بسـم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين
وبعد ، فقد طرح المخالفون لمذهب أهل البيت الطاهرين^إشكالاتهم وشبهاتهم على مذهبنا وأتباعه ، وكرروها في خطبهم وكتبهم ، وملؤوا منها الأسواق ، ومواقعهم في شبكات النت ، ووزعوا كتيباتها وأشرطتها في الحرمين ، وفي بلاد المسلمين ، والمهجر !
وهي شبهاتٌ أجاب عنها علماء الشيعة القدماء والمعاصرون ، فجزاهم الله خير الجزاء لدفاعهم عن ظلامة أهل البيت الطاهرين^ومذهبهم الحق .
وهذه أسئلة وإشكالات علمية ، كتبناها لتكون جواباً على ما يثيرونه علينا ، وتنبيهاً إلى أن الأولى لهم أن يعالجوا المشكلات التي امتلأت بها مصادرهم ، وقامت عليها مؤلفاتهم وآراؤهم في مسائل العقائد والفقه والتفسير ، فإن إصلاح الدار أوْجبُ من انتقاد الجار !
وقد اعتمدنا في هذه المسائل على مصادرهم الأساسية في الحديث والتفسير والفقه والعقائد ، وأقوال كبار أئمتهم من القدماء والمتأخرين .
واعتمدنا في ترتيب أبوابها على كتبنا: الوهابية والتوحيد ، وتدوين القرآن ، والعقائد الإسلامية ، وآيات الغدير ، وغيرها .
أما المنهج الذي اخترناه فهو تحريرالمسألة بعبارة مليئة موثقة ، ثم توجيه الأسئلة حولها أو الإشكالات ، لتسهيل الأمر على القارئ والباحث .
وهذا هو المجلد الثاني من كتاب (ألف سؤال وإشكال على المخالفين لأهل البيت الطاهرين^) ، وقد لاقى المجلد الأول منه رواجاً حسناً ، ونفدت نسخه في مدة قصيرة ، لبساطة منهجه وقوة حجته بفضل الله تعالى.
ومع أنه مضت شهور على صدور المجلد الأول وانتشرت نسخه المطبوعة في البلاد ، وفي شبكات النت ، إلا أنه لم يصلنا أيُّ نقدٍ أو ردٍّ على شئ من مسائله من المخالفين لأهل البيت الطاهرين^مع أن منهم متفرغين في إلقاء الشبهات على المذهب وأتباعه ! ولعلهم بحاجة الى وقت أطول لكي يراجعوا ويفكروا ، ولا نظن أنهم يأتون بطائل ، أو يرجعون الى حاصل .
نسأل الله أن يهديهم الى الكفِّ عن عملهم لتشويه مذهب أهل البيت^، وأن يتجهوا بدل ذلك الى احترام مذاهب المسلمين والتقريب بينهم ، وإنصاف أهل بيت نبيهم’والإعتراف بمقامهم الرباني وفضائلهم وظلامتهم ، والتعايش والتحابب مع شيعتهم، ومع أتباع كافة المذهب ، خاصة في هذا الظرف الذي تشهد فيه الأمة هجمة من أعدائها على كافة بلادها ، وكافة أبنائها ومقدساتها .
والله ولي القصد والتوفيق ، والهادي إلى سواء السبيل .
حرره: علي الكوراني العاملي عامله الله بلطفه
الحوزة العلمية بقم المشرفة- شوال المكرم1424
مقدمة
- الزيارات: 1549