كانت البسملة سلاحاً من الله تعالى لنبيه’لطرد شياطين قريش ، فعندما كانوا يجتمعون على باب داره ليسبوه أو يؤذوه ، كان يرفع صوته بالبسملة فيولون فراراً ! في الكافي:8/266، عن الإمام الصادق×قال: (كتموا بسم الله الرحمن الرحيم ، فنعم والله الأسماء كتموها ، كان رسول الله’إذا دخل إلى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته ، فتولي قريش فراراً ! فأنزل الله عز وجل في ذلك: (وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً). (سورة الإسراء: 46)
وفي الكافي:2/624: عنه×أنه قال للمفضل بن عمرو: (يا مفضل إحتجز من الناس كلهم ببسم الله الرحمن الرحيم ، وبقل هو الله أحد ، إقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك فإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات ، واعقد بيدك اليسرى ثم لاتفارقها حتى تخرج من عنده). انتهى.
وفي السنة الثامنة للهجرة فاجأ النبي’مشركي مكة بجيش من عشرة آلاف مقاتل ، وأجبرهم على خلع سلاحهم والتسليم ، وخيَّرهم بين الإسلام والقتل ، فأسلموا مكرهين ، فعفا عنهم وسماهم الطلقاء !
وبعد فتح مكة تكاثر الطلقاء في المدينة وسعوا ليكونوا أكثرية قوية واستطاعوا بعد النبي’أن يأخذوا خلافته في السقيفة .
لكن خوفهم من البسملة بقي ! فالذي كان بالأمس يؤذي النبي’فيقرأ عليه البسملة فترتعد فرائصه ويولي فراراً ، يصعب عليه أن يتحمل سماعها اليوم من النبي’في مسجده بالمدينة ! كما يصعب عليه أن يقرأها بعد النبي’ويجهر بها ؟!
وقد ظهر انتقام الطلقاء من البسملة بعد النبي’أنهم حرَّموا قولها في الصلاة جهراً ، أي حذفوها عملياً من الصلاة !
وهذا معنى قول الإمام الصادق×: (كتموا بسم الله الرحمن الرحيم ، فنعم والله الأسماء كتموها )!! ويبدو أنهم أقنعوا أبا بكر وعمر بذلك فتركاها ، فقد رووا عنهما أنهما تركاها في صلاتهما ، وروي عنهما أنهما قالاها ، ولابد أن يكون ذلك قبل قرار الحذف !
ثم نشروا مقولتهم بأن النبي’لم يكن يجهر بها !! ثم وصل أمرهم إلى إنكار أن البسملة آية من القرآن كما سترى !!
قال النووي في المجموع:3/343: (قالوا: ولأن الجهر بها منسوخ ، قال سعيد بن جبير: كان رسول الله(ص)يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم بمكة ، وكان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن ، فقالوا إن محمداً يدعو إلى إله اليمامة ، فأمر رسول الله(ص)فأخفاها فما جهر بها حتى مات .
قالوا: وسئل الدارقطني بمصر حين صنف كتاب الجهر فقال: لم يصح في الجهر بها حديث . قالوا: وقال بعض التابعين: الجهر بها بدعة ! قالوا قياساً على التعوذ ) . انتهى.
ونلاحظ أنهم اعترفوا بجهر النبي’بها في مكة ! وزعموا أن الوحي نسخها بسبب مسيلمة ، قبل أن يوجد اسم مسيلمة !
أما(بعض التابعين)الذين قالوا إن الجهر بها بدعة ! فمن يكونون غير بعض الطلقاء ؟!!
وأما قول الدارقطني فهو عدم اطلاع منه أو تعصب ، وستعرف أن الشافعية وغيرهم رووا أحاديث صحاحاً عن أبي هريرة وأنس في المدينة أن النبي ’كان يجهر بها !
المســألة: 1 خوف الجن والطلقاء ومحبيهم من البسملة !
- الزيارات: 1829