ان اعـتـبـار اصالة الحديث , والذي يؤيده القرآن الكريم , تقره الشيعة وسائرالمذاهب الاسلامية , ولكن اثر التفريط الذي حصل من الولاة والحكام في صدر الاسلام في حفظه , والافراط الذي حدث من الصحابة والتابعين في نشر الاحاديث , كانت عاقبة الحديث مؤسفة مؤلمة .
فـمـن جـهـة منع خلفا الوقت من كتابة الحديث وتدوينه , اذ كانوا يحرقون الاوراق التي دونت فيها الاحـاديـث , مـاوسـعـهم ذلك , واحيانا كانوا يمنعون من نقل الاحاديث , هذاما ادى الى ان الكثير من الاحاديث اصابها التغيير والتحريف والنسيان ونقلت الاحاديث بمضامينها.
ومـن جـهـة اخـرى , قام صحابة النبي الاكرم (ص ) الذين حضروا مجلسه ,واستمعوا الى حديثه , وكانوا مورد احترام خلفا الوقت وعامة المسلمين , قاموا بنشرالاحاديث حتى آل الامر الى ان يصبح الحديث ذا اهمية اكثر من القرآن , فاحيانا كان الدحيث ينسخ الاية .
وكان يتفق ان نقلة الاحاديث , يتحملون مصاعب الطريق والسفر لاستماع حديث واحد.
وقـد تـزيـا بعض من ليس بمسلم بزي الاسلام , وتلبس به , وذهب بعض من اعداالاسلام الى وضع الاحاديث وتغييرها, حيث اسقطوا الحديث من الاعتبار, والوثوق به .
ولـهذا السبب فكر علما الاسلام ومفكروهم لوضع حل لهذه المعضلة , فوضعواعلمين : علم الرجال وعلم الدراية , ليميزوا الحديث الصحيح من السقيم .
والـشـيـعة فضلا عن انهم يهتمون بتنقيح سند الحديث , فانهم يرون وجوب مطابقة الحديث للقرآن الكريم في صحة اعتباره .
وقـد ورد في اخبار كثيرة وباسانيد قطعية عن طريق الشيعة عن النبي الاكرم (ص ), وائمة اهل البيت (ع ), ان الحديث الذي يخالف القرآن لا اعتبار له , والحديث المعتبر هو ما وافق القرآن , فوفقا لهذه الاخبار الشيعية , لا يعمل بالاحاديث التي تخالف القرآن , اما الاخبار التي لا يعلم مدى مخالفتها او موافقتها, فانها توضع جانبا, دون رد اوقبول , ويعتبر مسكوتا عنه , ويستدل على هذا الامر باحاديث اخرى لائمة اهل البيت (ع ), ولا يخفى ان هناك فئة من الشيعة , مثل ما عند اهل السنة , يعملون باي حديث يقع في متناول ايديهم .
تتمة البحث عن الحديث
- الزيارات: 2314