وسار النبي(ص)حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس: حل حل، فألحت فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء! فقال النبي(ص): ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل، ثم قال:والذي نفسي بيده لايسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها، ثم زجرها فوثبت ! قال فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضاً ، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه ، وشكي إلى رسول الله (ص) العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه ، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه !
فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله (ص) من أهل تهامة ، فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا إعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ، فقال رسول الله (ص): إنا لم نجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم ، فإن شاؤا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس ، فإن أظهر فإن شاؤا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا ، وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ، ولينفذن الله أمره .
فقال بديل: سأبلغهم ما تقول ، قال فانطلق حتى أتى قريشاً ، قال إنا قد جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولاً فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا . فقال سفهاؤهم لاحاجة لنا أن تخبرنا عنه بشئ ، وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته يقول ، قال سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي(ص)....
ثم ذكر البخاري مجئ رسول قريش عروة بن مسعود ومفاوضته لهم ، ثم مجئ رسول آخر وهو رجل من بني كنانة ، ثم مجئ رجل يقال له مكرز بن حفص (فلما أشرف عليهم قال النبي (ص) هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي (ص) ، فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو .... قال الزهري في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو فقال: هات أكتب بيننا وبينكم كتاباً ، فدعا النبي (ص) الكاتب ....
فقال عمر بن الخطاب: فأتيت نبي الله (ص) فقلت ألست نبي الله حقاً ؟ قال بلى قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً ؟ قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو  ناصري .
قلت: أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟
قال: بلى ، فأخبرتك أنا نأتيه العام ؟ قال: قلت لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به! قال: فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله(ص) لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا.... فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً ) !!
وفي البخاري:6/45: (فقال يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبداً ، فرجع متغيظاً فلم يصبر حتى جاء أبا بكر ! فقال يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل؟! قال: يا ابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبداً . فنزلت سورة  الفتح ) .
وفي تاريخ الطبري:2/280: (فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر أليس برسول الله ؟! ).
وروى في كنز العمال:10/494 ، تحريض عمر لأبي جندل ابن سهيل بن عمرو على قتل أبيه: (فلصق به عمر وأبوه آخذ بيده يجتره وعمر يقول: إنما هو رجل ومعك السيف ) .
وفي سيرة ابن هشام:2/476: ( أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله (ص): يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو ويدلع لسانه ، فلا يقوم عليك خطيباً في موطن أبداً ! قال: فقال رسول الله (ص): لا أمثل به فيمثل الله بي وإن كنت نبياً ) . انتهى.
وهذا تصرف غريب من عمر ، لأن سهيل بن عمر رسول قريش المفاوض ، وقتله أو التمثيل به مخالف لكل الأعراف والأديان !
وقد أظهر عمر ندمه بقوله: ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ! لأن سهيل بن عمرو صار رئيس قريش بعد فتح مكة، وصار صديقاً حميماً لعمر ، وكان له الدور الأكبر في إنجاح السقيفة !
ولهذا وضعوا على لسان النبي’كما في سيرة ابن هشام:2/476، وتاريخ الطبري:2/162: ، ما عبر عنه ابن إسحاق بأنه بلغه! قال: ( قال ابن إسحاق: وقد بلغني(؟)أن رسول الله(ص)قال لعمر في هذا الحديث: إنه عسى أن يقوم مقاماً  لا تذمه) . انتهى .
والمقصود بالمقام تأييد سهيل في مكة لبيعة السقيفة كما روى الحاكم والبيهقي في الدلائل: (قال عمر: دعني يا رسول الله أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو فلا يقوم خطيباً في قومه أبداً . فقال: دعها فلعلها أن تسرك يوماً ، فلما مات النبي(ص) نفر أهل مكة فقام سهيل عند الكعبة فقال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات  والله حي لا يموت) . (الدر المنثور:2/81) .
فقد طمأن سهيل القرشيين بأن مرحلة عبَّاد محمد قد انتهت ، وأن قريشاً هي التي تحكم من الآن وصاعداً ، وتعبد الله ولا تعبد محمداً !
ولابد أنه كان اتفق مع أبي بكر وعمر على مضمونها ، فجاءت نسخة من خطبة أبي بكر في المدينة !!


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page