تميم الداري من نصارى بلاد الشام ، كان يعمل في تجارة الخمر من الشام الى الجزيرة ، وكان قصَّاصاً لقصص أهل الكتاب ، اليهود والنصارى .
وقد أعلن إسلامه قبيل وفاة النبي’وسكن المدينة ، وكان مقرباً من اليهود ومن عمر وكعب الأحبار ، ونشط هو وتلامذته في إشاعة التجسيم والاسرائيليات في عقائد المسلمين !
وقد كتب عمر لتميم الداري مرسوماً خلافياً أن يقص قصص أهل الكتاب يوم السبت في مسجد النبي’! وحضر أول جلسة احتراماً له وتأييداً !
ثم زاد في إكرامه فجعل له يومين في الأسبوع !!
فقام تميم بنشر الاسرائيليات والأكاذيب ، كما ترى في أحاديثه ومنها حديث الجساسة والدجال في مسلم وغيره !
ومن أكاذيب تميم زعمه أنه كان يهدي الى النبي’زقَّ خمر فيقبله منه ، حتى نزل تحريم الخمر ! مع أن تحريم الخمر نزل في السنة الثانية أو الثالثة ، وتميم جاء الى المدينة بعد شمول الإسلام للجزيرة في السنة التاسعة أو العاشرة !
قال في فتح الباري:8/209: (وروى أحمد وأبو يعلى من حديث تميم الداري أنه كان يهدي لرسول الله(ص)كل عام راوية خمر ، فلما كان عام حُرِّمت جاء براوية فقال: أشَعَرْتَ أنها قد حُرِّمت بعدك؟ قال: أفلا أبيعها وأنتفع بثمنها فنهاه).!
ورواه الطبراني في الكبير:2/57 وفيه: أهدى له راوية فضحك النبي(ص)فقال: إنها قد حُرِّمت ، قال: فأبيعها ؟ قال: إنه حرام شراؤها وثمنها ).
وفي الدر المنثور:2/317: (عن وهب بن كيسان قال: قلت لجابر بن عبد الله متى حُرِّمت الخمر ؟ قال: بعد أحد) . انتهى . أي في السنة الثالثة للهجرة .
وفي مسند أحمد:3/449: (عن الزهري عن السائب بن يزيد أنه لم يكن يُقَصُّ على عهد رسول الله(ص)ولا أبي بكر ، وكان أول من قَصَّ تميماً الداري استأذن عمر بن الخطاب أن يقصَّ على الناس قائماً ، فأذن له عمر ) . انتهى .
وهذا يشير الى أنه كان قبل ذلك يقص وهو قاعد ، على شكل حلقة في المسجد ، ثم صارت حلقته قصصاً لمدة أطول بشكل رسمي وهو قائم !!
وفي تاريخ المدينة لعمر بن شبة:1/11:(عن ابن عمر قال:خرج عمر الى المسجد فرأى حلقاً في المسجد فقال ما هؤلاء ؟ فقالوا قُصَّاص ، فقال: وما القُصَّاص؟ سنجمعهم على قاصٍّ يقصُّ لهم في يوم سبت مرة ، الى مثلها من الآخر ، فأمر تميم الداري.... ثم روى رواية أحمد المتقدمة ...
عن نافع: فأذن له قال: وجلس إليه هو وابن عباس ! وقال أبو عاصم مرة: وجلس إليه في أصحابه وهو يقص ، فسمعه يقول (إياك وزلة العالم) فأراد أن يسأله عنها ، فكره أن يقطع به !
قال: وتحدث هو وابن عباس وتميم يقص ، وقاما قبل أن يفرغ ...
عن ابن شهاب أنه سئل عن القصص فقال: لم يكن إلا في خلافة عمر ، سأله تميم أن يرخص له في مقام واحد في الجمعة ، فرخص له فسأله أن يزيده فزاده مقاماً آخر ! ثم استخلف عثمان فاستزاده فزاده مقاماً آخر ، فكان يقوم ثلاث مرات في الجمعة ). انتهى .
وثقافة القصاصين موضوع خطير ، ابتدعه عمر ، وفرضه على المسلمين بدون مشورة أحد من الصحابة ، لأجل ملأ فراغ الذي أحدثه تغييبه للسنة النبوية ! ومنعه البحث العلمي والسؤال عن تفسير القرآن !
وقدكتب عديدون في ثقافة القصاصين وتأثيرها في ثقافة المسلمين ، لكنها الى الآن تحتاج الى بحوث جادة تكشف دوافعها وموادها وتأثيراتها على الأمة !
وتدل هذه النصوص وغيرها وهي كثيرة ، على أن عمر اختار لتميم الداري يوم السبت ! ثم اختار تميم أن يضيف له يوم الجمعة ! ثم أضيف لهما يوم ثالث !!
الأسئلة
1 ـ لماذا أطلق عمر يد الحاخامات والقساوسة أمثال كعب ، وتميم ، وعبدالله ابن سلام ، وأولاد منبِّه ، لتدريس المسلمين قصص اليهود والنصارى في مسجد النبي’، في الوقت الذي منع فيه من تدوين القرآن ، وكتابة الحديث ، بل منع الصحابة من مجرد التحديث عن النبي’!
2 ـ ألم يكن في صحابة النبي’وأهل بيته^علماء ووعاظ يستطيعون أن يعلموا الناس في المسجد النبوي معالم دينهم ، حتى احتاج الأمر الى تميم وكعب وأمثالهم من قصاصين أهل الكتاب ؟!
3 ـ هل تحكمون بعدالة كعب الأحبار وتميم الداري وأمثالهما من اليهود والنصارى ، الذين أسلموا بعد نتصار الإسلام وشموله الجزيرة ، وتقبلون الأساطير والإسرائيليات التي ترويها عنهم الصحاح والمسانيد ؟!
4 ـ هل تقبلون أسطورة البيهقي التي رواها في دلائل النبوة:6/80 (باب ما جاء في الكرامة التي ظهرت على تميم الداري شرفاً للمصطفى(ص)وتنويهاً باسم من آمن به: أخبرنا أبو عبدالله الحافظ . . . فبينا نحن ذات يوم إذ خرجت نار بالحَرَّة ، فجاء عمر الى تميم فقال: قم الى هذه النار، فقال يا أمير المؤمنين ومن أنا وما أنا؟ قال: فلم يزل به حتى قام معه، قال وتبعتهما فانطلقا الى النار، فجعل تميم يحوشها بيده حتى دخلت الشعب ، ودخل تميم خلفها ! قال: فجعل عمر يقول: ليس من رأى كمن لم يرَ . قالها ثلاثاً . لفظ حديث الصنعاني ) انتهى.
وهل تلاحظون محاولة الرواة تمرير المعجزات المزعومة للصحابة الذين يحبونهم ، بأنها شرف للمصطفى’ ، بينما لايروون لعترته وآله^مثلها ؟!
5 ـ ما رأيكم في إهانة عمر للصحابي أبي بن كعب وضربه إياه ، لأنه خالف أمر عمر بعدم التحديث عن النبي’وأنتم تسمونه سيد المسلمين؟! فقد روى الدارمي:1/132: (عن سليمان بن حنظلة قال: أتينا أبي بن كعب لنحدِّث إليه ، فلما قام قمنا ونحن نمشي خلفه ، فرهقنا عمر فتبعه فضربه عمر بالدرة ! قال فاتقاه بذراعيه فقال يا أمير المؤمنين ماتصنع! قال:أوَما ترى؟ فتنة للمتبوع مذلة للتابع !) .
وقد تقدم ذلك في المسألة (124)
المسألة: 3 بماذا تفسرون المكانة التي أعطاها عمر لتميم الداري ؟
- الزيارات: 2123