التاريخ: 2009/08/25
نص الحديث
قالت فاطمه الزهراء (عليها السلام) لمن اکثرت الاسئله عليها: اکتريت انا لکل مساله ما بين الثری الی العرش لؤلؤا.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم - کما المحنا - جاء جوابا لاحدی النسوه ممن اکثرت اسئلتها علی الزهراء (عليها السلام) بحيث خجلت من ذلک، فاجابتها الزهراء (عليها السلام) بانها ربحت من الاسئلة ربحا لاحدود لتصوره، انه الربح المتمثل فيمن تلا ما بين الارض والسماء لؤلؤاً: علی سبيل المثال وهذا الحديث يجسد - من حيث الصياغة التعبيرية صورة - رمزية، اي: ان اللؤلؤ يرمز الی الشيء الثمين، کما ان المسافة ما بين الارض والعرش ترمز الی کثرة المنفعة، حيث ان معنی (اکتريت) هو: الاطاله في الحديث، اي: الزيادة في ذلک، والمهم الان هو: ان نشير اولاً الی دلالة الحديث المتقدم، ثم الی بلاغته. اما دلالته فمن الوضوح بمکان، حيث ان الامر بالمعروف والنهي عن المنکر، او ان توصيل مبادئ الله تعالی الی الاخرين، او ان زکاة العلم هو نشره هذه المعاني تؤکد اهمية نشر المعرفة الاسلامية الی درجة ان الناشر لها لاحدود للثواب الذي يحصل عليه من الله تعالی.
بلاغة الحديث
واما بلاغة الحديث تتمثل في ان الزهراء (عليها السلام) وهي بنت النبي: افصح العرب، وزوجه الامام علي (عليه السلام): ابلغ العرب عندما تصوغ حديثاً فهذا يعني انه يطفح بفصاحته وبلاغته، وهو ما نلحظه في طبيعة الصورة الرمزية التي توکات عليها في التعريف باهمية نشر المعرفة، وان هذا الامر مهما کثر فانه في صالح الشخصية، بحيث يتعين علی کل واحد منا الايثقل عليه نشر المعرفه بل علی العکس انه يربح من الان ما لاحد لاحصائه، من هنا، فان الدلالة المذکورة صاغتها الزهراء (عليها السلام) في صورة هي: الاکتراء مما بين الارض والعرش مما لاحدود لتصوره. کما ان اللؤلؤ - بهذا القدر - لا حدود لتصور ثمنه، بالاضافة الی ان العرش نفسه: يجسد احد الرموز التي لاحدود لتصورعلوه وتتمته...؟ ان الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (کما ورد في النص القراني الکريم) مما يعني ان الثواب الذي يحصل عليه الناشر للمعرفة الاسلامية يبلغ من العلو والرفعه الی ما لاحد لتصوره.
اذن ادرکنا النکات البلاغية الکامنة وراء التعبير الذي صاغته الزهراء (عليها السلام) بالنسبة الی ضرورة ان تعني بنشر المعرفة وعدم الملل من ذلک، بل العکس: يتعين علی الشخصية الاسلامية ان تدرک وظيفتها في الحياة وفي مقدمة ذلک: ايصال مبادئ الله تعالی الی الاخرين: کما هو واضح.
*******
بقلم : الدکتور محمود البستانی
المأخذ : arabic.irib.ir